Information
A propos Al-Sabil
الفهرس
الملخّص
يعتمد هذا المقال على وثائق ملكية مستخرجة من أرشيف عائلي تعود إلى سنة 1304هـ/1886م تتعلق بشراء الڤايدعبد الرحمان زروق لدار على مقربة من مسجد يحي بن عمر. تطرح هذه الوثائق مراحل انتقال ملكية الدار من آل زروق إلى آل العلاني.وقد بيّنت أهمية توارث المعلم وانتقاله للعقب في الحفاظ عليه وضمان استمرارية تأمينه لوظائفه ومكانته في النسيج الحضري لمدينة القيروان المسورة. وفي ظل شحّ المعلومات حول الخصائص المعمارية لدار زرّوق في وثائقنا، استنجدنا بالبحث الميدانيلاستكمال ماجاء في الوثائق عبر تحديد الموقع ودراسة الشكل الهندسي والمعماري للدار.
الكلمات المفاتيح
القيروان، دار عبد الرحمان زروق، وثيقة ملكية، العائلات المخزنية.
المرجع لذكر المقال
منى كمّون، « دار القايد عبد الرحمان زروق بالقيروان أواخر القرن 19 من خلال وثائق العدول »، السبيل : مجلة التّاريخ والآثار والعمارة المغاربية [نسخة الكترونية]، عد د06، سنة 2018.
URL : https://al-sabil.tn/?p=11602
نص المقال
ساهمت العائلات المخزنية في إدارة البلاد حيث عمد البايات الحسينيون إلى تشريك المحليين في استغلال دواخل الإيالة. كما توجهوا الى الإبقاء على نفس العناصر المخزنية مما ساهم في ترسيخ وتدعيم قاعدة توارث الخطط المخزنية داخل العائلة الواحدة عبر أجيال. ولا تهم ظاهرة صعود نخب المخزن في السلم الاجتماعي وتبلور العائلات الكبرى المخزنية المدن فقط بل تشمل كذلك الأرياف والقبائل. فظهرت عدة عائلات مخزنية خلال القرنين 18 و19 كعائلة السبوعي1 بقبيلة جلاص2 وعائلة بوعلي العيساوي الرمضاني. وقد اعتبرت خطة الڤيادة من أعلى الخطط المخزنية المحلية، فالڤايد هو رئيس المخزن المحلي والمشرف الأول على المدينة وممثل الباي بها3. ويتطلب هذا المنصب توفّر رصيد مالي وعقاري يضفي على صاحبه قدرا من الوجاهة. وتمثل عائلة بوعلي العيساوي الرمضاني كعائلة قيروانية نموذجا لأعيان المخزن المنتمين للأرياف. وقد كان الڤايد بوعلي العيساوي ينسب لفرع جلاص القبالة (من فريق أولاد إدير4 وهو من أشهر عروش السنجق5.
سنقدم في هذا البحث وثائق عائلية تعود إلى أواخر القرن 19 وتكمن أهميّة الوثيقة في تقديمها لأحد العائلات المخزنية بمدينة القيروان وللعائلات المصاهرة لها ولبعض أملاكها وعقاراتها داخل المدينة.
1. تقديم الوثائق المتعلقة بدار زرّوق
تتمثل الوثائق في رسوم لأملاك السيد عبد الرحمان زرّوق حيث تتضمن الوثيقة الأولى أربع رسوم:
الرسم الأول يقرّ بشراء عميرة بن عبد السلام بحسب نيابته عن السيد عبد الرحمان زرّوق لجميع الدار ذات الدريبة والعلوي المعتلا عليها والحانوت الذي بين المخزن والدار سنة 1304هـ/1886م بشهادة العدلين محمد بالسرور الغرياني القيرواني والشيخ محمود بن خوذ القيرواني الأول. أمّا الرسم الثاني والمؤرخ في عام1304ه/1886م يتضمن شراء محمد النجار بحسب نيابته عن السيد عبد الرحمان زروق لجميع الزريبة القبلية المفتح المشتملة على ثلاث بيوت كبار وبيت صغرى وداموس كائنة بحومة الجامع داخل مدينة القيروان بشهادة الفقيهين النبيهين العدلين الشيخين محمد بالسرور ومحمود بن خوذ. والرسم الثالث يتمثل في شراء السيد عبد الرحمان زرّوق لجميع ستة وعشرين سهما من أربعين سهما من كامل الدار غربية المفتح كائنة بالشارع المتصل قبليه بتربة الولي الصالح الشيخ سيدي الرقيق بوعبانة عام 1307 بشهادة العدلين بالقيروان الشيخ احمد النجار والشيخ محمد بن حميدة الصيد. ويعلن هذا الرسم عن وفاة السيد عبد الرحمان زرّوق وانحصار ارثه في زوجته السيدة نفيسة بنت السيد الطاهر زروق التونسي وابنه منها الهادي ومن غيرها الشقيقات الستة صلوحة وهنونة وشلبية ومحبوبة وفاطمة والمنوبية ووالده السيد أحمد زروق. أما الرسم الرابع فيتضمن أن السيد أحمد زروق اشترى له ولورثة ابنه المرحوم المنعم السيد عبد الرحمان جميع الأربعة عشر سهما الباقية من الدار عام 1908 بشهادة العدلين الشيخ محمد الصيد والشيخ محمد عظوم. كما أقرّ هذا الرسم بوفاة الهادي فورثه جده أحمد زروق ووالدته واخواته الستة وتوفي السيد أحمد زروق فورثه زوجته فطومة بوالأجفان وأولاده من غيرها صالح وجنات والزهرة والمنفرد فرحات وتحوّل ما على ملكهم لبنات عبد الرحمان زروق حسبما ذلك مؤرخ بسنة 1908 بشهادة العدلين محمد النخلي ومحمود العلاني.
أما الوثيقة الثانية فتتمثل في ضبط لمخلف السيد عبد الرحمان زروقكما تتضمن كيفية تحوّل ملكية الدار من آل زروق إلى آل العلاني. في سنة 1909م توفيت السيدة صلوحة بنت عبد الرحمان زروق فانحصر إرثها في زوجها التاجر محمود ابن العدل الشيخ الحاج محمد ابن الحاج حمودة العلاني وأولاده منها محمد وفاطمة وخديجة ومحبوبة وزبيدة6. ثمّ تولى التاجر السيد عبد الحفيظ ابن السيد الحاج ابن الشيخ سيدي حسين العلاني شراء جميع النصف على الشياع من كامل الدار والعلوي والزريبة القبلية المفتح من السيدات هنونة وشلبية ومحبوبة والمنوبية وفاطمة والسيد محمود العلاني وأولاده خلال عام 1911.
2. المعطيات التاريخية الواردة في الوثائق حول العائلات القيروانية
1.1. العائلات القيروانية
أشارت الوثائق في إطار تحديدها لموقع دارعبد الرحمان زروق وانتقال ملكيتها إلى عدّة عائلات قيروانية اتصلت بعائلة زروق وتعاملت معها كالأجوار والأصهار وأيضا العدول وبعض رجالات الدولة.فتعدّ الحومةالتي تقع بها الدار مجال استقراربيوتات قيروانية متجذرة أغلبها من العائلات الدينية والوجاهات السياسية والعسكرية، فصاريعتبر حيّا « راقيا ». وقد استقرّت به عائلة الصيد المناري التي كانت تمتلك دارا تقع غرب الدار التي اشتراها السيد عبد الرحمان زروق7. وقد اشتهرت بخدمتها للزاوية الصحابية، نذكر من وجاهاتها أبو عبد الله محمد بن أبي حفص عمر الصيد المناري8. وامتهن أبناؤها أيضا خطة الإشهاد ووكلاء أوقاف مثل العدل الشيخ محمد الصيد سنة 1321هـ/1903م9 ووكيل الزاوية الصحابية قاسم بن عمر الصيد. كما قطن به ڤايد أولاد عيّار سعد المجهد الذي تحدّ داره من جهة الغرب دار عبد الرحمان. وأيضا عائلة محمد المنيعي وكيل الخصام بالمحكمة الشرعية جوفا.
ومن العائلات التي ربطتها علاقة مصاهرة بعائلة زروق نذكر عائلة بوالأجفان التميمي. وهي من العائلات القيروانية التي تولّت خطتي العدالة والإشهاد إلى حدود سنة 1300هـ/1882م. ومن أعلامها حمودة ابن الفقيه الفاضل والعدل الحاج قاسم أبو الأجفان التميمي 10والعدل محمد بو الأجفان من سكان حومة الأشراف11. وقد تزوّج السيد أحمد زروق إحدى بنات هذه العائلة وهي السيدة فطومة ابنة الأجل المرعي الفقيه النبيه الموّثق الأعدل الشيخ حمودة بوالأجفان القيرواني12.
كما أفادتنا هذه الوثائق إلى عدد من عدول الأشهاد الذين تعاملت معهم عائلة زروق. وهم ينتمون إلى عائلات قيروانية اشتهرت بمكانتها العلمية والدينية. نذكر من بينها آل عظّوم من أبرز العائلات القيروانية الذين اختصّوا في الفقه والإفتاء والإمامة والقضاء والعدالة وهم « أهل بيت في العلوم متفنّينون »
13. وقد وصفهم صاحب شجرة النور الزكية « ببيت علم وفضل ». وقد ذكرت كتب التراجم بعض أعلام هذا البيت. يشير الجودي إلى الشيخ الفقيه القاضي المفتي والمدرّس محمد بن عبد الجليل عظّوم وعبد الجليل بن مرزوق قاضي القيروان في عام 984ه/1574م14.
كما يشير مصدرنا إلى عائلة ابن خوذوهي من العائلات القيروانية التي تنسب إلى الشيخ أبو عبد الله بن أحمد بن خوذ ولد بالمغرب الأقصى قدم إلى مدينة حامّة قابس في القرن 11هـ واستقرّ بها وشيّد زاوية بالحامّة بها خلوة لتحفيظ القرآن حملت اسمه أيضا. ثمّ انتقل إلى القيروان أين أسّس مدرسته. نذكر بعض فقهاء العائلة الخوذية الذين تولّوا مشيخة المدرسة الخوذيّة بالقيروان وبالحامّة، محمود بن البغدادي بن خوذ وعلي بن الصادق بن خوذ والبغدادي بن إبراهيم بن خوذ ورشيد بن بلقاسم بن خوذ ومعروف بن خوذ ومحمد بن إبراهيم بن خوذ القيرواني والطاهر بن محمود بن خوذ القيرواني وعبد الله بن البغدادي بن خوذ القيرواني وبلقاسم بن خوذ وعلي بن خوذ شيخ وقف الزاوية بالقيروان والحامّة15. في المقابل برزت عائلة الشوك في وثائقنا. وقد امتهنت خطتي القيادة والعدالة. وهممن أعيان الوسالتية الذين استقرّوا بالقيروان وتولّى بعض أبنائها القيادة من بينهم القايد أحمد بن علي الشوك الوسلاتي (1739-1751م) زمن علي باشا واستقر بحومة الأشراف وصاهر أبناءه حمودة وقاسم أبناء عليالوحيشي فاندمجوا بالمدينة حتى سمّي إحدى الأزقة بحومة الأشراف « بزقاق الشوك »16. كما تولّى بعض أبنائه العدالة كالعدل محمد وقاسم وأحمد الشوك من سكان حومة الجامع سنة 1300هـ/1882م17. وشغل أبناؤها خطة الإمامة بمسجد المدرسة الحسينية أبرزهم الفقيه محمد ابن العدل قاسم الشوك سنة 1312هـ/1895م18.
وكما ذكرت عائلة الغريانيولا سيما العدل محمد بالسرور الغرياني.وتنسب هذه العائلة الى قبيلة عربية مستقرّة بجبل غريان19 في طرابلس وإلى مقدم الزاوية الجديدية أبو سمير عبيد بن يعيش الغرياني. وتوارث أبناؤه النظارة على الزاوية مما ساهم في اندماجهم بمدينة القيروان إلى جانب اكتسابهم مكانة اجتماعية وسياسية وثقافية متميّزة. وقد ذكر صاحب التكميل منهم الفقيه المدرس الصالح الشيخ أبو سمير عبيد الأصغر بن بالسرور الغرياني الدوادي الطائي الذي كان له كل يوم دولة في قراءة الحديث الشريف بزاوية جده سيدي عبيد الأكبر20. كما تولّى بعض أبنائها الإشهاد نذكّر منهم محمد بالسرور الغرياني بالشيخ علي الحطاب الغرياني الذي تولّى الإشهاد بالقيروان في 12 محرم 1289 هـ/1872م.
وقد تعرضت وثائقنا إلىآل النجار الهذلي وهم من العائلاتالقيروانية ذات الأصول العربية التي استقرت بالمدينة مع الفتح الإسلامي. ونذكر من أعلامها أبو عبد الله محمد بن محمد ابن الحاج أحمد النجار الهذلي وأبو الحسن علي النجار الذي على ضريحه قبة جوفية بداخل داره الغربية بربض زواغة21. والفقيه العدل النبيه محمد السنوسي النجار ممن سلف من أعيان عدول مدينة القيروان بتاريخ سنة 1272هـ/1855م22. كما ورد ذكر العدل محمد النخلي وهو من عائلة تنسب إلى قرية النخلة قرب مكة23، ومنهم الشيخ الفاضل والخير أبو عبد الله محمد ابن الحاج قاسم النخلي القصراوي24 وزاويته بربض قصراوة بالقبلية. ومنهم أيضا أبو الحسن علي ابن الأمين بلقاسم النخلي وكيل بيت المال بالقيروان سنة 1164هـ/1751م25.
1.2. عائلة زروق القيروانية
تبرز أهميّة الوثائق في تأريخها لإحدى العائلات المخزنية المنتمية لفرع إيدير من جلاص والتي اندمجت في المجتمع القيرواني عبر امتلاكها رصيد عقاري هام حتى صارت من أبرز وجاهاته وربطت شبكة من المصاهرات امتدت لأعيان مدينة القيروان.فقد امتلك الڤايد بوعلي ابن الشيخ العيساوي بن فرج الرمضاني (ت قبل 1285هـ/1868م) 3 منازل بسويقة باب القدة26 بحومة الجامع بالقيروان بين 1837 و1850
27 وجعلها دارا كبرى ومخازن وبنى فوقها علوياحتى أصبحت البطحاء القريبة من الدور تعرف باسم بطحاء « زروق ». وقد استقر ابنه أحمد زروق بالمدينة وتزوّج فطومة ابنة العدل حمودة بوالأجفان التميمي وكذلك زينب بن خوذ ومن صالحة بن خوذ. وتزوّج عبد الرحمان بن أحمد زروق من حلومة ابنة الكاهية حمودة المرابط التميمي ثمّ من نفيسة بنت الطاهر زروق الشريف التونسي28. وأشارت الوثيقة إلى أزمة العائلة بموت وجهائها (عبد الرحمان ووالده أحمد زروق) وتأثير انقطاع العقب من الذكور (وفاة الهادي ابن السيد عبد الرحمان زروق) على الملكية العقارية. وهو ما جعلها تتحوّل إلى ملكية للإناث ولأبناء العقب من الإناث وأساسا أبناء صلوحة من زوجها محمود العلاني.
وتعتبر عائلة العلاني من العائلات ذات الوجاهة والنسب الرفيع والتي امتهنت القضاء والتدريس والإمامة والإشهاد بمدينة القيروان وتشهد بذلك عديد العبارات التبجيلية الواردة في دفاتر العدول وفي وثائقنا « الفقيه النبيه المدرس الشيخ السيد الحاج محمد الأصغر ابن الشيخ سي عمر العلاني الشريف الأنصاري ممن سلف من أعيان عدول القيروان » وأيضا « الأجل المرعي المبجل الشيخ السيد الحاج محمد ابن المنعم المرحوم الأصلح الشيخ سي الحاج حسين العلاني الأنصاري الشريف القيرواني ». كما احتفظت كتب التراجم بأسماء العديد من أعلام هذه العائلة نذكر من بينهم محمد بن محمد ابن الحاج محمد بن قاسم العلاني الأنصاري الذي تولى الإشهاد عام 1284/1867م والإفتاء عام 1304 هـ/1887م29. وتعدّ عائلة العلاني من بيوتات القيروان التي حافظت الى حد كبير على موقعها الاجتماعي تبعا لتنوّع مصادر ثروتها وأنشطتها (تجارية وفلاحية)، إذ لم تستمد وجاهتها من السلطة والسلطان على غرار عقب بوعلي الرمضاني.
كما تؤرّخ هذه الوثائق لمراحل تحوّل المكان من الدلالة على مكانة آل زروق ضمن منصة الفاعلين السياسيين بالقيروان حتى حفظت المدينة ذكرهم والذاكرة أعيانهم فقد سميت بطحاء الجرابةالتي على مقربة من دورهم « ببطحاء زروق ». فشكل البناء العمودي للدار وفخامته وما انعكست منه إلى خارج الزقاق صورة جلية لمدى تنفذ آل زروق في مدينة تفتقر إلى حد كبير في بناءها إلى مظاهر الترف والفخامة ولا يتعدى بناءاتها السكنية عموما الطابق الأرضي30.
إن المتتبع للوثائق يمكن أن يؤرخ إلى بداية تدحرج عائلة مخزنيةمنذ الفترة الحسينية انتهت بانتهاء وجاهتها التي حافظت على علاقتها بالسلطة الاستعمارية وسهلت تغلّغل هذه القوى بالبلاد التونسية ومدينة القيروان خاصّة،فإزاحتها من منصّة الفاعلين السياسيين تبعا لبداية التحوّل ولبداية التخلي عن جزء من العائلات المخزنية التي لم تحيّن قاعدة تنفّذها الاجتماعي ومرتكزات وجاهتها السياسية مما بدّد رأس مالها الرمزي وجعلها غير قادرة على الحفاظ على ثروتها ورصيدها العقاري فكانت عاجزة عن حفظ مكانتها صلب منصة الفاعلين الاجتماعيين. فقد استغنت السلطة الاستعمارية عن عديد الڤياد والخلفاء. فعرفت هذه الفئة عديد الصعوبات. نذكر من بينهم الخليفة صالح ابن الڤايد أحمد زروق الذي شهد ذات التدحرج في السلم الاجتماعي بعد أن أزيح عن خلافة جبل وسلات أواخر القرن 19 وصار الخليفة الذي كان يملك والده وجده عديد العقارات عاجزا تماما على إعالة عائلته. مما دفعه إلى استجداء عطف حكومة الحماية محاولا تذكيرها بأمجاد عائلته فأسلافه من خدم الدولة العلية بصفة عمال وكواهي « والدولة الفرنساويةالفخيمة تعرف ما قام به والدنا وأخونا من الخدمات الجليلة لدولة فرنسا عند الاحتلال وبعده وكنت أنا قد خدمته وعضنا الدهر بنابه وضعف حالنا وقلّ ما بأيدينا ولي عائلة كبيرة مع أني الآن لا نجد ما نسدّ به رمقي ولم تكن لي صناعة غير خدمة الدولة العليّة التي هي حرفة آبائي وأجدادي من قبل »31. وهو ما جعل آل العلاني يسعون إلى تحويل هذا المكان الذي كان رمزا للسلطة والنفوذ الاجتماعي لعائلة جمعتهم روابط المصاهرة بها فحولوا فخامة المكان التي اقترنتبآل زروق إلى آل العلاني الذين ما انفكوا يتعهدون صورتهم الرمزية الاعتبارية من خلال تنمية رصيدهم العقاري ومكانتهم الاجتماعية رغم منافسة الرأس مال الاستعماري والأوروبي.كما كشفت لنا الوثيقة عن بعض عدول القيروان في بداية الفترة الاستعمارية.
3. دار زروق: المعمار من خلال الوثائق والمعاينة الميدانية
تكمن أهميّة الوثائق في تحديدها لموقع دار عبد الرحمان زروق32 بحومة الجامع وتحديدا بنهج بوهاها قبالة مسجد يحي بن عمر33 وعلى مقربة من القصبتين القديمة والحديثة وجوفا جانب من السور والقصبة القديمة بالشارع الذي يشتمل على بعض دور رجالات الدولة كدار الباي34 ودار الڤايد سعد المجهدالتي آلت ملكيتها إلى الڤايد عبد الرحمان زروق. كما بها دور آل الصيد المناري. وقد ورد بالوثيقة في سياق تحديدها لموقع دار عبد الرحمان ذكر مسجدين « النخلة » و « يحي بن عمر ». واستنادا إلى دراسة الوثائق والمعاينة الميدانية نتبيّن أنهما إسمان ينطبقان موقعا وحدا على نفس المسجد. وهو يعرف اليوم بمسجد يحي بن عمر. كما تطرقت إلى بعض المكونات المعمارية للدار لـأهميّتها « ويمتاز السيد حفيظ العلاني المذكور بجميع الدار ذات الدريبة القبلية المفتح والمخزن الملاصق لها من شرقيها القبلي المفتح الذي بداخله بيت غربي المدخل، أخذ بسببها السيد محمد جميع العلوي والمخزن والزريبة المذكورة وأخذ بسببها السيد حفيظ جميع الدار ذات الدريبة وجميع المخزن الملاصق لها من شرقيها الذي بداخله بيت المعبر عنه بالمحكمة… واما حوانت الحجامة التي بالدار المذكورة من حقوق السيد حفيظ العلاني المذكور وحده والبئران اللذان بالدار المذكورة فإصلاحهما على صاحب الدار »35. إضافة إلى ذكر العناصر المعمارية للزريبة القبلية المفتح التي تشتمل على ثلاث بيوت كبار وبيت صغير وداموس.
4. دار عبد الرحمان زروق: الخصائص المعمارية36
يؤدي الباب إلى سقيفة مستطيلة (8.08م × 4.89م)، سقفها يتبع نظام القبوات المتتابعة تتخلله عوارض من الحديد المطرّق. كسيت جدرانها بمربعات خزفية متعددة الألوان على ارتفاع (3م). يتوسط جدارها الشرقي مدخلان، الأول يفضي عبرممرّ41، سقفه قدّ من أعواد العرعار الى فناء مربع42. واجهته القبلية بمحورها مدخل مستطيل يؤدي إلى مرحاض. بمحور الواجهة الشرقية للفناء باب خشبي ذو دفتين يوصل إلى بيت السقيفة (5.27م × 4.23م) تؤدي عبر باب جوفي إلى الصحن. ويبدو أن هذا العنصر43 قد بقي على حاله منذ 1890م، وهو ما يؤكّدهالمصدر الوحيد الذي وصف دار عبد الرحمان زروق44.
أما المدخل الثاني فيفضي الى سقيفة ثانية مستطيلة45، سقفها قبوان متقاطعان يفصل بينهما عقد نصف دائري. جميع الواجهات صمّاء باستثناء الجوفية التي كان يتوسّطها مدخل يفتح على الصحن46. توصل السقيفة ذات المدخل المنكسر إلى صحن مربع الشكل تقريبا ومكشوف، تتوسّطه فوهة ماجل ومطمورة. بلطت أرضيته بالرخام وكسيت جدرانه بمربعات الخزف47. يحيط به عدد من المجالس ودويرية.
المجالس48
المجلس الجوفي
يطلّ على الصحن من جهة الجوف، بابه خشبي ذو دفتين تحفّ به نافذتين مستطيلتين، مغطاتان بالحديد المطرّق. يوصل الباب إلي بيت تشتمل على رتبة ومقاصر وقسم أمامي. الرتبة (2.84 م × 2.50م) مسقوفة بقبة خشبية ذات رقبة مثمنة حليّت على مستوى المفتاح بورق الأكانتس، تستند مساقطها الأطراف على مثلثات رسم عليها سلة تتألف من أوراق وأزهار وثمار محاطة بأوراق متموجة على شكل حيّة ذات ألوان متعددة. كما أحيطت القبة بثلاث أفاريز. الأول، تنتشر به أوراق لوزية يليه شريط مسنن. الثاني حليت أرضيته بزخارف هندسية ونباتية. الثالث يزخرفه عناصر نباتية من فروع وأوراق وثمار.
أما القسم الأمامي، فسقفه خشبي مسطح في الوسط زين بشعار الدولة الحسينية49 ومقبي في الأطراف أدمج أسفله كلّة واجهتها معقودة. كسيّت جدرانها بمربعات من الخزف وتزينها المرافع الخشبية. يحفّ بها مقصورتان، الأولى مستطيلة، سقفها قبو طولي. أما الثانية سقفت بأعواد العرعار. ولعل استعمال شعار الدولة الحسينية يؤكد على اعتزاز صاحب الدار بولائه للبيت الحسيني وانتمائه باعتباره ڤايدا للمخزن. ولا يمكن أن ننسى أن دار الڤايد هي فضاء لممارسة السلطة السياسية والإدارية وبالتالي فإن المجلس هو مجلس لتسيير شؤون القيادة. والدار هي دار لقايد أي المقر الرسمي لمباشرة تسيير شؤون الحكم المحلي.
المجلس الجوفي50
مستطيل يشتمل على مقاصر وقسم أمامي. أما القسم الأمامي، فسقفه خشبي مسطح في الوسط ومقبي في الأطراف. السقف الخشبي جمع بين الزخارف النباتية والعناصر الهندسية ذات ألوان مختلفة والرسوم الحيوانية التي تتمثل في طيور تقف على فروع نباتية.يحف به مقصورتان أسقفها خشبية ذات عوارض بارزة.
الدويرية51
نلج إليها من جهة الجوف عبر مدخل مستطيل وتحتوي على دهليزين. الأول، بالواجهة الغربية. يفتح على برطال سقفه خشبي ذو عوارض بارزة. نصل اليه عبر ثماني دركات. ينقسم إلى قسمين: قسم أمامي سقفه قبو طولي، وبلطت أرضيته بالآجر. أما القسم الثاني فيتكون من بائكة مكونة من عقدين متجاوزين. أما الثاني، فقبلي المفتح، مستطيل (9.13م × 2.20م)، سقفه قبو طولي. يتقدمها طاقة معقودة بأسفلها فوهة بئر. ويتوسط الدويرية فناء مكشوف يطلّ علية المطبخ والمرحاض والمخازن المخصصة لخزن القمح والتموروالصوف والزيت52. بطرف ضلعه القبلي مدخل يؤدي عبر أربع وعشرون درجة إلى الهري يتكوّن غرفة مستطيلة، سقفها قدّ بأعواد العرعار وفرشت أرضيتها بالآجر.
الطابق الثاني53
قبلي المفتح، يتوسطه مدخل معقود، بابه خشبي يعلوه خوشك من الحديد المطروق. وأبواب الأعلية المعقودة هي من الإضافات المعمارية والفنية الإيطالية54. يوصل الباب عبر 18 درجة إلى علوي يتكوّن من رقبة وثلاث غرف ومطبخ. تتخذ الرقبة شكلا مربعا تقريبا (3.80م × 3.46م)، سقفها خشبي متدرج يتوسّطه أوراق نخيلية متشابكة. يتوزع على أعلى جدرانها نوافذ مصندقة. يفتح على الرقبة ثلاث بيوت. البيت الغربية، مستطيلة وسقفها مسطح. كسيت جدرانها بمربعات من الخزف متنوعة (نوارة وقشرة الحوت) ويبلغ ارتفاعها (2.75م). بالطرف الجوفي للواجهة الجوفية فرش حجام اعتمد في إنجازه أسلوب التذهيب.
بمحور الواجهة القبلية باب خشبي محلى بأطر من البلور يوصل إلى قنارية مستطيلة، سقفها خشبي. يحلي واجهتها القبلية مشربية من الخشب اعتمد في إنجازها أسلوب الخرط والتخشيش. وقد أشارت إليه الرحالة Yasmina التي زارت المدينة سنة1890م والتي تعبر إلى جانب وثائقنا المصدر الأول في وصفها لدار عبد الرحمان زروق55.
أما البيت الشرقية والتي تسمّى أيضا بالبيت البيضة56 فتشتمل على رتبة وقسم أمامي ومقصورتان.
تنسب الدار إلى أحد أعيان جلاص المالكين لدور بمدينة القيروان والمتولين لمناصب مخزنية وهو عبد الرحمان زروق كاهية وجق القيروان وعامل أولاد خليفة وابن أحمد زروق بوعلي العيساوي الرمضاني (1861-1864). والدار الآن على ملك ورثة حفيظ العلاني. الطابق الأرضي على ملك السيدة نجاة العلاني. أما العلوي فهو على ملك الحاج زبير العلانيوريث الحاج الطاهر العلاني. وكانت مقرّا لعبدالرحمان زروق عند إقامتهفي المدينة. وقد وصفت في بعض الدراسات « بالقصر الصغير57 الذي نسب لعائلة عبان ثمّ تحوّلت ملكيته إلى عائلة البليّش ثمّ عائلة العلاني58. ويستبعد وفق وثائقنا أن تكون الدار التي أشار إليها محمد كرّو بدار عبان. ويبدو أن الأمر قد اختلط على الأستاذ محمد كرّو عندما نسب دار عبان التي تحوّلت ملكيتها إلى عائلة البليّش ثمّ العلاني ثمّ إلى عائلة زروق. ولعل تواجد دار عبان التي كانت تنعت خلال الفترة الاستعمارية بدار الباي في نفس النهج الذي تفتح عليه دار زروق،هو مادفع الأستاذ محمد كرّو إلى جعلهما دارا واحدة، والحال أنهما دارين منفصلتين متباعدتين لعائلتين مخزنيتين (عبان وزروق)59.
زخرفيا تتميّز دار زروق في جمعها بين الأساليب التقنية والأساليب الزخرفية التي تنتمي إلى سجلات نباتية وهندسية نلمس من خلالها وجود تأثيرات متعددة أندلسية وعثمانية وإيطالية60. وقد اعتبرتياسمينة61 في كتابها أن هذه التأثيرات الحضارية الأوروبية « قد دخلت في هذا الركن من القيروان بفضل هذا الڤايد الرائع »62. وهو ما يؤكد انفتاح النخبة المخزنية المحلية على مجمل مميزات العمارة الأوروبية من خلال احتكاكهم بالوافد الأوروبي عموما فضلا عن تعدد زيارتهم لمدينة تونس التي سجلت دخول هذه التأثيرات في نسيجها المعماري63. ولعل مصاهرته لعائلة زروق التونسي كان له تأثيره المباشر في انفتاح الڤايد عبد الرحمان زروق على النمط الأوروبي. ويبدو ذلك جليّا في استعمال الرخام وبعض مربعات الخزف وأيضا في زخرفة الأبواب بما يسمّى بالببوشة الطليانية وفي فروش الحجامة المذهبة. كما تبرز اقتداء دار زروق بغيرها من دور مدينة تونس كدار زرّوق ودار بن عياد ودور القياد بمدينة القيروان كدار الڤايد امحمد المرابط64. ولعل ذلك راجع لمحاولة عائلة زرّوق التشبه بوجهاء القيروان وبالقيادات البلدية فترجم ذلك معماريا حتى وصفت الدار بالقصر العربي65.
الخاتمة
وتمثل هذه الوثيقة نموذجا لما يمكن أن يضيفه الكشف عن المخزون الأرشيفي العائلي القيرواني من إثراء لتاريخ القيروان وخاصّة تاريخ العائلات المخزنية والوحدات المعمارية السكنية.
وهي تعد مصدرا تاريخيا هامّا، نقل لنا بعض الملامح المادية لوجاهة عائلة زروق بعد انصهارها بالوسط الحضري القيرواني،فلم تعد تلك العائلة الريفية في طور البحث عن الاندماج بل صارت عبر إعادة بناء ملكيتها وفق نمط متميز وفخم تبحث عن تصدر النسيج الحضري بما يعكس مكانتها الاعتبارية وسلطتها السياسية كعائلة مخزنية سيما في ظل منافسة أل المرابط لها ببناء دار فخمة بباب الجلادين أواخر الفترة الحديثة. لكن وثيقتنا تؤكد أن وجاهة آل زروق انتهت بوفاة أعيانه ولاسيما عبد الرحمان وأحمد زروق وانتقال الدار لأصهارهم الذين أرادوا استثمار رمزية المكان وفخامته ومجده المقترن بتاريخ وجاهاته.
كما أشارت لبعض المعالم المكونة للنسيج الحضري القيرواني في التاريخ المعاصرمن دور ومساجد والسور والقصبة. كما تبيّنا من خلال تقاطعات المعطيات المصدرية الأرشيفية العائلية والمعطيات الميدانية الأثرية أهميّة دار زروق في الكشف عن إحدى العائلات المخزنية بمدينة القيروان وسبل انصهارها واندماجها في المجتمع القيرواني واكتساب وجاهتها عبر المصاهرة. كما كشفت عن المكونات المعمارية للدار وتشابهها مع دور الڤياد بمدينة القيروان كدار الڤايدامحمد المرابط66 وخاصّة فيما يتعلق بالزخارف العثمانية والإيطالية. وتتجلى هذه التأثيرات في النقش على الرخام الذي استخدم في تبليط الأرضيات وتأطير النوافذ والأبواب.
الملاحق
الملحق 1: وثائق مخلف عبد الرحمان زروق
 النص الأول: رسوم ضبط مخلف عبد الرحمان زروق
الحمد الله، عن اذن مولانا من يجب أعزه الله تعالى، قاضيا بمدينة القيروان وعملها في التاريخ، حرسه الله تعالى، بواسطة عونه الأمير عثمان بن محمد عميرة القيرواني، أخرج شهيديه مضمون ما به الحاجة من السبعة الرسوم الآتية تضمينها لتستقل به السيدة الحسيبة المنوبية بنت المرحوم المنعم الأجل المرعي المحترم الموقر الوجيه الأسعد العمدة الأكمل السيد عبد الرحمان بن المنعم المرحوم الموقر المحترم السيد أحمد زروق القيرواني67 في منابها المنجر لها بالإرث من والدها السيد عبد الرحمان زروق المذكور من العقارات الاتية ذكرها ونسبة تملكها السدس من ذلك مضمون الرسم الأول أن السيد عميرة بن عبد السلام، اشترى بحسب نيابته عن السيد عبد الرحمان زروق المذكور، جميع الدار ذات الدريبة القبلية المفتح والمخزن الملاصق لها من شرقيها والعلوي المعتلا عليها والحانوت الذي بين المخزن والدار الكاين ذلك بمقربة من مسجد النخلة68 من حومة الممر داخل مدينة القيروان، ويحد جميعها قبلة حيث المفتح، وشرقا زريبة على ملك السيد عبد الرحمان المذكور، وجوفا دار الأجل المرعي عمرعيسى69 وغربا دارعمر بن الحاج قاسم الصيد بالشراء الصحيح والثمن المندفع المعلوم القدر المبرئ منه حسبما ذلك مبين بالرسم المخرج منه هذا، المؤرخ بيوم الخميس موفى عشرين من ربيع الأنور عام 1304 أربعة وثلاثمائة وألف، ومنعقد بشهادة الفقيهين النبيهين الموثقين العدلين الشيخ محمد بالسرور الغرياني القيرواني والشيخ محمود بن خوذ القيرواني الأول من عدول القيروان في التاريخ والثاني ممن سلف من عدولها برحمة الله تعالى، ومضمون الرسم الثاني، أن الأجل المرعي المبجل السيد إبراهيم بن المرحوم الأجل المرعي المبجل الثقة السيد محمد النجار القيرواني، اشترى بحسب نيابته عن المحترم الموقر الوجيه السيد عبد الرحمان زروق المذكور، جميع الزريبة القبلية المفتح المشتملة على ثلاث بيوت كبار وبيت صغرى وداموس كاينة بحومة الجامع داخل مدينة القيروان، يحدها قبلة حيث المفتح وشرقا دار عبد الكريم بن عيشة القلعي، وجوفا دار المنيعي وغربا دار كانت لسعد المجهد70 والآن للمالك المذكور بالشراء الصحيح والثمن المندفع المعلوم والقدر حسبما ذلك مبين بالرسم المخرج منه هذا المؤرخ، بيوم الاثنين الخامس عشر من ربيع الأنور عام 1304 ثلاثة وثلاثمائة وألف، بشهادة الفقيهين النبيهين العدلين الشيخين محمد بالسرور ومحمود بن خوذ المذكورين، ومضمون الرسم الثالث، يتضمن شراء المحترم الوجيه السيد عبد الرحمان زروق المذكور لجميع ستة وعشرين سهما من أربعين سهما المجزى بها، كامل الدار غربية المفتحكاينة بالشارع المتصل قبليه بتربة الولي الصالح الشيخ سيدي الرقيق بوعبانة71، وجوفيه طائفة من سور القيروان وأن يحدها قبلة سكة غير نافذة، وجوفا مسجد الشيخ يحي بن عمر، وشرقا دار محمد الصدفي، وغربا حيث المفتح، من الحرة جنات بنت محمد عامروابنها محمد بن قاسم الصيد واخته للأب عايشة بالشراء الصحيح والثمن المندفع جله وبعضه، بوصل بطرة الرسم المخرج منه هذا المؤرخ، بيوم الاثنين، غرة شوال عام 1307سبعة وثلثمائة والف، ومنعقد بشهادة الاجلين المرعيين الفقيهين النبيهين العدلين بالقيروان بالتاريخ الشيخ احمد النجاروالشيخ محمد بن حميدة الصيد. وتوفي السيد عبد الرحمان زروق المذكور، وانحصرارثه في زوجه الحرة الحسيبة السيدة نفيسة بنت الاجل المرعي الوجيه السيد الطاهر زروق التونسي وابنه منها الهادي ومن غيرها الشقيقات الستة صلوحة وهنونة وشلبية ومحبوبة وفاطمة والمنوبية، ووالده الاجل المرعي المحترم الوجيه السيد أحمد زروق المذكورلا غير، ومضمون الرسم الرابع، يتضمن أن السيد أحمد زروق اشترى له ولورثة ابنه المرحوم المنعم السيد عبد الرحمان المذكور، جميع الأربعة عشر سهما الباقية من الدار الغربية المحدودة المذكورة، على حسب فريضتهم فيه بالشراء الصحيح والثمن المندفع المعلوم القدر المبرئ فيه حسبما ذلك مبين الرسم المخرج منه، هذا المؤرخ منه بيوم الاربعاء من عشر صفر عام 1908 ثمانية وثلثمائة وألف ومنعقد بشهادة الاجلين المرعيين الفقيهين النبيهين العدلين بالقيروان في التاريخ الشيخ محمد الصيد المذكور والأحسب الشيخ محمد عظوم، ثم توفي الابن الصبي الهادي المذكور ابن السيد عبد الرحمان المذكور، فورثه جده فلان السيد احمد زروق المذكور ووالدته السيدة نفيسة بنت السيد الطاهر زروق المذكورة، واخواته صلوحة وهنونة وشلبية ومحبوبة وفاطمة والمنوبية المذكورات لا غير، وصار مناب الزوجة نفيسة المذكورة في الاملاك المذكورة على ملك السيد احمد زروق المذكور، بالخروج والتسليم الصحيح الشرعي، ثم توفي السيد المذكور عما ذكر فورثه زوجه الحرة الحسيبة السيدة فطومة بنت الاجل المرعي الفقيه النبيه الموثق الأعدل الشيخ حمودة بوالاجفان القيرواني،واولاده من غيرها الاشقا الثلاث المرعي المبجل السيد صالح وجنات والزهرة والمنفرد الاجل المرعي السيد فرحات لا غير في علم الفقيهين النبيهين العدلين الآتي ذكرهما وصار ما على ملك الاشقا صالح وجنات والزهرة والمنفرد فرحات وزوج والدهم فطومة بوالأجفانة المذكورة في الاملاك المذكورة،ملكا خالصا من املاك الاشقاء الستةصلوحة وهنونة وفاطمة ومحبوبة وشلبية والمنوبية بنات المنعم المرحوم السيد عبد الرحمان المذكور، كما ذلك بثلاثة رسوم اثنان منها مؤرخان بيوم الاربعاء خامس من شهر شوال عام 1317 سبعة عشر وثلثمائة والف والسابع من فيفري عام 1900 تسعمائة والف، والرسم الثالث من غير تاريخ، جميعها بخط الفقيه النبيه الاعدل الشيخ المؤدب القارئ الموثق محمد النخلي توفي قبل وضع عقده، وبمحول الرسوم الثلاثة ثلاثة رسومتتضمن وقوف الفقيهين النبيهين العدلين الاتي ذكرهما على دفتر الفقيه النبيه العدل المؤدب محمد النخلي المذكور، فاذا الرسم الثالث مضمن به وفصح عليها بخط يده وجميعها بتاريخ واحد، وهو يوم الجمعة الرابع من محرم عام 326 ستة وعشرين وثلثمائة والف والسابع من فيفري عام 1908 ثمانية وتسعمائة والف، ومنعقد بشهادة الفقيهين النبيهين العدلين بالقيروان في التاريخ الموثق الشيخ محمود العلاني والشيخ محمد النخلي وامام حمدلة كل من الرسوم الثلاثة طابع مولانا الشيخ القاضي بالقيروان حفظه الله، ممن وقف على الرسوم المذكورة، واخرج منها المضمون المذكور للغرض المذكور عن الاذن المذكور، وجده كما ذكر من ثبوت الاصل لدى الشيخ القاضي بالقيروان رعاه الله، حسبما يتضمنه ختمه المبارك امام حمدلته، دام علاه وزيد في عافيته، بتاريخ يوم الخميس الثاني والعشرين، من ذي القعدة، عام ثمانية وعشرين وثلثمائة والف والحادي والثلاثين من نوفمبر بل والحادي من ديسامبر الافرنجي عام 1910 عشرة وتسعمائة والف، اجره تسعة فرنكات وتسجيله فرنكان وخمسة وعشرون صانتيموتنابر الدفترين خمسون صانتيماوتنابر الرسم فرنك وثمانون صانتيما دفعها مناب على السيدة المنوبية واخذت منها توصيلا من مقتطع الأول، مؤرخا بيوم التاريخ، عدد 25 مشطب ومذكور ومصلح الرسوم ختم ثالث تاريخه. يليه احمد الشوك ومحمد بن محمد العلاني.
 النص الثاني: ممتلكات عبد الرحمان زروق وورثته
الحمد الله، بعد ان استقر على ملك المرعي الوجيه السيد عبد الرحمان بن المرحوم السيد احمد زروق بن بوعلي القيرواني، جميع الزريبة القبلية المفتح، المشتملة على ثلاثة بيوت كبار وبيت صغير وداموس،كاينة بحومة الجامع الاعظم داخل القيروان، يحدها قبلة حيث المفتح وشرقا دار عبد الكريم بن عيشة القلعي، وجوفا المنيعي وغربا دار كانت لسعد المجهد، والآن المالك المذكور الاستقرار التام بالشراء الصحيح والثمن المندفع المعلوم القدر، بنيابة من ناب عنه في الشراء ودفع الثمن حسبما ذلك مبين بغير هذا، تاريخه يوم الاثنين الخامس عشر من ربيع الانور بمولده صلى الله عليه وسلم، عام ثلاثة وثلاثمائة والف، بشهادة الشيخين محمد بالسرور الغريان ومحمود بن البغدادي ابن خوذ، كلاهما ممن سلف من عدول القيروان رحمه الله تعالى، بمحول الرسم المذكور ثلاث علل الأولى، تتضمن وفاة السيد عبد الرحمان زروق المذكور، وانحصار ارثه في زوجه نفيسة بنت السيد الطاهر زروق التونسي وابنه منها محمد الهادي ومن غيرها صلوحة وهنونة وشلبية وفاطمة ومحبوبة والمنوبية ووالده السيد احمد زروق المذكور لا غير، ووفاة محمد الهادي وانحصار ارثه بوالدته وجده وإخوته للأب المذكورات لا غير، صار مناب نفيسة في الدريبة المذكورة على ملك أحمد زروق المذكور، بتاريخ 27 ربيع الثاني سنة 1304، يلي خط العدلين الشيخ محمد صالح النجار ومحمد عطا الله، والثانية تتضمن إخراج مضمون تمسكت بيه فاطمة بنت عبد الرحمان المذكورة في منابها من الدريبة المذكورة، بتاريخه يوم الثلاثاء في 17 شعبان وفي 8 ديسامبر 1321/1908، عقد بخط العدلين بالقيروان في التاريخ الشيخ محمود العلاني والشيخ أحمد زروق، والثالثة تتضمن إخراج مضمون تمسكت بيه المنوبية في منابها من الدريبة وهو المذكور أعلاه، مما استقر على ملك السيد عبد الرحمان زروق المذكور جميع الدار ذات الدريبة القبلية المفتح والمخزن الملاصق لها من شرقيها والعلوي المعتلا عليهما والحانوت الذي بين المخزن والدار الكاين ذلك بمقربة من مسجد النخلة من حومة الممر داخل القيروان، ويحد جميعها قبلة حيث المفتح وشرقا زريبة على ملك السيد عبد الرحمان زروق المذكور، وجوفا دار عمر عيسى وغربا دار الشيخ عمر بن الحاج قاسم الصيد،بنيابة من ناب عنه في الشراء ودفع الثمن، حسبما ذلك مبين بغير هذا، بتاريخه يوم الخميس في عشرين من ربيع الأنور النبوي مولده صلى الله عليه وسلم، عام أربعة وثلاثمائة وألف، بشهادة محمود بن خوذ ومحمد بالسرور المذكورين، ثلاث علل الأولى في صيرورة مناب نبيهة المذكورة من الدار المذكورة وما يتبعها على ملك جميعها أحمد زروق72 المذكور، مؤرخة في ربيع الثاني سنة 1309 مصححة بخط محمد صالح النجار ومحمد عطا الله المذكورين، والثانية في اخراج مضمون تمسكت به المنوبية وهو المذكور أعلاه والثالثة في اخراج مضمون تمسكت به فاطمة المذكورة في منابها من الدار وما يتبعها، تاريخه في 11 شعبان وفي 28 سبتمبر 1330/1912، ممضي بخط محمود العلاني وأحمد زروق المذكورين، وتوفي السيد عبد الرحمان زروق المذكور، وانحصر ارثه في زوجه نفيسة بنت السيد الطاهر زروق التونسي وأولاده منها الهادي ومن غيرها صلوحة وهنونة وشلبية وفاطمة ومحبوبة والمنوبية ووالده احمد زروق، ثم توفي الابن الهادي المذكور، وانحصار ارثه في والدته وجده واخوته للاب المذكورون لا غير، صار ما على ملك نفيسة المذكورة، الدار والزريبة المذكورين على ملك أحمد زروق المذكور بالخروج الصحيح حسبما ذلك مبين بغير هذا، بتاريخه يوم الواحد والعشرين من صفر الحكم عام اثني عشر وثلاثمائة والف، السادس والعشرين من أوت عام أربعة وتسعين وثلاثمائة والف، بشهادة محمد صالح النجار ومحمد عطا الله المذكورين، وتوفي أحمد زروق المذكور، وانحصر ارثه في زوجه فطومة بنت حمودة بوالاجفان وأولاده من غيرها الاشقا صالح وجنات والزهرا والمنفرد فرحات لا غير، في علم العدلين الاتي ذكرهما، وصار ما على ملك الاشقا صالح وجنات والزهرا والمنفرد فرحات وفطومة بوالاجفان المذكورة في الدار(….)73 والزريبة المذكوران على ملك الشقيقان صلوحة وهنونة وشلبية وفاطمة ومحبوبة والمنوبية بنات السيد عبد الرحمان زروق المذكور، على (….)74بشهادة من ناب عنها في الشراء ودفع الثمن حسبما ذلك مبين بغير هذا.
الطرّة اليمنى: استقرار ملكية الدار على السيدين محمد وعبد الحفيظ العلاني
الحمد الله، بعد أن استقر على ملك الأجلين المرعيين الشقيقين السيدين محمد وعبد الحفيظ ابني الأجل المرعي المبجل الشيخ السيد الحاج محمد بن المنعم المرحوم الأصلح الشيخ سي الحاج حسين العلاني الأنصاري الشريف القيرواني،أنصاف فيها وعلى حد السواء، جميع الزريبة القبلية المفتح، المشتملة على ثلاث بيوت كبار وبيت صغير وداموس ثانية بحومة الجامع الأعظم داخل مدينة القيروان، يحدها قبلية حيث المفتح وشرقا دار عبد الكريم بن عنيد القلعي، وجوفا المنيعي وغربا دار لسعد المهدواني المالكان المذكوران، كما استقر على ملكهما أيضا سوية بينهما جميع الدار ذات الدريبة القبلية المفتح والمخزن الملاصق لها من شرقيها والعلوي المعتلى عليها والحانوت الذي بين المخزن والدار الكاين جميع ذلك بمقربة من مسجد النخلة بحومة الممر في داخل القيروان، يحد جميعها قبلة حيث المفتح وشرقا الزريبة المذكورة، وجوفا دار عمر عيسى وغربا دار الشيخ عمر بن الحاج قاسم، الاستقرار التامّ بالشراء الصحيح والثمن المندفع بعضه وباقيه بتواصيل، اسفل الرسم بالشهادة العادلة المعلوم القدر المبرإ، حسبما ذلك مبين برسمين اثنين، مؤرخ كل منهما بيوم الأحد الثاني من حجة، عام ستة وثلاثين وثلاثمائة والف، ثمن من سبتمبر سنة ثمانية عشر وتسعمائة وألف، بشهادة ثاني شهيديه، ووالده الفقيه النبيه المدرس الشيخ السيد الحاج محمد الأصغر بن الشيخ سي عمر العلاني الشريف الانصاري، سلف من اعيان عدول القيروان رحمه الله تعالى، الخالص نقله بقباضة القيروان ستة يناير 1918، بتوصيل عدد وقف عليه شهيداه في أربعة نوفمبر المذكور بعدد 140 بفرنكات، وبعد كون ما ذكر كذلك، حضر لدى شهيديه الشقيقان السيد محمد عمره أعوام والسيد عبد الحفيظ العلاني يدعى حفيظ وعمره أعوام أبناء الحاج محمد بن الشيخ سيدي حسين العلاني المالكان المذكوران، وأشهدا انهما أرادا قسمة جميع الدار ذات الدريبة القبلية المفتح والمخزن الملاصق لها من شرقيها والعلوي القبلي المفتح المعتلا عليها والحانوت الذي بين المخزن والدار والزريبة القبلية المفتح المشتملة على ثلاث بيوت كبار وبيت صغير وداموس فيما بينهما قسمة ابدية وانهما (…)75 جميع الأملاك المحدودة المذكورة، بمائة الف الف ومائة الف فرنك. عن ان يمتاز السيد محمد بجميع العلوي القبلي المفتح المعتلى على بعض الدار وبعض الزريبة والمخزن الشرقي الوضع عن الدار المذكورة، ولجميع الزريبة القبلية المفتح المشتملة على ثلاث بيوت كبار وبيت صغير وداموس، ولجميع المخزن القبلي الشرقي عن الزريبة المذكورة، ويمتاز السيد حفيظ العلاني المذكور لجميع الدار ذات الدريبة القبلية المفتح والمخزن الملاصق لها من شرقيها القبلي المفتح الذي بداخله بيت غربي المدخل، وبمقتضى ما ذكر أشهد انهما اقتسما الأملاك المحدودة المذكورة، بما بينهما قسمة أبدية، بتا بتلا، بالمراضات والتعديل. أخذ بسببها السيد محمد، جميع العلوي والمخزن والزريبة المذكورة، وأخذ بسببها السيد حفيظ، جميع الدار ذات الدريبة وجميع المخزن الملاصق لها من شرقيها الذي بداخله بيت المعبر عنه بالمحكمة. ومن أخذ منهما شيئا اخذه لجميع حقوقه وحدوده وعامة منافعه القديمة والحادثة، ومن خرج منهما عن شيء خرج عنه كذلك، معترفا كل منهما بالروية والتقليب، والاحاطة وعدم دعوى الجهالة والغلط والنسيان، وهما في ذلك على السنة والسلامة والمرجع بالدرك، حيث يصح ويلزم شرعا وحل كل من المتقاسمين بما صار له بهاته المقاسمة حلول المالك من ملكه وفي اشهاد المتقاسمين المذكورين، أن ما ينشأ من الإصلاحات، فبالنسبة لسقوفات العلوي مما يلي السطح على السيد محمد، وبالنسبة لسقوفات العلوي المذكور مما يلي الدار وهي السقوفات السفلى التي من جهة الدار فعلى السيد حفيظ وحده، وفي صورة ما اذا كانت مادة من(…)76 الدار التي مشتركة بينهما ولزم إصلاحها، فان الإصلاح يكون بينهما بالسواء، واما حوانت الحجامة التي بالدار المذكورة من حقوق السيد حفيظ العلاني المذكور وحده،والبيران اللتان بالدار المذكورة فإصلاحهما على صاحب الدار وكذلك ما ينشأ عنها، وشهد بذلك بحال الجواز والمعرفة، بتاريخ الساعة الثامنة مساءا من يوم السبت تاسع شعبان، عام ستة وستين وثلثمائة والف، الثامن والعشرين من جوان، سنة سبعة وأربعين وتسعمائة والف، اجر ترسيمه رسمه، واقتطع شهيداه تذكرتي نقل عدد 17 وصدر هذا الرسم المكتتب بنظيرين، وهذا للسيد حفيظ، فسلمت له هذه المقاسمة بعد خلاص معلوم النقل مع قابضه بالقيروان في 17 أكتوبر 1974، شهد بذلك العدلين، محمد بن محمد العلاني القيرواني ومصطفى بن محمد العلاني القيرواني.
الملحق 2: عائلة بوعلي الرمضاني من خلال الوثائق
الملحق 3: رسم توضيحي لكيفية انتقال ملكية الدار من آل زروق إلى آل العلاني
الهوامش
* أمدني بها أحد أصهار عائلة زروق
1 من بينهم أبو عبد الله الحاج محمد بن السبوعي الجلاصي وهو من أعيان بيوت جلاص، معدود من النجباء الذين كان يتخذهم الباي أبو محمد حمودة باشا وله بالوزير يوسف صاحب الطابع مزيد قرب وحظوة. توفي سنة 1259هـ/1843م. انظر ابن أبي الضياف،2001، ص.53. وقد استقر الڤايد الحاج محمد السبوعي سنة 1255هـ/1839م بمدينة القيروان وتحديدا بحومة الأشراف ولاتزال الدار تحمل اسمه إلى اليوم.
2
المهدي جراد، 2011، ص.5.
3 الأسعد الدراجي،2016، ص.112.
4 قبيلة جلاص تعد من القبائل الأكثر استقرارا بمدينة القيروان وخاصّة بربض القبلية حيث ملك أعيانها دور وزرايب من ذلك شراء القايد حسين بن مسعي لزريبة من محمد بن محمد بوعنبة بربض الظهرة سنة 1290هـ/1873م. واشترى أيضا دار بحومة الأشراف بشركة مع ورثة ابن جريوالجوادي الرمضاني. انظر الدراجي (الأسعد)، 2012، ص. 45.
5 العشي عمار، 1985، ص. 49.
6 أخذ هذا النص من جزء متآكل من الوثائق.
7 انظر الملاحق نص الوثيقة.
8 الكناني، 2005، ص. 177.
9 منى كمّون، 2017، ص. 192.
10 الكناني،2005، ص.52.
11 أ.و.ت، دفتر الخروبة، عدد 6101، بتاريخ 1300هـ/1882م، ص. 15.
12 انظر الملاحق نص الوثيقة.
13 الكناني، 2005،ص. 72 و188.
14 الجودي، 2004، ص. 144 و145.
15 أ.و.ت، سلسلة د، كرطون 82، وثيقة 1 و2 و3 و4 و5.
16 الأسعد الدراجي، 2016، ص. 123.
17 أ.و.ت، دفتر الخروبة، عدد 6101، بتاريخ 1300هـ/1882م، ص .11 وص.26.
18 أ.و.ت، الحافظة 63، الملف 736، بتاريخ 1870م، وثيقة عدد 72.
19 ابن ناجي، 1971، ج. 4، ص. 201.
20 الكناني، 2005، ص.92.
21 الكناني، 2005، ص.98 وص.213.
22 منى كمّون ،2017، ص.185.
23 الأسعد الدراجي، 2013، ص.27.
24 الكناني، 2005، ص.174.
25 الأسعد الدراجي، 2013، ص.27.
26 أ.و.ت، دفتر الخروبة، عدد 6101، بتاريخ 1300هـ/1882م، ص. 12.
27 اشترى الدار الأولى سنة 1253هـ/1837م والثانية سنة 1257هـ/1841م والثالثة سنة 1267هـ/1850م). انظر الدراجي (الأسعد)، 2012، ص. 45.
28 الأسعد الدراجي،2016، ص.155.
29 الجودي، 2004، ص.190.
30 انظر منى كمون، 2014.
31 الأسعد الدراجي، 2012، ص. 418.
32 انظر صورة 1. موقع دار عبد الرحمان زروق.
33 هو أبو زكريا عمر بن يوسف بن عيسى بن عامر الكناني، أصيل اشبيلية وكان مولى من موالي الأمويين. نشأ بقرطبة ثم انتقلت عائلته إلى القيروان واستوطن سوسة وبها قبره. ولكن كان له بمدينة القيروان مسجد سمّي باسمه. انظر المالكي،1951، ص.396-406. والكناني، 2005، ص.127.
« Une nouvelle enceinte se trouve très nettement délimitée par une agglomération à l’ouest de la première, bordée par la maison du Caid Abderahman, où devait la rue sidi Regaib, le Dar El Bey, où devait être également une porte, se trouver une porte donnant accès au sud, les rues kadraouin, skakebliss, sidi Bou Amara, Matmar où se rejoignait à l’ancienne enceinte.
35 انظر نص الوثيقة.
36 كمّون منى، 2015، ص. 285-308.
37 انظر مخطط الطابق الأرضي ومخطط الطابق الثاني.
38 أبعادها (8.08م ×4.89م). انظر رقم 1 مخطط الطابق الأرضي.
39 أبعاده (2.70م × 1.78م).
40 انظر صورة 2.
41 أبعاده (3.79م × 0.97م).
42 أبعاده (3.70م × 3.14م).
43 انظر رقم 5 في مخطط الطابق الأرضي.
44 Yasmina, 1890, p. 275.
« On pénètre dans la cour intérieur par une maksoura, sorte de grande antichambre où veillent sur des bancs deux grands négres semblables à des eunuques ».
45 رقم 2، مخطط الطابق الأرضي.
46 يسمّى محليا « صُدَّار ».
47 ارتفاعها (2.40م).
48 رقم 6، مخطط الطابق الأرضي.
49 انظر صورة 5.
50 انظر صورة 7.
51 رقم 11، مخطط الطابق الأرضي.
52 Yasmina, 1890, p. 275.
« Dans d’immenses pièces sèchent des figues des dattes, des piments s’alignent des sacs de blé destinées au couscous, s’empilent des toisons de laine blanche : un vrai magasin ».
53 انظر مخطط الطابق الثاني.
54 سهام قلال،2003، ص.66.
55 Yasmina,1890, p. 277.
« Nous prenons le café et buvons du sirop dans des vérandâls grillées, grands moucharabys qui s’avancent curieusement dans la rue et où il est permis à la femme du riche indigène de glisser ses regards et de prendre part au monde qui s’agite derrière les barreaux de sa cage ».
56 اعتمدنا المصطلح الذي يطلقه أهل الدار على هذه الغرفة. وقد أفادنا الحاج زبير العلاني المالك الحالي للعلوي أن المصطلح أطلق على البيت لأنه كان يعتمد في بياضها على البيض.
57 M. Kerrou, 2009, p.58.
58 M. Kerrou, 2009, p.58.
« Au-delà de la place Djerbien se trouve l’ancien Dar EL Bey qui est un petit palais situé dans la rue Bouhaha appartenant au GaidZarouk, elle se comportait d’un rez de chaussée surmonté d’un premier étage renferment 42 chambres ».
59 عبان، عائلة مخزنية تنسب إلى حمودة عبان قايد القيروان في أواسط محرم 1212 هـ/1797م وإلى القايد محمد بن علي بن حمودة عبان التميمي (1798-1800). انظر الدراجي (الأسعد)،2016، ص.122 و125. أما عائلة عبان الداروقي التميمي، فتولّى منها عاملان بالقيروان أواخر القرن 18 وبداية القرن 19 لمدة تناهز خمسة عشر عاما. وعائلة عبان من الأسر التي اشتغلت بالتدريس، مثلما نجد صداها في مخطوط « مورد الضمآن ».أبو عبد الله محمدالجودي ،مخطوط.
60 Ben Mami, 2004, p.55., Ahmed Saadaoui , 2001, p.225.
61 اسم مستعار لفرنسية عاشت بتونس أواخر القرن 19.
62 Yasmina, 1890, p. 278.
63 Jacques Revault, 1983, p. 65-66.
64 امحمد المرابط تولى ڤيادة القيروان سنة 1886م.
65 Yasmina, 1890, p.275.
« De là, nous nous rendons chez le CaidAbderahmen qui nous a invité à déjeuner…Il vient nous chercher lui-même dans sa victoria…pour nous conduire au vaste palais arabe qu’il habite dans le voisinage de la grande mosquée ».
66 انظر منى كمون، 2015، ص. 114.
67 أحمد زروق بوعلي العيساوي الرمضاني كان كاهية للقيروان في سنة 1272هـ/1854م وتوفي سنة 1310هـ/1894م. انظر نص الوثيقة.
68 ينطبق حدا وموقعا على مسجد يحي بن عمر.
69 ينتمي لعائلة سيدي عيسى الكناني صاحب تكميل الصلحاء.
70 سعد بن علي المجهد العياري،ڤايد أولاد عيار منتصف القرن 19. استقر بمدينة القيروان وتولّى خطة أمين سوق المركاض والجمالة بالقيروان سنة 1290ه/1873م. انظر الأسعد الدراجي، 2012، ص.97.
71 الشيخ الرقيق بوعبان هو من الأقطاب وقبره بسقيفة داره الغربية المفتح بالمرير الموصل قبليه لسويقة باب القدة وجوفيه بمسجد الإمام الحجة سيدي يحي ابن عمر الدفين بسوسة. انظر الكناني، 2005، ص. 72 و73.
72 ذكر سابقا.
73 مقدار كلمة غير مقروءة.
74 كلمة غير واضحة.
75 كلمة غير مقروءة.
76 غير مقروءة.
المصادر والمراجع
وثائق الأرشيف العائلي
أ.و.ت، دفتر الخروبة عدد 6101، بتاريخ 1300هـ/1882م.
ابن أبي الضياف أحمد،2001، إتحاف أهل الزمان بأخبار وملوك تونس وعهد الأمان، ج. 8، تونس.
ابن ناجي، 1971، معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، ج. 4، لبنان، دار الكتب العلمية.
الدراجي الأسعد، 2012، العائلات التقليدية والنخب المحلية بمدينة القيروان بين 1874-1957، شهادة دكتوراه في التاريخ المعاصر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة.
الدراجي الأسعد،2016، « العائلات المخزنيةالقيروانية »، المجلة التاريخية المغاربية، العدد 164، ص.111-171.
الدراجي الأسعد،2013، « في بعض وجوه حظوة أشراف القيروان ومكانتهم خلال الفترة الحديثة »، المجلة التاريخية المغاربية، العدد 151، ص.9-50.
جراد مهدي،2011،عائلات المخزن بالإيالة التونسية خلال العهد الحسيني (1705-1881)، تونس.
الجودي أبو عبد الله محمد بن محمد صالح القيرواني، مورد الضمآن في ذكر المتأخرين من فضلاء القيروان، مخطوط.
العشي عمار، 1985، الهياكل الإدارية والعسكرية والحياة الاجتماعية بمدينة القيروان في عهد محمد الصادق باي (1859-1882)، شهادة الكفاءة في البحث، كلية الآداب، تونس.
قلال سهام، 2003، الأبواب في العمارة السكنية التقليدية بمدينة صفاقس العتيقة: دراسة أتنوغرافية، شهادة في الدراسات المعمقة في الآثار والتراث، جامعة تونس الأولى.
كمّون منى، 2015، المسكن التقليدي بمدينة القيروان في العصر الحديث: دراسة أثرية وتاريخية، شهادة دكتوراه في علوم التراث، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس.
كمّون منى، 2017، « دار الخشين من خلال وثيقة ملكيتها التي تعود إلى أواسط القرن التاسع عشر »، دراسات في التاريخ المكتوب، المركز الوطني لفنون الخط، ص.183-204.
الكناني أبو عبد الله محمد، 2005، تكميل الصلحاء والأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان، تونس.
المالكي أبو عبد الله بن أبي عبد الله، 1951، رياض النفوس، النهضة المصرية.
Ben Mami Mohamed, 2004, Les Tourbas de Tunis, Tunis.
Kerrou Mohamed, 2009, kairouan, Appollmia.
Monlezun M. le Commandant, 1889, « kairouan à Travers les temps »,in Bulletin de géographie historique et descriptive, Comité des travaux historiques et scientifiques, Paris, p.57-69.
Revault Jacques, 1983, Palais et Demeures de Tunis (XVIIIe et XIXe), Paris.
Saadaoui Ahmed, 2001, Tunis Ville Ottomane : Trois Siècles d’Urbanisme et d’Architecture, Tunis.
Yasmina, 1897, Croquis Tunisiens, Imprimerie Charles Zamith, Alger.
الكاتب
منى كمّون
مخبر الآثار والعمارة المغاربية – جامعة منوبة