Al Sabîl

Index

Table des matiéres
Résumé
Télechargement
Texte Integral
Notes
Bibliographie
Auteur

Information

02 | 2016

نقش تخليدي من العهد الحفصي بمقام عبد الله بن أبي زيد القيرواني

لطفي عبد الجواد

الملخص

نص تخليدي تشوب قراءته بعض العوائق ولكنه يمكّن من طرح جملة من الاشكالات المنهجية وأخرى متعلقة بمحتواه (تاريخ المعلم الذي وجد به وعائلة مالوش القيروانية ونسبة الحضرمي وكذلك الكتابة التي دوّن بواسطتها). بعد تجاوز الإشكال المتعلق بتاريخ النقيشة بفضل المكافحة مع كتب التراجم ووثائق الأحباس أو كذلك بفضل المقارنات الفنية مع النقائش الجنائزية تم التوصل الى ترجيح تأريخه بسنة 901 هـ/1496م والى حصر طبيعة الاشغال في جملة من الترميمات أو الإضافات الجزئية ادخلت على المعلم الذي كان في الأصل دارا للفقيه ابن أبي زيد القيرواني. كما تم التوصل إلى أن الآمر بهذه الأشغال أنفق عليها من ماله الخاص وأنه ينتمي إلى عائلة "بن مالوش" القيروانية الحضرمية ذات الصلة بالقبائل اليحصبية اليمنية.



Un texte mémoriel qui présente quelques obstacles à la lecture, mais qui permet de soulever un certain nombre de problèmes méthodologiques et d'autres liés à son contenu (l'histoire du monument dans lequel il a été retrouvé, la famille des Malush de Kairouan, la lignée des Hadhrami, ainsi que l'écriture par laquelle il a été enregistré). Après avoir surmonté le problème lié à la date de l'inscription, grâce à la lutte avec les biographies et les documents de l'ermitage, ou encore grâce à des comparaisons artistiques avec les inscriptions funéraires, on est parvenu à la dater de l'an 901 AH / 1496 après JC, et la nature des travaux s'est limitée à un certain nombre de restaurations ou d'ajouts partiels effectués au monument, qui était à l'origine une maison. Par le juriste Ibn Abi Zaid Al-Qayrawani. Il a également été constaté que le responsable de ces travaux les a payés avec son propre argent et qu'il appartient à la famille « Ibn Malush » de Qayrawaniyah Hadhrami, qui est apparentée aux tribus yéménites Yahasabi.


A memorial text that has some obstacles to reading, but it enables the raising of a number of methodological problems and others related to its content (the history of the landmark in which it was found, the family of Malush of Kairouan, the lineage of the Hadhrami, as well as the writing by which it was recorded). After overcoming the problem related to the date of the inscription, thanks to the struggle with biographies and hermitage documents, or also thanks to artistic comparisons with funerary inscriptions, it was reached that it should be dated to the year 901 AH / 1496 AD, and the nature of the works was limited to a number of restorations or partial additions made to the landmark, which was originally a house. By the jurist Ibn Abi Zaid Al-Qayrawani. It was also found that the person responsible for these works paid for them from his own money and that he belongs to the “Ibn Malush” family of Qayrawaniyah Hadhrami, which is related to the Yemeni Yahasabi tribes.

الكلمات المفاتيح

.النقائش العربية، الكتابات التخليدية، القيروان، مقام عبد الله بن ابي زيد، العهد الحفصي، الخط النسخي، مالوش

المرجع لذكر المقال

لطفي عبد الجواد، "نقش تخليدي من العهد الحفصي بمقام عبد الله بن أبي زيد القيرواني"، السبيل: مجلة التاريخ والآثار والعمارة المغاربية[نسخة الكترونية] عدد 2، سنة 2016

http://www.al-sabil.tn/?p=2470 الرابط

تحميل

Cliquez pour télecharger l’article

مقال

تقديم

يقع مقام عبد الله بن أبي زيد القيرواني في قلب المدينة العتيقة عند النهج المسمى باسم صاحبه. وعبد الله بن أبي زيد هو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي، ولد بالقيروان سنة 310/922 وأخذ عن أعلام عصره وكان إمام المالكيّة في المغرب. وقد أورد القاضي عياض أنه "حاز رئاسة الدين والدنيا وإليه كانت الرحلة من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وضمّ كسره، وذبّ عنه وملأت البلاد تواليفه وعارض كثير من الناس أكثرها فلم يبلغوا مداه، مع فضل السّبق، وصعوبة المبتدأ، وعرف قدره الأكابر ... وكان يعرف بمالك الصغير"1. توفّي عبد الله بن أبي زيد القيرواني سنة 386/996. ومن بين مؤلفاته "الرّسالة" و"النّوادر والزّيادات" و"مختصر المدوّنة" و"تهذيب العتبيّة".


إن النقيشة موضوع الدرس غير منشورة، وهي محفوظة حاليا في مخازن المعهد الوطني للتراث بالقيروان. وقد كانت في الأصل مدمجة في جدار غرفة الضريح المطل على الصحن بين ساكف الباب والنافذة التي تعلوه (اللوحة رقم 1). وقد اقتلعت من مكانها صحبة مجموعة أخرى من النقائش الجنائزية الكائنة بالضريح بهدف حمايتها من الاعتداء والنهب المحتملين حيث أن الزاوية تعرضت خلال سنة 2008 لعملية نهب كان من نتائجها سرقة شاهد قبري مؤرخ يعود إلى سنة 371 هـ / 982 م2


وتتخذ النقيشة شكل لوحة مستطيلة من الرخام الأبيض اللون يبلغ ارتفاعها 46.5 صم بينما يبلغ عرضها من الأعلى 21 صم ومن الاسفل 19 صم ويبلغ سمكها 10 صم (ارتفاع الألف 4 صم). وهي في حالة جيدة نسبيا فيما عدا بعض التآكل عند أطرافها مما كان له أثر في تلف بعض الحروف خاصة في السطر الأخير ولكن نصها تام ويتألف من 11 سطرا من الكتابة النسخية البارزة الخالية من الإعجام أو علامات الإعراب. وتحيط بهذا النص من الجهات الأربعة مسطرة ملساء بارزة وقليلة السمك وغير منتظمة (اللوحة رقم 2).

صورة 1: موضع النقيشة فوق باب غرفة الضريح.
صورة 2: صورة للنقيشة حاليا.
صورة 3: تفريغ لكتابة النقيشة.

:النص

  1. بسم الله الرحمن الرحيم 

  2. صلى الله على سيدنا محمد 

  3. وما انفقتم من شي 

  4. فهو يخلفه وهو خير 

  5. الرازقين3  هذا 

  6. ما صنعه العبد الفقير 

  7. الى الله احمد بن محمد بن ... ؟4

  8. القاسم بن مالوش الحضرمي 

  9. الزمام ؟ غفر الله له ولابويه

  10. في اواخر ذي الحجة الحرام 

  11. من عام واحد وسبعمية؟ / تسعمية؟

:التعليق

إن أول إشكال يعترض الباحث في هذه النقيشة هو انعدام الدقة في رسم بعض حروفها وكثافتها وتداخلها إضافة إلى تآكل البعض منها وخاصة في شطرها السفلي. ومن بين الصعوبات الناتجة عن ذلك تأويل حروف رقم المئات من تاريخها، حيث لا يمكن الجزم في كون النبرة بعد حرف العطف حرف "تاء" أو تابعة لإحدى أسنان حرف "السين" فتكون بذلك القراءة قابلة لتأويلين: إما "عام واحد وسبعمية " (1302م) أو "عام واحد وتسعمية " (1496م)، وهو ما يعني فارقا زمنيا قريبا من القرنين يكون له تأثيره السلبي على مجريات البحث الأثري والتاريخي. ولتجاوز هذا الإشكال سنحاول اختبار المعطيات التاريخية المتعلقة بالشخصية المذكورة في النص وكذلك المعطيات الفنية المتعلقة بأسلوب كتابة هذه النقيشة.

:المعطيات التاريخية

يشار منذ البداية إلى أن عملية فك رموز اسم صاحب الأشغال في هذا النص التخليدي يعتريها أيضا بعض الخلل في مستوى إحدى حلقات النسب وتحديدا في مستوى جزء من تركيبة اسم الجدّ وذلك بسبب التآكل والتداخل الشديد بين الحروف (احمد بن محمد بن...؟ القاسم بن مالوش الحضرمي). ولكن مهما يكن الأمر فإنّ ذكر آل مالوش الحضرمي يحيل على عائلة قيروانية قديمة مذكورة في وثائق الأحباس منذ القرن الثامن هجري (الرابع عشر ميلادي) وكذلك لدى ابن ناجي في ترجمات لشخصيات من القرنين الثامن والتاسع للهجرة (الرابع عشر والخامس عشر للميلاد).

وتفيد مختلف هذه المصادر أن أفراد هذه العائلة اشتهروا بتعاطيهم التجارة والدّباغة والصياغة. ونستعرض فيما يلي جملة المعطيات الواردة في هذه المصادر المختلفة محاولين استخلاص المؤشرات الزمنية لحل مشكلة تاريخ النقيشة:

فقد ذكر أحد افراد عائلة مالوش في وثيقة حبس محفوظة بمكتبة مركز ترميم المخطوطات برقادة تحمل العدد الرتبي 801 (89/19) تحت عنوان "أحباس سور القيروان من الرباع"، فيما يلي نصها: 

"الحمد لله تعالى، ومما هو من أحباس سور مدينة القيروان حاطها الله تعالى جميع الحانوت القبليّ المفتح. يحدّه غربا شارع متّصل/ برحبة الغنم بداخل مدينة القيروان والثلاث الحوانيت المتصلة به من شرقيّه والعرصة التي بجوفي الحانوت المبدأ ذكره/ المعدّة لضرب القشّ، بعضها من تحبيس أبي العباس أحمد بن الأمين المرحوم أبي عبد الله محمد بن مالوش الحضرمي وبعضها بابتياعه من مالكها من غلة حبس السور المذكور بإذن من له النظر في الأحكام الشرعية في متقدم التاريخ له في ابتياع ذلك/ للحبس المذكور. وشهد بذلك من علم أن ما ذكر يحاز بحوز الأحباس ويحترم بحرمتها بتاريخ أواسط جمادى الآخر عام تسعة وثمانين/ وسبعمائة")5. 

ومن خلال هذا النص نلاحظ التشابه الكبير في العديد من مكوّنات الاسم بين النقيشة والوثيقة غير أن هذه الأخيرة تضيف الكنية وكنية الوالد وخطته (أمين). بينما تضيف النقيشة اسما آخر في سلسلة النسب للأسف لم نتمكن من قراءته إلاّ جزئيا. ولعل الجزء المتضرر السابق لاسم "القاسم" يكون جزءا من كنية مثل "أبي القاسم" أو من اسم نادر مثل "عبد القاسم" أو اسما مسبوقا بنعت مثل عبارة "سيدي" أو غيرها. كما يظهر النص أن الحانوت المحبس سنة 789 /1388 تحيط به عقارات أخرى حبسها أبو العباس أحمد المذكور أعلاه قبل هذا التاريخ ولكنها لا تفصح عن تاريخ ذلك. ومهما يكن الأمر فإنّ ذلك يعني أنّ الشخصية من رجالات القرن الثامن. كما يستفاد أن أبا العباس أحمد كان مشرفا على عمليات التحبيس ("بعضها من تحبيس أبي العباس أحمد") وهو ما تشير إليه صراحة الوثيقة نفسها في موضع آخر واصفة إياه بأنه كان الناظر على أحباس السور بالقيروان6. وتضيف هذه الوثيقة أن والد أبي العباس أحمد كان ميتا في سنة 789 ("بن المرحوم أبي عبد الله محمد") وأنه كان يحمل لقب "الأمين". ويستفاد من خلال رواية ابن ناجي أن خطة الأمين هذه إنما تتصل بحرفة الصياغة (أنظر اسفله). وفي هذا السياق نذكر بأن مصطلح "الأمين" مثبت الاستعمال أيضا في القرن العاشر للهجرة مرتبطا بمؤسسة الأوقاف وهو ما تؤكده نقيشة واجهة الجامع الكبير بصفاقس والتي تشير إلى أشغال تمت "بمحضر أمين الحبس ابن بوسعيد بوكانون"7.

إن التشابه الكبير بين الاسمين بين الوثيقة والنقيشة وكذلك أقدمية التحبيس بالنسبة إلى سنة 789 يشجعان على القول بأنهما لشخص واحد. وهذه المعطيات تتوافق مع نصوص أخرى لابن ناجي والتي يروي فيها مباشرة عن شخص معاصر له يدعى أبا العباس أحمد بن مالوش. ففي ثلاث مناسبات يذكر هذا الأخير أحداثا تبين ملازمة هذا الأخير شخصيا للشيخ أبي عبد الله محمد السبائي الجديدي المتوفى في أواخر سنة 786 أو بداية سنة 787/1385) وكيف أن هذا الشيخ الأخير أقام مدة بدار الأمين أبي العباس أحمد بن مالوش قبل أن ينتقل إلى زاويته المعروفة قرب باب الجلادين8 وهي التي تعرف حاليا بالزاوية الغريانية نسبة إلى أبي سمير عبيد الغرياني الذي ورثها عن شيخه الجديدي9. وفي رواية أخرى يذكر ابن ناجي أن ابا العباس هذا كان صائغا: "فحدثني الأمين أبو العباس أحمد بن مالوش قال: كان من أتباع الفقيه ابن فندار عزوز البراق الصائغ. فأتيت أنا وهو بفضة للطبع بطابع الفقهاء، فنظّر فضتي وكنت يومئذ صائغا ..."

ويشار إلى أن ابن ناجي يقدم رواية أخرى عن فرد آخر من عائلة مالوش معاصر له ويدعى قاسم ويحمل كذلك لقب الأمين وهو بدوره يروي عن والده "الأمين محمد" المعاصر للشيخ الشبيبي (توفي سنة 742 / 1341-1342): "وحدثني الأمين قاسم بن الأمين محمد عرف عاشور اليحصبي عن والده...10 ". إن هذا الاشتراك في النسب بين قاسم المذكور في هذه الرواية الأخيرة وأبي العباس أحمد المذكور في الرواية السابقة (كلاهما معاصر لابن ناجي) أو في وثيقة الوقف (قبل سنة 789/1387-1388) يمكن اعتماده مؤشرا على أخوة دموية بين الشخصيتين. كما يوحي حملهما لقب "الأمين" بتوارث خطة أمانة حرفة الصياغة صلب عائلة مالوش.

يتبين من خلال هذه النصوص مجتمعة أن الأمين أبا العباس أحمد بن مالوش كان رجلا بالغا متزوجا وله دار قبل تاريخ وفاة الشيخ الجديدي أواخر سنة 786 أو بداية سنة 787 هـ وهو ما يشكل التقاء مع تاريخ وثيقة الحبس الآنفة الذكر. ولكن يصعب أن ترتقي هذه السابقية إلى حدود سنة 701/1302 (الفرضية الأولى لتاريخ النقيشة)، فالفارق الزمني يبقى كبيرا نسبيا بين التاريخين، وبالتالي لا يمكن أن يكون أبا العباس أحمد هو الشخص نفسه بين النقيشة وبقية النصوص.

في مقابل هذه النصوص توجد وثيقة تحبيس أخرى بتاريخ سنة 957 هـ / 1550-1551 تذكر شخصا يدعى الفقيه عبد السلام بن أحمد بن مالوش وذلك في إطار الحديث عن حدود أحد الحوانيت المحبسة على سور القيروان متمثلة في حبس آخر
ينفق شطر غلته للقراءة على قبر هذا الفقيه11. وبما أن هذا الأخير كان متوفيا قبل سنة 957 / 1550-1551 وباعتماد حساب الأجيال يمكن التّكهّن بأن والده أحمد بن مالوش كان على قيد الحياة في مفتتح القرن العاشر وتتوفر فيه مؤهلات الثراء المادي والإشراف على زاوية ابن أبي زيد القيرواني كما سنبين ذلك لاحقا. وهو ما يتماشى مع الفرضية الثانية لتاريخ النقيشة أي "أواخر ذي الحجة الحرام من عام واحد وتسعمية " (30 أوت – 8 سبتمبر 1496م). 

ويشار إلى أن وثائق الأوقاف المنشورة تقدم أسماء أخرى في تواريخ مختلفة لأفراد من آل مالوش مثل الحاج محمد بن حسن ابن مالوش الذي أحدث غسّالة تذكرها وثيقة حول أعتاب وقف الجامع الأعظم مؤرخة بسنة 775/1373-121374 وكذلك الصويد مالوش الذي تذكره وثيقة أحباس سور مدينة القيروان من الدور المؤرخة بسنة 957 هـ/1550-131551. ويلاحظ من خلال الوثائق المختلفة أنّ النسبة إلى مالوش قد تحولت على الأقل منذ مفتتح القرن العاشر للهجرة إلى لقب عائلي يتكوّن من لفظي "بن" و"مالوش" أكثر منها اتصالا بالنسب إلى جد أعلى يسمى "مالوش" ثم من بعدها إلى لقب مؤلّف من كلمة واحدة بقي سائدا إلى يومنا هذا14. وانطلاقا من هذه المصادر المتنوعة يمكن الشروع في بناء أجزاء من الشجرة العائلية لآل مالوش فيما يلي مثال أولي عنها في انتظار إتمامه من خلال الوثائق أخرى: 

فروع من شجرة أنساب عائلة مالوش من خلال وثائق الأحباس ومعالم الإيمان.

:المعطيات المتعلقة بالكتابة

نقش هذا النص في كتابة نسخية بارزة على أرضية غير محكوكة وهي تشكو انعدام التجانس في حجم الحروف وتراصفها بين النصف الأعلى والنصف الأسفل من النقيشة، وهو ما يعكس غياب التخطيط المسبق في انجازها. ويلاحظ غياب الإعجام وعلامات الإعراب باستثناء ما يشبه السكون فوق كلمة "خير" والكسرة تحت كلمة "سيدنا". وتتميز قاعدة الكتابة بتعدد مستوياتها مما ينتج عنه كتابة متراكمة وخاصة في المنطقة الأكثر كثافة. وقد لجأ النقاش إلى ملء الفراغات فوق الحروف المنخفضة بواسطة بعض الزخارف المنفصلة مثل استعمال الورقة الثنائية الفصوص (فوق حروف الصاد في كلمة "صلى" والهاء في كلمة "الله" والعين في كلمة "على" والميم في كلمتي "وما" و"من"). كما لجأ إلى تقنية التسطير تحت الكلمة بتطويل الحرف مثل نهاية الألف المنفصلة التي تمتد تحت كلمة "انفقتم" أو الورقة الثنائية الممتدة تحت كلمتي "يخلفه وهو". ويبدو أن النقاش استعمل أيضا الحروف المضافة الصغيرة التي توضع عادة للتفريق بين الحاء والجيم أو بين السين والشين، ولكن هذا الاستعمال يبدو في نقيشتنا زخرفيا أكثر منه توضيحيا، فحرف الحاء فوق كلمة "بسم" أو حرف السين فوق اسم الإشارة "هذا" ليسا في موضعهما الطبيعي.

أما فيما يخص الحروف فإن بعضها تم تطعيمه بنهايات زخرفية عريضة أحيانا (ذيل الميم في كلمة "بسم" أو على شكل ورقة ثنائية الفصوص (أعلى حرفي الألف واللام في كلمات "صلى" - "ما" - "العبد" - "احمد") أو كذلك بإضافة سنّة قصيرة تنشأ عن حرف الهاء في الوضعيتين المبتدئة والنهائية ("هذا" - "صنعه") أو عن أسفل الألف في الوضعية النهائية ("وما" - "مالوش" - "عام"). ويلاحظ كذلك أن النقاش استلهم بعض أشكال الحروف من الخط الكوفي من ذلك حرف العين المرتفع بواسطة ساق ("العبد") وذيل حرف الميم الذي يتخذ شكل الحنية والحنية المعاكسة الصاعدة ("بسم" - "انفقتم") وكذلك ذيل حرفي الواو الياء الذي يتخذ شكل الحنية الصاعدة المتجاوزة (الواو المنفصلة - "شي") أو كذلك استعمال أدوات الربط بين الحروف بواسطة الحيْد المثلث الشكل (بين اللام والهاء في كلمة "الله").

إنّ ما ورد ذكره من الخصائص المتعلقة بهذه النقيشة لا يساعد كثيرا في الحصول على مؤشرات زمنية تؤكد نتائج البحث في المصادر التاريخية السابقة الذكر. فالكتابة تحمل مشتركات كثيرة مع الأساليب الحفصية القيروانية السابقة لمفتتح القرن العاشر الهجري (901/ نهاية القرن الخامس عشر للميلاد). ولكن تسعفنا في هذا المضمار المقارنة مع نقائش جنائزية قيروانية تعود إلى هذا التاريخ. وتظهر هذه المقارنة أوجه تشابه كبيرة مع شاهد قبري مؤرخ بغرة جمادى الثانية سنة 902 هـ / 4 فيفري 1497 وذلك في مستوى الأرضية والزخارف المنفصلة أو الناشئة عن الحروف وأشكال الحروف وحتى في طريقة استعمال الحروف التوضيحية الصغيرة في غير موضعها إلى درجة السماح بالقول بأن النقيشتين أنجزتا في ورشة واحدة وذلك برغم الاختلاف بينهما من حيث حضور الإعجام وعلامات الإعراب في الشاهد القبري وغيابه في نص مقام ابن ابي زيد القيرواني.

صورة 4: شاهد قبر قيرواني مؤرخ بسنة 902 هـ / 1497 م (رقم الجرد: 526): تشابهات كثيرة مع نقيشة مقام ابن ابي زيد القيرواني.

حول نسبة "الحضرمي":

تحيل كلمة "الحضرمي" على نسبتين إحداهما قبلية والأخرى جغرافية: أما الأولى فهي النسبة إلى القبائل الحضرمية التي وصلت إلى إفريقية منذ أيام الفتوحات من حضرموت الواقعة شرق اليمن. وأما الثانية فهي النسبة إلى بلد الحضرمين، الذي يذكره ابن ناجي على أنه بلد من عمالة القيروان وذلك في ترجمة للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الرمّاح المتوفى سنة 742/ 151341 أو في ترجمة الشيخ الشبيبي حيث يشير إلى فلاحة يبدو أنها كانت تابعة لآل مالوش16. ولعل هذا البلد الفلاحي هو المعروف حاليا باسم "هنشير الحثرمين" (بتحريف الضاد) والذي يقع على الطريق الرابطة بين القيروان والجم وتحديدا شمال الطريق الرابطة بين مدينتي السواسي وشربان17. وتبلغ المسافة بين القيروان وهذا الموقع حوالي 55 كلم. وبناء على هذه المعطيات لا يمكن قبول رواية ابن ناجي عن سرعة وصول الأمين أبو العباس احمد إلى هذا البلد حينما استنجد بالشيخ الشبيبي لكف شغب الأعراب الذين نهبوا محاصيل الشعير ببلد الحضرمين إلا إذا وضعت في سياقها المتمثل في بيان كرامات هذا الشيخ الذي يترجم له18.

صورة 5: بيان الإحداثيات المفترضة لموقع بلد الحضرمين.

وتجدر الإشارة إلى أن لنسبة الحضرمي حضورا في ثلاثة شواهد قبرية قيروانية تعود إلى القرنين الخامس والسادس للهجرة (11-12 ميلادي)، ولكن لا يمكننا المجازفة بإرجاعها آليا إلى بلد الحضرمين المذكور أعلاه أمام غياب المعلومات الكرونولوجية حول هذا المكان قبل القرن الثامن للهجرة (13 ميلادي)19.

:حول طبيعة الأشغال والعلاقة بين الآمر بها والمعلم

وأما عن العلاقة بين صاحب الأشغال والمعلم، فبالإضافة إلى كون العملية مساهمة في الأعمال الخيرية وتستجيب لمقتضيات النص القرآني الوارد في نص النقيشة، تفيدنا رواية ابن ناجي مجددا بمعلومة تفسر هذا الاهتمام الخاص بالمعلم ذلك أن العائلة كانت مسؤولة عن العناية بدار ابن أبي زيد القيرواني وهو المعنى المستوحى من الجملة الاعتراضية ("وكان يخدمها") الواردة في الرواية التي يقدمها عن نهب الأعراب لفلاحة محمد بن مالوش ببلد الحضرمين20. وفي هذه الرواية ذاتها يفيدنا ابن ناجي أيضا حول الأصول القبلية لآل مالوش، عند حديثه عن الراوي الأمين قاسم بن الأمين محمد مشيرا إلى أنه معروف باسم عاشور اليحصبي. وهذه النسبة الأخيرة تحيل على قبيلة يحصب العربية اليمنية والحميرية الأصل21. ومن هذا المنطلق يمكن الربط أيضا بين تسمية بلد الحضرمين و هذه القبيلة؟
وتجدر الإشارة إلى أن الصيغة الواردة في النص ("هذا ما صنعه") لا تفصح عن طبيعة الأشغال ولا عن امتدادها، إلا انه يمكن استغلال بعض المعطيات للحديث عن أشغال محدودة اقتصرت على ترميمات أو تحويرات أدخلت على المعلم وهو ما يتأكد عند استقراء المصادر التي تتحدث عن مكونات المعلم بما يوحي بتحوله إلى زاوية تحتوي على ضريح ومسجد ومدفن عائلي على الأقل منذ نهاية القرن الثامن للهجرة (الرابع عشر للميلاد)22. كما أن موضع اللوحة بداخل المعلم في مكانها الأصلي23 يدعم هذا الاستنتاج.

مخطط 1: المخطط الحالي لزاوية عبد الله بن ابي زيد القيرواني (رسم المعهد الوطني للتراث- القيروان)

:"حول الكلمة الواردة بعد نسبة " الحضرمي

وأما العبارة التي وردت بعد نسبة الحضرمي فإنها تعرضت لشيء من التلف ولا تسمح حروفها إلا بتكوين كلمتين : "الزمام" أو الإمام". وقد وردت الكلمة الأولى ضمن تركيبة الألقاب الإسلامية منذ القرن الخامس الهجري (11 ميلادي) مثل لقب "زمام الدولة" الذي يحمله أبو القاسم بن أبي عبود الكاتب الذي أشرف على أشغال بناء مقصورة المعز بن باديس بجامع القيروان24 أو لقب "زمام دار" الذي كان يطلق على المشرف على الحريم في مصر المملوكية25. ويبدو واضحا الالتقاء هنا في معنى القيادة والإشراف وهو ما قد يحيل على إشراف آل مالوش على دار ابن أبي زيد القيرواني كما ذكر آنفا. وأما فرضية "الإمام" فربما أوحت بتقلد الإمامة للصلوات الخمس بالمسجد الكائن بالزاوية. 

خاتمة

إنّ هذا النص على قلّة ما جاء فيه من الكلمات مكّن من تسليط الأضواء على كثير من القضايا ذات الصّلة بتاريخ المعلم وعائلة مالوش القيروانية ونسبة الحضرمي والكتابة الحفصية. فبعد تجاوز الإشكال المتعلق بتاريخ النقيشة وذلك بفضل المكافحة مع ما جاء في تراجم ابن ناجي أو في وثائق الأحباس القيروانية أو كذلك بفضل المقارنات الفنية مع النقائش الجنائزية القادمة من المدينة ذاتها، يمكن التأكيد بأن الأشغال المشار إليها تعود إلى "أواخر ذي الحجة الحرام من عام واحد وتسعمية " (30 أوت 8 سبتمبر 1496م) وأنها تقتصر على ترميمات أو إضافات جزئية على المعلم الذي كان في الأصل دارا للفقيه ابن أبي زيد القيرواني تحولت فيما بعد إلى زاوية تحوي ضريحه ومدرسة قرآنية ومسجدا. كما تم التوصل إلى أن الآمر بهذه الأشغال أنفق عليها من ماله الخاص وأنه ينتمي إلى عائلة "بن مالوش" القيروانية التي توارثت أمانة مهنة الصياغة وتقلد بعض أفرادها أمانة الأحباس على بعض معالم المدينة وكذلك خدمة الزاوية المذكورة. كما تبين أن لقب "بن مالوش" الذي يحمله صاحب الأشغال لا يعني اتصالا مباشرا بالنسب إلى جدٍّ قريب بقدر ما كان انحدارا من جد أعلى يدعى "مالوش" يرجع على الأقل إلى النصف الأول من القرن الثامن للهجرة. كما علمنا أن نسبة الحضرمي حمّالة لانتماء مزدوج يتعلق إما بالقبائل اليحصبية اليمنية أو بالموقع المعروف ببلد الحضرمين إحدى العمالات التي تبعد حوالي 50 كم جنوب شرقي القيروان.

هوامش

القاضي عياض، 1981، ج. 6، ص. 216. 1.
2  استرجع هذا الشاهد ضمن محجوزات تم ضبطها بسوسة سنة 2014 وتم التعرف عليه وإرجاعه إلى القيروان وهو شاهد منسوب إلى الزاوية المذكورة وقد تم نشره في مدونة نقائش القيروان منذ سنة 1950، أنظر:
B. Roy et P. Poinssot, 1950, vol. II, fasc. 1, n° 153, pl. 15.
3 سورة سبأ، الآية 39
4 قراءة غير متأكدة
5 حول هذه الوثيقة أنظر: مراد الرماح، 2005، ص. 13
6 أنظر: المرجع نفسه، الصفحة نفسها: "فممّن عاين الرّباع المذكورة وعلم أنها تحاز بحوز الأحباس وتحترم بحرمتهم، وسمع من أبي العباس أحمد الناظر الحبس المذكور أنه/ حبّس بعض الحوانيت الأربعة المبدأ بذكرها والعرصة المذكورة، وأنه ابتاع بعضها من غلّة الحبس المذكور"
7 انظر:
L. Abdeljaouad , 2001, n° 84, pl. 181-182
8 أنظر: الدباغ وابن ناجي، 1993، ج. 4، ص. 227: "وأول ما اجتمعت عليه الفقراء لقراءة القرآن بزاوية الشيخ ابي الحسن علي العواني. ثم انتقل لزاوية الشيخ ابي الربيع سليمان البربري. ثم انتقل لدار الأمين أبي العباس احمد بن مالوش وبقي فيها مدة" وص. 228 (رواية شراء دار للشيخ الجديدي) وص. 233: "وحدثني الأمين أحمد بن مالوش قال: "كنت مع الشيخ الجديدي في دار أبي عمران موسى بن علي البقري ...". (رواية السارق الذي تسور دار الأمين أحمد).
9 هذه الزاوية مذكورة في عدد من النقائش الجنائزية القيروانية (ق 10 هـ): انظر:
B. Roy et P. Poinssot, 1983, 3ème partie, n° 603, 607 et 608.
لطفي عبد الجواد، 2013، ص. 97-98.
10 أنظر: الدباغ وابن ناجي، 1993، ج. 4، ص. 210: "وحدثني الأمين قاسم بن الأمين محمد عرف عاشور اليحصبي عن والده قال: كان لي مطمور شعيرا ببلد الحضرمين
11 انظر الوثيقة عدد رتبي 231 / شخصي 1846 في مراد الرماح، 2005، ص. 46-47: "وله بسوق اللبّادين جميع/ الحانوت الشرقيّ المفتح. يحدّه من القبلة حانوت من أحباس الفقراء وجوفا حانوت شطره من أحباس الفقراء وشطره حبس على من يقرأ/ على قبر الفقيه عبد السلام ابن أحمد بن مالوش. وله بطرف الشكّازين جميع الحانوت الشرقيّ المفتح المعدّ لجلوس الشهود/ يحدّه جوفا حانوت شرقيّ المفتح من أحباس مسجد العطارين".
12 انظر وثيقة العدد الرتبي: 801 (89/19) بعنوان أعتاب وقف الجامع بتاريخ سنة 775 هـ في مراد الرماح، 2005، ص. 11 : قفا الورقة : النص الثالث : شهادة حول إحداث غسّالة : كتب بذلك شهادته بتاريخ السادس والعشرين من جمادى الأولى عام خمسة وسبعون وسبعمائة "شهود هذا الرسم يشهدون أن الغسّالة التي أحدثها الحاج محمد بن حسن ابن مالوش لغسل الجلود واللبود داخل مدينة/ القيروان حاطها الله تعالى، الملاصقة لبعض دور الدّبغ وفي علم شهوده أن ابن فندار اشترى نصيبا من قاعة داري دبغ بثمن بخس بعد إحداث ابن مالوش الغسالة المذكورة وأن/ اشتراءه لذلك ليحصل له شرك في قناة دور الدّبغ، فيمنع من إجراء الغسالة المذكورة، فينحصر النّاس لغسالته. وفي علم شهوده أن في إجراء الغسّالة المذكورة للحبس منفعة عظيمة....".
13 انظر الوثيقة العدد رتبي:231 شخصي 2834: أحباس سور مدينة القيروان من الدور بتاريخ سنة 957 هـ في مراد الرماح، 2005، ص. 42: "يحدّها من جوفيّها/ دار بيد ورثة الصويد مالوش، ومن قبليّها، دار من أحباس البريبريين : الحمد لله جميع الرباع المحدودة المذكورة أعلاه كلّها من أحباس/ سور مدينة القيروان المحوطة، محازة بحوز أحباسه ومحترمة بحرمتها".
14 مالوش: كلمة غير متداولة في المصادر والمعاجم العربية. غير أن ابن منظور يقدم تعريفا للجذر ملش: "مَلَشَ الشيءَ يملُشُه ويَمْلِشُه مَلْشاً: فَتّشَه بِيَدِهِ كأَنه يَطْلُبُ فِيهِ شَيْئًا"، انظر ابن منظور، 1993، ج. 6، ص. 348. ورد في مجلة المقتبس، العدد 77/1912 في تعريف لإحدى أنواع الحشرات الزراعية تسمى العنجوس أو الشبث أو المالوش أو الكاروب "العنجوس والشبث من كلام العرب الفصيح ... وأما أهل الشام فيسمون هذه الدويبة المخربة المالوش والكلمة من أصل سرياني (أراميّ) من ملش أي نزع الشيء ونتفه وخرطه وقشره وخربه: وكل ذلك من أعمال المالوش هذا فضلاً عَلَى أن اللفظة سريانية المعنى والمبنى واللفظ عَلَى أنه قد يكون من أصل عربي فصيح من ملش الشيء. إذا فتشه بيده كأنه يطلب فيه شيئاً. عَلَى أن فاعول من الأوزان الخاصة بالآرامية وإن وردت ألفاظ عربية موزونة هذا الوزن الأرجح إذاً أنها آرامية أي سريانية.
15 أنظر: الدباغ وابن ناجي، 1993، ج. 4، ص. 117: "وقال الشيخ ابو عبد الله محمد بن شبل تبت في حال صغري وكان عمي خنفر من شيوخ رياح، وكانوا ينزلون منزلتهم على بلد الحضرمين، ونحوها من عمالة القيروان ولهم بلاد وهناشير يأخذون أحكارها وأعشارها بأمر من السلطان...."
16 أنظر: الدباغ وابن ناجي، 1993، ج. 4، ص. 210: "وحدثني الأمين قاسم بن الأمين محمد عرف عاشور اليحصبي عن والده قال: كان لي مطمور شعيرا ببلد الحضرمين ..."
17 يبعد الهنشير حوالي 7 كم غرب مدينة السواسي وحوالي 5 كم شمال-شمال شرق مدينة شربان. حول هذا الموقع أنظر: نافع الفهري، 2008-2009، ج. 1، ص. 80، الخريطة رقم 2 (تحديدا 5 كلم شمال شرق قرية شربان). أنظر أيضا الخريطتين الطوبوغرافييتين سُلّم 1/50000 الجم (رقم 81: Hr. El-Hassermine) وشربان (رقم 80: Hr. El-Hathermine). يشير أ. الباهي إلى وجود موقع آخر يقع على الطريق الرابطة بين ممس والقيروان يذكره البكري يحمل اسم قصر الخير في مخطوطة دي سلان واسم قصر الحضرمية في نسخة أخرى (هامش 9/1390) وقد افترض سولينياك مقابلة هذا القصر مع موضع يوجد 17 كلم جنوب غربي القيروان على حافة الطريق رقم 3 يسمى القصر. انظر: أحمد الباهي، 1995، ص. 79 (رقم 141) و88 (164)؛ M. Solignac, 1954, p. 168
18 أنظر: الدباغ وابن ناجي، 1993، ج. 4، ص. 210: "فبلغني أن العرب دارت على البلد ليأخذوا ما فيها. فأتيت إلى الشيخ الشبيبي وكلمته أن يكتب كتابا لهم. ثم خرجت نصف الليل لدار ابن ابي زيد، وكان يخدمها، فلما قربت منها وإذا بالشيخ الشبيبي جاء من زنيقة المذبوح، وحوائجه في خضنه، وهو مغير الحالة .... فمشينا في هذا الليل ورحلناهم عن البلد فجاء الخبر من الغد أن العرب رحلت نصف الليل من غير سبب في الظاهر ....".
19 أنظر:
B. Roy et P. Poinssot, 1950, vol. II, fasc. 1, n° 290 bis (424 / 1032-1033) ; B. Roy et P. Poinssot, 1983, 3ème partie, n° 518 (554 / 1159-1160) et n° 566 (447 / 1056).
20 أنظر: الدباغ وابن ناجي، 1993، ج. 4، ص. 210: "وحدثني الأمين قاسم بن الأمين محمد عرف عاشور اليحصبي عن والده قال: كان لي مطمور شعيرا ببلد الحضرمين ... ومشيت غضبانا لداري ثم خرجت منتصف الليل لدار ابن أبي زيد، وكان يخدمها، فلما قربت منها وإذا بالشيخ الشبيبي جاء من جهة زنيقة المذبوح ...".
21 أنظر: النويري، 2002، ج. 2 ص. 293 : "وأما عامر بن حمير، فمنه قبائل يحصب كلّها، وهو يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير. قال: ومن شيوخ النسب من قال: يحصب بن ذى يزن بن ذى أصبح بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة، وهم حمير الأصغر" - ابن منظور، 1993 "ويَحْصَبُ: قبيلةٌ، وَقِيلَ: هِيَ يَحْصُبُ ... ويَحْصِبُ، بِالْكَسْرِ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِذَا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: يَحْصَبِيٌّ، بِالْفَتْحِ، مثل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيٍّ".
22 انظر: الدباغ وابن ناجي، 1993، ج. 4، ص. 206 – 225-226. يذكر ابن ناجي في ترجمته للشيخ الشبيبي أن هذا الأخير توفي سنة 782 هـ / 1381 م ودفن بدار ابن أبي زيد داخل المقصورة التي بها قبره (ص 225) وأنه استحق هذا القرب منه لشدة تعظيمه لصاحبه حتى انه إذا صلى الصبح في مسجد ابن ابي زيد لا ينفتل عن اليمين قط حتى لا يدير ظهره إلى القبر (ص 226). انظر أيضا ج. 3، ص. 119: "... قلت (ابن ناجي): وكنت كثير الزيارة لقبره والجلوس بداره وحفظت فيها الكثير من ابن الحاجب ....".
23 وهو ما يدل عليه تطابق القياسات بين اللوحة والإطار المستطيل الذي أدمجت فيه ضمن واجهة جدار الضريح.
24 انظر:
B. Roy et P. Poinssot, 1950, vol. II, fasc. 1, n° 6, p. 18-22
25 انظر: حسن الباشا، 1989، ص. 312.

المصادر والمراجع

ابن منظور محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، 1993، لسان العرب، ج.15، دار صادر، الطبعة الأولى، بيروت. 

الباشا حسن، 1989، الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار، الدار الفنية للنشر والتوزيع، القاهرة.

الباهي أحمد، 1995، فهرست أسماء الأماكن بمقاطعة البيزاسين (المزاق؟) في العهد الوسيط ق. 1-10م / 7-16 من خلال المصادر المطبوعة، بحث لنيل شهادة الدراسات المعمقة تحت إشراف م. شابوطو-الرمادي وأ. مشارك، جامعة تونس الأولى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.

الدباغ أبو زيد عبد الرحمان الأسيدي وابن ناجي أبو الفضل ابو القاسم عيسى، 1993، معالم الايمان في معرفة اهل القيروان، ج.4، تونس.

الرماح مراد، 2005، "وثائق قيروانية من العهدين الحفصي والعثماني"، مجلة إفريقية، سلسة الفنون والتقاليد الشعبية، عدد 14، المعهد الوطني للتراث، ص. 5-55.

عبد الجواد لطفي، 2013، "الطاعون بافريقية من خلال شواهد قبور قيروانية جديدة"، في القيروان وجهتها: دراسات جديدة في الآثار والتراث، أعمال الندوة العلمية الدولية الثالثة لقسم علم الآثار (القيروان 1-4 أفريل 2009)، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان-مركز النشر الجامعي، تونس، ص. 89-105

الفهري نافع، 2008-2009، مسالك القيروان في العصر الوسيط المتقدم (ق 1-5 هـ / 7-11 م)، أطروحة دكتوراه، ج.2، تحت إشراف م. شابوطو-الرمادي، جامعة تونس الاولى كلية العلوم الانسانية والاجتماعية.

القاضي عياض أبو الفضل بن موسى اليحصبي، 1981، ترتيب المدارك وتقريب المسالك، تحقيق سعيد أحمد أعراب، ج.8، مطبعة فضالة -المحمدية، المغرب.

النويري شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، 1423 هـ، نهاية الأرب في فنون الأدب، دار الكتب والوثائق القومية، الطبعة الأولى، القاهرة. 

Abdeljouad Lotfi, 2001, Inscriptions arabes des monuments islamiques des grandes villes de Tunisie : Monastir, Kairouan, Sfax, Sousse et Tunis (2è s. / 8e s. - 10è s. / 16e s.), 4 volumes,  Thèse de doctorat Nouveau Régime, sous la direction de S. ORY, Université de Provence Aix-Marseille 1.

Roy Bernard et Poinssot Paule, 1950, Inscriptions arabes de Kairouan, vol. II, fasc. 1, C. Klincksieck, Paris. 

Roy Bernard et Poinssot Paule, 1983, Inscriptions arabes de Kairouan, publiée avec le concours de S. M. ZBISS, Notes et Documents, 3ème série, vol. 5, Institut National d’Archéologie et d’Art (I. N. A. A.), Imprimerie al-ASRIA, Tunis. 

Solignac Marcel, 1954, Recherches sur les installations hydrauliques de Kairouan et des steppes tunisiennes du VIIe au XIe siècle, Alger.

الكاتب

لطفي عبد الجواد

 باحث- المعهد الوطني للتراث.

Retour en haut