Al Sabîl

Index

Table des matiéres
Résumé
Télechargement
Texte Integral
Notes
Bibliographie
Auteur

Information

01 | 2016

أوقاف الجامع الكبير بغار الملح من خلال وثيقة أرشيفية تعود إلى أواسط القرن الثامن عشر

تفاحة مفتاح

ملخص

ندرس في هذا المقال وثيقة أرشيفية تعود إلى سنة 1179/1766 تتعلق بأوقاف جامع الخطبة بغار الملح. هذه الوثيقة تحصي أوقاف الجامع من رباع وعقارات، وتكشف عن أهمية هذه الأحباس وتنوّعها، كما تبين دورها في الحفاظ على المعلم وصيانته، وذلك بتوفير دخل قار يقوم بتغطية نفقات التأثيث والترميم والتجديد والإصلاح طوال السنة، ودفع أجور الموظفين والقائمين بشؤون الجامع. أمدتنا الوثيقة إلى جانب ما ذكرناه بمعلومات عدّة متعلقة بنوعية الأنشطة الفلاحيّة التي نجدها في أحواز غار الملح وفي القرى المجاورة لها مثل عوسجة ورفراف ورأس الجبل. كما تعرض رسم الحبس إلى بعض المكوّنات الحضرية لبلدة غار الملح، مثل السوق والفندق والمقهى، التي تجعلنا نصنف البلدة ضمن المدن رغم صغر حجمها، وذلك لاحتوائها على مثل هذه المرافق التي تخص المجالات الحضرية وتميز المدينة عن القرية

Dans cet article, nous étudions un document d'archives datant de l'année 1179/1766 relatif aux dotations de la mosquée Al-Khattab à Ghar El Melh. Ce document recense les dotations de la mosquée, y compris les quartiers et les biens immobiliers, et révèle l'importance et la diversité de ces dotations, ainsi que leur rôle dans la préservation et l'entretien du monument, en fournissant un revenu stable qui couvre les dépenses d'ameublement, de restauration. , en renouvelant et en réparant tout au long de l'année, et en payant les salaires des employés et des personnes en charge des affaires de la mosquée. En plus de ce que nous avons mentionné, le document nous a fourni plusieurs informations liées au type d'activités agricoles que l'on retrouve à Ahvaz Ghar El Melh et dans les villages voisins tels qu'Awsjah, Rafraf et Ras al-Jabal. Le dessin de l'incarcération montre également certaines composantes urbaines de la ville de Ghar El Melh, comme le marché, l'hôtel et le café, ce qui nous amène à classer la ville parmi les villes malgré sa petite taille, car elle contient de tels équipements qui sont spécifiques aux zones urbaines et distinguent la ville du village.

In this article, we study an archival document dating back to the year 1179/1766 related to the endowments of the Al-Khattab Mosque in Ghar El Melh. This document counts the endowments of the mosque, including quarters and real estates, and reveals the importance and diversity of these endowments. It also shows their role in preserving and maintaining the landmark, by providing a stable income that covers the expenses of furnishing, restoring, renewing and repairing throughout the year, and paying the wages of employees and those in charge of the mosque’s affairs. In addition to what we mentioned, the document provided us with several information related to the type of agricultural activities that we find in Ahvaz Ghar El Melh and in the neighboring villages such as Awsjah, Rafraf, and Ras al-Jabal. The incarceration drawing also shows some of the urban components of the town of Ghar El Melh, such as the market, the hotel, and the café, which make us classify the town among cities despite its small size, because it contains such facilities that are specific to urban areas and distinguish the town from the village.

كلمات مفاتيح

وقف، عمارة دينية، غار الملح، الجامع الكبير الحنفي، مصطفى لاز داي

لذكر هذا المقال

: تفاحة مفتاح، «أوقاف الجامع الكبير بغار الملح من خلال وثيقة أرشيفية تعود إلى أواسط القرن الثامن عشر»، في السبيل : مجلة التّاريخ والآثار والعمارة المغاربية]نسخة الكترونية]، عدد 1، 2016. http://www.al-sabil.tn/?p=2130

مقال

مقدمة

ندرس في هذا المقال وثيقة أرشيفية تعود إلى أواسط القرن الثامن عشر، ممّا يجعلها تكتسي أهمية بالغة. كما تحتوي على معلومات دقيقة تحصي أوقاف جامع الخطبة بغار الملح. وتوجد هذه الوثيقة بأرشيف أملاك الدولة والشؤون العقارية1 . وتمثل ورقة واحدة من الحجم الكبير يبلغ طولها 72.5 صم وعرضها 47.5 صم. وتساوي مقاسات المساحة المكتوبة 50 صم طولا و37 صم عرضا. وتضمّ 59 سطرا إلى جانب تذييلها بإمضاءين للعدلين الذين قاما بتحريرها. وقد كتبت الوثيقة بخط مغربي واضح عدا بعض الكلمات التي لم نستطع قراءتها كما احتوت على فراغات. وكتبت بأسلوب عامّي متداول، وتضمنت ألفاظ عاميّة وأخطاء لغوية وتكرار في بعض الأحيان. ويعود تاريخ هذه الوثيقة بالتحديد إلى سنة 1179/ 1766. ويوافق ذلك فترة حكم علي باي (1759-1782)، الذي حكم البلاد قرنا بعد بناء جامع الخطبة بغار الملح، المدينة التي اشتهرت بمينائها الحربي الذي أنشأه الداي أسطى مراد (1637-1640). وتحتوي هذه الوثيقة الأرشيفية على معلومات هامّة ودقيقة تخصّ أوقاف جامع الخطبة بغار الملح حيث تعددها وتشير إلى أماكن توزّعها. وتعتبر هذه الوثيقة باختصار، حجة تشمل جميع الرباعات والعقارات المسجّلة والموقوفة على الجامع الكبير للبلدة. وتشمل عقارات مشجّرة وبياضا ورباعات متنوعة متواجدة بأماكن متعددة من ساحل بنزرت. وسنعمد في بداية دراستنا لهذه الوثيقة إلى بسط لمحة تاريخية عن تأسيس بلدة غار الملح وجامعها الكبير. ثمّ سنتعرّض في مرحلة ثانية لأوقاف المعلم المتمثلة في العقارات والرباعات وذلك اعتمادا على الوثيقة مع التركيز على دور الأوقاف في الحفاظ على المعلم وتسيير شؤونه. ويتمثّل العنصر الثالث، الذي نستخلصه من الوثيقة، في نوعية الأنشطة الاقتصادية بساحل بنزرت وهي أنشطة فلاحية وحرفية وتجارية

لمحة تاريخية حول بلدة غار الملح وجامعها الكبير

بلدة غار الملح

قام ببناء بلدة غار الملح وقلعتها التي على المرسى أسطا مراد داي (1637-1640) ورغبّ الناس في سكناها2 . فقد ذكر ابن أبي دينار في كتابه المؤنس أن أسطا مراد "في أيامه بنى البرج الذي بغار الملح على يدي المعلم موسى، وأمر أن تبنى هناك مدينة واستنفر الناس إلى السكنى وسلّفهم دراهم للتعمير والإعانة فاستوطنها جمع من الأندلس وغيرهم وهو السبب فيه حتى صار من أجلّ المراسي التي بالبلاد3" . وحظيت بلدة غار الملح خلال العصر العثماني باهتمام من السلطة المركزية خصوصا في عهد حسين بن علي الذي اعتنى بمرساها وقام بإصلاحه. ورممّ حصونها وحصاراتها، إلى جانب "إنشاؤه المراكب للجهاد، وإجراؤه المياه لمرساها وإحداثه للخان العظيم بها المعدّ للمسافرين وغير ذلك" 4

. مدينة غار الملح (ديوان رسم الخرائط وقيس الأراضي)

وأطلقت على البلدة تسمية الثغر لما تتميز به من موقع استراتيجي هامّ. يدير شؤونها كاهية، كان يدعى خلال تاريخ الوثيقة، إسماعيل بن عبد الله التركي5 . وازدادت أهميتها بعد أن أصبح ميناءها يأوي أسطول الايالة وذلك بعد أن تخلى عن ميناء بنزرت الذي تردم وأصبح غير قادر على إيوائه

غار الملح: الميناء العثماني ومن ورائه الجامع الكبير الحنفي

تأسيس جامع الخطبة بغار الملح

ضمّت غار الملح إلى جانب أبراجها وحصونها عدّة معالم أشهرها على الإطلاق زاوية سيدي علي المكي التي تبعد عنها 7 كم غربي البلدة، في الجهة الشمالية للميناء مما يعطيه خصوصية تضفي عليه قيمة تاريخية مرتبطة بقوة الميناء أثناء تلك الفترة والدور الذي يلعبه في ممارسة نشاط القرصنة والتصدّي لهجمات العدّو التي تأتي من ناحية البحر ويعود تاريخ إنشاء الجامع الكبير بغار الملح إلى أواسط القرن السابع عشر وبالتحديد إلى سنة 1070 /1659، وذلك حسب نقيشة تأسيسية كتبت باللغة التركية بخط ثلثي طعمّت بالرصاص على لوحة من الرخام أبيض اللون 6. ويتزامن بناء الجامع مع فترة حكم حمودة باشا التي تمتد من سنة 1631 إلى سنة 1666. شهدت الايالة خلالها العديد من الإنجازات المعمارية، نذكر منها بناؤه لجامعه المعروف بجامع حمودة باشا بتونس وزاوية الصحابي أبي زمعة البلوي بالقيروان والجامع الكبير ببنزرت وغيرها من المنشآت الأخرى

غار الملح: مئذنة الجامع الكبير الحنفي

وتذكر النقيشة أن الداي الحاج مصطفى لاز هو الذي أشرف على بناء الجامع. وقد حظي هذا الداي باهتمام باي البلاد حمودة باشا. ويشير إلى ذلك الوزير السرّاج في كتابه الحلل الأندلسية في الأخبار التونسية بأن الأمير أنشأ له "دارا مفردة لا تعلم نظيرها بمدينة تونس، ووهبها له. وأهداه جارية من أفخر جواريه وزوّجه بها. وجعل لها شوارا عالي القيم بمثابة واحدة من بناته. وصنع معه من الجميل ما يخرج على الحصر7" . كما قام هذا الداي أيضا بتدعيم تحصينات المدينة، فأنشأ بها البرج الشرقي وبرج تونس 8، في نفس سنة بناء الجامع. وتوفيّ الداي مصطفى لاز ليلة الجمعة التاسع عشر من ذي الحجة سنة خمس وسبعين وألف 1075/ 3 جويلية 1665 9

غار الملح: النقيشة التي تؤرخ لتأسيس الجامع الكبير الحنفي

وقد تعرض الجامع الكبير بغار الملح في السنوات الأخيرة إلى العديد من الترميمات والتغييرات الطفيفة، لكنه ما زال يحافظ على معالمه المعمارية الأصلية، وابتداء من القرن الثامن عشر تواتر ذكره بوثائق الأرشيف وأهمّها الوثيقة التي نحن بصدد دراستها، لكن أغلب الوثائق تعود إلى القرن التاسع عشر والقرن العشرين وهي تعكس أهميّة هذا الجامع من خلال وفرة أحباسه وتنوعها

أوقاف جامع الخطبة بغار الملح

من خلال وثيقة الأرشيف التي قمنا بتقديمها يبلغ عدد أحباس جامع الخطبة بغار الملح 54 وقفا. يشرف على تسييرها وكيل الأحباس وناظر الجامع إلى جانب النائب عن وكيل أحباس الجامع. وقد تولى خطة وكيل الجامع المكرم ابن العيد الطرودي سنة 1179/1765. كما تولاها الأجلّ البلوكباشي الحنفي أمين البلد الحاج محمد بن المرحوم حسن أرنؤوط سنة 101216/1801 . وتذكر وثائقنا عددا من النواب عن أوقاف الجامع نحصى منهم 11: حمودة بن الحاج علي معتوق، ورد في وثيقة بتاريخ سنة 1163/1749؛ وحسين بن الضيف، ورد في وثيقة بتاريخ /1782. وتتوزع مجموع أحباس الجامع الكبير إلى صنفين بعضها برسوم أحباس موجودة عند وكيل الجامع وأخرى تعرف بالشهرة. كما
.إلى عقارات ورباع

غار الملح: بيت الصلاة بالجامع الكبير

العقارات

تبيّن الوثيقة أن جلّ أوقاف الجامع هي من العقارات، 48 عقارا من مجموع 54 وقفا. وتنقسم هذه العقارات إلى ثلاثة أصناف: 34 جنانا زيتونا و10 قطع أرضا بيضاء و4 قطع أرضا مشجّرة تينا وعنبا. وتتوّزع العقارات الموقوفة على الجامع الكبير بغار الملح على كامل ساحل بنزرت، إذ تنتشر على 7 مناطق، وتتصدر القائمة عوسجة التي تستأثر بـ 36 وقفا من جملة 54، مقابل 7 أوقاف بغار الملح و3 في كل من رأس الجبل وبني عطاء ورفراف، واثنان بماتلين، ووقف واحد بصونين

الرباعات

لا تتجاوز الرباعات عشر مجموع الأوقاف. وتتمثل في ستة منشآت عمرانية تتواجد في غار الملح وهي كالآتي: فندقا قبلي الباب يعرف بفندق الحبس يوجد بسوق غار الملح من الجهة القبلية منه، ومقهى قبلية الباب تعرف بالقهوة الواطية بسوق غار الملح أيضا، ودارا
جوفية الباب ذات الجنينة تعرف بدار العلجية 12، وثمانية حوانيت توجد بسوق بلد غار الملح منها ستّة قبلية الباب تستغل أربعة من الستة للحجامة والخامس حسايري والسادس حانوت سوقي، أمّا الحانوتان المتبقيان فهما جوفيا الباب. ويعرف كلاهما بحانوت الفوّال

دور الأوقاف

لقد رصدت معظم مداخيل الأوقاف بعد بيع محصول العقارات وجمع كراء الرباعات كل سنة على يد الوكيل ونائبه، لصيانة المعلم وتوفير ما يحتاجه من الأغراض من بناء وترميم وإصلاح وتجصيص وغير ذلك من توسيع وتأثيث، والملفت للنظر هنا أن بعض الأوقاف جعلت حبسا على جزء من الجامع ونذكر مثالا عن ذلك تحبيس قطعة أرض معدّة للحراثة توجد ببلد بني عطاء وتحبيس طريفة زيتون تعرف بطريفة زيتون المحراب توجد جوفي بلد رأس الجبل على محراب جامع الخطبة بغار الملح. ويقع إلى جانب ذلك رصد جزء من مداخيل أوقاف الجامع للتكفل بأجور القائمين عليه من وكيل أو ناظر أحباس الجامع الذي بيده الأوقاف حيث يعود إليه النظر في تسيير شؤون الجامع، كذلك الإمام الأول بالجامع الذي من مهامه الإمامة والخطبة بالجامع إلى جانب التدريس. وقد تقلّد هذه الخطة الشيخ أحمد بن محمد جنويز سنة 1275/1858 وكان يتقاضى مرتبا قدره عشرون ريالا وعشرة خرارب 13، والإمام الثاني وهو "إمام الخمس بالجامع ويكون نائبا في الخطة "عند قيام عذر بالخطيب يمنعه الخطبة في غيبة أو مرض14" وقد باشر هذه الخطة الشيخ علي بن محمد جنويز سنة 161302/1884، وكان مرتبه عشرة ريالات وخمسة خرارب15 . تصرف مداخيل الأحباس أيضا لدفع مرتبات الخواجات، البالغ عددهم خمسة، والمؤذن الذي يتولى عادة مهمّتي الميضاوي والوقّاد إلى جانب رفع الآذان، ويسمّى باش خوجة في الوثائق الأرشيفية. جمع بين كل من هذه المهام، وقاد وميضاوي ومؤذن وقارئ على كرسي الختمة، الصادق جنويز أخ الإمام الشيخ علي جنويز، وقد عيّن بهذه الوظيفة سنة 1302/1884 . كما يخصص في معظم الأحيان جزءا من المداخيل يصرف على الطلبة، ويجمع المتبقي من مداخيل الأحباس لشراء ربع أو عقار يضاف إلى بقية الأحباس. كما يقع تحبيس بعض الأوقاف على موظفين بالجامع ونذكر منها تحبيس دار جوفية الباب تعرف بدار العلجية وجنينة ملاصقة لها من الناحية القبلية توجد ببلد غار الملح على إمام الخطبة والخواجات بجامع السادات الحنفية بالبلد وهم المتصرفون في الدار والجنينة على وجه الحبسية 17، كما تم ّالإشارة إلى طريفتي أرض بيضاء وبهما بعض شجيرات اللوز وتعرف بدور الجامع ذات البئر وهو بئر الميضة، توجد جوفي بلد غار الملح ملاصقة
لميضاة الجامع، حبّستا على الميضاوي القائم بميضاة جامع الخطبة بغار الملح، المدعو مصطفى بن محمّد الشيخ الأندلسي سنة181294/1877 وتكشف هذه المعطيات المتوفرة في الوثيقة أهميّة الأوقاف في الحفاظ على المعالم الدينية من حيث الصيانة والترميم إضافة إلى التكفل بأجور القائمين عليها، فهي تساهم بشكل مباشر في دعم الأنشطة الدينية. كما تكشف الوثيقة بعض المعطيات المتعلقة أولا بالمرافق الحضرية بمدينة غار الملح خلال أواسط القرن الثامن عشر، أو المتعلقة بنوعية الأنشطة الاقتصادية بساحل بنزرت.

الأنشطة الاقتصادية بساحل بنزرت

تبيّن الوثيقة توزع أوقاف جامع الخطبة بغار الملح على مناطق مختلفة من ساحل بنزرت، وهي تحمل بذلك معطيات متنوعة عن الحركية الاقتصادية للجهة عموما وعن بلد غار الملح خصوصا خلال العصر العثماني وذلك على المستويات الفلاحية والخدمية والحرفية

النشاط الفلاحي

تستقطب الفلاحة النسبة الغالبة من السكان وهي تتنوع إلى مجالات عدّة أهمّها غراسة الزياتين، معظم الأراضي الموقوفة على الجامع كانت مشجرة زيتونا. ولقد ذكرت بوثائق الأرشيف التي تخصّ ساحل بنزرت خلال الفترة العثمانية عدّة معاصر لعصر حبّ الزيتون التي عرفت بها الجهة منذ القديم. وقد بنيت أغلب هذه المعاصر خارج أسوار المدن والبلدات. ويشرف عليها أمين المعاصرية ويدعى محمد بن حمودة زيوزيو19 . وقد ذكرت بمدينة بنزرت 10 معاصر سنة 201289/1872 . كما ذكرت برأس الجبل ثلاث معاصر إحداها "قبلية الباب الكائنة قرب سوق البلد يحدّها قبلة طريق حيث يفتح بابها وشرقا وغربا كذلك وجوفا ورثة بن رمضان وغيرهم21" ، والثانية قبلية الباب أيضا معروفة بالطويلة كائنة بسوق البلد يحدّها قبلة طريق حيث يفتح بابها وشرقا ورثة حسين التركي وجوفا ورثة محمد شحمة وغربا دار قبلية الباب المعروفة بالدريبة المحتوية على ثلاثة مخازن، تاريخ الوثيقة 1197/1773، أما المعصرة الثالثة فهي للشاذلي بن عبد الرحمان العنابي كائنة بحومة الشيخ الولي الصالح سيدي قاسم22 . كما ذكر بالعالية ثلاث معاصر الأولى "معصرة معدّة لعصر الزيتون كائنة خارج باب بنزرت وتعرف بمعصرة الجامع يحدّها قبلة أرض بيضاء من أوقاف الشيخ سيدي مصطفى حيث يفتح بابها وشرقا وجوفا طريق وغربا ورثة آمنة بنت المرحوم قاسم النجار وبه شهر الأندلسي23" ، والمعصرة الثانية من أحباس جامع بلد العالية، تاريخ الوثيقة سنة 1205/1790، وهي "معصرة قبلية المفتح بها داموس من جهتها الشرقية24" ، والمعصرة الثالثة
المذكورة"معصرة محمد بن الحاج إبراهيم الحبيب الأندلسي من سكان بلد العالية يحدّها قبلة دار محمد بن حمدة الأندلسي وشرقا وجوفا طريق وغربا أرض للمالك المذكور وأرض لخميس بن محمد الحبيب وقفت على زاوية الرحمانية الكائنة ببلد العالية25" . كما ذكرت عدّة معاصر أخرى أربع منها بمنزل جميل، تاريخ الوثيقة سنة 261140/1727، "معصرة محوّط عليها طابية خارج منزل جميل معروفة بالقايد بوحملة" والثانية فهي "أنقاض معصرة معدّة لعصر حبّ الزيتون بالتخت ،غربي منزل جميل، وهي حبس على الجامع المعروف بأبي سنينة، وكان أحدثها محمد شلبي ابن القبطان يوسف رايص التركي على أن يلتزموا بمطر واحد زيت في كل عام للجامع المذكور ومعصرة ثالثة غربية الباب والرابعة " المعصرة المحدث بناءها شرقي البلد قبلية الباب المعدّة لعصر حبّ الزيتون الذي أحدث بناءها المعظم الأرفع الهمام الأنفع أبي عبد الله سيدي حسين باي". وتذكر وثائق الأرشيف، سنة 271274/1857 ، وجود معصرة " قبلية الباب داخل بلد الماتلين دخلت في عموم ملك مولانا المشير بالشراء من ورثة عثمان بن حمودة حجّة يحدّها قبلة وشرقا طريق وجوفا طريق في البعض ودار لورثة عثمان الحمامي في الباقي وغربا طريق في البعض ومخزن لورثة عثمان حجّة"، كما ذكرت سنة 281289/1872 معصرة بمنزل عبد الرحمان. لم تقتصر منطقة ساحل بنزرت في فلاحتها على غراسة الزيتون بل نوعت في غراستها مثل اللوز والتوت والعنب وغيرها من الأشجار المثمرة التي اشتهرت بها المنطقة، ومثال ذلك "جنينة مشجّرة توتا ولوزا من أوقاف جامع الخطبة كائنة قرب الجبانة شرقي بلد رأس الجبل29" ، و"جنان مشجّر بالعود الرقيق بمزارع رأس الجبل وقف سيدي يحيى بالمكان30" ، و"جنان عنب وموضع زيتون ببلد بني غالب برأس الجبل31" ، و" جنان مشجّر عنبا ومشماشا كائن بالرمل شرقي بلد الماتلين32" و"سانية سقوية ذات البئر المشجّرة بأنواع الغراسات كائنة غربي بلد غار الملح حبس على الجامع الجوفي الباب الكائن برحبة البلد33" . كما تنوعت في المنطقة الأنشطة الفلاحية كزراعة الحبوب مثل القمح والشعير في السهول الخصبة وفي المناطق الجبلية الملائمة معتمدة في ذلك على خصوبة التربة وكمية الأمطار النازلة. وانتشرت أغلب هذه الغراسات والزراعات ومنها زراعة الكرضون 34 وزراعة الباكورات مثل الفلفل والطماطم وغيرها بساحل بنزرت عن طريق الجالية الأندلسية التي اعتنت كثيرا بالنشاط الفلاحي بإدخالها طرق حديثة للاستغلال وتطوير نمط الزراعة التقليدية

الأنشطة الحرفية والتجارية بغار الملح

تعددت الأنشطة الحرفية والتجارية ببلدة غار الملح خلال أواسط القرن الثامن عشر، وهي تمارس في الحوانيت والدكاكين والفنادق والمقاهي. وتذكر الوثيقة وجود مقهى قبلية الباب تعرف بالقهوة الواطية بسوق غار الملح. كما وقعت الإشارة في وثائق أخرى إلى مقهى ثان قبلية المفتح بالسوق محبّسة على زاوية سيدي علي المكي 35. وإلى جانب المقاهي هناك الفنادق متمثلة في فندق قبلي الباب يعرف بفندق الحبس بسوق غار الملح وفندق ثان شرقي المفتح وبه مخزن ملاصق لزاوية سيدي علي المكي من قبليها ومن أحباسها 36. ووجدت ببلدة غار الملح عدّة حوانيت متصلة بالفندق من الجهة القبلية منه منها حانوتان جوفيتان الباب بالسوق تعرفان بحوانيت الفوّالة نسبة لنوعية البضاعة التي تبيعها، وحانوت سوقي ملاصق للحانوتين المذكورين آنفا، وأربعة حوانيت للحجامة، وقد حبّست كل الرباعات التي أشارت إليها الوثيقة التي هي موضوع ورقتنا. وإن كانت الوثيقة قد كشفت عن بعض الملامح المعمارية للمدينة خلال أواسط القرن الثامن عشر فإنها تبقى غير ملّمة بالمكونات الحضرية للمدينة، لأنها اقتصرت على أحباس جامع الخطبة. وإذا ما رجعنا إلى وثائق أخرى تخصّ أحباس بقية المعالم بالبلدة خلال العصر العثماني، يتجلّى لنا الثراء المعماري والديناميكية الاقتصادية التي شهدتها غار الملح في تلك الفترة. فضمّت أحباس مسجد الرحبة، سنة 1295/1878، طاحونة قبلية المفتح توجد بالرحبة مشتملة على دواميس شرقيها، وهذه الطاحونة محتوية على أربعة مساكب وبهم ثلاثة أقواس "يحدّها قبلة طريق حيث المفتح في البعض وفي الباقي حوانيت وقف مسجد الرحبة وشرقا كوشة على حالة الخراب من أوقاف المسجد الرحبة وجوفا دارا لورثة المرحوم محمد بن قاسم معيز وفي البعض الباقي دار للمكرم محمد بن الحاج أحمد البجاوي وغربا طريق37" ، و"كوشة شرقية بوسط رحبة غار الملح من أوقاف مسجد الرحبة يحدّها قبلة حوانت وقف مسجد الرحبة وشرقا طريق حيث المفتح وجوفا ورثة دار محمد بن قاسم معيز ومنهم أبناؤه صالح وعلي وغربا حوش طاحونة من أوقاف المسجد المذكور، بها بيتان للنار"، تاريخ الوثيقة سنة 381297/1879

خاتمة

تعتبر هذه الوثيقة النادرة موضوع هذا المقال مصدرا تاريخيا هاما، فهي تحصي أوقاف جامع الخطبة بغار الملح خلال أواسط القرن الثامن عشر، وتكشف عن أهمية هذه الأحباس وتنوّعها، كما تبين دورها في الحفاظ على المعلم وصيانته، وذلك بتوفير دخل قار يقوم بتغطية نفقات التأثيث والترميم والتجديد والإصلاح طوال السنة، ودفع أجور الموظفين والقائمين بشؤونه. وأمدتنا الوثيقة إلى جانب ما ذكرناه بمعلومات عدّة متعلقة بنوعية الأنشطة الفلاحيّة التي نجدها في أحواز غار الملح وفي القرى المجاورة لها، إضافة إلى بعض المكوّنات الحضرية لبلدة غار الملح التي كانت تنتمي إلى صنف المدن رغم صغر حجمها، وذلك لاحتوائها على بعض المرافق التي تخص المجالات الحضرية، وتميز المدن عن القرى مثل السوق والفندق والمقهى

نص الوثيقة

الحمد لله هذه نسخة مباركة جامعة للعقارات المسجّلة الموقوفة على الجامع (كذا) الجمعة الأعظم جامع الحنفية ببلد غار الملح مشجّرة كانت أو بياضا أو دورا وغيرها من البليدات (2) عوسجة وبني عطاء ورأس الجبل ورفراف، ويبيّن حدايدها ورسومها وتعيين أماكنها وحفزها وضبطها لمن طلبها لمن طلبها من الوكلاء الواقفين على الجامع المذكور الناظرين على مصالحه في تاريخه (3) كما ستذكر أفصالا مبيّنة وذلك على يد جماعة عارفين برسوم حدايد العقارات المشجّرة بالزيتون الكائنة بإزاء بلد عوسجة من أهلها وغيرهم وهم المكرّم الشيخ علي بوعنقة شيخ جماعة البلد المذكور (4) في التاريخ والمكرّم الحاج ابن العيد الطرودي أمين البلد المذكور والمكرّم حسين بن الضيف من القبيل والمكرّم أحمد عرف يولسين العوسجي دلال غابة الزيتون وقت بيع خضائرها والمكرّم الحاج حميدة الأندلسي البلانك (5) ومن يشهد بعد وذلك عن إذن المكرّم الأجلّ المنعّم الأفضل المحترم الأشمل إسماعيل بن عبد الله التركي كاهية بلد غار الملح وخليفة مولانا أمير المؤمنين في مصالحه في ثغر البلد المذكور (6) ومرصاتها في التاريخ فأوّل من ذلك العقارات المشجّر بالزيتون الكائنة ببلد عوسجة ودورها وبياضها فأوّل ذلك جنان المنتصر المشجّر بالزيتون بغابة عوسجة يحدّ جميعه قبلة السيّد (7) الدولاني وشرقا عمر مطير وجوفا طريق وغربا ورثة اسطنبولي التركي وجميع الجنان المشجّر بما ذكر بالمكان المعروف بجنان الأندلسي يحدّ جميعه قبلة طريق وشرقا بن شعبان التركي وجوفال 39[...] (8) وغيره وغربا شفشفي وغيره وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان الحسايري بالمكان يحدّه قبلة بن شعبان وشرقا القيدومية وجوفا كذلك بن شعبان وغربا معاوضة ورثة بن هولة الطرابلسي وجميع (9) الجنان المشجّر بما ذكر، المعروف بجنان الخبزي بالمكان، يحدّ جميعه قبلة قريعة جامع الزيتونة بباب بحر وشرقا علي التركي وجوفا الخرخاش بياضا وغربا مصطفى التركي الطبيب وجميع الأطراف الرمل الثلاثة (10) المختلطين الآن وصاروا جنانا واحدا زيتونا بالمكان يحدّ جميعه قبلة حسن بن الضيف الطرودي وغيره وشرقا طريق بلد العالية وجوفا حبس للسبابل بتونس وغربا ورثة بن هولة الطرابلسي وجميع (11) الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بطرف حنّة الأوّل بالمكان يحدّه قبلة بن شعبان وشرقا علي التركي وجوفا غابة مظلومة وغربا طريق وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بطرف حنّة الثاني بالمكان يحدّه (12) قبلة غابة مظلومة وشرقا بن حسين وجوفا ورثة الحاج محمّد الساحلي وغربا طريق وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بطرف حنّة الثالث بالمكان يحدّه قبلة ورثة علي قارة وشرفا طريق وجوفا (13) بياضا أرض للسيّد الباي وغربا كذلك أرض للسيّد الباي وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروفة بمعاوضة المعصرة قرب بن عيسى ويعرف بشعبة حمزة وشهرته بذلك كافية عن تحديده (14) وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان الظهرة المجتمع من عدّة أطراف وصار جنانا واحدا ويعرف الآن بغابة الظهرة وشهرتها بذلك كافية عن تحديدها (15) وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بالداموس ويعرف بمعاوضة المعسرة أيضا وشهرته كافية عن تحديده وجميع الجنان المشجّر بما ذكر بالمكان (16) المعروف بجنان باشالي بالزيتون المعروف بجنان الثعيشي بالمكان يحدّ جميعه قبلة حبس لجامع بلد عوسجة (17) وشرقا ورثة حسين كاهية وجوفا للسيّد الباي وحبس للجامع المذكور قريبا وغربا حبس كذلك لجامع بلد عوسجة وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروفة بجنان بوزيتونة بالمكان (18) يحدّه قبلة السيّد الباي وشرقا حمودة الوافي وغيره وجوفا حبس لجامع عوسجة وغربا الجبل وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروفة بجنان الكيال بالمكان ويعرف أيضا بمعاوضة المعسرة (19) وشهرته بها كافية عن تحديده وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان عبد الدايم بالمكان وشهرته به تغني عن تحديد وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بطرف بن (20) سليمان الأوّل بالمكان يحدّه قبلة ورثة باشالي وشرقا40 [...] وجوفا ورثة الحداد وغربا ورثة أصطى علي وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بطرف بن سليمان الثاني بالمكان يحدّ جميعه (21) قبلة ورثة الشحمي وشرقا ورثة الحداد وجوفا رمضان بن مصطفى وغربا بن سليمان الحنفي وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان المرنزيزي بالمكان يحدّ جميعه قبلة الرميلية لابن عروص وشرقا ورثة (22) المعصرة أيضا وشهرته بها كافية عن تحديده وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بأطراف السكوحي الثلاثة بالمكان شهرتهم كافية عن التحديد وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان القرطيبة معاوضة (23) وشرقا ورثة الشيخ قاسم الترجماني وجوفا بن الفقيه وأولاد الوافي وغربا الشريف خصومة محمّد وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان القرطيبة معاوضة (24) المعصرة وشهرتها بها كافية عن تحديده وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان أطراف السكوحي الثلاثة بالمكان وشهرته بهم تغني عن التحديد به وجميع الجنان (25) المشجّر بما ذكر المعروف بجنان بلقباشي بالمكان وشهرته به شهرة كافية عن تحديده وجميع الجنان المشجّر بما ذكر بالمكان المعروف بجنان الشوارف والبحيري بالمكان يحدّ جميعه قبلة السيّد (26) الباي وجوفا طريق وشرقا للسيّد الباي وجوفا طريق وغربا حق لمراد رآيس وغيره وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بابن مروان بالمكان يحدّه قبلة علي بن منصور الطرودي وشرقا علي التركي (27) وجوفا حبس للشيخ سيدي عامر وغربا أولاد بن الفقيه وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان الشوارف بالمكان يحدّه قبلة الحاج مبارك وشرقا أصطى علي وجوفا طريق وغربا السيّد الباي (28) وجميع الجنان المعروف بجنان بورمانة المشجّر بما ذكر بالمكان يحدّه قبلة حبس لجامع عوسجة وشرقا بن الفقيه وجوفا أولاد بالي وغربا علي التركي وجميع الجنان المعروف بجنان بالفيران المشجّر (29) بما ذكر بالمكان يحدّه قبلة بن الفقيه وشرقا ورثة أصطى علي وجوفا كذلك هم وغيرهم وغربا بن طرمان وجميع الجنان المشجر بما ذكر المعروف بجنان بلق دان بالمكان وشهرته شهرة كافية (30) تغني عن تحديده وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان الحوش بالمكان وشهرته كافية تغني عن تحديده وجميع الجنان المشجّر بما ذكر المعروف بجنان جوار الحوش بالمكان وشهرته به تغني (31) عن تحديده ويعرف بذات البئر ويحدّ جميعه قبلة جنان الحوش المذكور أوّلا وشرقا الفقيه علي خوجة وجوفا ورثة الحاج محمّد الساحلي وغربا حبس لجامع بلد عوسجة
وجوفا للحاج مبارك وغربا لسليمان بلكباشي وجميع السانية الأرض البيضاء بالمكان (33) المعروفة بسانية سوق عوسجة يحدّ جميعها قبلة الحبس وعلي شلاق وشرقا طريق وجوفا طريق وغربا طريق والجامع الذّي هناك وجميع السانية أيضا الأرض البيضاء (34) بالمكان يحدّها قبلة ورثة الحداد وشرقا الديار وجوفا حبس وغربا قاسم صارد وجميع السانية الأرض البيضاء بالمكان المعروفة بالتوت الأكحل يحدّها قبلة حبس (35) للجامع المذكور وغيره وشرقا رمضان شلاق وجوفا طريق وغربا الفقيه عبد الله بن جمعة وجميع الجنان المشجّر بالزيتون المعروف بجنان بوراس ويقطع الواد (36) بغابة البلد المذكورة من الجهة الشرقية منها وشهرته بجنان بوراس وقطع الواد شهرة كافية عن تحديده وجميع الفدان الأرض البيضاء المعدّة للحراثة جوفي غابة زيتون عوسجة (37) المعروفة بفدان بن منصور يحدّ جميعه قبلة غابة زيتون عوسجة وشرقا هنشير الحماري وجوفا الجبل وغربا بن عليان الحنفي وجميع الأرض البيضاء كانت المعروفة بالبلوطة بجبل رفراف من (38) الجهة الغربية منه التي يحدّ جميعها قبلة الجبل وشرقا حبس للشيخ سيدي علي المكي وجوفا حسين بن رجب الحنفي وغربا طريق والآن قسّمت وأخذت بالمغارسة منها قطعة مقتطعة منها عند سالم (39) الطرشون الرفرافي ومنها عند علي الكواش الرواقي قطعتين مقتطعتين غرسهما ومنها عند محمّد الغربي من سكان بلد رفراف قطعتين مقتطعتين غرسهما ومنها عند المكرّم صالح بن الحاج حمودة (40) معتوق من سكان غار الملح قطعة مقتطعة غرسها ومنها عند المكرّم حسين بن الحاج حمودة المذكور من سكان البلد المذكور قطعة مقتطعة غرسها ومنها عند المكرّم حسين بن الضيف الطرودي من سكان (41) البلد المذكور قطعة مقتطعة مغروسة أيضا ومنها عند المكرّم علي طرنببطة الحنفي من سكان البلد المذكور قطعة مقتطعة مغروسة أيضا ومنها عند الشابّ عثمان درويش الحنفي من سكان البلد (42) المذكور قطعة واحدة مقتطعة مغروسة ومنها عند الشابّ حسن بن علي بن الشيخ علي الوردي من سكان البلد المذكور قطعة واحدة مقتطعة مغروسة مع قطيعة مقتطعة منها باقية (43) بياضا تكرا كل سنة آتية وفي بعض السنين تبقا بياضا من غير كراء وجميع الأرض البيضاء المعدّة للحراثة جوفي بلد رفراف بالمكان المعروف بصونين يحدّها قبلة حبس الشيخ سيدي منصور الرفراف وشرقا (44) سليمان القيوبي وجوفا واد الماء وغربا بئر الحارات وجميع الأرض البيضاء المعدّة للحراثة المعروفة بعين الصاف بجبل رفراف يحدّها قبلة حسن بن حسين الحنفي برفراف وجوفا القيوبي وشرقا (45) طريق وغربا كذلك وجميع السانية المشجّرة تينا وعنبا بالمكان المعروفة 41[...] يحدّها قبلة سالم الطرشون وشرقا علي القيوبي وجوفا وغربا طريق وجميع الأرض البيضاء المعدّة للحراثة (46) المعروفة بأرض بنت الخوجة الكائنة بإزاء بلد بني عطاء المؤتلفة من عدّة أطراف كما هو في رسم الأصل مؤرّخ مشتراها للجامع على يد وكيله الحاج حمودة معتوق التونسي بأواخر قعدة (47) الحرام عام اثنين وسبعين ومائة وألف (25 جويلية 1759) وجميع السواني التي كانت مشجّرة تينا وعنبا في القديم وتعرف بغابة الدولاني والآن دمارا وشهرتها بالسيّد الدولاني شهرة كافية (48) عند تحديدها وجميع الطريفات المشجّرة بالزيتون بغابة الماتلين ويعرف البعض منهم بجنان البيشر وشهرتهم بالبيشر كافية عند التحديد وجميع الأرض البيضاء المعدّة للحراثة (49) المعروفة بالكرم بالتباسية قبلي بلد بني
غالب رأس الجبل وشهرتها بالكرم شهرة كافية عند التحديد وجميع السانية المشجّرة تينا وعنبا بالتباسية وتعرف بسانية قزدغلي الحنفي (50) وشهرتها شهرة كافية به تغني التحديد وجميع السانية المشجّرة تينا بغابة غار الملح المعروفة بسانية الحبس يحدّها قبلة طريق تونس وشرقا ورثة الحاج سالم الكواش وجوفا (51) طريق وغربا بن هوشات كان والآن غيره وجميع الفندق قبلي الباب الكائن بسوق بلد غار الملح من الجهة الشرقية منه المعروف بفندق الحبس المحتوي على عدّة بيوت الآن وجميع (52) الستّة حوانت قبليين الباب المتصلين بالفندق المذكور من الجهة القبلية منه منهم أربعة حوانت حجامة ومنهم حانوت حسايري ومنهم حانوت سوقي وجميع الحانوت جوفية (53) الباب بالسوق المذكور وجميع الحانوت جوفية الباب أيضا بالمكان ويعرفان بحوانت الفوالة وجميع القهوة قبلية الباب المعروفة بالقهوة الواطية بسوق البلد المذكور وجميع (54) الطريفة الأرض البيصاء المعدّة للحراثة الكائنة بإزاء بلد بني عطاء المعروفة بالمحراب المحبّسة على محراب الجامع المذكور وجميع الطريفة المشجّرة زيتونا الكائن جوفي بلد رأس الجبل (55) المعروفة بطريفة زيتون المحراب للجامع المذكور الموقوفة على محراب الجامع المذكور وجميع الدار جوفية الباب ذات الجنينة المعروفة بدار العلجية الكائنة ببلد غار الملح المحبّسة (56) على إمام الجامع المذكور وخوجاته معا فقط وماعدا ذلك كلّه موقوف على الجامع المذكور من جميع ما تقدّم ذكره أعلاه من العقارات المشجّرة وغيرها بحقوقها وعامّة منافعها البعض منها (57) برسومها موجودة الآن كما هي موضوعة عند وكيل الجامع المذكور ونائبه في تاريخه والبعض منها بالشهرة للمحبّس المذكور والإضافة للجامع المذكور شهرة كافية، وشهد به من عاين (58) بعض ما ذكر وسمع ما ذكر ممن ذكر كيف ذكر ووقف على البعض ممّا ذكر الوقوف التّام مع من ذكر في الحالة الجائزة شرعا، بتاريخ تقدّم وقوفه وسماعه وتأخّر عقد الإشهاد بتاريخ أواخر شهر شعبان (59) المبارك من عام تسعة وسبعين ومائة وألف (11 فيفري 1766) من ذكر أعلاه المعرفة التامّة

هوامش

1 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
2 أحمد بن أبي الضياف، 1990، ج. 2،. ص. 47
3 ابن أبي دينار، بدون تاريخ، ص. 233
4 حسين خوجة، 1975، ص. 154
5 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
6 حول هذه النقيشة أنظر: Ahmed Saadaoui et Néji Djelloul, 1997, p.185-231.
7 414 الوزير السرّاج، ج. 2، تونس 1970. ص.
8 أنظر مقال أحمد السعداوي وناجي جلول الذي سبق ذكره
9 الوزير السرّاج، ج. 2، 1970، ص. 419
10 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
11 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
12 ورد أيضا في وثيقة متأخرة تعود إلى سنة 1247/1831 أن "الدار الجوفية الباب المعروفة بدار العلجية وجميع الجنينة الملاصقة لها من الناحية القبلية الكائنتين داخل بلد غار الملح يحدّ جميعها قبلة ورثة علي الجبالي وشرقا حسونة الكشك الحنفي وجوفا طريق وغربا ورثة المرحوم حمودة بن علي الزيادي في البعض وطريق في الباقي ...إن جميع الجنينة حبس على إمام الخطبة والخواجات بجامع السادات الحنفية بغار الملح وإن الإمام والخواجات هم المتصرفون في الدار والجنينة"
13 الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية، الصندوق 62، الملف 700/2، الوثيقة
14 الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة د، الصندوق 8، الملف 112، الوثيقة 2
15 الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية، الصندوق 62، الملف 700/2، الوثيقة
16 الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة د، الصندوق 8، الملف 112، الوثيقة 21
17 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
18 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
19 فوزي المزوغي، 1990، ص. 113
20 معصرة حمدة اللزام الكائنة بالإسقالة ومعصرة أمير لواء حميدة بن عياد الكائنة بحومة سيدي عنان ومعصرة ورثة بوشوشة الكائنة بباب الخوخة ومعصرة الشاذلي عزوز الكائنة قرب شباك بنزرت ومعصرة الوجيه علي بن الشيخ الكائنة بحومة المدة ومعصرة ورثة الحاج عبد الواحد الصفاقسي الكائنة بحومة سيدي عنان ومعصرة زعفران الكائنة بحفرة بنزرت ومعصرة عمر الكواش الكائنة بحومة سيدي عنان ومعصرة الوجيه حمدة الصفاقسي الكائنة بالمجبد ومعصرة مروان السلطاني وأخيه الحاج أحمد الكائنة ببطحاء الفرنسيص. الأرشيف الوطني التونسي، دفتر عدد 6535 لسنة 1289
21 الأرشيف الوطني التونسي، دفتر عدد 2249/2: إحصاء لأملاك البايات
22 رشيف أملاك الدولة، صندوق 425، رسوم أوقاف الماتلين والعالية أراضي ورباعات
23 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 425، رسوم أوقاف الماتلين والعالية أراضي ورباعات
24 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 425، رسوم أوقاف الماتلين والعالية أراضي ورباعات
25 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 425، رسوم أوقاف الماتلين والعالية أراضي ورباعات
26 الأرشيف الوطني التونسي، دفتر عدد 2249/2: إحصاء لأملاك البايات
27 الأرشيف الوطني التونسي، دفتر عدد 2279: إحصاء لأملاك محمد باي بكافة أماكن البلاد بحجّة العدول 1274-1276/1857-1860
28 الأرشيف الوطني التونسي، دفتر عدد 6535 لسنة 1289
29 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 421، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف الخاصّة أراضي ورباعات برأس الجبل
30 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 421، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف الخاصّة أراضي ورباعات برأس الجبل
31 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 421، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف الخاصّة أراضي ورباعات برأس الجبل
32 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
33 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف المساجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
34 الكرضون يوجد بالعالية جلبه الأندلسيون معهم، ويقع زراعته لمدة عامين ثم يستغل أداة لتهيئة الشاشية
35 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 424، رسوم أوقاف زاوية سيدي علي المكي أراضي ورباعات ومخازن وحوانيت
36 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 424، رسوم أوقاف زاوية سيدي علي المكي أراضي ورباعات ومخازن وحوانيت
37 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف الماجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
38 أرشيف أملاك الدولة، صندوق 423، رسوم أوقاف الماجد والزوايا والأوقاف المشتركة ومكتب غار الملح
39 بياض بقدر كلمة
40 بياض بقدر كلمة
41 كلمة ممحوة

مراجع

ابن عبد العزيز حمودة، 1970، الكتاب الباشي، تونس
ابن أبي دينار أبي عبد الله محمد، 1967، المؤنس في أخبار إفريقية وتونس، تونس
ابن أبي الضياف أحمد، 1990، إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان، 7 أجزاء، تونس
خوجة حسين، 1972، ذيل بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان، تونس السعداوي أحمد، 2011، تـونس زمن حسين بن علي وعلي باشا (1705-1756): وثائق أوقاف من العهد الحسيني، كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، تونس
المزوغي فوزي، 1990، الوضع الإداري والعسكري بجهة بنزرت بين 1855-1881 من خلال مكاتيب العمّال، شهادة الكفاءة في البحث، كليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس
الوزير السراج محمد الأندلسي، 1970، الحلل السندسية في الأخبار التونسية، تحقيق محمد الحبيب هيلة، الجزء الثاني، تونس

Cézilly Paul, 1912, Notice sur Porto Farina, son passé, l'esclavage, éd. Imprimerie Person Frères, Paris.
Chérif Mohamed Hédi, 1984-1986, Pouvoir et Société dans la Tunisie de Hussayn b. cAlî (1705-1740), Université de Tunis, Tunis. 2vol.
Djelloul Néji, 1995, Les fortifications côtières ottomanes de la Régence de Tunis (XVIe-XIXe siècles), Zaghouan, en 2vol.
Djelloul Néji, 1999, Les fortifications en Tunisie, Tunis.
Molinier J., 1952, « Porto Farina », in Bulletin économique et social de la Tunisie, p. 81-92.
Saadaoui Ahmed, 1996, Testour du XVIIe au XIXe siècle, histoire architecturale d’une ville morisque de Tunisie, Tunis.
2000, « Les Andalous », in Ifrikiya, treize siècles d’art et d’archéologie en Tunisie, Musée Sans Frontières, Tunis -Aix-en-Provence, p. 112-13 Saadaoui Ahmed et Djelloul Néji, 1997, « Ghar-el-Melh : une ville portuaire tunisienne du XVIIe siècle », Africa, XV, p. 185-231.
Valensi Lucette, 1975, Fellahs tunisiens : l'économie rurale et la vie des campagnes aux 18e et 19e siècles, Mouton, Paris.

الكاتب

تفاحة مفتاح

مخبر الآثار والعمارة المغاربية-جامعة منوبة

Retour en haut