Information
A propos Al-Sabil
Numéros en texte
intégral
Numéro 07
Dégradation du patrimoine ksourien du sud algérien
Cas du tissu résidentiel des Ziban (Biskra)
Sami Zerari, Leila Sriti et Khaled Mansouri
Joseph Hiriart et Jean-Marcel Seignouret, Maîtres français de l'Art déco
Esquisse de dix années d'activités à Tunis (1927-1936)
Lauren Etxepare
et Esmahen Ben Moussa
Genèse du village colonial à Tébourba
Faiza Matri
2019 | 07
الإستغلال المنجمي لجبل طرزّة خلال الفترة الاستعمارية
زينب الماجري
الفهرس
الملخّص
يمثل جبل طرزّة موقعا هاما بجهة القيروان إذ أنه يكتنز على جملة من الثروات الطبيعية التي جعلت منه مركز استقطاب منذ القدم. فهو جبل يقع بالقرب من الموقع القديم المعروف بالعيون الملكية « أكوا ريجيا Aquae Régiae » يوجد بالجبل حمامات حرارية طبيعية لها خاصيات استشفائية مثلت قبلة الزوار القادمين من مختلف المناطق. لكن الثراء الطبيعي الذي يميّز هذا الجبل لا يقتصر على المياه الاستشفائية، بل إنه شمل أيضا جوانب أخرى ذات أهمية بالغة فقد احتوى هذا الجبل على كميات هامة من الرصاص وبعض الزنك اللذين تم استغلالهما بكثافة خلال الفترة الاستعمارية حتى أن شركة مناجم جبل طرزة أصبحت من أهم المؤسسات التي اختصت في إنتاج الرصاص والزنك بشمال إفريقيا. ويبدو أن الاستغلال المنجمي لطرزة يرقى للفترة القديمة. ورغم وجود المناجم في مواقع وعرة من هذا الجبل النائي فقد عمل فرانسوا بورتللي (François Portelli) صاحب الشركة المستغلة لمناجم جبل طرزة على ضمان كل أسباب النجاح لمشروعه. فأنشأ قرية منجمية متكاملة (بورتللي فيل) وسعى لفك عزلتها. لكن المثير أن هذه القرية وعلى خلاف أغلب القرى المنجمية بالبلاد التونسية قد هجرت تماما بعد توقف العمل المنجمي ولم يبق منها سوى الآثار. فالحياة البشرية في جبل طرزة اقترنت بالعمل المنجمي. في حين أن الامكانيات التنموية للجهة عديدة إذ أن لها مقومات قادرة على أن تجعل منها منطقة سياحية بامتياز.
الكلمات المفاتيح
جبل طرزة، مناجم، رصاص، قرية منجمية، حمّام حراري، آثار، تنمية
Résumé
Situé aux voisinages de l’ancienne localité d’Aquae Regiae, à une cinquantaine de km à l’Ouest de Kairouan, Jebel Trozza est une montagne très riche en ressources naturelles qui en font un centre d’intérêt depuis les temps anciens. En plus des sources thermales aux propriétés curatives qui continuent encore aujourd’hui à attirer des visiteurs de différentes contrées du pays, cette montagne renferme d’importantes quantités de plomb et de zinc, qui ont été exploités par le Syndicat de la Mine du Djebel Trozza, l’une des plus grandes sociétés minières en Afrique du Nord à l’époque coloniale. Pour assurer toutes les conditions du succès de cette exploitation minière, François Portelli, propriétaire de cette société, y construisit un village minier intégré (Portelliville) et chercha à démanteler l’isolement de cette mine située dans une zone inaccessible et accidentée. Suite à l’arrêt de l’exploitation minière, Portelliville a été complètement abandonné et ce contrairement à la plupart des autres villages de ce genre. Dès lors, la région est tombée de nouveau dans l’oubli et le déclin bien qu’elle dispose d’un potentiel qui pourra servir pour le développement de la région notamment le tourisme alternatif.
Mots clés
jebel Trozza, mines, plomb, village minier, Portelliville, station thermale, développement
Abstract
Located in the neighbourhoods of the former town of Aquae Regiae, about 50 km west of Kairouan, Jebel Trozza is a mountain very rich in natural resources that have made it a centre of interest since ancient times. In addition to the healing hot springs that continue to attract visitors from different parts of the country today, this mountain contains significant amounts of lead and zinc, which were exploited by the Syndicat de la Mine du Djebel Trozza, one of the largest mining companies in North Africa during the colonial era.To ensure all the conditions for the success of this mining operation, François Portelli, owner of this company, built an integrated mining village (Portelliville) and sought to dismantle the isolation of this mine located in an inaccessible and rugged area. Following the cessation of mining operations, Portelliville was completely abandoned, unlike most other villages of this type. As a result, the region has once again fallen into oblivion and decline, although it has a potential that can be used for the development of the region, particularly alternative tourism.
Keywords
jebel Trozza, mines, lead, mining village, Portelliville, spa, development
المرجع لذكر المقال
زينب الماجري، « الإستغلال المنجمي لجبل طرزّة خلال الفترة الاستعمارية »، السبيل : مجلة التّاريخ والآثار والعمارة المغاربية [نسخة الكترونية]، عدد 07، سنة 2019.
URL : https://al-sabil.tn/?p=11834
نص المقال
يرقى تاريخ استغلال أغلب المناجم المنتجة للمعادن بالبلاد التونسية للعصر القديم. ورغم توقف نشاط جلّها خلال الفترات اللاحقة، إلا أن نهم المستثمرين الرأسماليين الفرنسيين بعد انتصاب الحماية الفرنسية بتونس وحرصهم على تحصيل الثروات دفعهملتكثيف جهود الاستكشاف بهدف استغلال الثروات الموجودة في باطن الأرض التونسية. وقد وفّرتالسلطات الاستعمارية الأطر القانونية والإدارية الملائمة للاستثمار في قطاع المناجم ومكّنت العديد من الشركات المنجمية والمهندسين الجيولوجيين من إمكانية البحث عن الثروات الموجودة في باطن الأرض التونسية واستغلالها. وقد استدل هؤلاء الباحثون بما عثروا عليه من آثار ومعلومات قديمة أشارت إلى وجود المعادن أو غيرها من الموارد الباطنية. كما استفادوا من الدراسات الجيولوجية التي أجروها على الميدان، فتمكنوا من اكتشاف ثروات جديدة وعملوا على استخراجها بكل الامكانيات المتوفرة. وقد كان جبل طرزة، الواقع ضمن حوض القيروان واحدا من ضمن المواقع التي تم استغلالها منذ الفترة القديمة، ثم دخلت عهدا جديدا استنزفت خلاله كميات الرصاص والزنك التي احتواها إبّان فترة الاستعمار الفرنسي. لكن المثير للانتباه هو أنه وخلافا لبقية المواقع المنجمية التي تم استغلالها في تونس خلال الفترة المعاصرة، فقد هُجرت القرية المنجمية بهذه المنطقة بعد أن غادر المستعمرون الفرنسيون، وعانت الجهة بعد الاستقلال ولا تزال من تخلف اقتصادي كبير. فكيف نفسّر عجز العقل الاقتصادي التونسي عن الإبداع الاقتصادي؟ أو على الأقل عن المحافظة على المكتسبات الاقتصادية الموجودة؟
لدراسة هذا الموضوع حري بنا في البداية التعرف على هذا الجبل والعوامل المساعدة على استغلاله المنجمي. كما أنه من الضروري معرفة تطور نشاط مناجم جبل طرزة وقدراتها الإنتاجية ودراسة وضعية العاملين فيها. ولا يمكن أن ننهي الحديث في هذا الموضوع دون التطرق إلى قرية بورتيللي فيل (Portelli-ville) التي اقترنت نشأتها بالاستغلال المنجمي لجبل طرزة.
1. مناجم جبل طرزة والعوامل المساعدة على استغلالها
يقع جبل طرزة غرب القيروان في منطقة العلا. وهو يفصل بين واديي زرود ومرق الليل. ويعتبره الباحثون الجيولوجيون أهم جبل في المرتفعات الموجودة بين جبلي شريشيرة ومغيلة. يبلغ ارتفاع جبل طرزة 997 م. وتتميز سفوحه بالانحدار الشديد أما قمته فهي مغطاة بالنباتات الشوكية الغابية غير الكثيفة. تتميز التساقطات على هذا الجبل بقلتها فقد قدّرت خلال منتصف القرن العشرين ب400 مم في السنة. ومع ذلك فهناك بعض الأودية الدائمة السيلان في السهل الغربي1. (الصورتين عدد 1و 2).
تقع المنطقة المنجمية بطرزة في الواجهة الجنوبية من الجبل وهي تمتد على مساحة 855 هكتارا. (صورة عدد2) ويبعد المنجم بحوالي22 كلم عن حاجب العيونحي وجدت محطة الشحن عبر السكك الحديدية. كما تبعد هذه المناجم أيضا بحوالي 50 كلم عن القيروان و148 كم عن سوسة حيث يوجد ميناء الشحن، كما يبعد عن تونس العاصمة بمسافة 210 كلم. وتوجد السراديب (الدواميس) المنجمية التي حفرت في الجبل على ارتفاع يمتد بين 638 و950 موأبرزها داموس فرانسوا Françoisوهو أقدم داموس ويقع على ارتفاع 950 م2. (أنظر الصورة3: خريطة الموقع المنجمي).
1.1. جبل طرزة ومناجمه عبر العصور
ذكرت المصادر القديمة اسم طرزة تحت أسماء شبيهة بالإسم الحالي فمن بين المدن التي ذكرها الجغرافي بطليموس (Ptotémée) نجد مدينة حملت اسم « تورسو » (Turso) كما أوردت بعض المصادر اسم (Truzza)وقد وجد بالقرب من هذا الجبل آثار معالم وأحواض وقنوات لجلب المياه. لذلك اعتبر بعض الباحثين أن المنطقة تضمنت مدينة رومانية قديمة3. وقد عرف هذا الجبل بحماماته الحرارية (البخارية) الطبيعية التي أكسبته صبغة قدسية، حيث كان الناس يقصدونها للاستشفاء4. وليس من قبيل الصدفة أن يكون هذا الموقع قريبا من الموقع القديم المعروف بالعيون الملكية أكوا ريجيا (Aquae Regiae) والتي تحددها المصادر القديمة فيما بين سبيطلة (Sufetula) والجم5 (Thysdrus). وإن أرجع البعض اسم جبل طرزة إلى اسم قس (évêque) قديم يسمى تروزو6 Trozzo. إلا أن هذه المقاربة غير مقنعة، ففي محاولة لتحديد الأسقفية المسيحية « تاراسا » (Tarasa) المذكورة في المصادر المسيحية خلال أواسط القرن الثالث ميلادي (256 م) اقترح جون ميناج (Mesnage) أن تتوافق هذه الأسقفية مع أحد المواقع الأثرية القديمة الموجودة قرب جبل طرزة وذلك بالاعتماد على المقاربة التوبونيمية لجبل طرزة7.
من جهة أخرى نشير إلى أهمية غراسات الزيتون في الجهة منذ القدم، وذلك خاصة في منطقة العلا الواقعة في السفح الشمالي لجبل طرزة، وهو ما يمثل مؤشرا آخر على أهمية هذا الموقع وقدم التعمير به. ولم يكتف القدامى بالاستفادة من السهول المحاذية لطرزة بل إنهم قاموا أيضا باستغلال المعادن التي احتواها هذا الجبل ولعل آثار الاستغلال المنجمي (شوائب معادن scories) التي عثر عليها المستكشفون الأوروبيون تدل على قدم الاستغلال المنجمي لهذا الجبل8. وقد كانت هذه الآثار دافعا ومؤشرا هاما شجّع على تعميق البحث لاستغلال الرصاص والزنك الذين توفرا في هذا الجبل. ويذهب بعض الباحثين إلى الاعتقاد أن هذا الجبل هو نفسه الجبل الذي أطلقت عليه المصادر العربية الإسلامية اسم جبل مَمْطور والذي لا يعدو أن يكون سوى جبل ممّس9. ورغم أن بعض المستكشفين الأوروبيين يعتقدون من خلال آثار شوائب المعادن (scories) أن مناجم جبل طرزة يرقى تاريخها للفترة الرومانية شأنها في ذلك شأن أغلب المناجم المنتجة للمعادن بالبلاد التونسية، إلا أن بعض المؤرخين أمثال ستيفان غزال (Stéphane Gsell). يعتقد أن مناجم شمال إفريقيا بصفة عامة عرفت أوج نشاطها خلال فترة الإسلام الكلاسيكي وليس خلال الفترة القديمة، وحجتهم في ذلك أن مناجم هذه المنطقة تعتبر فقيرة من حيث المعادن إذا ما قورنت بما كان متوفرا في أوروبا وخاصة في إسبانيا، هذا فضلا عن قلة تقنيات العمل التي كانت تستعمل في المنطقة10. غير أن ذلك لا ينفي استخراج الرصاص من المناجم الموجودة في شمال إفريقيا بصفة عامة حيث استعمل هذا المعدن في نوميديا وفي إفريقيا البروقنصلية لصناعة القنوات والأنابيب المائية11.
لئن لم تتوفر لدينامعلومات دقيقة حول الاستغلال المنجمي لهذا الجبل خلال الفترة القديمةوفترة الاسلام الكلاسيكي بتونس، إلا أننا عثرنا على إشارات واضحة دلّت على استغلاله خلال الفترة الحديثة
12 وخاصة المعاصرة. وقدمثلت المعطيات الأثرية القديمة منطلقا للباحثين عن المعادن خلال الفترة الاستعمارية في جبل طرزة حيث أعيد استكشاف مناجم جديدة في جبل طرزةمنذ سنة 131899. وفي يوم 22 أوت 1907 أسند الترخيص باستغلال هذا المنجم لشركة فرنسية حملت اسم نقابة منجم جبل طرزّة (Syndicat de la mine de Djebel Trozza) وهي شركة خفية الاسم أسسها فرانسوا بورتالي (François Portelli). (أنظر الصورة رقم4) وهو من أصل مالطي وقد تحصلمععائلته على الجنسية الفرنسية. وقد قدّم هذا الشخص خدماتا وتعاونا حربيا هاما للفرنسيين أثناء الحرب الكبرى، مما أكسبه حظوة لدى السلطات الفرنسية. وترجع له المصادر الفضل في إعادة الحياة لجبل طرزة بإصراره على إنجاح مشروعه المتمثلفي استغلال الرصاص والزنك المتوفرين في هذا الجبل وتوفير كل الظروف الملائمة لهذا النجاح ومن أهمها القرية المنجمية المتكاملة التي حملت اسمه بورتيليفيل14 (Portelliville).
تعد شركة مناجم جبل طرزّة واحدة من أهم المؤسسات التي اختصت في إنتاج الرصاص والزنك بشمال إفريقيا خلال الفترة الاستعمارية15. وقد أصبحت هذه الشركة منذ منتصف العشرينات تابعة لمجمع الشركات المنجمية الذي سمي بشركة الاستغلال المنجمي بتونس16 (Société d’Exploitation Minière en Tunisie).
2.1. عوامل تطور استغلال مناجم جبل طرزة
تطور استغلال مناجم جبل طرزة نتيجة تضافر مجموعة من العوامل. لعل أهمها تمثل في:
تكثيف عمليات البحث والتنقيب
بدأت الأشغال في جبل طرزّة بأعمال التقشير ثم تطورت خلال الفترة الممتدة بين 1904 و1907. وقد أفضت الأشغال في المنجم الرئيسي الذي تمت دراسته على خمس مستويات إلى استخراج حوالي 12500 طن من المنتجات الموجهة للأسواق. وقدّرت نسبة الرصاص التي احتوتها المستخرجات المنجمية (teneur en minerais) في جبل طرزة بحوالي 50%. وخلال الفترة الممتدة بين 1907 و 1913 تم التركيز على استغلال المواقع الثرية بالرصاص والزنك في الجبل ولم يتم الاكتفاء فقط بالمستويات الخمس التي تم حفرها قبل سنة 1907 والتي من أهمها منجم (داموس) فرانسوا (François)، بل تمتتوسعة الاستخراج إلى مستويات جديدة (من 6 إلى 9). لكن انطلاقا من سنة 1913 تم تطوير أشغال البحث بالتوازي مع تطور تقنيات العمل فأحدثت دواميس منجمية جديدة مثل داموس بلانش(Blanche) – وبورتالي(portelli)سنة 1913 وداموس فورتون (Fortune) الذي أحدث سنة 1917 في المستوى السابع من المنجم. كما تم تمديد الأشغال إلى مستويات جديدة (بين 10 و13) خلال الفترة الممتدة بين 1920 و1927 17.
تطور تقنيات العمل: إحداث أفران ومغسلة
عرف العمل المنجمي بجبل طرزة تطورا هاما في جميع مستوياته منذ سنة 1914 نتيجة تطور أدوات العمل والآلات والمعدات المستعملة للإنتاج (الصور5-6-7) وخاصة على إثر إحداث فرنين للصّهر وقد ازدادت أهمية هذا المنجم على إثر إنشاء مغسلة للمعادن (Laverie gravimétrique)خلال سنة 1920. ورغم أن مردودها كان متواضعا فقد لعبت هذه المغسلة دورا كبيرا في تطوير العمل المنجمي والإنتاج18.
وفرة المياه بالمنطقة
استفادت الشركة المنجمية بجبل طرزة من وفرة المياه والينابيع الموجودة بالمنطقة. حيث قامت بالتزود بالماء عن طريق ضخ مياه وادي باردة الذي يبعد حوالي 1500 م عن مغسلة المنجم19، كما أقامت المنشآت المائية في وادي بن زيتون بهدف التحكم في استغلال مياهه(أنظر الصور8-9-10). وقد مثلت هذه الموارد المائية أهم العوامل التي ساعدت على إنشاء المغسلة فقد استعملت هذه المياه في غسل المنتجات المنجمية المستخرجة لتخليصها من الشوائب. كما تم تأمين حاجيات القرية المنجمية بالمياه الصالحة للشرب بواسطة محرّك تمتركيزه لضخّ المياه من وادي بن زيتون في اتجاه القرية. هذا فضلا عن التحكم في الينابيع المغذّية لهذا الواديلتوفير الماء الصالح للشراب ولاستغلالها أيضا للمغسلة.
تطور شبكة النقل
ارتبط تطوّر الإنتاج المنجمي في جبل طرزة كما في غيره من المناجم في تونس وفي العالمبعامل مهم تمثل في تطور شبكة المواصلات وخاصة السكك الحديدية20. فقد مكّنت محطة السكة الحديدية بحاجب العيون21، وهي أقرب محطة شحن لجبل طرزة من نقل الرصاص والزنك المستخرجين من الجبل إلى ميناء مدينة سوسة الواقع على بعد 125 كلم من هذه المحطة22 (الصورة عدد 11).
نظرا إلى أهمية الإنتاج المنجمي تمت إقامة وكالة في حاجب العيون التي كُلِّفت بتسيير عملية استقبال العربات والدواب المحملة بالرصاص والزنك القادم من جبل طرزة وتنظيم عملية شحنه عبر محطة السكة الحديدية الموجودة على عين المكان. وقد تضمنت هذه الوكالةمستودعات وإسطبلات وإدارة خصصت للغرض (أنظر الصورة عدد 12). كانت مناجم جبل طرزةبعيدة عن محطة السكة الحديديّة بحاجب العيون بمسافة تتجاوز العشرين كيلومترا(22/23 كم) 23، لذلك كانت البضاعة تنقل على العربات المجرورة بالدواب حتى تصل إلى المحطة وهو أمر مضني وبطيء24. (الصور عدد 12-13). لذلك تطلب هذا الأمر مدّ طريق تخرج من المنجم في اتجاه محطة حاجب العيون. وقد حرص فرانسوا بورتيللي المؤسس لشركة مناجم جبل طرزة على فك عزلة هذا الجبل عبر هذه الطريق التي تم الشروع في إنجازها قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى25، علما وأنه خلال السنوات الأخيرة من نشاط هذا المنجم كان الوصول إلى الموقع المنجمي يتم عبر طريق غير إسفلتية تمتد على مسافة 13 كلم وتتصل بالطريق الرابطة بين سبيطلة والقيروان26.
2. الانتاج المنجمي والعمال في جبل طرزة
1.2. تطور إنتاج الرصاص والزنك بجبل طرزة
رغم أن نسبة معدن الرصاص (teneur en métal) الموجودة في جبل طرزة لم تكن مرتفعةحيث تراوحت بين 45% و50% من المستخرجات المنجمية (minerais de plomb)، إلا أن المنجم كانت له طاقات إنتاجية هامة جعلته يصنّف ضمن مجموعة المناجم الأكثر إنتاجا في البلاد. فقد بلغ معدل الانتاج العادي خلال سنة 1930 حوالي 4000 طن. وقد بلغ الانتاج الجملي لمناجم جبل طرزة عند توقفها عن العمل نهائيا سنة 1949 حوالي 96.570 طن من الرصاص و5598 طن من الزنك27. لكن الانتاج لم يكن يسير على نفس الوتيرة، فقد عرف تذبذبا خلال فترات مختلفة سواء كان ذلك ناجما عن أسباب خاصة بالمنجم أو بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية العامة.
مرحلة النمو المتواصل من 1907 إلى 1914
عرف إنتاج الرصاص والزنك بجبل طرزّة نسق نمو تصاعدي منذ بداية استغلال المنجم حتى بداية الحرب العالمية الأولى نتيجة توسّعه وإحداث دواميس جديدة وكذلك في ارتباط بتطور شبكة المواصلات وخاصة السكة الحديدية الرابطة بين القيروان وهنشير السواطير التي اتخذت من حاجب العيون محطة من محطاتها. وتجدر الملاحظة أن إنتاج الزنك في هذا المنجم كما في غيره من أغلب المناجم التونسية لم يكن وفيرا ولا يقارن بإنتاج الرصاص الذي فاقه كثيرا. كما أنه سرعان ما نضبت كمية الزنك واقتصر الإنتاج في أغلبه على الرصاص.
أزمة الانتاج خلال الحرب العالمية الأولى
عرف الانتاج تراجعا إبان الحرب العالمية الأولى ارتباطا بتغير أسعار المعادن المتداولة في العالم ونتيجة الطوارئ التي فرضتها الحرب في حد ذاتها.فقد عرفت مناجم جبل طرزة، شأنها شأن غيرها من المناجم في البلاد التونسية، نقصا في اليد العاملة الأوروبية المختصة التي تم استنفارها للمشاركة في الحرب، مما تسبب في تعطل مصالح الكثير من الشركات المنجمية التي وجدت نفسها تفتقد إلى الميكانيكيين وسائقي العربات ومشغلي الآلات ورؤساء الحظائر وغيرهم من أهل الاختصاص اللذين لم يكن بالإمكان تعويضهم باليد العاملة المحلية 29.
إزدهار الإنتاج بين 1923 و1931
بدأت المواقع الرئيسية في المنجم بالنضوب انطلاقا من سنة 1923،لذلك تم تكثيف أشغال البحث والتنقيب التي تواصلت حتى سنة 301932. وقد أفضت هذه الأشغال إلى تطوير الانتاج بصفة كبيرة منذ سنة 1924، إذ بلغالإنتاج ذروته خلال سنة 1925بكمية قدّرت ب5009 طنا، منها 4491 طنا من خامات الرصاص و518 طنا من الزنك وهو ما أهّل شركة مناجم جبل طرزة إلى احتلال المرتبة الثانية بعد مناجم سيدي عمر بن سالم(الواقعة في جبل سلاطة على الحدود الجزائرية التونسية غرب الكاف) والتابعة لشركة المناجم المجمعة (Société des mines Réunies) مخلفة وراءها في الترتيب ما لا يقل عن ستة وعشرين منجمامنتجا للرصاص والزنك. وقد تواصل الانتاج الوفير للمنجم خلال النصف الثاني من العشرينات31.
أزمات الإنتاج المتتالية خلال الثلاثينات والأربعينات
رغم جهود البحث والاستكشاف إلا أن الانتاج في مناجم جبل طرزة شهد تراجعا كبيرا خلال الفترة الممتدة بين 1932 و1935، حتى أنها توقفت عن العمل تماما خلال سنتي 1933 و1934. ولعل أهم عامل مفسر لهذه الأزمة هوانعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثّرت سلبا على تداول أسعار المعادن في العالم. فقد أنخفض سعر الرصاص من 23 دولارا سنة 1929 إلى 11 دولارا سنة 1934 (835 فرنكا)33. وقد بلغ سعر بيع المستخرجات (minerais)التي تحتوي على نسبة 50% من الرصاص أدناه سنة 1932 إذ قدّر بـ 129 فرنكا34. كما تراجعت قيمة الزنك من 24 دولارا إلى 13 دولارا (1039 فرنك) خلال الفترة الممتدة من 1929 و1934 35. وقد بلغ هذا السعر أدناه في تونس سنة 1932 و1933 حيث تراجع من 1044 فرنكا سنة 1927 إلى 120 فرنكا سنة 361932. ومن أهم العوامل المفسرة لهذا التراجع في الأسعار هو تراجع الطلب العالمي نتيجة اعتماد الحكومات المستوردة سياسات تقشفية إبان الأزمة الاقتصادية العالمية.
على إثر انجلاء مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية عاد النشاطفي مناجم جبل طرزة وارتفع نسق الانتاج وذلك خاصة على إثر حفر « داموس »جديد على ارتفاع 582 مترا سنة 381938. لكن نسق الانتاج سرعان ما عاد للتراجع خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة توقف صادرات الرصاص بسبب الاحتلال الألماني لفرنسا وقد أدى هذا الوضع إلى توقف نشاط المنجم منذ غرة جويلية 1940.لكن الحرب وانعكاسات الحملة على تونس لا تفسر لوحدها تراجع الانتاج خاصة انطلاقا من سنة 1942 وإنما الأمر راجع أيضاإلى نضوب دواميس جبل طرزة. وحتىأكوام الخامات المنجمية المكدسة توقف استغلالها خلال سنة 1944. ومنذ هذا التاريخ توقفت المغسلة والمنجم عن العمل ومع ذلك فقد تواصلت أشغال البحث عن مواقع جديدة صالحة للاستغلال المنجمي في جبل طرزّة حتى سنة 391949.
2.2. عمّال مناجم جبل طرزة
لئن توفرت لشركة مناجم جبل طرزة الظروف الملائمة للاستغلال المنجمي ولجمع الثروات المرتبطة بتصدير الرصاص، فإنه ثمة عامل رئيسي ساهم في نماء ثروة هذه الشركة ألا وهو توفر اليد العاملة. فكم كانت أعداد هؤلاء العمال وكيف كانت ظروف عملهم.
أعدادهم وأصولهم وظروف عيشهم
تعد مناجم جبل طرزّة من المناجم ذات الطاقة التشغيلية الهامة. وقد اختلف عدد العاملين فيها حسب فترات الإنتاج. وهو ما يبينه الجدول التالي.
لم يتجاوز عدد العاملين في المنجم خلال السنة الأولى من نشاطه 56 عاملا، وقد تطور هذا العدد بتطور استغلال هذا المنجم إذ بلغ أقصاه سنة 1925 بمجموع 1000 عامل منهم 250 أوروبيا43. وقد تذبذبت القدرة التشغيلية للمنجم في ارتباط بقدرته على الانتاج وبالأوضاع الاقتصادية والعالمية: فقد أخذ عدد العمال في التراجع بالتوازي مع تراجع مردودية المنجم، إذ بلغ عدد العمال خلال شهر ماي من سنة 1932 حوالي 300 عامل. لكن انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت سلبا على القطاع المنجمي واضطرت شركة مناجم جبل طرزة إلى إغلاق المنجم وتسريح كل العاملين فيه سنة 441934. لكن على إثر انتهاء هذه الأزمة عاد المنجم للنشاط وقد بلغ عدد العمال الناشطين فيه 188 عاملا خلال شهر ديسمبر من سنة 193845. ومما يدل على أهمية أعداد العمال في المنجم هو توزيع المصاريف العامة التي كانت الشركة المنجمية بجبل طرزة تنفقها فقد بلغ معدل المصاريف العامة السنوية 2.170.000 فرنكا منها 1.200.000 فرنك (حوالي 51%من جملة المصاريف) تصرف على اليد العملة.
لم يكن عمال مناجم جبل طرزّة من أصيلي المناطق المجاورةأو التونسيين فقط، بل كان من ضمنهم أيضا العمال المغاربة القادمون من الجزائر والمغرب وطرابلس. أما عن ظروف عيشهم فلم تكن تختلف كثيرا عن غيرهم من عمال مناجم البلاد التونسية وشمال إفريقيا بصفة عامة: فقد كانهؤلاء الكادحين يعانون من قلة ذات اليد ويسكنون مع عائلاتهمفي الأكواخ47.
كان العمّال عرضة للحوادث المهنية الخطيرة التي كثيرا ما أودت بحياة البعض منهم وسقوط الجرحى في صفوفهم. ولعل أهم أسباب الحوادث المهنية تمثلت في عدم اتخاذ إجراءات السلامة أثناء استعمال المتفجرات وسقوط أجزاء من المناجم فوق رؤوس العملة نتيجة قلة استعمال وسائل الوقاية من الانهيارات (الحواجز الخشبية والدعامات والخوذات…) وحوادث القاطرات وغيرها من الآلات المستعملة في المناجم. وهي أخطار كانت تتهدد العمال يوميا ومثلت السّمة البارزة للعمل المنجمي.
لئن كانت ظروف عمل العرب في المناجم قاسية ولا تخل من الخطر، فإن وضع العمال الأوروبيين كان أحسن من وضع العمال المحليين الذين يشتغلون طوال مدّة العمل في السراديب (الدواميس). فقد كان المنجم يشغّل أيضا عددا من الأوروبيين اللذين مثلوا بالأساس اليد العاملة المختصة من مهندسين وتقنيين وميكانيكيين وسائقي عربات…(الصورة عدد 14) وقد اختلفت ظروف عيش هؤلاء عن غيرهم من العمال التونسيين والمغاربة إذ كانوا يقطنون في مساكن محترمة وتوفرت لهم المرافق العامة لتسهيل عيشهم مع عائلاتهم (صورة عدد 16). علما وأننسبة هامة من الأوروبيين هم في الأصل من الإيطاليين اللذين حملوا فيما بعد الجنسية الفرنسية. فقد ورد في الرائد الرسمي أسماء لعدد من الإيطاليين الذين كانوا يقطنون في جبل طرزّة وتحصلوا على الجنسية الفرنسية فيما بعد وقد كان من بينهم الصيدلاني الركو كيمان فرانشيسكو غيسابي Ulreco-Keman-Francesco-guiseppe القادم مع زوجته Mamelli guiseppina Antioca من سردانيا وقد تحصل هذان الزوجان وأبنائهما الأربعة المولودون في تونس على الجنسية الفرنسية خلال شهر جويلية 481924. كما تحصل زوكا موريس إيميل Zucca Maurice Emile المولود بجبل طرزّة سنة 1921 من أب إيطالي على الجنسية الفرنسية في شهر نوفمبر من سنة 491946 .
ارتباط العيش في طرزة بنشاط المنجم
مثلت مناجم جبل طرزّة خلال الفترة الاستعمارية مورد عيش لعدد هام من العائلات التي لم تكن لديها موارد أخرى تقتات منها. وقد تعرضت هذه العائلات للمجاعة عند توقف نشاط العمال بالمنجم. فعلى سبيل المثال اضطرت شركة مناجم جبل طرزّة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية إلى إغلاق المنجم وتسريح كل العمال سنة 1934، مما أدى إلى تفشي الاحتياج بشدة في صفوف القرى والتجمعات السكنية المحيطة بطرزّة نظرا إلى ارتباط عيشهم بالعمل في المنجم50. كما أحدث توقف المنجم عن النشاط انطلاقا من شهر جويلية 1940 وقعا كبيرا في نسق الحياة في هذه المناجم. فقد تحول 300 عامل (11 إيطاليا و60 من التونسيين والطرابلسيين أما البقية فهم ينتمون إلى بيشون- العلا (Pichon-ElLallah)) إلى عاطلين عن العمل ولم يتحصل أي عامل منهم على أجرة شهر جوان وهو ما دفع بالعمال القادمين من المناطق المجاورة إلى العودة إلى جهاتهم التي قدموا منها، في حين ضل العمّال الإيطاليون والأجانب في القرية المنجمية. وقد زاد نقص التموين في سوء الأوضاع: فمغازة المنجم كادت تنضب من اللوازم الغذائية وغيرها من الحاجيات51. وقد أدت هذه الوضعية المزرية إلى تدخل السلطات الاستعمارية التي انتبهت لأمر العمال في طرزّة لمّا اشتد بهم الحال: فقد اتصل الكاتب العام للحكومة بالمراقب المدني بالقيروان وأرسل له برقية عاجلة يوم 9 جويلية 1940 يأمره فيها بشراء كمية من المواد الغذائية المتمثلة في 300 كغ من البطاطا و150 كغ من العجين الغذائي و200 كغ من السميد وإن أمكن أيضا بعض الشاي52. وتوزيعها في الحال على 150 عاملا محتاجا تم تسريحهم من منجم جبل طرزة. وقد تم تنفيذ هذا الأمر على الفور حيث ذكر المراقب المدني بالقيروان أنه وفّر المطلوب (مع تسجيل نقص بنسبة الثلث في كمية العجين الغذائي) وأرسل المساعدات إلى جبل طرزّة وأكّد أنه سيقوم بنفسه بمراقبة توزيع الاعانات وسيعلم العمال أن الفضل في إسعافهم راجع إلى الحكومة التي تكفّلت بمصاريف هذه المساعدات53.
النشاط النقابي للعمال في جبل طرزة المنجم
شأنهم شأن غيرهم من عمال المناجم التونسية نشط عمال مناجم جبل طرزة في العمل النقابي فكانت لهم مواقف وإضرابات عبروا من خلالها عن احتجاجاتهم ومطالبهم. وقد ورد في أحد التقارير الأمنية الحديث عن إضراب 120 عاملا عن العمل خلال يومي 2 و3 سبتمبر 1929 بسبب عدم حصولهم على أجورهم ولا حتى على تسبقة مالية مدةشهرين. كما اشتكوا من نقص في العديد من المواد الغذائية وعدم توفر اللحوم في متجر القرية المنجمية خلال مدة لا تقل عن عشرة أيام وقد زاد إقدام الشركة المشغلة على فصل 100 عامل دون تمكينهم من مستحقاتهم المالية في غضب العمال الذين عزموا على مواصلة الإضراب السلمي إلى حين تمكينهم من أجورهم وهو أمر أثار مخاوف السلطات الأمنية هناك54.
انخرط العمال في جبل طرزّة في العمل النقابي حتى قبل نشأة الاتحاد العام التونسي للشغل فقد انخرطوا في النقابة الفرنسية وعلى إثر الزيارة التي قام بها عبد القادر الفيتوري الكاتب العام للاتحاد المحلي لمنجم جبل طرزة ولقائه بالعمال أعلن هؤلاء عن انسلاخهم عن المنظمة الأجنبية « وكونوا نقابة تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل وفي الحين شرعوا في العمل الجدي بتقديم مطالبهم الأكيدة ضمن تقرير قدمه الكاتب العام للاتحاد المحلي إلى إدارة المنجم. ولكن أظهر مدير المنجم تعنّتا وأراد أن يصادم العملة بإطراد البعض منهم عساه يُحدث فيهم الاضطراب والتراجع »55 لذلك أعلن العمال الاضراب ابتداء من 20 جوان 1947 « إن لم يتحصلوا على رغائبهم وقابل نوابهم صحبة ممثل الاتحاد المحلي مدير المنجم وأعلموه بالأمر فعدل عن طرد إخوانهم ووعد بالتأمل في مطالبهم وعرضها على الشركة » 56. وفي نوفمبر 1951 تكوّن بالمنجم مكتب نقابي محلي تابع للاتحاد النقابي لعملة القطر التونسي وذلك على إثر الزيارة التي أدّاها بلحسن الخياري نائب الاتحاد النقابي لعملة هذا المنجم وقد تكوّن أعضاء هذا المكتب النقابي من: خليفة بن محمد صالح: كاتبا عاما والعربي بن أحمد الجلاصي: كاهيته وقدّور بن علي بن حسن: أمين مال والهادي بن الطيب: كاهيته والحسن بن صفري: حافظا للأوراق. وقد وقعت المصادقة خلال هذا الاجتماع على كراس للمطالب من أهم ما ورد فيها:
- ترسيم العملة
- إعادة استخدام العاطلين من قدامى عملة المنجم.
- خلاص منحة الأقدمية.
- خلاص الساعات الزائدة57.
وقد أصبحت هذه المطالب من الأولويات التي بات العمال يشددون على تحقيقها منذ إغلاق المنجم لأول مرة سنة 1946 وحتى عند عودة نشاطه بعد هذا التاريخ فقد أصبحت طاقته الإنتاجية ضعيفة ولم يكن هناك مهرب من الغلق النهائي نظرا إلى نضوب المنجم. لكن هذا الوضع هدد العمال بالاحتياج والجوع فحاولوا قصارى جهدهم مطالبة المسؤولين بالرجوع عن قرار غلق المنجم، كما طالبوا بفتح مناجم أخرى حتى تضمحلّ البطالة وتغاث العائلات التي لم يكن لها مورد عيش سوى العمل المنجمي58.
3. القرية المنجمية بجبل طرزة: بورتالي فيل (Portelliville)
منذ حصوله على الترخيص في الاستغلال المنجمي لجبل طرزة عمل فرانسوا بورتيللي على إنشاء قرية منجمية متميزة ورائدة حملت اسمه « بورتاليفيل ». وقد حرصهذا الرجلعلى توفير كل المرافق اللازمة لضمان مقومات العيش الكريم لموظفيها وعائلاتهم خاصة وأن القرية تأسست في منطقة نائية وبعيدة عن الطرقات الكبرى. (الصورة 15).
1.3.الفضاءات العامة
احتوت القرية علىالمخبزة والكانطينة(المتجر) أو المقتصدية (الصورة عدد 16) والصيدلية ومخبر التحاليل ومحطة مركزية للكهرباء. وعنابر خاصة بموظفي الشركة وكنيسة كاتوليكية شهيرة سميت بكنيسة « مونت كارمال » تأسست سنة 1912 (الصورتين 17-18).
أحدث في القرية أيضا منشآت مائية مكّنت سكان جبل طرزة من الحصول على الماء الوفير في الوقت الذي كانت فيه الكثير من جهات البلاد تعاني الجفاف والعطش. كما أن المخبزة والكانطينة التي كانت موجودة في القرية حاولت توفير كل لوازم السكان بما فيها السلع الفاخرة حتى توفر لهم وسائل الرفاهة والراحة. حيث لم يشتك الناس من نقص في التزود بأية مادة من المغازة في أوقات الرخاء، بل إن الشركة سعت إلى التدخل للحد من غلاء الأسعار. كما احتوت القرية على مركز للأمن (صورة عدد 19) ومستوصف سيّره طبيب أثنت عليه الكفاءات الطبية التي كانت تزور الموقع (صورة عدد 20) ومدرسة لتعليم الأطفال الأوروبيين والمحليين (الصورة عدد21). كما ساعد مركز البريد والتلغراف على ضمان اتصال البلدة بالعالم الخارجي (أنظر الصورة عدد 22) واحتوت القرية أيضا على ساعة كبيرة توسطت البلدة (الصورة عدد 23) ومغسلة جعلت مناجم جبل طرزّة تتمتع بمكانة مرموقة ضمن مجموعة المناجم المنتجة للرصاص والزنك في البلاد التونسية. وقد أصبحت بلدة بورتيليفيل مثالا يحتذى به في العديد من المناجم إذ أنها كانت نموذجا متفردا لبلدة أعادت الحياة لمنطقة قاحلة خالية من السكان59.
إن المتأمّل لهذه الصورة الملتقطة سنة 1918 يلاحظ وجود بعض الأطفال ذوي الهندام اللائق وهؤلاء هم أبناء المسؤولين السامين والمهندسين الأوروبيين التابعين للمنجم. في حين أن هناك عددا من الأطفال يظهرون في هذا المشهد حفاة وملابسهم رثّة واللذين يبدو أنهم كانوا أبناء العمال الأوروبيين من ذوي الأصناف المهنية المتدنية وقد يكون من ضمنهم بعض أبناء العمال التونسيين لأن المدرسة تأسست منذ البداية لتضم أبناء الأوروبيين و « العرب » معا. ولعل نموذج مدرسة طرزة متفرد لأنه لم يسبق لأي مدرسة في أي قرية منجمية في تونس أن تأسست منذ البدء لتكون مختلطة بين أطفال المغاربة والأوروبيين، إذ خصصت المدارس في بقية القرى والبلدات المنجمية الأخرى لأبناء الأوروبيين فقط ولم تستقبل أبناء التونسيين إلا انطلاقا من أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات. وقد تدعم هذا الأمر خاصة خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
شقّت قرية بورتليفيل شوارع رئيسية فسيحة سميت بأسماء شخصيات فرنسية كشارع بوانكاري avenue Poincaré60 (صورة عدد 24) وشارع ميلوران61 Milleran وشارع ألابوتيت Alapetite وشارع توماس هيت62 (Avenue Thomas Hythe) (صورةعدد 25) وساحة القديس بول (place Saint Paul) (صورة عدد 26). وقدحرص فرانسوا بورتيللي على ربط القرية بشبكة الطرقات الرئيسية التي من شأنها أن تجعل من « بورتيلي فيل » وجهة سياحية هامة يمكن زيارتها من طرف السياح القادمين إلى القيروان وقد شبّه بعض المعاصرين لنشأتها هذه القرية بأولمب إفريقيا (Olympe Africain)، إذ أن لونها الأبيض المتغير بتغير ساعات اليوم أعطاها رونقا خاصا63.
لئن تأسست كل المرافق والفضاءات العامة التي سبق ذكرها منذ بداية مشروع إنشاء القرية، فإن هناك بعض المرافق الأخرى التي انضافت لاحقا مثل قاعة السينما والمقهى والمطعم والمسجد. فالمعطيات الميدانية بينت لنا أن المقهى والمطعم تأسسا سنة 1925 (الصورتين عدد 32- 33). أما قاعة السينما فان غيابها في ألبوم صور القرية المنجمية لسنة 1918 وعدم ذكرها في المصادر التي سبقت شهر ماي 1922 ثم ظهورهالدى فانلاند (Vanlande) في مقال له صادر في شهر مارس 641925، كلها معطيات تدفعنا إلى ترجيح تاريخ تأسيس السينما في قرية جبل طرزة بين سنتي 1924 و1925 أي خلال الفترة التي ازدهر فيها نشاط المنجم وعرف ذروة إنتاجه ولا يمكن أن يكون إبان تراجع إنتاج المنجم خلال سنة 1923.كما أن وجود أطلال حوض فيالمدخل الشرقي للقرية المنجمية كتب عليه عبارة (BAIN ET ABL[ution]) والتي تعني « مغتسل ومتوضأ »، جعلتنا نرجّح فرضية احتواء القرية على مسجد للصلاة خاص بالمسلمين (الصورة عدد31). وهذا الأمر غير مستبعد في قرية شبيهة بالقرى المنجمية الكبرى كقرى الجريصة وسيدي عمر بن سالم والمظيلة. فقد أشار روجي بليسار 65Roger Plissard في مؤلفه حول وضعية عمال المناجم التي زارها في تونس سنة 1937 إلى وجود مساجد في بعض هذه القرى66.
2.3. مساكن المسؤولين والعملة
سعت شركة مناجم جبل طرزة بإدارة فرانسوا بورتاللي إلى شد المسيرين والمهندسين الجيولوجيين والفنيين الأوروبيين للعمل في مناجمها والاستفادة من معارفهم لتنمية الإنتاج وتحقيق المزيد من الأرباح. لذلك قامتببناء مساكن لإقرار الموظفين والعملة. وقد اختلفت هذه المساكن حسب التراتبية المهنية للمستخدمين. فقد أنشأت منازل فخمة خصصت لسكن المدير وأعوان الإدارة والمهندسين والموظفين وقد تضمنت هذه المنازل حدائق خلابة67. كما أنشأت منازل أخرى أقل حجما وأكثر بساطة خصصتها لسكن العمال الأوروبيين (صورة عدد27).
لئن سكن الأوروبيون في المنازل المحترمة التي توفر فيها الحد الأدنى من الشروط الصحية فإن العمال التونسيين وزملائهم المغاربة سكنوا مع عائلاتهم في الأكواخ التي تكاد تتوارى تحت الثرى. وقد كانت هذه المساكن أشبه ما تكون بجحور الحيوانات أو بالكهوف الصغيرة التي تنعدم فيها المرافق الصحية اللازمة لعيش الإنسان. فهذه الأكواخ هي عبارة عن حفر مغطاة بالقش والطين وهي ضيقة ولا توجد بها دورات مياه أو مصارف صحية كما أنها تفتقر للمياه الكافية للتنظيف وبقية الاستعمالات. وقد تشكلت في إطار تجمعات سكنية قائمة على أساس الانتماء الجغرافي. فقد وجد تجمع سكني خاص بالعمال الجزائريين القادمين أساسا من منطقة القبايل (الصورة عدد 28)، كما وجد تجمع آخر خاص بالعمال الطرابلسيين (الصورة عدد 29) وتجمّعيْن آخرين أحدهما خاص بالعمال التونسيين والآخر خاص بالمغاربة. ولعل من أهم الأسباب المفسّرة لهذا التقوقع السكني الذي اتخذته المجموعات العمالية هو اختلاف العادات والطباع والرغبة في تجنب المشاكل التي يمكن أن تنجم بينها.
لم تكن قرية بورتيلي فيل القرية المنجمية الوحيدة في البلاد التونسية التي تضمنت مثل هذه المرافق والمباني والنظام وليست النموذج المتفرّد التي يجسم المفارقة بين العامل المحلي والعامل الأوروبي، ولكن الأمر المثير أن هذه القرية وعلى خلاف بقية القرى المنجمية بالبلاد التونسية هجرت بعد توقف النشاط المنجمي وهو أمر لم تعرفه القرى المنجمية الهامة الشبيهة بقرية طرزة: فالحياة لا تزال تتواصل في الجريصة68 وبوعوان69 والوديان وأم ذويل70 وغيرها من القرى المنجمية، ولم يؤثر توقف النشاط المنجمي على استقرار الناس فيها، فقد تواصلت الحياة البشرية في هذه القرى حتى وإن تغير نشاط أهلها. لكن ما حصل في طرزّة يبين أن لا سبيل لأي نشاط يمكّن من مواصلة الحياة فالنشاط الفلاحي هزيل جدا وبقية الأنشطة الاقتصادية منعدمة تماما وحتى الطرقات والبنية التحتية غير متوفرة في هذه الجهة النائية ولم يتبقى من القرية سوى أطلالها التي لا تزال مجهولة من أغلب المواطنين حتى داخل البلاد التونسية بسبب الإهمال الذي لقيته وبسبب وجودها في منطقة نائية.
3.3. مساكن المسؤولين والعملة
لا تزال آثار القرية المنجمية التي تأسست بجبل طرزة خلال الفترة الاستعمارية قائمة وظاهرة للعيان. فالمنازل والمغسلة والكنيسة والساعة الضخمة والمدرسة والساحات وتمثال العذراء الذي ثبّت في أعلى الجبل ولم يبق سوى جزء منه والمتاجر والدواميس التي منها ما هو مقفل بأبواب حديدية كل هذه الآثار يمكن زيارتها للتعرف على جزء من تاريخ المنطقة. (الصور30-31-32-33-34-35). لكن هذه المعالم لا تزال غير معروفة حتى في أوساط التونسيين ولعل من بين الأسباب التي تفسر هذا الأمر هو وجود جبل طرزة في منطقة معزولة توقفت عن النشاط مع توقف استغلال المنجم. فالطريق الرابطة بين المنجم والقيروان توقفت أشغالها منذ مطلع الخمسينات كذلك الشأن بالنسبة للطرق الرابطة بين طرزّة والعلا71 ومنذ ذلك الحين لم تعمل السلطات الاستعمارية ولا حتى دولة الاستقلال على إعادة إحياء هذه المشاريع أو تنميتها لتسهيل تنقل الناس في المناطق المجاورة لطرزّة وخاصة في منطقة العلا.
يكتنز جبل طرزّة على إمكانيات تنموية هامة إذ أن آثار القرية المنجمية يمكن أن تصبح وجهة سياحية هامة في منطقة القيروان وهو أمر لا شك أنه سيزداد أهمية إذا ما تم الكشف عن المدينة الرومانية القديمة التي أقيمت في هذه الجهة المعروفة خلال الفترة القديمة باسم أكواريجيا. فضلا عن ذلك فإن هذا الجبل يحتوي على حمامات حرارية (بخارية) طبيعية تنبثق مياهها الاستشفائية من أعماقه72 (الصورة عدد36).وإذا علمنا أن هذه الحمامات كانت مقصد الناس من العديد من البقاع منذ الفترات القديمة، وبالعودة إلى المؤشرات الأثرية العديدة فإنه بات من المؤكّد أن هذا الموقع بإمكانه أن يتحول إلى منطقة استقطاب لا تقل أهمية عن غيرها من المواقع التي تحظى باهتمام الزائرين الشغوفين بمعرفة التاريخ والوقوف على أطلال السابقين. إن تاريخ هذا الموقع لم يلق إلى حد الآن العناية الكافية من طرف الباحثين في التاريخ والآثار رغم بعض المحاولات. وإن تسنى لهؤلاء تسليط الضوء على هذا الموضع نعتقد أن النتائج التي سيتم التوصل إليها ستكون في غاية الأهمية بشكل يمكنه أن يغيّر مصير الجهة إذا توفرت الإمكانيات المالية واللوجستية والإرادة الكافية لذلك.
كما يعتقد بعض أبناء المنطقة أنه بالإمكان إعادة استغلال منجم جبل طرزة الذي ينتظر الإذن بإعادة فتحه وتشغيله مجددا ليكون متنفسا لأهالي العلاخاصة بعد تأكد وجود كميات هامة من الرصاص. ورغم أن شركة «سترامين» حصلت على رخصة بحث منذ سنوات لكنها لم تطلق أشغالها بعد73. كما اقترح بعضهم فتح الكهوف المغلقة الموجودة بالجبل واستغلالها في دعم السياحة الجبلية ومن ثمة استقطاب عشاق استكشاف المغاور74. وقد سعى بعض الباحثين والجيولوجيين التابعين للديوان الوطني للمناجم للمبادرة بلفت النظر لبعض المواقع -مثل جبل طرزّة- الذي اعتبروه تراثا جيولوجيا هاما يمكن أن يشكّل وجهة سياحية بديلة لذلك قاموا بتنظيم ندوات علمية دورية في الغرض75.
الخاتمة
يعد جبل طرزة موقعا متميزا في البلاد التونسية، فقد احتوى هذا الجبل على آثار قرية أوروبية شيّدت زمن الاستعمار الفرنسي من طرف شركة مناجم جبل طرزة التي استغلت الرصاص والزنك اللذين احتواهما هذا الجبل. وقد كان النشاط المنجمي سببا في إحياء هذه المنطقة التي استقطبت الكثير من العمال المغاربة وعددا لا بأس به من التقنيين والمهندسين الأوروبيين اللذين استقروا مع عائلاتهم في قرية بورتالي فيل، حيث وجدوا كل مقومات العيش الكريم. لكن العمال المغاربة وإن وجدوا في العمل المنجمي بطرزة سبيلا لكسب القوت فإنهم كانوا كغيرهم من العمال المحليين يعانون من قسوة العمل وظروف الحياة. ومع ذلك فقد كان العمل المنجمي مورد رزق جديد مكّن الناس من العيش خصوصا خلال السنوات العجاف. فقد كانت المنطقة شحيحة من حيث الامكانيات الفلاحية وكانت حياة الناس في طرزة رهينة العمل المنجمي لذلك هُجرت القرية بعد توقف نشاط المنجم وأصبحت أثرا بعد عين. لكن المنطقة تكتنز على حمامات طبيعية استشفائية معروفة منذ الفترة القديمة وعلى مخزون طبيعي نادر بالإمكان استغلاله. ثم إنه تحت تراب جهة طرزّة ترقد معالم أثرية قديمة لو وجدت من يبحث عنها ويكشف أسرارها لأعادت الاعتبار لهذه المنطقة الثرية المنسية. فالتراث الأثري القديم والمعاصر للمعمار الذي شيد في هذا الموضع والحمامات الحرارية الطبيعية النادرة المنبعثة مياهها من باطن أرض طرزّة، كلّها مقومات من شأنها أن تحوّل الجهة إلى وجهة سياحية فريدة من نوعها إذا وجدت من يثمّنها ويبدع الأفكار لاستغلالها وإذا تضافرت جهود مختلف الهياكل والإدارات التابعة للدولة (المعهد الوطني للتراث، وزارة السياحة، وزارة التجهيز، وكالة إحياء التراث والتنميةالثقافية، ولاية القيروان، المستثمرين الخواص تونسيين كانوا أو أجانب، الحملات الإعلامية في الداخل والخارج…).
الهوامش
1 Paul Sainfeld, 1952, p.225.
2
Paul Zeys, 1912, p.41-42; Paul Sainfeld,1952, p. 225.
3 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p. 11-15.
4 Revue des Sociétés savantes, 26 février 1864, t.V p.148.
5 للمزيد من التفاصيل حول آخر ما كتب عن تحديد موقع العيون الملكية Aquae Regiae
أنظر : Ahmed
M’Charek, 1999, p. 167
6 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p. 11-15.
7 Jean. Mesnage, 1912, 226-227.
8 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p. 11-15.
9 Mohamed Ben Abbes, 2009, p.141-154.
ذكر خليفة بن الخياط في كتابه التاريخ ص.126 أن معاوية بن حديج لما غزى إفريقية خيّم في جبل نزلت به أمطار غزيرة لذلك سمي بجبل ممطور وقد اعتبر الباحث محمد بن عباس أن هذا الجبل هو جبل ممس وأنه على الأرجح الجبل المعروف اليوم بجبل طرزة.
10 Stéphane Gsell, 1976, p.p 211-231.
11 Paul Sainfeld, 1952, p.225.
12 Henri Lorrin, 15 juillet 1905, p. 467 ; Abdel Hamid Fenina, 2018; A.De Keppen, 1914, p 29.
13 Paul Sainfeld, 1952, p.227.
14 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p.14 ; Les annales coloniales, 16 avril 1922, p.13.
15 Mercure Africain, 14 mai 1924, p.652 ; Ch. Berthelot, 1931, p.39-46
16 Paul Zeys, 1912, p.41-42 ; Annales Coloniales Revue mensuelle illustrée, juillet 1929, p.23 ; Paul Reufflet, 1931, p.19.
شركة الاستغلال المنجمي بتونس « Société d’Exploitation minière en Tunisie» تأسست في البداية برأس مال قدر ب 6 ملايين فرنك وقد بدأت باستغلال مناجم جبل الطويرف وحققت نتائج باهرة في مجال إنتاجها، لذلك وسّعت نشاطها ليشمل مناجم جبل بوكريم. وقد تطور عدد المساهمين في هذه الشركة وارتفع رأس مالها إلى 26 مليون فرنك. ووسّعت مجال نشاطها فضمّت مناجم جبل الديس وجبل طرزة وملاليس وطابونة وسكارنة وجبل السرج وعين خمودة.
17 Paul Sainfeld, 1952, p. 227- 228.
18 Paul Sainfeld, 1952 ,p. 225-228.
19 Paul Sainfeld; 1952, p. 225.
20 Henri Lorin, 1905, pp.466-479; .Mohamed Lazhar Gharbi, 1994; MohamedLazhar Gharbi, 1989, p.227-253; A. De Keppen, 1914, p.289-290.
Institut Supérieur d’histoire de la Tunisie contemporaine (I.S.H.T.C), bobine 226, carton 258, folio.207.
21 تقع محطة حاجب العيون على خط السكة الرابطة بين سوسة وهنشير السواطير الذي دخل طور الاستغلال منذ سنة 1897.وهو خط أنجز على مراحل وامتد نحو جنوب البلاد التونسية. واقترن إنشاؤه باستغلال مناجم الفسفاط بأم العرايس وقفصة لكنه ساهم أيضا في نقل أنواع أخرى من المنتوجات المنجمية. وفي يوم 9 جانفي 1905 تم إبرام اتفاق بين. الحكومة التونسية وشركة فسفاط وسكك حديد قفصة أسند لهذه الشركة الحق في استغلال مناجم الفسفاط بأم العرايس وجبل مراطة كما نص على تحمل الحكومة التونسية مصاريف إنجاز سكة حديدية ممتدة على طول 245 كلم لتصل بين ميناء سوسة وأم العرايس عن طريق هنشير السواطير. أما الفروع المنطلقة من هنشير السواطير نحو المتلوي والرديف والتي بلغ طولها 20 كلم فقد تكفلت شركة فسفاط قفصة بإنجازها على نفقتها الخاصة، وأما قسم السكة الممتد من جهة القيروان نحو هنشير السواطير فهو خط أنجزته شركة بون قالمة. وقد نصت الاتفاقية المبرمة مع هذه الشركة المتعهدة يوم 15 أفريل 1905 على أن تنطلق هذه السكة من عين خزّازية Ain ) (Ghrassesia بالقرب من القيروان وهو يمر عبر حاجب العيون وسبيطلة والقصرين وفريانة وواد كساب ليصل إلى هنشير السواطير على مسافة 294 كلم من ميناء سوسة. وقد دخل هذا القسم من السكة طور الاستغلال سنة 1910، ومكّن من نقل كميات هامة من الخامات المنجمية المتمثلة في الفسفاط وكذلك في الرصاص والزنك المستخرج من المناجم الواقعة في جهة القيروان وسبيطلة. وبذلك كان استغلال الثروات الطبيعية وسيلة لإعطاء الاعتبار للمناطق القاحلة التي دخلت طور التنمية عن طريق خطوط السكة الحديدية مما سيضمن لها أهميتها التاريخية.
22 Paul Reufflet, 1931, p.19 ; I.S.H.T.C., bobine 129, carton 220, folio.38-43 ; A ndré Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p.10-11 ; Berolsheimer, 1909, p.75 ; Paul Sainfeld, 1952, p.225.
23 André Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p. 10-11.
24 Henri Lorin, 1905, p. 468- 469.
Paul Zeys, 1912, p.41-42.
25 René Vanlande, 1925, p.63.
26 M. Tixeront, 1965, p.1.
27 André Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p.14 ; MongiAbdelhadi, 1971, p.38.
28 أنجز هذا الجدول من خلال المعطيات الواردة في المصادر التالية:
De Keppen, 1914, p.103 ; Entreprises coloniales, 1892-1937
29 I.S.H.T.C., bobine 129, carton 220, folio. 17.
30 Paul Sainfeld, Op. Cit, p. 228.
31 Entreprises coloniales, 1892-1937.
بلغ الانتاج خلال سنة 1927 حوالي 4443 طنا منها 3980 طنا من الرصاص و463 طنا من الزنك وهو ما أهّلها لنيل المرتبة الثالثة بعد مناجم سيدي عمر بن سالم (5282 طن) ومناجم جبل الرصاص (4898 طن) وفي سنة 1928 أنتج جبل طرزّة 3604 طنا منها 3339 طنا من خامات الرصاص و265 طنا من الزنك. مما جعلها تحافظ على المرتبة الثالثة بعد مناجم سيدي عمر بن سالم (5229 طن) ومناجم جبل الحلوف Société des Mines de Djebel Hallouf(4350 طن)
32 أنجز هذا الجدول من خلال المعطيات الواردة في المصادر التالية:
I.S.H.T.C., bobine 584, carton 153, folios 9 ; Paul Zeys, 1912, p. 41-42 ; André Granottier et Paul Sainfeld P., 1949, p.20-21 ; Paul Reufflet,1931, p. 20 ; Entreprises coloniales, 1892-1937.
33 André Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p.15-16.
34 Edouard Néron, 2 mai 1933.
35 Granottier (A.) et Sainfeld (P.), 1949.
36 Edouard Néron, 2 mai 1933.
37 أنجز هذا الجدول من خلال المعطيات الواردة في المصادر التالية:
I.S.H.T.C., bobine 584, carton 153, folios 9 ; Paul Zeys, 1912, p.41-42 ; André Granottier et Paul Sainfeld (P.), 1949, p.20-21 ; – Paul Reufflet, 1931, p. 2 ; Entreprises coloniales, 1892-1937.
38 Paul Sainfeld, 1952, p. 228.
39 I.S.H.T.C., bobine R. 334, carton 2053, dossier.1, folio 291.
40 A. De Keppen, 1914, p. 272.
41 René Vanlande, 1925, p.63 ; Les Annales coloniales, 16 avril 1922.
42 I.S.H.T.C., R333, Bob 2052, folio 290.
43 Les Annales coloniales, 16 avril 1922.
44 I.S.H.T.C., Bobine R 333, Carton 2052, d.1, folio 265.
45 I.S.H.T.C., R 333, 2052, dos. 3, f. 565.
46 A.N.T., Série SG2, Carton 42, Dossier 22, p. 2.
يضاف إلى هذه النفقات مصاريف أخرى متعلقة بالمشتريات وبالنقل عبر الطرقات.
47 جريدة صوت العمل، 10 مارس1957.
48 Journal officiel de la république française, 8 juillet 1924, p.6063.
49 Journal officiel de la république française, 17 Novembre 1946, p.9734.
50 I.S.H.T.C., bobine R 333, Carton 2052, d.1, folio 265.
51 I.S.H.T.C., bobine R 334/ 2053, dos. 1, f. 291.
52 Archives Nationales de Tunisie (A.N.T.), série SG2, Carton127, Dos 10.
53 A.N.T. série SG2, Carton127., Dossier 1, Pièce 1 ; I.S.H.T.C, bobine R 334/ 2053, dos. 1, folio 291.
54 I.S.H.T.C., bobine R 277, Carton, 1972 bis, Dossier 2, folio 181,et folio182.
55 جريدة صوت العمل، 1 جويلية 1947.
56 جريدة صوت العمل،1 جويلية 1947.
57 جريدة الشعب التونسي، 4 جانفي 1952.
58 جريدة الشعب التونسي، 22 مارس 1946
59 Les annales Coloniales, 16 avril 1922, p.123.
60 ريمون پوانكاري: (Raymond Poincaré) هورجل دولة فرنسي عاش بين 20 أوت 1860 و15 أكتوبر 1934، شغل خطة رئيس وزراء فرنسا ثلاث مرات ، وتولى رئاسة الجمهورية خلال الفترة الممتدة من 1913 إلى 1920. وكان زعيماً محافظاً مهتماً بالاستقرار السياسي والاجتماعيورد هذا التعريف في https://www.marefa.org
61 هو ألكسندر ميلران (Alexandre Millerand)، عاش بين 10 فيفري1859 و7 أفريل 1943)، هو سياسي اشتراكي فرنسي.تولى خطة رئيس وزراء فرنسا من 20 جانفي حتى 23 سبتمبر 1920 ثم حاز منصب رئاسة فرنسا من 23 سبتمبر 1920 حتى 11 يونيو 1924.
62 هو غابريال ألابوتيت Gabriel Alapetite الذي تولى منصب المقيم العام الفرنسي يتونس خلال الفترة الممتدة من 7 فيفري 1907 إلى 26 أكتوبر 1918.
63 René Vanlande, 1925.
64 René Vanlande, mars 1925.
65 روجي بليسار (Roger Plissard) هو أحد متفقدي الشغل التابع للمنظمة العالمية للشغل كلّف سنة 1937 بزيارة إلى عدد من مناجم البلاد التونسية وتقديم تقرير حولها. وقد جعل من هذا التقرير موضوعا لأطروحة دكتوراه حول وضعية العمال في مناجم البلاد التونسية نوقشت في جامعة ليل Lille III سنة 1971 وطبعتها نفس الجامعة سنة 1972.
66 Roger Plissard., 1971.
67 Les annales Coloniales, 16 avril 1922, p.123.
68 هي القرية المنجمية التي أقيمت حول مناجم الحديد بالجريصة، وهي قرية هامة بنيت على الطراز الأوروبي ولا تزال الحياة تدب فيها رغم تراجع إنتاج مناجمها وهي تشبه كثيرا قرية المضيلة التي اقترنت باستغلال الفسفاط في الجنوب التونسي
69 هي القرية المنجمية التي أنشأت حول مناجم الرصاص والزنك الهامة التي وجدت في جبل الحلوف-بوعوان. وقد تواصل العيش في هذه القرية رغم توقف النشاط المنجمي بها منذ بداية سبعينات القرن الماضي. ولا تزال الكثير من معالمها قائمة وبعضها لا يزال يلعب دوره القديم مثل المدرسة التي بقيت على حالها إلى يومنا هذا والتي لا تزال تضطلع بدورها التعليمي.
70 تقع القريتين المنجميتين « الوديان » و »أم ذويل » في جهة الوطن القبلي، وقد اقترنت نشأتهما بإنتاج الفحم الحجري الذي تم استغلاله خلال الحربين العالميتين فقط. ورغم توقف نشاط مناجم الفحم منذ أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات فقد تواصل العيش في هاتين القريتين إلى يومنا هذا.
71 Chambre des Intérêts Miniers de la Tunisie, 1951, p.60
72 يحتوي الجبل على حفرتين أو غارين ينبعث منهما بخار ماء ساخن منبثق من أعماق الأرض يستعمل في علاج العديد من الأمراض وخاصة أمراض الروماتيزم وبعض الأمراض الجلدية: تقع المغارة الأولى شمال الجبل (معتمدية حفوز) عند نقطة تعرف باسم « الحمّام » على ارتفاع 420 متر من سطح الأرض وهي النقطة الوحيدة التي يرتادها الناس. وتصل درجة الحرارة المنبعثة من بخار الماء فيها إلى 60 درجة مئوية وهو حمام بدائي يحتوي على غرفتين إحداهما ساخنة والأخرى دافئة. ويتم الوصول إليه عبر ممر جبلي يتكون من 233 درجا حجريا متآكلا. وهي غير مستغلة بالشكل المطلوب بسبب عدم تهيئتها أما النقطة الثانية (المغارة البخارية الثانية) فهي توجد على ارتفاع 946 م. ولم تطأها الأقدام إلى يومنا هذا.
Ministère de l’Agriculture et des Ressources Hydrauliques, 2005, p. 31.
73 https://www.facebook.com/radio.el.ala/
74 ناجح الزغدودي،15/01/2013.
75 نظّم الديوان الوطني للمناجم العديد من الندوات العلمية التي تمحورت حول التراث الجيولوجي وقد خُتمت هذه الندوات الدورية بزيارات ميدانية للمواقع التي تعد إرثا جيولوجيا هاما فعلى سبيل المثال اختتمت الندوة العلمية الوطنية الخامسة حول التراث الجيولوجي -التي انتظمت أيام 7و8 و9 ماي 2013في نزل البلاص(La Palace) – برحلة علمية ترفيهية شملت العديد من المناطق الجبلية التونسية وكانت طرزة من بين هذه الوجهات التي قصدها فريق الباحثين في هذه الجولة التي أراد منظموها لفت الأنظار إلى أهمية السياحة الطبيعية والبيئية والتاريخية لبعض الجهات « المنسية ». فاستحضروا وهم يقفون عند سفوح هذا الجبل ويشاهدون آثار القرية المنجمية تاريخ هذا الجبل الذي شغّل حوالي 12000 عاملا واستخرجت منه عشرات الآلاف من أطنان المعادن. كما اكتشفوا الحمام البخاري الذي احتواه الجبل.
أنظر Alix Martin, 5 juin 2013.
2 Paul Zeys, 1912, p.41-42; Paul Sainfeld,1952, p. 225.
3 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p. 11-15.
4 Revue des Sociétés savantes, 26 février 1864, t.V p.148.
5 للمزيد من التفاصيل حول آخر ما كتب عن تحديد موقع العيون الملكية Aquae Regiae
أنظر : Ahmed
M’Charek, 1999, p. 167
6 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p. 11-15.
7 Jean. Mesnage, 1912, 226-227.
8 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p. 11-15.
9 Mohamed Ben Abbes, 2009, p.141-154.
ذكر خليفة بن الخياط في كتابه التاريخ ص.126 أن معاوية بن حديج لما غزى إفريقية خيّم في جبل نزلت به أمطار غزيرة لذلك سمي بجبل ممطور وقد اعتبر الباحث محمد بن عباس أن هذا الجبل هو جبل ممس وأنه على الأرجح الجبل المعروف اليوم بجبل طرزة.
10 Stéphane Gsell, 1976, p.p 211-231.
11 Paul Sainfeld, 1952, p.225.
12 Henri Lorrin, 15 juillet 1905, p. 467 ; Abdel Hamid Fenina, 2018; A.De Keppen, 1914, p 29.
13 Paul Sainfeld, 1952, p.227.
14 La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p.14 ; Les annales coloniales, 16 avril 1922, p.13.
15 Mercure Africain, 14 mai 1924, p.652 ; Ch. Berthelot, 1931, p.39-46
16 Paul Zeys, 1912, p.41-42 ; Annales Coloniales Revue mensuelle illustrée, juillet 1929, p.23 ; Paul Reufflet, 1931, p.19.
شركة الاستغلال المنجمي بتونس « Société d’Exploitation minière en Tunisie» تأسست في البداية برأس مال قدر ب 6 ملايين فرنك وقد بدأت باستغلال مناجم جبل الطويرف وحققت نتائج باهرة في مجال إنتاجها، لذلك وسّعت نشاطها ليشمل مناجم جبل بوكريم. وقد تطور عدد المساهمين في هذه الشركة وارتفع رأس مالها إلى 26 مليون فرنك. ووسّعت مجال نشاطها فضمّت مناجم جبل الديس وجبل طرزة وملاليس وطابونة وسكارنة وجبل السرج وعين خمودة.
17 Paul Sainfeld, 1952, p. 227- 228.
18 Paul Sainfeld, 1952 ,p. 225-228.
19 Paul Sainfeld; 1952, p. 225.
20 Henri Lorin, 1905, pp.466-479; .Mohamed Lazhar Gharbi, 1994; MohamedLazhar Gharbi, 1989, p.227-253; A. De Keppen, 1914, p.289-290.
Institut Supérieur d’histoire de la Tunisie contemporaine (I.S.H.T.C), bobine 226, carton 258, folio.207.
21 تقع محطة حاجب العيون على خط السكة الرابطة بين سوسة وهنشير السواطير الذي دخل طور الاستغلال منذ سنة 1897.وهو خط أنجز على مراحل وامتد نحو جنوب البلاد التونسية. واقترن إنشاؤه باستغلال مناجم الفسفاط بأم العرايس وقفصة لكنه ساهم أيضا في نقل أنواع أخرى من المنتوجات المنجمية. وفي يوم 9 جانفي 1905 تم إبرام اتفاق بين. الحكومة التونسية وشركة فسفاط وسكك حديد قفصة أسند لهذه الشركة الحق في استغلال مناجم الفسفاط بأم العرايس وجبل مراطة كما نص على تحمل الحكومة التونسية مصاريف إنجاز سكة حديدية ممتدة على طول 245 كلم لتصل بين ميناء سوسة وأم العرايس عن طريق هنشير السواطير. أما الفروع المنطلقة من هنشير السواطير نحو المتلوي والرديف والتي بلغ طولها 20 كلم فقد تكفلت شركة فسفاط قفصة بإنجازها على نفقتها الخاصة، وأما قسم السكة الممتد من جهة القيروان نحو هنشير السواطير فهو خط أنجزته شركة بون قالمة. وقد نصت الاتفاقية المبرمة مع هذه الشركة المتعهدة يوم 15 أفريل 1905 على أن تنطلق هذه السكة من عين خزّازية Ain ) (Ghrassesia بالقرب من القيروان وهو يمر عبر حاجب العيون وسبيطلة والقصرين وفريانة وواد كساب ليصل إلى هنشير السواطير على مسافة 294 كلم من ميناء سوسة. وقد دخل هذا القسم من السكة طور الاستغلال سنة 1910، ومكّن من نقل كميات هامة من الخامات المنجمية المتمثلة في الفسفاط وكذلك في الرصاص والزنك المستخرج من المناجم الواقعة في جهة القيروان وسبيطلة. وبذلك كان استغلال الثروات الطبيعية وسيلة لإعطاء الاعتبار للمناطق القاحلة التي دخلت طور التنمية عن طريق خطوط السكة الحديدية مما سيضمن لها أهميتها التاريخية.
22 Paul Reufflet, 1931, p.19 ; I.S.H.T.C., bobine 129, carton 220, folio.38-43 ; A ndré Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p.10-11 ; Berolsheimer, 1909, p.75 ; Paul Sainfeld, 1952, p.225.
23 André Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p. 10-11.
24 Henri Lorin, 1905, p. 468- 469.
Paul Zeys, 1912, p.41-42.
25 René Vanlande, 1925, p.63.
26 M. Tixeront, 1965, p.1.
27 André Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p.14 ; MongiAbdelhadi, 1971, p.38.
28 أنجز هذا الجدول من خلال المعطيات الواردة في المصادر التالية:
De Keppen, 1914, p.103 ; Entreprises coloniales, 1892-1937
29 I.S.H.T.C., bobine 129, carton 220, folio. 17.
30 Paul Sainfeld, Op. Cit, p. 228.
31 Entreprises coloniales, 1892-1937.
بلغ الانتاج خلال سنة 1927 حوالي 4443 طنا منها 3980 طنا من الرصاص و463 طنا من الزنك وهو ما أهّلها لنيل المرتبة الثالثة بعد مناجم سيدي عمر بن سالم (5282 طن) ومناجم جبل الرصاص (4898 طن) وفي سنة 1928 أنتج جبل طرزّة 3604 طنا منها 3339 طنا من خامات الرصاص و265 طنا من الزنك. مما جعلها تحافظ على المرتبة الثالثة بعد مناجم سيدي عمر بن سالم (5229 طن) ومناجم جبل الحلوف Société des Mines de Djebel Hallouf(4350 طن)
32 أنجز هذا الجدول من خلال المعطيات الواردة في المصادر التالية:
I.S.H.T.C., bobine 584, carton 153, folios 9 ; Paul Zeys, 1912, p. 41-42 ; André Granottier et Paul Sainfeld P., 1949, p.20-21 ; Paul Reufflet,1931, p. 20 ; Entreprises coloniales, 1892-1937.
33 André Granottier et Paul Sainfeld, 1949, p.15-16.
34 Edouard Néron, 2 mai 1933.
35 Granottier (A.) et Sainfeld (P.), 1949.
36 Edouard Néron, 2 mai 1933.
37 أنجز هذا الجدول من خلال المعطيات الواردة في المصادر التالية:
I.S.H.T.C., bobine 584, carton 153, folios 9 ; Paul Zeys, 1912, p.41-42 ; André Granottier et Paul Sainfeld (P.), 1949, p.20-21 ; – Paul Reufflet, 1931, p. 2 ; Entreprises coloniales, 1892-1937.
38 Paul Sainfeld, 1952, p. 228.
39 I.S.H.T.C., bobine R. 334, carton 2053, dossier.1, folio 291.
40 A. De Keppen, 1914, p. 272.
41 René Vanlande, 1925, p.63 ; Les Annales coloniales, 16 avril 1922.
42 I.S.H.T.C., R333, Bob 2052, folio 290.
43 Les Annales coloniales, 16 avril 1922.
44 I.S.H.T.C., Bobine R 333, Carton 2052, d.1, folio 265.
45 I.S.H.T.C., R 333, 2052, dos. 3, f. 565.
46 A.N.T., Série SG2, Carton 42, Dossier 22, p. 2.
يضاف إلى هذه النفقات مصاريف أخرى متعلقة بالمشتريات وبالنقل عبر الطرقات.
47 جريدة صوت العمل، 10 مارس1957.
48 Journal officiel de la république française, 8 juillet 1924, p.6063.
49 Journal officiel de la république française, 17 Novembre 1946, p.9734.
50 I.S.H.T.C., bobine R 333, Carton 2052, d.1, folio 265.
51 I.S.H.T.C., bobine R 334/ 2053, dos. 1, f. 291.
52 Archives Nationales de Tunisie (A.N.T.), série SG2, Carton127, Dos 10.
53 A.N.T. série SG2, Carton127., Dossier 1, Pièce 1 ; I.S.H.T.C, bobine R 334/ 2053, dos. 1, folio 291.
54 I.S.H.T.C., bobine R 277, Carton, 1972 bis, Dossier 2, folio 181,et folio182.
55 جريدة صوت العمل، 1 جويلية 1947.
56 جريدة صوت العمل،1 جويلية 1947.
57 جريدة الشعب التونسي، 4 جانفي 1952.
58 جريدة الشعب التونسي، 22 مارس 1946
59 Les annales Coloniales, 16 avril 1922, p.123.
60 ريمون پوانكاري: (Raymond Poincaré) هورجل دولة فرنسي عاش بين 20 أوت 1860 و15 أكتوبر 1934، شغل خطة رئيس وزراء فرنسا ثلاث مرات ، وتولى رئاسة الجمهورية خلال الفترة الممتدة من 1913 إلى 1920. وكان زعيماً محافظاً مهتماً بالاستقرار السياسي والاجتماعيورد هذا التعريف في https://www.marefa.org
61 هو ألكسندر ميلران (Alexandre Millerand)، عاش بين 10 فيفري1859 و7 أفريل 1943)، هو سياسي اشتراكي فرنسي.تولى خطة رئيس وزراء فرنسا من 20 جانفي حتى 23 سبتمبر 1920 ثم حاز منصب رئاسة فرنسا من 23 سبتمبر 1920 حتى 11 يونيو 1924.
62 هو غابريال ألابوتيت Gabriel Alapetite الذي تولى منصب المقيم العام الفرنسي يتونس خلال الفترة الممتدة من 7 فيفري 1907 إلى 26 أكتوبر 1918.
63 René Vanlande, 1925.
64 René Vanlande, mars 1925.
65 روجي بليسار (Roger Plissard) هو أحد متفقدي الشغل التابع للمنظمة العالمية للشغل كلّف سنة 1937 بزيارة إلى عدد من مناجم البلاد التونسية وتقديم تقرير حولها. وقد جعل من هذا التقرير موضوعا لأطروحة دكتوراه حول وضعية العمال في مناجم البلاد التونسية نوقشت في جامعة ليل Lille III سنة 1971 وطبعتها نفس الجامعة سنة 1972.
66 Roger Plissard., 1971.
67 Les annales Coloniales, 16 avril 1922, p.123.
68 هي القرية المنجمية التي أقيمت حول مناجم الحديد بالجريصة، وهي قرية هامة بنيت على الطراز الأوروبي ولا تزال الحياة تدب فيها رغم تراجع إنتاج مناجمها وهي تشبه كثيرا قرية المضيلة التي اقترنت باستغلال الفسفاط في الجنوب التونسي
69 هي القرية المنجمية التي أنشأت حول مناجم الرصاص والزنك الهامة التي وجدت في جبل الحلوف-بوعوان. وقد تواصل العيش في هذه القرية رغم توقف النشاط المنجمي بها منذ بداية سبعينات القرن الماضي. ولا تزال الكثير من معالمها قائمة وبعضها لا يزال يلعب دوره القديم مثل المدرسة التي بقيت على حالها إلى يومنا هذا والتي لا تزال تضطلع بدورها التعليمي.
70 تقع القريتين المنجميتين « الوديان » و »أم ذويل » في جهة الوطن القبلي، وقد اقترنت نشأتهما بإنتاج الفحم الحجري الذي تم استغلاله خلال الحربين العالميتين فقط. ورغم توقف نشاط مناجم الفحم منذ أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات فقد تواصل العيش في هاتين القريتين إلى يومنا هذا.
71 Chambre des Intérêts Miniers de la Tunisie, 1951, p.60
72 يحتوي الجبل على حفرتين أو غارين ينبعث منهما بخار ماء ساخن منبثق من أعماق الأرض يستعمل في علاج العديد من الأمراض وخاصة أمراض الروماتيزم وبعض الأمراض الجلدية: تقع المغارة الأولى شمال الجبل (معتمدية حفوز) عند نقطة تعرف باسم « الحمّام » على ارتفاع 420 متر من سطح الأرض وهي النقطة الوحيدة التي يرتادها الناس. وتصل درجة الحرارة المنبعثة من بخار الماء فيها إلى 60 درجة مئوية وهو حمام بدائي يحتوي على غرفتين إحداهما ساخنة والأخرى دافئة. ويتم الوصول إليه عبر ممر جبلي يتكون من 233 درجا حجريا متآكلا. وهي غير مستغلة بالشكل المطلوب بسبب عدم تهيئتها أما النقطة الثانية (المغارة البخارية الثانية) فهي توجد على ارتفاع 946 م. ولم تطأها الأقدام إلى يومنا هذا.
Ministère de l’Agriculture et des Ressources Hydrauliques, 2005, p. 31.
73 https://www.facebook.com/radio.el.ala/
74 ناجح الزغدودي،15/01/2013.
75 نظّم الديوان الوطني للمناجم العديد من الندوات العلمية التي تمحورت حول التراث الجيولوجي وقد خُتمت هذه الندوات الدورية بزيارات ميدانية للمواقع التي تعد إرثا جيولوجيا هاما فعلى سبيل المثال اختتمت الندوة العلمية الوطنية الخامسة حول التراث الجيولوجي -التي انتظمت أيام 7و8 و9 ماي 2013في نزل البلاص(La Palace) – برحلة علمية ترفيهية شملت العديد من المناطق الجبلية التونسية وكانت طرزة من بين هذه الوجهات التي قصدها فريق الباحثين في هذه الجولة التي أراد منظموها لفت الأنظار إلى أهمية السياحة الطبيعية والبيئية والتاريخية لبعض الجهات « المنسية ». فاستحضروا وهم يقفون عند سفوح هذا الجبل ويشاهدون آثار القرية المنجمية تاريخ هذا الجبل الذي شغّل حوالي 12000 عاملا واستخرجت منه عشرات الآلاف من أطنان المعادن. كما اكتشفوا الحمام البخاري الذي احتواه الجبل.
أنظر Alix Martin, 5 juin 2013.
المصادر والمراجع
الأرشيف الوطني التونسي (أ.و.ت.)
A.N.T., Série SG2, Carton 42, Dossier 22
A.N.T., série SG2, Carton127, Dossier 1
المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر (I.S.H.T.C.)
I.S.H.T.C., bobine 129, carton 22
I.S.H.T.C., bobine 226, carton 258
I.S.H.T.C., bobine 584, carton 153
I.S.H.T.C., bobine R 277, Carton, 1972 bis
I.S.H.T.C., bobine R 333, Carton 2052, dossier.1
I.S.H.T.C., bobine R. 334, carton 2053, dossier 1
الصحف والدوريات
الشعب التونسي، 22 مارس 1946، عدد 8 (مقال « أصحاب المناجم يعطلون الإنتاج).
الشعب التونسي،4 جانفي 1952،عدد 10 (سلسلة جديدة، مقال »عملة منجم طرزة »).
صوت العمل،1 جويلية 1947، عدد 5 (مقال نقابة عملة منجم جبل طرزة »).
صوت العمل، 10 مارس 1957.، عدد 1 (سلسلة جديدة مقال « خيرات مناجمنا في أيديالأجانب »).
Sources et références
الزغدودي (ناجح)، 15/01/2013، « القيروان- طرزة: مقومات بيئية وطبيعية غير مستغلة »، جريدة الشروق[En ligne].،. https://www.turess.com/alchourouk/609830
Annales Coloniales Revue mensuelle illustrée [En ligne], juillet 1929, p.23.
URL : gallica.bnf.fr/ CIRAD
Chambre des Intérêts Miniers de la Tunisie, 1951, Bulletin annuel, n° 22, Imp. Nicolas Bascone et Sauveur Muscat, Tunis
Entreprises coloniales, 1892-1937 [En ligne.]
URL :http://www.entreprises-coloniales.fr/afrique-du-nord/Mines_Tunisie_.pdf
Journal officiel de la république française, 8 juillet 1924, p.6063, 17 Novembre 1946, p.9734, in Gallica bnf.fr/ bibliothèque nationale de France
La Tunisie Illustrée, 24 octobre 1918, p.p. 11-15
Le Monde Colonial Illustré, n° 18, mars 1925, p.63
Les Annales coloniales [En ligne], 16 avril 1922, article (Syndicat de la mine de Djebel Trozza): Mise en ligne le 7 mars 2018, Dernière modification : 11 mars 2018.
URL : www.entreprises-coloniales.fr
Mercure Africain [En ligne], 14 mai 1924,n°56, p.652,
URL : https://gallica.bnf.fr.
Revue des Sociétés savantes, 26 février 1864, imprimerie et librairie administratives Paul Dupont, tome V, p.148.
Berolsheimer, 1909, Index général des mines de Tunisie, Tunis, Imprimerie nouvelle, J. Dangwin.
Berthelot (Ch.), 1931, Les mines coloniales, leur présents- leur avenir, Librairie, F.B. Baillière et Fils, Paris.
Carte topographique de la Tunisie au 1/50.000, 1929, .feuille Djebel Trozza, n° LXXVIII, I.G.N., Service Géographique de l’Armée.
Carte topographique de la Tunisie au 1/200.000, 1955, Feuille Kairouan, n° XI.
De Keppen (A.), 1914, L’industrie minérale de la Tunisie et son rôle dans l’évolution économique de la Régence, Comité Central des Houillères en France et Chambre Syndicale Française des Mines Métalliques, Paris
Granottier André et Paul Sainfeld, 1949, « Les gisements de plomb et de zinc en Tunisie, Annales des mines et de la géologie, n° 5, imp. E. Saliba et Cie, Tunis.
Lorin Henri, 15 juillet 1905, « En Tunisie, les mines et le nouveau réseau ferré », Annales des sciences politiques,, vingtième année, éd. Felix Alcon, Paris.
Mesnage (P.J.), 1912, , L’Afrique chrétienne, évêchés et ruines antiques, éd. Ernest Leroux, paris.
Néron Edouard, 2 mai 1933, « La crise minière en Tunisie », Les Annales coloniales [En ligne], URL Gallica bnf.fr/ bibliothèque nationale de France.
Plissard Roger, 1971, La condition des travailleurs de l’industrie minière en Tunisie (1936-1939): essaie de monographie régionale, thèse, Strasbourg II, Lille.
Reufflet Paul, 1931, « Evolution de l’industrie minérale en Tunisie entre les années 1922 et 1930 », Annales du Bureau d’études géologiques et minières coloniales, n° IV, Régence de Tunis, Direction générale des travaux publics, services des mines, société anonyme de l’imprimerie rapide,Tunis.
Sainfeld Paul, 1952, Les gîtes plombo-zincifères de Tunisie (livre), Annales des mines et de la géologie, n°9, Tunis, Imprimerie S.E.F.A.N.
Syndicat de la mine du Djebel Trozza [En ligne], 1918, mise en ligne le 11 décembre 2011. URL : Gallica bnf.fr/ bibliothèque nationale de France.
Vanlande René, mars 1925, « Un bâtisseur de ville en Tunisie .Les mines de Djebel Trozza- Portelliville », Le Monde Colonial Illustré, n° 18, p.63.
Zeys Paul, 1912, Mines, carrières et phosphates en Tunisie, législation et industrie, Berger-Levraut Editeurs, Paris.
Abdelhadi Mongi,1971, Districts miniers de Djebel Trozza, Diplôme d’études approfondit, (option, mines métalliques), Tunis.
Alix (M.), 5 juin 2013 « Sur les routes du tourisme alternatif», Réalités Online[En ligne].
Ben Abbes Mohamed, 2009 « La localisation de Mammes ; Etat de la question»، in Kairouan et sa région. Nouvelles découvertes, nouvelles approches, Université de Kairouan, Faculté des Lettres et des Sciences Humaines, département d’archéologie, textes réunis par Ahmed EL Bahi, PP.141-154
Fenina Abdelhamid, 20 avril 2018. « L’approvisionnement de l’hôtel de la monnaie en métaux à la fin de XVIIIe siècle », communication in actes du colloque Mines et carrières en Afrique du Nord de l’Antiquité à nos Jours, organisé par le Laboratoire Patrimoine, histoire et Société / Tunisie, Maghreb, Méditerranée, Faculté des lettres, arts et sciences humaines de la Manouba, du 19 au 21 Avril 2018.
Gharbi Mohamed Lazhar, 1994, Impérialisme et réformisme au Maghreb, Cérès Editions, Tunis.
Gharbi Mohamed Lazhar, 1989 «La compagnie du «Bône-Guelma» et son réseau minier tunisien (1900-1914)», in IBLA, n°164, février, pp.227-253
Google Earth, 26/10/2018
Gsell Stéphane, 1976, «Vieilles exploitations minières dans l’Afrique du nord », Etudes sur l’Afrique antique Scripta varia, Université de Lille 3, travaux et recherches, Diffusion P.U.L, p. 211-231.
https://www.facebook.com/radio.el.ala
M’Charek Ahmed. 1999, « De Zama à Kairouan, la Thusca et la Gamonia », Frontières et limites géographiques de l’Afrique du Nord antique, Hommage à Pierre Salama, Etudes réunies par Claude Lepelley et Xavier Dupuis. Actes de la table ronde réunie à Paris 2 et 3 mai 1997, 1999, p. 139-183.
Ministère de l’Agriculture et des Ressources Hydrauliques, 2005, De Bou Kornine à Châanbi à travers les steppes tunisiennes, l’écotourisme au centre de la Tunisie, éd. Ministère de l’Agriculture et des ressources hydrauliques, Direction générale des forets, ECO Consulting Group,Tunis.
Tixeront (M.), 1965, Note sur la Djebel Trozza. Communication de Tixeront, réunion mensuelle des géologues, Office National des mines, document inédit, Tunis.
الكاتب
زينب الماجري
أستاذة مساعدة - كلية الآداب والفنون والإنسانيات-جامعة منوبة