Information
A propos Al-Sabil
2018 | 06
حول « حدائق تونس » بمدينة إسطنبول
مؤيّد المناري
الفهرس
الملخّص
يعرض هذا المقال محاولة تأريخ وتحديد لموقع بمدينة إسطنبول، ارتبطت تسميته بإيالة تونس في العهد العثماني. يُعرف هذا المكان إلى اليوم بـالتسمية التركية « طونس باغى لرى » أي « حدائق تونس »، ويُعرّف في الدراسات التاريخية التركية على أنه مجموعة من سواني الكروم التي أسسها القبطان بيالة باشا عند رجوعه غانما من معركة جربة. وانطلاقا من هذا المعطى واعتمادا على المعطيات المصدرية والطبونيمية لمنطقة اسكدار، قمنا بمحاولة تحديد لموقع الحدائق ولو نسبيا. كما قمنا بقراءة تحليلية لأحداث معركة جربة لفهم الظرفية التاريخية التي تأسست فيها هذه الحدائق وعلاقة ارتباط تسميتها بتونس. وعليه اتضح لنا جليا أن اسم موقع « حدائق تونس » لا يعني فقط مجرد اسم مكان وأيضا لا يقف عند عملية جلب فسائل الكروم التونسية وزرعها بإسطنبول، بل يتجاوزها ليعكس لنا مدى أهمية فوز الأسطول العثماني في معركة 1560م وضم جزيرة جربة، ذلك الحدث الذي قلب موازين القوى وسرّع انفراد العثمانيين بسواحل البلاد التونسية. فتأسيس هذه الحدائق التي لم يبق منها اليوم إلا اسم شارع غير بعيد عن مكانها الأصلي، يندرج في الذاكرة والتاريخ ليترجم رمزية الانتصار.
الكلمات المفاتيح
القبطان بيالة باشا، إسطنبول، أسكدار، طونس باغى لرى، حدائق تونس، كروم، معركة جربة، رمزية الانتصار.
المرجع لذكر المقال
مؤيّد المناري، « حول "حدائق تونس" بمدينة إسطنبول »، السبيل : مجلة التّاريخ والآثار والعمارة المغاربية [نسخة الكترونية]، عدد 06، سنة 2018.
URL : https://al-sabil.tn/?p=11586
نص المقال
في مدينة إسطنبول وتحديدا بالطرف الأسيوي بمنطقة « اسكدار »، احتفظت الذاكرة الشعبية المنبثقة من الماضي باسم مكان يعرف بـ « طونس باغى لرى »1 وتعني عند ترجمتها للغة العربية « حدائق تونس ». لكنَّ اندثار هذه الحدائق وتغيّر مشهدها الحضري القديم لا يسمح لنا بتحديد موقعها الأصلي بمنتهى الدقة. فكُل ما بقي منها اليوم اسم زقاق2 يحمل نفس التسمية ولا نعرف هل اتخذ نفس المكان القديم للحدائق أم أنه ابتعد عنها، لكن تقريبا اتخذت حدائق تونس موقع استراتيجي إمتد على كامل الهضبة المطلة على شبه الجزيرة التاريخية أين يوجد قصر الطوب كابي ومقر إقامة السلطان ورجال الدولة العثمانيّة. تسائلتُ عن ماهية تسمية « حدائق تونس » مع ثلّة من مؤرخي جامعة إسطنبول، فأفادني أستاذي محمت بهاء طمان أن موضوع « حدائق تونس » دائما ما يُعّرف في المنوغرافيات منطقة اسكدار باقتضاب شديد، على أنها حدائق كروم من تأسيس القبطان بيالة باشا، وأن الإشارات المصدرية حوله متناثرة وأنه لم ينفرد بدراسة أحادية تميط اللثام عن تاريخية اسم الموقع وظروف تأسيسه. فما هي حدائق تونس؟ متى تأسست وما هي ظروف تأسيسها؟ وما علاقتها بتونس؟
1. حدائق تونس بإسطنبول في مصادر القرن 10هـ/ 16م
تعود أول إشارة في مصادر الأدب التاريخي التركي لحدائق تونس Tunus Bağları إلى القرن 10ه/ 16م، حيث ذكرها المؤرخ « أيفان سراي » أنه مكان يقع بأسكدار، يعود فضل تأسيسه إلى القبطان بيالة باشا، الكالآتي: « وبعد فتحه لجزيرة ساقيز بنى فيها جامعا وحماما وبنى في مدينة صنجق كليدي ببحر (غليب اوغلو) جامعا وفي اسكدار قام بانشاء حدائق تونس المزينة، أما في منطقة قاسم باشا فقد قام ببناء مسجدٍ من خالص وقفه وهو المسجد المعروف بمسجد بيالة باشا الصغير. كما بنى في مدخل سوق اوزون الواقع قرب سوق المرجان سبيلا يعلوه مكتب صبيان ».3 كما ذكر الرحالة والمؤرخ كاتب جلبي اسم « حديقة بيالة باشا » بمنطقة اسكدار ونعتها بأنها من « عجائب الدنيا ».4 ويضيف جلبي في موقع آخر عند حديثه عن طبوغرافية منطقة أسكدار، هضبة بيالة باشا5.
أيضا ورد ذكر « حدائق تونس » في عقد شراء أرض بمنطقة اسكدار مؤرخ بسنة 1076هـ/ 1666م. يذكر عقد الشراء أن الكتهدا الآغة يعقوب بن عبد المعين من أغوات القصر الجديد قام بشراء أرض تقع في حيّ حدائق تونس طولها وعرضها 90 ذراع ويحدها من جهة مقابر حسين بك ومن جهة أخرى مقابر حسين آغة ومن جهة ثالثة مقابر الدوكمجي باشي الحاج عثمان ومن جهة طريق عام. وقد دفع قيمة 4000 أقجة فضية عملة الوقت وشهد ع ليه الوكيل داوود خليفة بن عبد المنان.6 وعلية نستنتج أنه منذ النصف الثاني من القرن السابع عشر أخذت منطقة « حدائق تونس » شكل حيّ سكني، فقد وردت باسم « محلّة » Mahalle أي الحيّ باللغة التركية ولم تعد تمثل حدائق بالمعنى الحقيقي للكلمة.
تعني كلمة باغ Bağ في اللغة التركية الحديقة المزروعة بالكروم أي العنب. كما تجمع المصادر التركية على أن منطقة أسكدار كانت مشهورة بحدائق العنب فمثلا يذكر الرحالة « أفليا جلبي » أن في منطقة أسكدار بالمكان المعروف تحديدا باسم « بالار باشي » (Bağlar başı) أي رأس حدائق العنب، يوجد حوالي أربعة آلاف شجرة عنب وثلاثة آلاف شجرة ورد، ومن يضيف أن من أشهر ثمار أسكدار يوجد العنب الأحمر ومشروب عنب القرنفل7.
يذكر المرحوم الأستاذ التركي محمت نرمي هاسكان في كتابه حول أسماء الأماكن بمنطقة أسكدار أن القبطان بيالة باشا جلب من جزيرة جربة بعد انتصاره في معركة 1560 ضد الإسبان، شتلة العنب التونسي وزرعها في المكان الذي سيصبح فيما بعد يعرف بحدائق تونس. لكن لا يذكر الأستاذ هاسكان مصدر هذه المعلومة أي الإتيان بالعنب من تونس بعد معركة جربة. ويبدو أنه إعتمد على أوقاف لم تنشر بعد8. ورغم عدم ذكره لمصدر المعلومة وإقتصاره على ذكر وقف، نسلّم بصحة هذه المعلومة التي أوردها المرحوم العلامة الكبير الأستاذ محمت نرمي هاسكان، وسبب ذلك يعود أولا في عدم التشكيك في نزاهة هذا المؤرخ وثانيا أنه من متساكني أسكدار وأن إمكانية إطلاعه على مخطوطات غير منشورة وارد جدا. كما أن الأمر منطقي جدا فتونس مشهورة منذ الفترة القديمة بزراعة الكروم ومختلف أنواع العنب وأن جلبه لشتلة من العنب التونسي لزرعها في إسطنبول أمر لا يقاس حتى بقوة العلاقات المتينة بينه وبين الأهالي قاطني الجزيرة الذين كانوا سندا له أثناء الحرب باعتبار الوحدة الدينية « الإسلام » ضد الإسبان والوحدة الكاثوليكية.
2. من فتح جزيرة جربة إلى حدائق تونس بإسطنبول
أثناء ذروة الصراع بين الأتراك والإسبان على سواحل شمال افريقيا في النصف الثاني من القرن السادس عشر، شهدت سنة 967هـ/ 1560م حدثا هاما حسم في مسألة تبعية جزيرة جربة لفائدة الأتراك نهائيا. كان بطل هذه المعركة الشرسة ضد الإسبان القبطان بيالة باشا. بعدما تمرّس هذا القبطان على البحرية بالمشاركة في حملات الرايس طرغود باشا، وبعدما تقلّب في عدة مناصب بحرية وتعلم تقنيات تحصين وترميم السفن في ورشات الترسخانه العامرة للصناعة بإسطنبول وصنجق « غليب اغلو »، ركب البحر متعطشا للممارسة القرصنة ومعرفة خبايا معاهدات السلم والحرب بين سلاطين وملوك الامبراطوريات الكبرى. فكان أول ظهور جدّي له سنة 962هـ / 1555م عند خروجه لمساعدة فرنسا ضد الإسبان أين حقق انتصارا ملحوظا جعل الفرنسيين يتمسكون بمحالفة الأتراك إلى حدود سنة965هـ/1558م. كما هاجم بيالة باشا قلعة الجزائر سنة 963هـ/1556م بمساعدة بكلربكي الجزائر آنذاك صليح باشا. وافتك قلعة وهران من أيدي الإسبان. ورغم عودته لإسطنبول على اثر فرمان أرسله الديوان الهمايوني مع كليج علي باشا أمر فيه بفك الحصار على قلعة وهران والرجوع إلى إسطنبول في أسرع وقت، عاد في رجب من سنة 964هـ / ماي 1557م بأسطول يتكون من 100 كاديركه ليفتك قلعة بنزرت من الإسبان9. في هذه السنة تحصّل بيالة باشا على رتبة « القبطان ميرميران الجزائر » أي البكلربكي الأكبر لجزر بحر سفيد التي كانت تضم أوجاق الغرب وقتذاك.
في بداية سنة 1560م أرسل طرغود باشا بكلربكي طرابلس الغرب إلى الباب العالي يعلم بأن أسطول الإسبان على القرب من سواحل الوجق. لكن قبل وصول المدد وبتاريخ 14 جمادى الآخرة 967هـ / 12 مارس 1560م دخل الإسبان جزيرة جربة. في الأثناء جهّز بيالة باشا حسب المصادر مائة وعشرين كاديركا للحاق بطرغود وتخليص جربة. تسلّم بيالة فرمان السفر (برات) للقيام بالمهمة في14 رجب 967هـ / 4 أفريل 1560م. ووصل في 15 شعبان الموافق لـ 11 ماي إلى جزيرة جربة وعندها بدأ تبادل القنابل المدفعية مدّة ثلاثة أيام متواصلة أسفرت إلى تحطيم جزء كبير من أسطول المتفقين الكاثوليك وهروبهم إلى قلعة جربة والتحصن بها10. أما بالنسبة لمراحل المعركة فقد وثق تفاصيلها زكرياء زاده الذي كان شاهد عيان، ووصف لنا تفاصيلها في كتابه فرح جربة11. يذكر المؤلف أن الإسبان وحلفائهم لم يقدروا على مواجهة بيالة باشا في البحر ففروا هاربين إلى القلعة بعدد يتراوح بين 7000 و8000 آلاف شخص12. تمت محاصرة القلعة برا وبحرا مدة يومين وجاء المدّ العسكري من مدينة القيروان وطرابلس وصفاقس13. وبدأ الإسبان يخسر جيشه شيئا فشيئا مع تقدم الجيش التركي الإنكشاري بتقنية حفر الخنادق وسدّ الطرق الموصلة لآبار المياه. خسر الحلفاء الكاثوليك في هذه المعركة التي قتل فيها بين 800 و900 شخص وأسر كل من القلعة بكبار ضباطهم ورياسهم. حسم أمر جربة نهائيا في شهر سبتمبر من سنة 967هـ/ 1560م ورجع الأسطول الهمايوني بقيادة بيالة باشا إلى إسطنبول في 6 محرم 968هـجري الموافق لتاريخ 27 سبتمبر 1560م. لكن قبل الرجوع وأثناء محاصرة الإسبان بالقلعة، يذكر زكرياء زاده أنه بتاريخ 12 ذي القعدة الموافق لـ 4 أوت 1560م دخل بيالة باشا إلى طرابلس الغرب للقبض على بعض « العربان » التي شقت طريق العصيان والوقوف ضد طرغود باشا 14.
إن الهدف من تقديم هذا الملخص التاريخي هو إبراز قوة البكلربكي قطبان البحر بيالة باشا ومدى حرصه على ضم جربة ووعيه بالأهمية الاستراتيجية المميزة لهذه الجزيرة التي تقع بين إيالة طرابلس وولاية تونس. كما تتجلى أهمية الجزيرة في ضراوة المعركة التي تعتبر في تاريخ البحرية العثمانية من أشرس المعارك البحرية. هنا، يتسنى لنا بعد التذكير ببطولة بيالة باشا ورمزية شخصيّته، الربط السلس بمسألة عودته منتصرا إلى إسطنبول وتأسيسه لحدائق تونس تخليدا للنصر. فقد ارتبط احداث هذه الحدائق لدى المؤرخين الأتراك ارتباط وثيقا بحادثة فتح جزيرة جربة، ذلك الحدث العظيم الذي سعد له أغوات الديوان الهمايون عند سماعه. والذي كان له أن يغيّر مجرى الأحداث لو خسر العثمانيون هذه المعركة أمام الإسبان. وخير دليل على الفرحة التي غمرت السلطان سليمان القانوني وابنه ولي العهد سليم بتصفية مسألة جربة لحسابهم، هو تزويج قبطان البحر بيالة باشا بالسلطانة « جوهر » ابنة سليم الثاني وتنصيبه في مرتبة الوزير15.
الخاتمة
ما يمكن استنتاجه في أعقاب هذا العرض وبناء على ما قدّمناه، هو أن تسمية حدائق تونس تعود إلى القرن السادس عشر وهي من تأسيس القبطان بيالة باشا الذي يبدو أنه قام بزرع فسائل الكروم التونسية تم جلبها من عند أهالي جزيرة جربة في حدائق كانت تحيط بقصره في منطقة اسكدار. كما يمكن أن نستنتج أن تسمية « حدائق تونس » لا تقف عند اسم المكان أو الزقاق في منطقة اسكدار بإسطنبول اليوم فحسب، بل تعتبر هذه التسمية ترجمة لرمزية الانتصار وتخليدا يعكس أهمية ضم جزيرة جربة لجغرافية الإمبراطورية العثمانية. انتصارٌ لقي صداه وتُرجم هذه المرة باتجاه عكسي أي من الإيالة (جربة) إلى مركز الحكم بإسطنبول وسُجل لصالح القبطان بيالة باشا الذي كان له باع في أحداث السيطرة على قلعة بنزرت قبل جربة وفي تمهيد الطريق إلى سنان باشا لفتح تونس نهائيا سنة 1574م.
الهوامش
1 Tunus Bağları
انظر الخريطة رقم .1
2
انظر الخريطة رقم 2
3 Ayvansarâyî Hafiz Hüseyin, Hadîkatü’l-Cevâmi’, İstanbul, 1281 (1864-65), T.2, p. 27. “ Cezîre-i Sakız ibtidâ bunu yediyle feth olunmuştur. Orada bir Cami şerif ve bir tek hamamı vardır ve Kilid-i Bahrda dahî bir cami şerifi vardır ve Üsküdar’da Tunus Bağı demekle [ma’ruf] bahçe-i müzeyyen bunların binasıdır…”
4 Kâtip Çelebi, Tuhfetü’l-Kibar fi Esfari’l-Bihâr, İstanbul, 1973, p. 208.
5 Evliya Çelebi, Evliya Çelebi Seyahatnamesi, İstanbul, 1969, t.2., p. 362.
Evliya Çelebi, Evliya Çelebi Seyahatnamesi, İstanbul, 1969, t.2., p. 362.
6 Topkapı Müzesi Sarayı Kütüphanesi, E, 1285, 26 Cumaziye’l-ahir 1076 (3 Janvier 1666). “ Medine-i mezbure (Üsküdar) haricinde Tunuslu Bağı nâm mahallede vâki bir taraftan Hüseyin bey makabiri ve bir taraftan dökmeci başı el-Hac Osman makabiri ve bir taraftan Hüseyin ağa makabiri ve bir taraftan tariki ‘âm ile mahdûd…”
7 Evliya, Seyahatname, p. 366.
8 Mehmed Nermi Haskan, 2001, p. 1295.
9 Çelebi, 1973, s. 102.
10 İbid.
11 Zekeriyyazâde, 1988.
12 İbid., p. 100.
13 İbid, p. 101.
14 İbid, p. 102.
15 Çelebi, 1973, p. 105.
انظر الخريطة رقم .1
2 انظر الخريطة رقم 2
3 Ayvansarâyî Hafiz Hüseyin, Hadîkatü’l-Cevâmi’, İstanbul, 1281 (1864-65), T.2, p. 27. “ Cezîre-i Sakız ibtidâ bunu yediyle feth olunmuştur. Orada bir Cami şerif ve bir tek hamamı vardır ve Kilid-i Bahrda dahî bir cami şerifi vardır ve Üsküdar’da Tunus Bağı demekle [ma’ruf] bahçe-i müzeyyen bunların binasıdır…”
4 Kâtip Çelebi, Tuhfetü’l-Kibar fi Esfari’l-Bihâr, İstanbul, 1973, p. 208.
5 Evliya Çelebi, Evliya Çelebi Seyahatnamesi, İstanbul, 1969, t.2., p. 362. Evliya Çelebi, Evliya Çelebi Seyahatnamesi, İstanbul, 1969, t.2., p. 362.
6 Topkapı Müzesi Sarayı Kütüphanesi, E, 1285, 26 Cumaziye’l-ahir 1076 (3 Janvier 1666). “ Medine-i mezbure (Üsküdar) haricinde Tunuslu Bağı nâm mahallede vâki bir taraftan Hüseyin bey makabiri ve bir taraftan dökmeci başı el-Hac Osman makabiri ve bir taraftan Hüseyin ağa makabiri ve bir taraftan tariki ‘âm ile mahdûd…”
7 Evliya, Seyahatname, p. 366.
8 Mehmed Nermi Haskan, 2001, p. 1295.
9 Çelebi, 1973, s. 102.
10 İbid.
11 Zekeriyyazâde, 1988.
12 İbid., p. 100.
13 İbid, p. 101.
14 İbid, p. 102.
15 Çelebi, 1973, p. 105.
المصادر والمراجع
Ayvansarâyî Hafiz Hüseyin, 1281, Hadîkatü’l-Cevâmi’, İstanbul.
Evliya Çelebi Mehmet Zıllî oğlu, Evliya çelebi Seyahatnamesi, 1969, haz. Zuhuri Danışman, 2.II, İstanbul.
Kâtip Çelebi, 1973, Tuhfetü’l-Kibar fi Esfari’l-Bihâr, İstanbul.
Zekeriyyazâde, 1988, Ferah Cerbe Fetihnâmesi, Haz. Orhan Şaik Gökyay.
Jacques Pervitich, 2000, Sigorta Haritalarında İstanbul 1922-1945, İstanbul.
Mehmed Nermi Haskan, 2001, Yüzyıllar Boyunca Üsküdar, İstanbul
الكاتب
مؤيّد المناري
دكتورمن جامعة إسطنبول قسم تاريخ الفن.
مخبر الآثار والعمارة المغاربية – جامعة منوبة.