Information
A propos Al-Sabil
Numéros en texte
intégral
Numéro 07
Dégradation du patrimoine ksourien du sud algérien
Cas du tissu résidentiel des Ziban (Biskra)
Sami Zerari, Leila Sriti et Khaled Mansouri
Joseph Hiriart et Jean-Marcel Seignouret, Maîtres français de l'Art déco
Esquisse de dix années d'activités à Tunis (1927-1936)
Lauren Etxepare
et Esmahen Ben Moussa
Genèse du village colonial à Tébourba
Faiza Matri
2019 | 07
الأتراك بمدينة القيروان: محمد الشاوش التركي وداره من خلال الوثائق
منى كمّون
الفهرس
الملخّص
يتناول مقالنا وثيقة عائلية نادرة، تفيدنا بمعطيات هامّة حول محمد الشاوش بن مصطفى الحنفي التركي، أحد المماليك الذي تقلد مناصب عسكرية هامّة في العهد العثماني. تنيرنا الوثيقة بمعلومات هامّة حول تاريخ هذه العائلة وعلاقاتها ودورها بمدينة القيروان. كما كشفت أيضا مساهمة الأتراك في تعمير الأرباض بمدينة القيروان. ومن الإضافات الهامّة والفريدة التي أمدتنا بها الوثيقة أن الباي له الحق في ميراث المملوك بطريق الولاء. فقد ورث محمد الناصر باشا باي عن كاملة بنت محمد الشاوش ربع جميع العقارات الكائنة ببرج البقري بمدينة القيروان.
الكلمات المفاتيح
القيروان، محمد الشاوش بن مصطفى الحنفي التركي، كاملة ابنة محمد الشاوش، ربض الجبلية.
Résumé
La recherche archéologique sur la ville de Kairouan à l’époque moderne, a été orientée vers l’étude des documents d’archives. Ceux-ci constituent des indices de recherches parmi les plus révélatrices des systèmes sociaux, économiques, architecturales et culturels des groupes humains durant l’époque moderne.
Dans ce contexte, cet article vise à mettre en évidence,à partir d’un exemple précis l’importance des documents d’archives dans la lecture de l’histoire des familles d’origines turcs, venues à Kairouan à l’époque moderne.Telle est la famille de Mohamed Chaouech, fils de Mostfa, gouverneur militaire de la ville sainte. Ce document montre aussi que le Bey Mohamed Nasir Pacha a le droit d’hériter le quart de toutes les propriétés situées dans la Tour Al-Bakri dans la ville de kairouan.
Mots clés
Kairouan, Mohamed fils de Mostfa Al-hanafi Turki, Kamla fille de Mohamed Chaouech, Rbat al-Jablia.
Abstract
Archaeological research on the city of Kairouan in modern times has been directed towards the study of archival documents. These are some of the most revealing research indicators of the social, economic, architectural and cultural systems of human groups in the modern era.
In this context, this article aims to highlight, based on a specific example, the importance of archival documents in reading the history of families of Turkish origin who came to Kairouan in modern times. Such is the family of Mohamed Chaouech, son of Mostfa, military governor of the holy city. This document also shows that Bey Mohamed Nasir Pasha has the right to inherit a quarter of all properties located in the Al-Bakri Tower in the city of Kairouan.
Keywords
Kairouan, Mohammed Chaouch Ben Mustapha Hanafi Turkish, MohammedChaouch’s daughter “Kemla”, the Ridge of al Jabalia.
المرجع لذكر المقال
منى كمّون، « الأتراك بمدينة القيروان: محمد الشاوش التركي وداره من خلال الوثائق »، السبيل : مجلة التّاريخ والآثار والعمارة المغاربية [نسخة الكترونية]، عدد 07، سنة 2019.
URL : https://al-sabil.tn/?p=11769
نص المقال
نتناول في هذه الدراسة وثيقة عائلية تعنى بإحدى الملكيات المحدثة بفضاء ما وراء أسوار مدينة القيروان1. وهي من الوثائق النادرة التي تنير التاريخ المحلي والوطني حول وجود العناصر التركية بمدينة القيروان فيما بين القرنين التاسع عشر والعشرين (ميلاديين). وتتكوّن هذه الوثيقة من أربع صفحات، كتبت بخط مغربي. وتساوي مقاسات المساحة المكتوبة للصفحات الأربع 34صم طولا و25صم عرضا وتضمّ الأولى 39 سطرا والثانية 34 سطرا والثالثة 33 سطرا والرابعة 49 سطرا.
وتكتسب الوثيقة أهميّتهما في توفيرها لعدّة معطيات تؤرّخ لحقبة تاريخية عرفتها المدينة خلال منتصف القرن 19. لكن لا يفوتنا التعريج على أنّ جذور التوطّن العثماني بالقيروان تعود إلى بداية القرن السادس عشر ميلادي.وهي فترة سعى فيها العثمانيون الى إخضاع مدينة القيروان عبر أجهزتهم العسكرية وذلك بتركيز خير الدين 200 تركيا بالمدينة سنة 21535. وعلى إثر الصراع الثلاثي بين الشابية والأتراك والاسبان أصبحت المدينة سنة 1557 مهيّأة لاستقبال درغوث باشا3 الذي نجح في ضمّها إلى السلطة العثمانية.
فاحتضنت منذ ذلك التاريخ فيلقا عسكريا نظاميا4 سيضفي على المدينة أهميّة كبرى على المستوى العسكري وسيساهم في استيطان مجموعات تركية بمدينة القيروان، فقد سجلنا استقرارالمماليك بالمدينة5. وارتقوا المناصب العسكرية والخطط المخزنية فعيّنوا ڤيّادا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. فقد تتالى على ڤيادة القيروان عدد من الضباط الأتراك خلال حكم محمد الصادق باي (1859-1882)6. وقد سيطر المماليك عموما من ڤيادوآغوات وجند وكبار الضباط بالعسكر النظامي على أعلى المراتب السياسية والعسكرية وتمتعوا بحظوة عظيمة7. ولعل أبرزهم أمير الأمراء رشيد آغة (1858و1863) وأحمد الكبير أمير لواء أخ مصطفى خزندار سنة 1860 وبهرام أمير لواء (1862-1863).
ولم يقتصر دور المماليك على تولي الڤيادة، فمنهم من تقلّد رتبا عسكرية رفيعة بمدينة القيروان واستقر بها وكوّن نواة لعائلة حنفية كأمير الآلاي سليم الحنفي وأمير أمراء العسكر محمد بن مصطفى التركي الحنفي (1866). ولكن ظلّت هذه الشخصيات مغيبة في مصادرنا8، ما عدا بعض الإشارات في كتب الرحالة9 هذه الكتب قدمت لنا بعض المعطيات المتعلقة بالمؤسسة العسكرية وبخصال بعض أمراء العسكر، من ذلك ذكر أمير الأمراء رشيد آغة10 وأمير لواء عسكر القيروان محمد الشاوش التركي. ولكن هذا الأخير بقي نكرة اذ أن المصادر التي ذكرت اسمه لم تتعد الإشارة إلى أنه أمير أمراء عساكر القيروان. لكن قدمت لنا هذه الوثيقة الثرية كمّا من المعطيات قد تساعدنا مع شيء من التعمّق في قراءتها، وفي إعادة رسم صورة لشخصية محمد الشاوش11 ابن مصطفى التركي الحنفي.
وقد ورد في الوثيقة أن « كاملة ابنة المرحوم محمد الشاوش ابن المرحوم مصطفى التركي الحنفي من سكان القيروان، ورثت عن أبيها جميع الرباعات الملاصقة لبعضها والكائنة ببرج البقري. وتتمثل هذه الرباعات في دارين (كبرى وصغرى) وعلوي وحانوتين وقهوة ومصبغة. وشهد على ذلك سنة 1335هـ/1917م قاضي مدينة القيروان الشيخ محمد العلاني الأنصاري ». وأعلنت الوثيقة أيضا عن وفاة السيدة كاملة سنة 1907 وانحصار إرثها في زوجها القاضي المفتي محمد بوراس الهذلي القيرواني وابنتها جنات وعصبها بطريق الولاء للباي محمد الناصر باشا. ووقد أفادتنا أن ابنتها جنات كانت متزوجة من عائلة بوراس، ابن عمها الفقيه محمد الطيب بوراس.وتوفي السيد محمد بوراس والسيدة جنات سنة 1911 وانحصر إرثها في زوجها الفقيه محمد الطيب بوراس وإخوتها للأب محمد يحي ومنانة ومكيّة. كما توفي محمد الناصر باشا باي سنة 1922 وورثه زوجته قمر وأبناؤه من غيرها البايات: محمد المنصف وخديجة وعزيزة وآسية والأشقاء الهاشمي وحسن ومحمد وجنينة.
واستنادا إلى ما تقدّموفرت لنا هذه الوثيقةمعطيّات جديدة حول ورثة محمد الشاوش التركيوأساسا ابنته كاملة وبعض البايات، والعلاقات الشخصية التي قام بها هذا المملوك لاكتساب الوجاهة والمكانة إلى جانب الارتباط الوظيفي بالمؤسسة العسكرية عبر مصاهرة العائلات القيروانية والتقرّب من أعيانها. وهي إحدى المصاهرات القليلة التي ربطت العائلات الدينية القيروانية بالعنصر التركي. وأشارت الوثيقة الى الشكل المعماري لدار أمير لواء العسكر بمدينة القيروان. كما كشفت عن انتقال الدار من وريث إلى آخر وتقسيمها وما سينجر عنه من تغيير في شكلها المعماري.
وتعتبر هذه الوثيقة مصدرا هامّا حول وجود العسكر التركي واستقرارهم بالمدينة وانصهارهم داخل المجتمع القيرواني.وتكمن أهمّية الوثيقة أيضا في توثيقها لمساهمة الأتراك في التعمير خارج أسوار المدينة عبر امتلاك عقارات مختلفة سكنية واقتصادية ستكون شاهدا على ترّكز العائلات الحنفية بالمدينة وخاصّة عائلة محمد الشاوش الحنفي التركي.
نص الوثيقة: رسم مقاسمة أملاك أمير لواء عسكر القيروان محمد الشاوش
الحمد لله، بإذن من جناب الحقوقي الضليع سيدي محمود القروي رئيس المحكمة الابتدائية بالقيروان ببطاقة عدد 453 مؤرخة في ماي الجاري أخرج شهيداه نسخة من رسم المقاسمة الآتي ذكرها من دفتر المرحوم الشيخ محمد البغدادي الذي عدده الرتبي 495 المحفوظ بخزينة المحكمة بالقيروان لطالبها الشيخ محمد يحي بوراس للاحتجاج بها لدى من له النظر فاذا بصحيفة 271 تحت عدد 711 من الدفتر المذكور ما نصه « الحمد لله بعد أن خلا على ملك الحرة الحسيبة السيدة كاملة بنت المنعم المرحوم الموقر المحترم محمد شاوش بن المنعم المرحوم مصطفى الحنفي سكان القيروان، جميع الرباعات الملاصقة لبعضها بعضا الكائنة ببرج البقري وهي دار جوفية المفتح بزقاق عنق الجمل ودار كبرى قبلية المفتح ذات دريبة معتلى عليها علوي غربي المفتح وحانوتان ودار صبغ قبليّة المفتح ومعتلى عليها العلوي المذكور، وعلوي شرقي الوضع عن دار الصبغ قبلي المفتح وزريبة كبرى ومخزن وزريبة صغرى قبليات المفتح أيضا يحدّ جميعها قبلة حيث المفتح وشرقا وفي طائفة حانوت وقف الشيخ ابن ناجي، وفي أخرى دار لورثة المرأة فطومة بنت ابراهيم الزائدي الدخيلي، وفي أخرى زقاق غير نافذ، وفي أخرى مدرسة سيدي ڤعيب الخلوص التامّ حسبما ذلك بوثيقة الشرعاء تامّة الموجب الشرعي والقانوني، مرر على شهودها ومزكييها شهيداه عن إذن مولانا العلامة الجليل الدراكة الشهيرالهمام النحرير الخلاصة الأوحد الشيخ سيدي محمد العلاني الشريف الأنصار قاضي مدينة القيروانوعملها في التاريخ، أجمل الله تعالى خلاصه ولطف به وبالمسلمين ءامين، وبأعلاها طابعه المبارك تاريخها يوم الجمعة خامس رجب عام 1335 خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف السابع والعشرين من أفريل الافرنجي عام 1917 سبعة عشر وتسعمائة وألف وكتب بمحول كل من نظيريها هذا.
وتوفيت السيدة كاملة المذكور عن الأملاك المذكورة في أواخر شهر رمضان المعظم من عام 1324أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف كما ذلك بالوثيقة المشار اليها، وانحصر ارثها في زوجها العلامة الجليل الأكمل الدراكة الشهير القاضي المفتي الأبر الشيخ السيد الحاج محمد بالفتح ابن المنعم المرحوم العلامة الأكمل الشيخ محمد بوراس الهذلي القيرواني وابنتها منه الحسيبة السيدة جنات والعاصب لها بطريق الولاء حضرة سيدنا ومولانا الباي المعظم أمير المملكة تونسية في التاريخ المذكور، ولي المنعم سيدي محمد الناصر باشا باي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته، وخلص معلوم النقل عن وفاتها ببئر القيروان في 13 فيفري سنة 1907 عدد 283.
وتوفي مولانا سيدي محمد بوراس المذكور فجر يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الانور عام 1329 تسعة وعشرين وثلاثمائة والف الرابع والعشرين من مارس الافرنجي عام 1911 أحد عشر وتسعمائة والف، وانحصر ارثه في زوجتيه الحسيبة السيدة فطومة بنت الاجل الأكمل المرابط السيد ابراهيم ابن الفاضل الأعدل الفقيه النبيه الشيخ السيد محمد البغدادي ابن الفاضل الزكي النحرير القاضي السيد الحاج محمد بن خوذ القيرواني وأم الزين ابنت الأجل السيد الحوسين بن محمد بن بلقاسم العباسي واولاده فمن الأولى السيد محمد يحي ومنانة ومكيّة ومن غيرها السيدة جنات لا غير، لا وارث ولا عاصب لمن ذكر وفاته سوى من ذكر حسبما ذلك برسم وفاة، تام الموجب الشرعي، تاريخه يوم الخميس الرابع عشر من ربيع الثاني عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف، الثالث عشر من أفريل عام أحد عشر وتسعمائة وألف، شهد فيه من علمهما الفقيهان النبيهان الأعدلان الشيخمحمد مدر والشيخ محمد بن محمد الحطاب الأول ممن سلف من عدول القيروان لرحمة الله تعالى والثاني من عدولها في التاريخ وخلص معلوم النقل بالوفاة ببير القيروان في 11 جوان سنة 1911 عدد 270.
وتوفيت السيدة جنات ابنة الشيخ السيد محمد بوراس المذكور في 18 أفريل سنة 1911. وانحصر إرثها في زوجه الفقيه النبيه الأعدل المدّرس الشيخ الفاضل النزيه السيد محمد الطيب ابن عمها العلامة النحرير الهمام القاضي الشيخ سيدي محمد الطيب ابن عمها العلامة النحرير الهمام، القاضي الشيخ سيدي محمد بالضمّ وعصبها اخوتها للأب السيد محمد يحي ومنانة ومكيّة، لا وارث ولا عاصب لمن ذكرت وفاتها سوى من ذكر حسبما ذلك برسم وفاة تامّ الموجب الشرعي، تاريخه يوم الخميس الحادي عشر من جمادي الثانية الموافق لثامن جوان العامين 1329/1911 المذكورين، شهد فيهما من علمهما الفقيهان النبيهان الشيخ أحمد النجار والشيخ محمد الشاذلي بوراس الأول ممن سلف من عدول القيروان لرحمة الله تعالى والثاني من عدولها في التاريخ وظهر أن السيدة جنات المذكورة أوصت بثلث مخلفها قليلا وكثيرا بخرج منه ثمن قبرها والباقي يصرف في قربات عينتها إلى نفاذها وجعلت النظر في قبض ذلك وصرفه لزوجها السيد محمد الطيّب بوراس المذكور من غير مطالعة مشهود عليها فيه بحال الجواز، وممن عرفها على العين قريباها الأجلان أحمد بن المرحوم محمد عطاء الله السلمي وعلي ابن المرحوم ابن الحاج علي التركي القيرواني معرفتهما تاريخه يوم السبت ثالث شوال عام 1328 ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، ثامن من أكتوبر عام 1910 عشرة وتسعمائة وألف، بشهادة الفقيهين النبيهين الشيخ محمد عطاء الله والشيخ محمد الجيلاني الطويلي، الأول ممن سلف من عدول القيروان لرحمة الله تعالى والثاني من عدولها في التاريخ، وبمحول الوصية المذكورة من قبل الناظر السيد محمد الطيب المذكور، الوصيّة المذكورة بعد وفاة زوجه السيدة جنات الموصية المذكورة، مشهود عليه فيه بحال الجواز والمعرفة، تاريخه يوم السبت ثالث شعبان الأكرم عام 1329 تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف التاسع والعشرين من جويلية عام أحد عشر وتسعمائة وألف، بشهادة الفاضلين الأعدلين الشيخ محمد الحطاب المذكور والشيخ علي بن عبيد من عدول القيروان في التاريخ، موقوف على الوصية والقبول المذكورين بغير هذا، وقف عليه شهيداه، وخلص ورثة السيدة جنات المذكورة في معلوم النقل بالوفاة ببير القيروان في 15 جوان سنة 1911 عدد 55، وصحت الفريضة بينهم بين ورثة السيدة كاملة المذكورة، في الأملاك المذكورة من ألف سهم واحدة ومائتي سهم ثنتين وثمانين سهما، ناب منها العاصب ثلاثمائة سهم وعشرون سهما، وناب منها كلا من الزوجتين فطومة خوذية وأم الزين العباسيّة زوجتي الشيخ السيد محمد بوراس المذكور عشرون سهما، وناب منها السيد محمد الطيب بوراس زوج السيدة جنات ثلاثمائة سهم وثمانية وأربعون سهما، وناب منها جانب وصيّة السيدة جنات المذكورة مائتا سهم ثنتان واثنان وثلاثون سهما، وناب منها السيد محمد يحي ابن الشيخ محمد بوراس مائة سهم وسبعون سهما، وناب منها كل من شقيقتيه السيدة منانة والسيدة مكيّة المذكورين، لنظر ابن عمهم الشيخ السيد محمد الطيب المذكور بالتقديم الشرعي التامّ الموجب تحت اشراف والدتهم السيدة فطومة خوذية المذكورة حسبما التقديم المذكور مبين بغيره، تاريخه يوم الأحد خامس عشر جمادي الأولى الرابع عشر من ماي العامين 1329/1911 المذكورين، بشهادة الفقيهين النبيهين الأكملين الشيخ بالفتح غويلة والشيخ محمد الدهماني نقرة من عدول القيروان في التاريخ.
وتوفي حضرة مولانا ولي النعم المعظم الأرفع أمير مملكة التونسية سيدي محمد الناصر باشا باي عن منابه الذي هو الربع من الأملاك المذكورة، تغمده الله برحمته واسكنه فسيح من الفردوس فسيحه، وذلك في اليوم العاشر من جويلية سنة 1922 اثنين وعشرين وتسعمائة وألف، وانحصر ارثه في زوجته الحسيبة النزيهة الدرة المكنونة والجوهرة المصونة رفيعة الشأن سيدتنا قمر وأبنائه من غيرها،رفعاء الشأن سيدي محمد المنصف باي، والجليلة السيدة خديجة باية زوجة الموقر المحترم السيد سعيد زكريا أمير الآي العسة المصونة، وسيدتنا عزيزة باية زوجة الأعز المنتخب السيد رشيد زكريا أمير لواء العمرة المصونة، والسيدة آسية باية زوجة المحترم السيد العيد بن عبد الله أحد معيني الحضرة والأشقاء رفعاء الشأن سيدي الهاشمي باي وسيدي حسين باي وسيدي محمد باي والسيدة تاج البحر زوجة رفيع الشأن سيدي البشير باي والسيدة جنينة باية زوجة الأنجب المحترم السيد الشاذلي حيدرلاغير، وقف على ما يقتضي ذلك شهيداه، وصحت الفريضة بينهم في ربع الأملاك المذكورة، من مائة سهم واحدة وأربعة أسهم، ناب منها الزوجة ثلاثة عشر سهما وناب كل واحد من الأبناء الذكور الأربعة، عشر سهما وناب منها كل بنت سبعة أسهم، باقيها وقف على جميع ما ضمن شهيداه، قام الآن لدى مولانا العلامة،النحرير، الدراكة، الشهير، الهمام، الجليل، الشيخ سيدي محمد العلاني الشريف الأنصاري قاضي مدينة القيروان وعملها، في التاريخ أجمل الله تعالى خلاصه، الفقيه النبيه الأعدم السيد محمد الطيب بوراس المذكور، والمرعي الوجيه الأكمل السيد المنوبي ابن السيد الطيب ابن السيد حمودة يونس التونسي الأول في حقه وحق ورثة عمه الشيخ محمد بوراس المذكور بموجب ما له على أبناء عمّه من العقد المشار إليه والثاني بصفته وكيلا على من أمضى له بالتوكيل الذي بيده من ورثة مولانا سيدنا محمد الناصر باشا باي وهم السادة قمر والمرجع شأنه سيدي محمد المنصف باي والمرجع شأنه سيدي الهاشمي باي والسيد سعيد زكريا زوج السيدة خديجة باية والسيد رشيد زكريا وزوج السيدة عزيزة باية والشاذلي حيدر زوج السيدة جنينة المذكورة وذكرا لجنابه أنهما كان في اليوم السابع والعشرين من رجب عام 1343 الموافق ليوم الواحد والعشرين من فيفري 1925، اتفقا على قسمة الأملاك المخلفة عن السيدة كاملة المذكورة قسمة تقويم وتعديل على نظر الأمين المرعي الحاج علي بودخان، ليمتاز ورثة سيدنا ومولانا الباي المعظم بالربع الذي تخصّ مورثهم المذكور وبموجب ذلك توجه معهما الأمين معدل بينهما على نحو ما يأتي بيانه وما تحرر وأشهد به شهيديه، وتوقف اتمام المقاسمة والاشهاد على اتمام الموجبات، والآن فانهما يرومان اتمام المقاسمة الأبدية على أن يتوجه معهما شهيداه والأمين المذكور لإعادة النظر على الأملاك المذكورة لاتمام المقاسمة وطلبا من جنابه الإذن لشهيديه في إتمام ذلك ولما كان جنابه صدراه مكتوب من جناب الوزارة العدلية مؤرخ في 21 رجب وفي 3 جانفي سنة 1347/1929 التاريخ عدد 3919 في الإذن بإتمام المقاسمة في الأملاك المخلفة عن السيدة كاملة المذكورة. وتوجيه الرسم ليعرض على الطابع السعيد أجابهما لذلك وأذن لهما فيه شهيديه والأمين المذكور وبموجبه توجه شهيداه والأمين المذكور صحبة القائمين المذكورين لعين الأماكن المذكورة وتأمل الأمين من جميعها واختبر كل منها بالكيل وشخص حالتها فإذا هي من الأملاك المذكورة، دار كبرى تشتمل على بيت قبلي سمّي عرضي وبيت صغرى قبلية المفتح شرقية عن البيت المذكور بينهما باب لداموس أسفل العرضي فقط ومجلس غربي المفتح ذو قبو ومقصورتين وأسفله داموس قبلي الموضع عن باب المجلس وبمقصورته الجوفية الوضع ماجل ومجلس جوفي المفتح ذو قبو ومقصورتين ومطبخة بها بئر وعلو معتلى على المطبخة والبيتين القبليتين وبعض السقيفة، وطائفة من الدار الصغرى الآتي بيانها والمقصورة الجوفية الوضع من المجلس المذكور ولهذا العلوي باب بصحن الدار شرقي المفتح يشتمل على بيتين أحدهما جوفي المفتح والثاني قبلي المفتح وبهاته البيت مقصورة غربية المفتح ومدخل الدار المذكورة من الدريبة الشاملة لها ولمدخل العلوي الآتي بيانه، ولها سقيفتان دون الدريبة المذكورة، وحرر الأمين مساحة الدار المذكورة فكانت مائتا ميترو وثنتان وسبعون ميترو وأربعون صانتيمتر، وقيمتها ثلاثون ألف فرنكا غير داخل فيها الدريبة.
ثمّ تأمّل من العلوي الذي مدخله من الدريبة الغربي المفتح، فاذا هو يشتمل على بيت شرقي به مقصورة قبلية المفتح، وبيت جوفي المفتح بركنه الأيمن، وبيت شرقي المفتح، وبهاته البيت مقصورة، وبالركن الأيسر مقصورة غربية المفتح وبداخلها مقصورة جوفية المفتح، وبيت غربي المفتح، بداخله لربعة مقاصير اثنان قبليتان واثنان جوفيتا المفتح، وبصدر البيت المذكور، باب غربي المفتح به درج على يمين الداخل يصعد معها لبيت هناك شرقية المفتح، معتلاة على بعض مطبخة العلوي والمطبخة غربية المفتح وهو قبلي الوضع عن باب البيت الغربي، وبها بئر وعلى يسار الداخل للبيت المعتلاة على المطبخة مجازان متصلان ببعضهما ولهما درج يصعد معها لبيت معتلاة على البعض من المجلس الجوفي من الدار المذكورة، وهذا العلوي معتلى على الدريبة المذكورة وعلى السقيفة الأولى من الدار المذكورة، وبعض السقيفة الثانية وعلى القبو والمقاصر من المجلس الجوفي والمقصورتين والقبو من المجلس الغربي المذكور من الدار المذكورة، وبعض الدار الصغرى والمصبغة والحانوتين الشرقيين عن باب الدريبة وعلى بيت صغرى بالدريبة اسفل درجه وحرر الأمين مساحة الدريبة والبيت التي بها ومساحة العلوي فكانت ثلاثمائة ميترو وتسعة وتسعون ميترو، وقيمة جميع ذلك ثلاثون ألف فرنك،ثمّ تأمل من الحانوت القبلي المفتح الملاصق لباب الدريبة من شرقيها، فاذا له شباك بالجدار الجوفي يفتح لدرج العلوي وباب مسدوم كان يفتح للدريبة، وشواهده موجودة حرر الأمين مساحته فكانت اثنان وعشرون ميترووثمانية وستون صانتمتر وقيمته وقيمة ءالاف فرنك وخمسمائة فرنك،
ثمّ تأمّل من الحانوت الشرقي الوضع عن الحانوت قبلي وحرر مساحته فكان أحد عشر ميترو وسبعة صانتينتر وقيمته ألف فرنك ثنتان، ثم تأمل من المصبغة الشرقية الوضع عن الحانوت قبلها فكانت تشتمل على تربيعتين مستطيلتين وجوفيهما تربيعة ثالثة بها على يسار الداخل بيت بالجدار الغربي شرقية المفتح وبها داموس أسفل البيت القبلية المفتح وهاته البيت بالجدار الجوفي، حرر الأمين مساحتها فكانت مائة ميترو واحدى وخمسون ميترو ونصف الميترو، وقيمته أحد عشر ألف فرنك وخمسمائة فرنك،ثمّ تأمّل الأمين من القهوة الشرقية الوضع عن العلوي المذكور وبالجدار الشرقي باب مفتوح للبيت الشرقي التي بها بالزريبة الآتي بيانها حرر الأمين مساحتها فكانت اثنان وثلاثون ميترو ونصف الميترو، وقيمتها أربعة آلاف فرنك وخمسمائة فرنك،
ثمّ تأمّل من الزريبة الكبرى الشرقية الوضع من القهوة المذكورة، فإذا بوسطها مخزن قبلي وبيت قبلية المفتح ملاصقة للمخزن من شرقيها وبداخلها بيت قبلي المفتح وأربعة بيوت غربيات المفتح، وبالزاوية القبلية والغربية داخله مقصورة كانت حمام في القديم والآن من مشمولات الزريبة، وبالجدار القبلي بيت جوفي وبيت ذات بابين جوفيي لصحن الزريبة وشرقي لسقيفتها، وبوسطه بيت وهو الذي أضيف الآن للقهوة وبابها شرقي مسدوم وسقيفة الدريبة باب مجدر قفاؤه كان يفتح المخزن، وطالع درج غربي المفتح وبآخر الدرج باب بيت قبلي معتلى على صفة البيوت الغربية المفتح من الزريبة وبداخل البيت المذكور باب قبلي معتلى على البيت القبلي والمخزن القبلي وبصحن العلوي المذكور، أربعة بيوت اثنان شرقيات المفتح وبيت جوفي المفتح وبيت غربي المفتح، جميعها معتلاة على البيوت الجوفية والشرقية وعلى مدخل الزريبة والمخزن المجاور لها من شرقيها، حرر الأمين مساحتها فكانت ستمائة ميترو وستة وثمانون ميترو وثمانية صانتميتر قيمتها ثلاثة وثلاثون ألف فرنك،
ثمّ تأمل الأمين من المخزن الشرقي الوضع عن الزريبة فإذا هو به ثلاثة ترابع وبالجدار الغربي منه الباب الذي لمدخل الزريبة، حرر مساحته فكانت سبعة وثلاثون ميترو وثمانون صانتمتر قيمته خمسة آلاف فرنك،ثمّ تأمّل من الزريبة الشرقية عن المخزن المذكور فاذا بوسطها فرن قديم ودويرة صغرى بها بيتان وبيت قبلي المفتح وبيت غربي المفتح، حرر الأمين مساحتها فكانت مائتا ميترو وإحدى وثلاثون ميترو وعشرة صانتمتر، قيمتها عشرة آلاف فرنك وخمسمائة فرنك،
ثمّ تأمّل الأمين من الدار الصغرى التي بعنق الجمل الجوفية المفتح، فإذا هي تشتمل على بيت شرقي المفتح وغربي المفتح وجوفيها نوالة شرقية المفتح وبيت غربي المفتح وأمام هذا البيت برطال به ماجن وبيت شرقي المفتح قبلية الوضع عن البيت الشرقي المذكور، وأمام النوالة برطال متصل بسقيفتها به بيت ضريفة جدا قبلية المفتح، وعلوي جوفي المفتح معتلى على البيت الشرقي فقط، وعلى سقيفتها معتلى بعض العلوي الكبير المذكور، حرر الأمين مساحتها فكانت مائة ميترو وثمانون صنتميتر وقيمتها أربعة عشرة ألف فرنك فكان المتجمع من قيم الأملاك المذكورة مائة ألف فرنك واثنان وخمسون ألف فرنك وعلى مقتضى ما حرره الأمين المذكور من القيم عدل الأمين قيمة الأملاك المذكورة وقسمها على أربعة اقسام، كل قسم منها قيمته ثمانية وثلاثون ألف فرنك، فالقسم الأول الدار الكبرى بما اشتملت عليه ويؤخذ لها من الدريبة مساحة عرضها أمتار وطولها مشرقا مغربا أمتار ويقام بها جدار يفصل بين هاته المساحة وبقية الدريبة التي بقيت مدخلا للعلوي المذكور ويزدم باب البيت الذي أسفل الدرج حيث أنه بوسط المساحة المذكورة المراد أخذها لسقيفة الدار الكبرى ويفتح باب البيت المذكور في الدرج ليصير من مشمولات العلوي المذكور ويفتح باب غربي لنهج سيدي قعيب ليصير مدخلا للدار الكبرى ويتبع هذا القسم القهوة المذكورة بما هي عليه الآن،
والقسم الثاني قيمته ثمانية وثلاثون ألف فرنك وهو يشتمل على العلوي المذكور وما بقي من الدريبة والبيت الذي أسفل الدرج والحانوتين الملاصقين للدريبة من شرقيها والمصبغة الشرقية عن الحانوتين المذكورتين،والقسم الثالث قيمته ثمانية وثلاثون ألف فرنك وهو يشتمل على الدار الصغرى الكائنة بزنقة عنق الجمل والعلوي الشرقي عن المصبغة والزريبة الصغرى التي بها الفرن،
والقسم الرابع قيمته ثمانية وثلاثون ألف فرنك يشتمل على الزريبة الكبرى والمخزن الشرقي عنها المسمى بمخزن الكروسة وبعد أن حرر الأمين ما ذكر، وطابقه شهيداه على نحو ما وقع في التاريخ المذكور، قال الأمين أن قسمة الأملاك المذكورة على نحو ما ذكر لا ضرر فيها على الجانبين، وأن في قسمتها استراحة من ضرر الشركة لأن حالة جل الأملاك المذكورة بها ضرر، اشهد بذلك شهيديه، وادى شهادته بذلك لدى مولانا الشيخ القاضي المشار إليه، دامت النعم عليه فقبلها منه واعملها قبولا واعمالا امين، وأذن للقائمين المذكورين بقسمة ما ذكر، ووافق المقدم المذكور على ذلك، حسبما يتضمنه طابعه المبارك اعلاه دام عزه وعلاه، وبعد كون ما ذكر كذلك اشهد السيد الطيب بوراس وأميراللواء السيد محمد المنوبي يونس المذكوران اقتسما الأملاك المذكورة قسمة مراضاة ابدية، اخذ بسببها السيد محمد المنوبي يونس المذكور لورثة مولانا المعظم الأرفع المغفور له رحمة الله عليه القسم الثاني الذي هو يشتمل على العلوي الكبير وما بقي له من الدريبة والبيت التي بالدريبة والحانوتين الشرقيتين عن الدريبة والمصبغة الشرقية عنها وامتاز السيد محمد الطيب بوراس هو وبقية ورثة عمه المذكورين بباقي الأملاك المذكورة قسمة صحيحة شرعية باتة وخلا لكل منهما صار له وعرف قدره وألتزما بموجب القسمة المذكورة من هو منهما في حقه وحق من ذكر ومن هو منها في حق من ذكر مع تدرك كل منهما للآخر بعقبى الدرك كل قائم يقوم عليه من جهة من ذكر والتزم السيد محمد المنوبي يونس في حق من ذكر بأداء ثلثي المصاريف التي ستصرف على اقامة الجدار الذي سيفصل بين القطعة التي أخذت عن الدريبة لتصير مدخلا للدار الغربي وجعل باب له بالقوس مثل باب الدريبة وبموجب ذلك تمت المقاسمة بينهم ومن أخذ شيئا أخذه بحدوده وحقوقه وعامة منافعه القديمة معترفين بالرؤية والتقليب والاحاطة وهما في ذلك على السنة والسلامة والمرجع بالدرك حيث يصح ويلزم شرعا ووافقت المشرفة المذكورة السيدة فطومة خوذية المذكورة المقدم السيد محمد الطيب بوراس المذكور على المقاسمة المذكورة بموجب ما لها من حق الاشراف وفي حقها الموافقة التامّة وطولع في ذلك مولانا الشيخ القاضي المشار المذكورة السيدة فطومة خوذية المذكورة المقدم السيد محمد الطيب بوراس المذكور على المقاسمة المذكورة بموجب ما لها من حق الاشراف وفي حقها الموافقة التامّة وطولع في ذلك مولانا الشيخ القاضي المشار إليه دامت النعم عليه فوافق على ذلك حسبما يتضمنه طابعه المبارك اعلاه دام علاه وحسبما تعرض هاته المقاسمة على حضرة مولانا ولي النعم المعظم الارفع الكهف الامنع الملاذ الاسمى امير المملكة التونسية في التاريخ سيدنا ومولانا احمد باشا باي خلد الله ملكه وأجرى في سعادة الدارين فلكه ليضع ختمه السعيد هنا بلغه الله ما يتمنى تنفيذه لهذه المقاسمة وشهد كل بما عنه منه فمولانا الشيخ القاضي بحال كمال ومثله لا يجهل وهو الواضع طابعه المبارك دام علاه ومن عداه بحال الجواز والمعرفة لشهيديه، السيدة فطومة خوذية بمعرفتها للأول وبموجبه للثاني بتاريخ يوم الخميس الثالث والعشرين من شوال المبارك كعام سبعة واربعين وثلاثمائة والف، رابع أفريل الافرنجي عام تسعة وعشرين وتسعمائة وألف، وفيه قطعت تذكرتان من مقتطع معلوم النقل الذي بيد أول شهيديه، احداهما سلمت لجناب السيد عامل القيروان، والثانية للمتعاقدين ليخلص بها بمعلوم النقل للمقاسمة عدد 70 واجره فرنكات وتسجيله معلوم النقل ولتانبر الدفترين اربعة وعشرون فرنكا والرسم بنظيرين 2600 فرنكات، توصيلها عدد 13، ويلي ذلك صحح محمد البغدادي بن خوذ وصالح بيار فهذه نسخة ذلك كذلك فمن أخرجها من أصلها وقابلها به وألفاهما سواء قيد بذلك شهادته هنا عن الاذن المذكور، بتاريخ يوم الخميس الثاني من ذي الحجة الحرام عام 1380 ثمانين وثلاثمائة وألف، الثامن عشر من ماي سنة 1961 احدى وستين وتسعمائة والف.
1. محمد الشاوش أمير لواء عسكر القيروان
هو محمد بن مصطفى التركي الحنفي12 أمير أمراءعساكر القيروان قبل سنة 1846 13وفي سنة
14
1864 ثمّ أصبح أمير لواء إلى حدود وفاته في 1870، وهو ما تفيدنا به بعض الوثائق: « الحمد الله بعد أن ورد جواب كريم من الهمام الأعز السيد محمد المرابط15 أمير أمراء عسكر القيروان مضمونه، الحمد لله وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الأعز المنتخب السيد حسن أمير لواء عساكر القيروان والموقر الوجيه سي محمد المرابط أمير الآلاي الخامس حرسهما الله السلام عليكم ورحمة الله وبعد فإن المعظم الأرفع سيدنا أيده الله أذنني بتقييد جميع مخلف المقدس المرحوم أمير أمراء عسكر القيروان سيدي محمد »16. وستنتهي بذلك قيادة محمد الشاوش للآلاي الخامس سنة 1870. لتظهر شخصية عسكرية ومدنية هامّة جمعت بين السلطة العسكرية والإدارية في المدينة حتى الاحتلال الفرنسي. وهو أمير أمراء عساكر القيروان محمد المرابط الذي سيتولى قيادة الآلاي الخامس17. وكان له أخ عسكري أيضا يدعى إسماعيل بنباشي. وقد صاهر محمد الشاوش عائلة الوحيشي إذ تزوج فافاني ابنة الشيخ حميدة الوحيشي. « وخوطبت زوجة المرحوم السيد أمير الأمراء المذكور وهي الحرة الجليلة فافانيابنة الشيخ الفقيه المرابط الاجل المنعم المرحوم الحاج حميدة الوحيشي »18.
وتبدو المعطيات شحيحة حول محمد الشاوش في مصادرنا باستثناء ما ذكره بيليسيPellessier رينو عند زيارته للمدينة سنة 1846 « على بعد 1500م، يوجد منزل حضري ريفي يطلق عليه دار الأمان، حيث أقمت مدة طويلة نسبيّا سنة 1846. وهو ملك لعقيد في الفيلق العسكري المخصص للقيروان، محمد شاوش الذي أضافني ضيافة كبيرة وحميمية. وبين دار الأمان والمدينة تقع زاوية السيد الصاحب حيث يرقد ضريح حلاق النبي »19. ويؤكد ذلك وثيقة حصر تركته المؤرخة في سنة 1287هـ/1870م » لما أمر به مولانا وولي نعمتنا سيدنا المشير أدام الله أيامه وأيد بالعدل أحكامه أمين، يبلغ شهيداه لدار المرحوم أمير الأمراءالسيد محمد المذكور القبلية المفتح الكائنة بربض الجبلية أحد أرباض المدينة المذكورة وحضر السيدان أمير اللواء وأمير الآلاي المخاطبان بالجواب المذكوران وخوطبت زوجة المرحوم السيد أمير الأمراء المذكور وهي الحرة الجليلة فافاني بن الشيخ الفقيه المرابط الاجل المنعم المرحوم الحاج حميدة الوحيشي وزوج ثيران يخدمون بخمسة آبار من آبار سانية المرحوم ذات البرج التي على ملكه الآن والبير المعروف ببير السبالة الذي كان اقتطعه الهالك المذكور في قائم حياته في قطعة تشتمل على أصول زيتونا ومعصرة لعصر الزيتون تامة بآلاتها وحبسه على نفسه مدة حياته ثمّ على السبالة الكاينة هناك وعلى جماعة يقرؤون القرآن العظيم بزاوية سيدي الصحابي رضي الله عنه »20
.
والإشارة الثانية أوردها روفوا21 Revault عند حديثة عن النشأة الحديثة لحرفة الزربية التي تعود الى سنة 1830 على يد كاملة بنت محمد بن مصطفى يدعى محمد الشاوش التركي.كما ذكر روفوا بعض الأعمال الخيرية لمحمد الشاوش من ذلك تحبيسه لممتلكاته على الزاوية الصحابية. يذكر أيضا أنه جلب السياج الخشبي الذي يحيط بقبر سيدي الصاحب من القسطنطينية. وقد دفن بصحن الزاوية الصحابية22.
وفي اعتقادي أن الوثيقة التي بين أيدينا ستوفر معطيات هامّة ونادرة حول أميرالآلاي الخامس محمد الشاوش التركي وهي من الرتب العسكرية التي تعطى لكبار الضباط.كما تشير إلى أسماء الأشخاص التي كانت تربطهم به علاقة دموية أو عن طريق المصاهرة أو الولاء. ومن بين الأسماء التي ذكرت ابنته كاملة (توفيت سنة 1907) التي تزوجت من القاضي الفقيه محمد بوراس وهو ينتمي الى كبار العائلات الدينية بمدينة القيروان. وتأتي هذه المصاهرة في إطار محاولة الأتراك الاندماج والانصهار في المجتمع القيرواني. فقد سعى الأتراك منذ حلولهم بالقيروان الى تدعيم نفوذهم داخل المدينة عبر الجمع بين القوى العسكرية والدينية، عبر مصاهرة أشراف المدينة. مثال ذلك زواج محمد بن عثمان داي سنة 1035هـ/1625م بابنة الشريف محمد النجار23 وأيضا زواج عامر باي من ابنة عبد الرحمان بن بلقاسم بن خلف المسراتي24. وورد ذكر أسماء بعض علماء المدينة وقضاتها وعدولها سنة 1907 و1910 و1911 و1922، منهم محمد بوراس والقاضي محمد العلاني والعدل محمد الدهماني نقرة ومحمد البغدادي بن خوذ. وأشير إلى أمين الرم والبناء عليبودخان الذي ينتمي إلى أحد العائلات القيروانية التي اشتهرت بتوليها لأمانة البناء خلال الفترة العثمانية25. وتنيرنا الوثيقة حول جزء من التراث المعماري بأرباض القيروان قد اندثر، وهو دار محمد الشاوش.
2. دار محمد الشاوش من خلال رسم المقاسمة
كانت دار محمد الشاوش التركي المندثرة اليوم (انظر المخطط عدد 3)، عبارة عن مركب معماري سكني واقتصادي. يضمّ دارا كبرى قبلية المفتح، مساحتها (272.40م)، ذات دريبة وسقيفتين. تشتمل على مجلس غربي المفتح يتكوّن من مقصورتين وقبو وأسفله داموس قبلي الموضع عن باب المجلس وبمقصورته الجوفية الوضع ماجل ومجلس جوفي المفتح به قبو ومقصورتين، وبيتين قبليتا المفتح أحدهما سمّي عرضي. ومطبخ بها بئر وعلوي معتلى على المطبخة والبيتين القبليتين وبعض السقيفة. وقد قدرت قيمتها بثلاثون فرنكا غير داخل فيها الدريبة.
ودار صغرى بعنق الجمل جوفية المفتح، تشتمل على بيت شرقي المفتح وغربي المفتح، وجوفيها نوالة شرقية المفتح وبيت غربي المفتح وأمام هذا البيت برطال به ماجن وبيت شرقي المفتح. وأمام النوالة برطال متصل بسقيفتها به بيت صغيرة جدا قبلية المفتح، وعلوي جوفي المفتح معتلى على البيت الشرقي فقط، وعلى سقيفتها معتلى بعض العلوي الكبير.
ويشتمل هذا المركب المعماري على ثلاث أعلية. العلوي الكبير (انظرالمخطط عدد 4)، مدخله غربي يفتح بالدريبة. يتألّفمن بيت شرقي به مقصورة قبلية المفتح، وبيت جوفي المفتح بركنه الأيمن. وبيت شرقي المفتح، وبهاته البيت مقصورة. وبالركن الأيسر مقصورة غربية المفتح وبداخلها مقصورة جوفية المفتح. وبيت غربي المفتح، بداخله أربعة مقاصير اثنان قبليتان واثنان جوفيتا المفتح. وبصدر البيت باب غربي المفتح به درج على يمين الداخل، يصعد معها لبيت هناك شرقية المفتح، معتلاة على بعض مطبخة العلوي. والمطبخة غربية،وبها بئر. وعلى يسار الداخل للبيت المعتلاة على المطبخةمجازان متصلان ببعضهما ولهما درج يصعد معها لبيت معتلاة على البعض من المجلس الجوفي من الدار. وهذا العلوي معتلى على الدريبة وعلى السقيفة الأولى وبعض السقيفة الثانية وعلى القبو والمقاصر من المجلس الجوفي، والمقصورتين والقبو من المجلس الغربي. وبعض الدار الصغرى والمصبغة والحانوتين الشرقيين عن باب الدريبة، وعلى بيت صغرى بالدريبةأسفل درجه. وقدرت مساحة الدريبة والبيت التي بها ومساحة العلوي (399م)، وقيمة جميع ذلك ثلاثون ألف فرنك. وعلوي صغير (انظرالمخطط عدد 6)بابه بصحن الدار شرقي المفتح، يشتمل على بيتين أحدهما جوفي المفتح والثاني قبلي المفتح وبهاته البيت مقصورة غربية المفتح. والعلوي الثالث قبلي المفتح (انظرالمخطط عدد 5)، معتلى على البيت القبلي والمخزن القبلي. يضمّ أربعة بيوت: بيتان منها شرقيات المفتح وبيت جوفي وآخر غربي المفتح. ونفترض أن هذه الأعلية كان يتوسطها رقبة تفتح عليها بقية الوحدات المعمارية.
وتضيف الوثيقة أيضا أن دار محمد التركي كانت تضمّ كغيرها من الدور القيروانية28 مخازن وزريبتبن كبرى وصغرى. مخزن شرقي الوضع عن الزريبة، يفتح بجداره الغربي باب يؤدي الى الزريبة، مساحته (37.80م). ومخزن ثان شرق الزريبة الكبرى ويسمّى بمخزن الكروسة. وكان يوجد به كروسة بعجلات وأخرى جرمانة ومرافع لتعليق الحرج وسرج سوري للكروسة29. والزريبة الكبرى الشرقية عن القهوة، مساحتها (231.10م). بوسطها فرن قديم ودويرة صغرى وبها مخزن قبلي المفتح30 وبيت قبلية المفتح ملاصقة للمخزن من شرقيه. يفتح بجدارها الشرقي أربع بيوت. وبالزاوية القبلية الغربية كان يوجد حمام وأصبح من مشمولات الزريبة. وبالجدار القبلي بيت جوفي المفتح لصحن الزريبة أضيف إلى القهوة. أما الزريبة الصغرى فيتوسطها فرن.
ومن بين الرباعات ذات الطابع الاقتصادي التي ذكرتها الوثيقة حانوتين قبلي وشرقي ومصبغة وقهوة. الحانوت القبلي ملاصق للدريبة من شرقيها، مساحته (22.68م). وحانوت شرقي الوضع عن الحانوت القبلي، مساحته (11م). ومصبغة شرق الحانوت القبلي، مساحتها (151.5م)، تشتمل على بيت بالجدار الغربي وبها داموس. وقهوة قبلية المفتح، مساحتها (32.5م). بجدارها الشرقي باب مفتوح للبيت الشرقي المؤدي للزريبة.
وبالنسبة إلى القهوة تشير وثيقة مؤرخة في سنة 1261هـ/1845م أن إسماعيل بن مصطفى الحنفي بنباشي بعسكردرنجيآلاي أحدث بناء القهوة القبلية المفتح وجنينتها الملاصقة لها من غربيها الكائنين بمقربة من برج البقري وحمام الرحبة بالجبلية بالقيروان. وكان يوجد بالجنينة ماجن. ويعلوها قباب وأسقف خشبية.وقد صرف في بناءها ألفا ريال اثنتان وثلاثمائة ريال سكة الوقت تونسية31. وكانت مقاهي القيروان تتخذ شكل المقاهي الأندلسية. ويتقدمها دكانات مغطاة بحصر من الحلفاء32. ويبدو أن هذا الفضاء المعماري ظهر بمدينة القيروان في أواخر القرن 16، التي كانت مقرا لإحدى الحاميات العسكرية. واشتهر أفراد المؤسسة العسكرية آنذاك بكثرة استهلاكهم للقهوة حتى أن صورة التركي التصقت عادة بالمقهى مثلما هو الحال ببقية الولايات العثمانية33.
وذكرت هذه القهوة أيضا سنة 1263هـ/1846م34. وأشير أن القسم الغربي من القهوة كان به جنينة سنة 1261هـ/1845م وبالتالي فإن الدار أحدثت مكان الجنينة بعد هذا التاريخ. والواضح أن الحانوتين والمصبغة والزرايب والمخازن أقيما بعد القهوة.
إن أول ما يلفت النظر عند قراءة هذه الوثيقة هو استقرار أحد رجالات الدولة الأرباض بعدما تعودنا وجودهم داخل المدينة المحوطة. وتحدد وثيقتنا المؤرخة في سنة 1911 وبقية الوثائق المؤرخة فيما بين 1870 و 351882 لموقع الدار، القبلية المفتح الكائنة ببرج البقري، المطلّة على ربضي القبلية والجبلية « يبلغ شهيداهلدار المرحوم أمير الأمراء36 السيد محمد القبلية المفتح الكائنة بربض الجبلية أحد أرباض المدينة »37. إضافة إلى بعض العناصر المعمارية « وبصدر البيت المذكور، باب غربي المفتح به درج على يمين الداخل يصعد معها لبيت هناك شرقية المفتح، معتلاة على بعض مطبخة العلوي ». لذلك نفهم أن الدار كفضاء معماري تجاوزت وظيفتها السكنية لتضطلع بوظيفة عسكرية، وهي مراقبة الأرباض وإحكام السيطرة عليها.
ويذكر لنا رسم المقاسمة بكل دقة التغييرات التي طرأت على الدار وعلى بقية الرباعات بعد تقسيمها إلى أربعة أقسام سنة 1380هـ/1961م. يشتمل القسم الأول على الدار الكبرى التي أخذ لها من الدريبة مساحة، أقيم بها جدار فاصل بين هاته المساحة وبقية الدريبة التي بقيت مدخلا للعلوي. وسدّ باب البيت الذي أسفل الدرج ويفتح بابه في الدرج ليصير من مشمولات العلوي. وفتح باب غربي بنهج سيدي ڤعيب ليصير مدخلا للدار الكبرى ويتبع هذا القسم القهوة. ويضم القسم الثاني الذي أخذه السيد محمد المنوبي لورثة الباي محمد الناصر، العلوي الكبير ومابقي من الدريبة والبيت الذي أسفل الدرج والحانوتين الملاصقين للدريبة من شرقيها والمصبغة. أما القسم الثالث والرابع فيشتملان على الدار الصغرى الكائنة بزنقة عنق الجمل والعلوي الشرقي عن المصبغة والزريبة الصغرى والزريبة الكبرى والمخزن الشرقي. وآلت الأقسام الثلاث لمحمد الطيب بوراس وبقية ورثة عمه.
وتشير الوثيقة في ثنايا المقاسمة أن جلّ الأملاك بها ضرر. مما يثير التساؤل حول مصير الدار منذ وفاة أمير الأمراء محمد الشاوش ومن بعده ابنته الوحيدة كاملة سنة 1907؟
تعددت الشواهد حول تواصل توظيف الدار في أنشطة مختلفة بعد وفاة محمد الشاوش سنة 1870. في سنة 1882 تسوغت الدولة الفرنساوية الدار والعلوي وثلاثة مخازن وزوج الزرايب من ورثة المرحوم أمير الأمراء كان السيد محمد بربض سيدي غيث38. ثمّ تمّ استغلال قسم من هذه الدار فيما بين 1885 و1892 كنزل للجالية الفرنسية وسمّي « بنزل فرنسا ». وقد عثرنا على صورة مؤرخة بسنة 1885 كتب عليها « نزل فرنسا » بمدينة القيروان (انظر الصورة عدد8). وأقر بارودون الذي زار المدينة سنة 1892 أنه الفندق الوحيد بها وأنه لا يتسع لأكثر من 10 أو12 زائر39. والواضح من الصورة (الصورة عدد8) أن العلوي القبلي المفتح هو الذي تمّ استغلاله كنزل. كما قدم لنا فارن الذي زارها سنة 1892 وصفا للفندق ذكر فيه موقعه القريب من باب المدينة وصحن الدار40. ونفترض أنه نفسه. ونستشف من الإشارات السابقة أن السلطة الفرنسية اكترت الدار والعلوي معا لتوفير مأوى للجاليّة الأجنبية. وهو ما يتنافى مع فرضية أن نزل فرنسا كان أول نزل أقيم بمدينة القيروان على يد عائلة نافارو الاسبانية المالكة له41.
كما وقع استغلالها لفائدة فرع المعهد الصادقي بمدينة القيروانفي سنة 421892 (انظر خريطة عدد 9) وكلّف طاهر بن صالح بالتدريس بإدارة المعهد فيما بين 1892 و431898. وربما تواصلت إلى سنة 1911 حتى أصبح يسمّى النهج الذي تفتح عليه الدار بالنهج الصادقي (انظر الصورة عدد 9). وتحوّلت في سنة 1936 مركز للفنون44 يهتم بمراقبة وتطوير الزربية إضافة الى الاشراف على تعاضدية الزربية التي تضمّ قرابة 100 حرفية سنة 1941.
حاليا اندثر هذا المعلم بعد أن باعه ورثة عائلة بوراس إلى عائلة طعم الله، وأحدثوا بناءات حديثة أفقدت المكان رمزيته التاريخية والمعمارية. كما اشترى أحمد القروي الجزء الشرقي من هذا المركب المعماري سنة 1987 بعد أن حوله المشتري الأول الهادي الجوادي إلى دار وأضافه الى مسجد سيدي غيث سنة 451987.
الخاتمة
لقد يسرّ انخراط محمد الشاوش في المؤسسة العسكرية امتلاك عديد العقارات الفلاحية والسكنية(دور) والحرفية (مصبغة) والخدمية (قهوة). ولكن لم تنجح هذه العائلة رغم رصيدها العقاري في الحفاظ على حضورها ضمن العائلات الكبرى كغيره من المماليك مثل الألايرشيد (مازال يطلق اسمه على داره بنهج حومة الباي)والآلاي سليم الحنفي. ونفسر ذلك بانقطاع عقب هذه العائلة من الذكور وتحول ممتلكاتهم الى الأصهار من عائلة بوراس وعائلة الوحيشي.
واستنادا إلى وثائقنا تبين جليا مساهمة الأتراك -إلى جانب تعمير المدينة – في إحياء أرباضها التي أهملت زمن علي باي (1756-1782). فبنى القصبة وانحرف بالسور إلى الأساس القديم محيطا بالمدينة دون أرباضها46. ويؤكّد ذلك ماجاء في نص بارودون الذي زار المدينة سنة 1893 حول ظهور مساكن عربية فاخرة وسط ربض جلاص47 أين توجد أيضا دار الڤايد عمر المرابط ودار ابنه الڤايد عثمان المرابط.كما ساهم الأتراك في تجديد وإحياء حرفة الزربية خلال النصف الأول من القرن 19 على يد كاملة ابنة محمد الشاوش. وقد استغرقت في صناعة أول نموذج سنتين ووضعته في مقام السيد الصحابي أبو زمعة تبركا به48. ولعل ذلك ما جعل الفرنسيين يعيدون توظيف المكان كمركز للفنون والحرف خلال ثلاثينات القرن العشرينلما فيه من رمزية وتخليدا لمجده التاريخي إذ احتضن نشأة النموذج المعاصر للزربية القيروانية.
الهوامش
1 أمدني بها الزميل الأسعد الدراجي (دكتور مختص في التاريخ المعاصر) منحها له أحد أفراد عائلة بوراس.
2 CH. Monchicourt, 1939, p.503 L.Temime Blili, Sous le toit de l’Empire la Régence de Tunis 1535–1666, Genèse d’une province Ottomane au Maghreb,Edition Script, Tunis, 2012, Tome 1, p.125.
4 أ.و.ت، دفتر عدد 1، بتاريخ 1676-1677. « حق تسعة مكاحل لزواوة ». انظر أيضا أ.و.ت، دفتر عدد3، ص.192. » الخرج اللازم لكبار العساكر »راتب ثمانية عشر نفر زواوةوبولكباشيوأضباشي نوبة القيروان ».
5 A.Dilhan, 1866, p.186. « En 1846, Le général.
Braguay- d’Hilliers, visitant kairouan y reçu par la populace à coups de pierres, bien qu’il eût pour escorde les mamelouks du bey et le gouverneur lui-même »
6 J.Ganiage, 1968, p.12,122.
7 بلغيث الشيباني، 2005،ص.147.
8 ابن أبي الضياف، 2001. الوزير السراج، 1985.
– بلغيث الشيباني، 2005، ص.113-114. عبد الجليل التميمي، 1995، ص.451-504.
9 Pellessier (E.), 1853, p.119.
– عمار العشي،1985، ص.105-106. لسعد الدراجي، 2012، ص.69. مؤيد المناري، 2013.
10 بلغيث الشيباني، 2005،ص.113-114. عمار العشي،1985، ص.24.
11 الشاوش أو بلوك أمين هي أحد الرتب العسكرية التي تعني العريف. انظربلغيثالشيباني، 2005،ص.44.
12 أ.و.ت، الحافظة 17، الملف 188، بتاريخ 1866-1868، وثيقة رقم 103.
13 Pellessier, 1853, p.119.
محمد حسن، 2009، ص.232.
14 أ.و.ت، الحافظة 17، الملف 188، بتاريخ 1866-1868، وثيقة رقم 103. انظر أيضا منىكمّون ، « ظاهرة السكن الحدائقيبظهير القيروان في العصر الحديث: برج عبد الكافي مثالا »، المدن والآثار الحضريّة ببلاد المغرب والمتوسط، أعمال الندوة العلمية السابعة، 10 و11 و12 أفريل 2018 (بصدد النشر).
15 محمد المرابط: ينسب إلى عائلة المرابط المخزنية. ولد سنة 1810 وتوفي بالقيروان سنة 1303/1886. انتدب بالجيش النظامي كجندي وتمّ اختياره ضمن المقربين للوزير شاكير وبعد موت الوزير قربه أحمد باي وارتقى محمد المرابط في الرتب العسكرية إذ تدرج من قائم مقام إلى أمير آلاي قشلة المحمدية ثم إلى أمير لواء عساكر المحمدية في 1845-1846 وسمّاه الباي فريقا وأصبح يلقب بأمير الأمراء منذ 1851. انظر الدراجي (الأسعد)، 2016، ص. 134.
16 منى كمّون، ن.م.
17 عمار العشي، 1986، ص.108.
18 منى كمّون، 2018.
19 محمد حسن، 2009، ص.232.
20 منى كمّون، 2018.
21 J.Revault, L.Poinssot, 1955, p. 19-21
22 J.Revault, L.Poinssot, 1955, p. 19-21. « D’après une tradition recueillie par notre dévoué collaborateur Charles Martel, l’un des plus anciens kairouanest un grand tapis conservé dans la Zâuiya Sidi Sâhib et qui est l’œuvre de kâmila, fille de Muhammad, fils de Mustafa, dit Muhammad Šâuš, officier d’origine turque. Alors que son père était gouverneur militaire de la ville sainte et curateur des habous affectés à l’entretien des fortifications et d’autres œuvreselle consacra deux années au tissage de cette zerbiya, sinon semblable, du moins comparable aux précieux tapis d’orient possédés par lui.
23 إبراهيم السعداوي، 2013، ص.230.
24 منى كمّون، 2016، ص.5.
25 منى كمّون، 2015، ص.539.
26 A.Baraudon, 1894, p.376. « Les maisons ne se servent pas, ne s’étouffent comme à Alger…quelquefois, elles sont élevées d’un étage, à la hauteur duquel court une galerie ouverte, que protège un auvent soutenu par des poteaux verts ou rouges ».
27 منى كمّون، 2015. (انظر دار الرشيد ودار زروق).
28 منى كمّون، 2015.
29 أ.و.ت، دفتر محمد العلاني، عدد 616، بتاريخ 1284هـ/1867م، ص.21.
30 وجد به جرة ملآنة زيت وأبطشة للجمال وبلطة لتعليق الحطب وبرادع ولوح بندقي. انظر أ.و.ت، دفتر محمد العلاني، عدد 616، ص.21.
31 أ.و.ت، الحافظة 447، ملف عدد 1، رسوم رباعات أوقاف الجامع الأعظم
32 A.Baraudon, 1894, p.375. «Tout autour de la place, s’ouvrent des cafés maures garnis de banquettes de pierre ».
33 إبراهيم السعداوي، 2006، ص.202 .
34 أ.و.ت، دفتر1883، ص.48. إبراهيم السعداوي، 2006، ص.210.
35 أ.و.ت، دفتر الخروبة، بتاريخ 1300هأ/1882م. « دار محمد بن المرحوم أمير اللواء، ربض سيدي غيث ».
36 وردت هكذا « الأمرا » والإصلاح من عندنا.
37 منى كمّون، 2018.
38 أ.و.ت، دفتر الخروبة، بتاريخ 1300هأ/1882م.
39 A.Baraudon, 1892, p.372. « De bonne heure, j’avais quitté l’unique hôtel où un abri est offert aux voyageurs, à condition que pour une même nuit ».
40 F.Verne, 1892, p.81-82. « Hors des portes, nous trouvons notre hôtel, maison arabe qu’on essayé d’européaniser. De grands rideaux bleus arrêtent le soleil et jettent une grande obscurité dans le patio qui sert de salle à manger…Par la grande porte oblique qui avoisine l’hôtel, nous entrons. »
41 عامر الرمضاني، 2008، ص.123.
42 Bulletin Officiel de l’enseignement Public, N°39, 1891, p.540.
43 P.Fagault, 1889, p.231. P. Lambert, 1912, p.390.
44 J.Revault, 1958, p.131.J.Revault, L.Poinssot, 1955, p.21.
– الأسعد الدراجي، 2004، ص.112.
45 نجوى عثمان، 2000، ص.578.
46 ابن عبد العزيز،1970، ص.325.
47 A.Baraudon, 1893, p.296.
48 الأسعد الدراجي، 2004، ص.16-17.
المصادر والمراجع
أ.و.ت، دفتر الخروبة، بتاريخ 1300هأ/1882م.
أ.و.ت، دفتر محمد العلاني، عدد 616، بتاريخ 1284هـ/1867م.
أ.و.ت، الحافظة 447، ملف عدد 1.
أ.و.ت، الحافظة 17، الملف 188، بتاريخ 1866-1868، وثيقة رقم 103.
أ.و.ت، دفاتر جبائية، عدد1 وعدد 3.
ابن أبي الضياف أحمد،2001، إتحاف أهل الزمان بأخبار وملوك تونس وعهد الأمان، تونس.
ابن عبد العزيز حمودة، 1970، الكتاب الباشي، الدار التونسية للنشر.
السراج محمد بن محمد الأندلسي،1984، الحلل السندسية في الأخبار التونسية، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، بيروت، ج2.
التميمي عبد الجليل، 1995، « التشكل الإداري والجغراسياسي للإيالات العثمانية بالجزائر وتونس وطرابلس الغرب (1557-1588) »، المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية، عدد 11-12،ص451-504.
حسن محمد، 2009، القيروان في عيون الرحالة، بيت الحكمة، قرطاج.
الدراجي الأسعد، 2004، الحرف والحرفيون بمدينة القيروان (1929-1945)، كلية الآداب، سوسة.
الدراجي الأسعد، 2016، « العائلات المخزنيةالقيروانية »، المجلة التاريخية المغاربية، العدد 164، ص.111-171.
الرمضاني عامر، 2008، مدينة القيروان خلال الفترة الاستعمارية (1881-1956)، جامعة منوبة.
السعداوي إبراهيم، 2009، « ظاهرة القهوة بأطراف إيالة تونس من خلال مقاهي القيروان في أواسط القرن التاسع عشر »، القيروان وجهتها اكتشافات جديدة، مقاربات جديدة، نصوص جمعها أحمد الباهي، جامعة القيروان، ص.199-232.
السعداوي إبراهيم، 2013، « جماعة الأشراف داخل المجتمع القيرواني خلال العهد العثماني »، القيروان وجهتها، جامعة القيروان، ص.193-232.
الشيباني بلغيث، 2005، الجيش التونسي في عهد محمد الصادق باي (1859-1882)، منشورات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، صفاقس.
عثمان نجوى، 2000، مساجد القيروان، دمشق.
العشي عمار، 1985، الهياكل الإدارية والعسكرية والحياة الاجتماعية بمدينة القيروان في عهد محمد الصادق باي (1859-1882)، شهادة الكفاءة في البحث، كلية الآداب، تونس.
كمّون منى، 2015، المسكن التقليدي بمدينة القيروان في العصر الحديث: دراسة أثرية وتاريخية، شهادة دكتوراه في علوم التراث، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس.
كمّون منى، « ظاهرة السكن الحدائقي بظهير القيروانفي العصر الحديث: برج عبد الكافي مثالا »، المدن والآثار الحضريّة ببلاد المغرب والمتوسط، أعمال الندوة العلمية السابعة، 10 و11 و12 أفريل 2018 (بصدد النشر).
المناري مؤيد، 2013، مدينة القيروان في العهد العثماني الأول (965هـ/1557م -1117هـ/1705م) دراسة حضريّة ومعماريّة، رسالة ماجستير،كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس.