Information
A propos Al-Sabil
Numéros en texte
intégral
Numéro 14
Deux stèles funéraires kairouanaises au Toronto-Agha Khan muséum
Lotfi Abdeljaouad
Le pisé : retour d’expérience à propos d’une technique de construction ancestrale
Imène Slama et Racha Ben Abdejelil
2022 | 14
جريمة قتل في مدينة صفاقس (1876) من خلال وثائق غير منشورة: الأعيانيّة في مواجهة الحماية القنصليّة
محمد البشير رازقي
الفهرس
الملخّص
شهدت مدينة صفاقس في شهر مارس 1876 جريمة قتل متشابكة المصالح بأطراف وفاعلين متداخلين وبشبكات قوّة متدافعة ومتنافرة. حيث قُتل اليهودي المحميّ من القنصلية الفرنسيّة ابراهم ناطاف الجزيري. واتّهم في هذه الجريمة الحاج أحمد النوري وابنه محمود. اعتمدنا في هذا العمل على 21 وثيقة محفوظة بالأرشيف الوطني التونسي، طرحنا من خلالها اشكاليّة أساسيّة: باتّخاذ جريمة القتل هذه نموذجا تفسيريّا: ما هي الأشكال الصراع التي تخلّلت المجتمع التونسي قُبيل انتصاب الحماية الفرنسيّة بتونس خاصّة علاقة عائلات المدينة العريقة بالأوروبيين والمحميين القنصليين؟
الكلمات المفاتيح
جريمة، الحماية القنصليّة، صفاقس، القرن التاسع عشر، الأعيانيّة.
Résumé
En mars 1876, la ville de Sfax a été témoin d'un meurtre d'intérêts entremêlés, avec des parties et des acteurs qui se chevauchent, et avec des réseaux de pouvoir opposés et conflictuels. Où le Juif, protégé par le consulat de France, Abraham Nataf Al-Jaziri a été tué. Hajj Ahmed Al-Nouri et son fils Mahmoud ont été accusés de ce crime. Dans ce travail, nous nous sommes appuyés sur 21 documents conservés aux Archives nationales tunisiennes, à travers lesquels nous avons posé une problématique: Prendre ce meurtre comme modèle explicatif : Quelles formes de conflits ont imprégné la société tunisienne avant l'établissement du protectorat français en Tunisie, surtout la relation des familles notables de la ville de Sfax avec les Européens et les protecteurs consulaires?
Mots clés
crime, protection consulaire, Sfax, XIXe siècle, notables.
Abstract
In March 1876, the city of Sfax witnessed a murder of intertwined interests, with overlapping parties and actors, and with opposing and conflicting networks of power. Where the Jew, protected by the French consulate, Abraham Nataf Al-Jaziri was killed. Hajj Ahmed Al-Nouri and his son Mahmoud have been charged with this crime. In this work, we relied on 21 documents kept in the Tunisian National Archives, through which we posed a problem: Take this murder as an explanatory model: What forms of conflict permeated Tunisian society before the establishment of the French protectorate in Tunisia, especially the relation of the notable families of the city of Sfax with the Europeans and the consular protectors?
Keywords
crime, consular protection, Sfax, 19th century, notables.
المرجع لذكر المقال
محمد البشير رازقي، « جريمة قتل في مدينة صفاقس (1876) من خلال وثائق غير منشورة: الأعيانيّة في مواجهة الحماية القنصليّة »، السبيل : مجلة التّاريخ والآثار والعمارة المغاربية [نسخة الكترونية]، عدد 14، سنة 2022.
URL : https://al-sabil.tn/?p=9258
نص المقال
تعتبر جريمة القتل في المدينة حدثا اجتماعيّا متشابكا مع مجمل شبكات القوّة والنفوذ المجتمعيّة لا حدثا عابرا1. يعتبر القتل الممارسة العنفيّة الأشدّ والأقسى، وأكثرها حملا للرهانات والغايات والمصالح2.
شهدت مدينة صفاقس في شهر مارس 1876 جريمة قتل متشابكة المصالح بأطراف وفاعلين متداخلين وبشبكات قوّة متدافعة ومتنافرة. حيث قُتل اليهودي "المرابي" المحميّ من القنصلية الفرنسيّة ابراهم ناطاف الجزيري. واتّهم في هذه الجريمة الحاج أحمد النوري وابنه محمود. اعتمدنا في هذا العمل على 21 وثيقة محفوظة بالأرشيف الوطني التونسي، طرحنا من خلالها اشكاليّة أساسيّة: باتّخاذ جريمة القتل هذه نموذجا تفسيريّا: ما هي الأشكال الصراع التي تخلّلت المجتمع التونسي قُبيل انتصاب الحماية الفرنسيّة بتونس خاصّة علاقة عائلات المدينة العريقة بالأوروبيين والمحميين القنصليين؟
1- الجريمة وأطوارها
انتبهت عائلة ابراهم نطّاف إلى غيابه صبيحة يوم الجريمة، حيث اشتكى أخوه لنائب قنصل فرنسا بصفاقس، الذي بدوره أخبر عامل صفاقس بذلك، وأوصل له معلومة مهمّة من عائلة الضحيّة: شُوهد الضحيّة قبل غيابه مع الحاج محمود النوري ابن الشيخ "الحاج" أحمد النوري يتجولان في مدينة صفاقس قُبيل قتله (22 مارس 1876).
تحرّكت السلطة التونسيّة، بعد ضغوط نائب قنصل فرنسا. وبدأت تحقيقاتها حيث تبيّن وجود معاملة ماليّة بين اليهودي المقتول، وهو سمسار ومُرابي، وبين ابن الحاج أحمد النوري. حيث رهن محمود النوري مجوهرات لدى اليهودي المحمي قنصليّا من أجل أموال احتاجها لشراء فرس. كما شوهد الطرفان معا قبيل اختفاء اليهودي. ولهذا شرع عامل مدينة صفاقس في البحث عن الجثّة في منزل ومخازن عائلة النوري حيث وُجدت الجثة في مخزن الدواب الملاصق لمنزل العائلة. حاول الحاج أحمد النوري وابنه محمود التملّص من الجريمة عبر إنكار معرفة الضحيّة أوّلا، ثمّ الادّعاء بضياع مفتاح المخزن الذي وجدت فيه الجثّة قبل خمسة أيّام من وقوع الجريمة ثانيا، وثالثا عبر محاولة الوالد وابنه إثبات غيابهم عن موقع الجريمة زمن ارتكابها حاول كلّ منهم ربط تفاصيل يومه بممارسات دينيّة ذات قدسيّة (الخروج للصلاة، دروس العلم في الجامع الأعظم بصفاقس، دروس العلم بالزاوية، قراءة الورد القرآني) والتدليل على ذلك عبر مقابلة أهم أعيان المدينة وشيوخها ومفاتيها وهذا ما أوقع حرجا بالسلطة المحقّقة نفسها حيث حاول المتهمان إثبات غيابهم عن موقع وزمن الجريمة عبر اقحام الأركان الدينية للمدينة وأهم وجهاءها، وهم وجهاء يشاركون عائلة النوري وجاهتها وعراقة مكانتها الاجتماعيّة3. ورابعا قولهم أنّهم لا يرتادون المخزن المذكور بل هو مخصّص للدواب ويمكن أن يدخله أيّ كان خاصّة مع عدم حصانة قفل الباب.
أُخضع المتهمان والشهود لتحقيق دقيق عبر مكافحة الحجج بعضها ببعض، والفصل بين المحقّق معهم في الشهادة والأهمّ من هذا إرسال المتّهمان إلى مدينة تونس وإخراجهم من مدينة صفاقس موطن نفوذهم ووجاهتهم الاجتماعيّة ابتعادا عن كلّ ضغط يمكن أن يمارس على السلطة وخضوعا لضغط قنصل فرنسا4. وقد أثبت التقرير الطبّي اشتمال جثّة المقتول على جروح كثيرة قاتلة ممّا يثبت الإصرار على القتل في أماكن حسّاسة من الجسد.
قرّر التحقيق ارتباط الجريمة بالحاج أحمد النوري وابنه محمود. وانتقلت النازلة هنا إلى نواع آخر من الضغوط الاجتماعيّة. حيث أكرهت عائلة اليهودي على قبول صلح مع أهل مدينة صفاقس وأعيانها مقابل مبلغ ماليّ رغم رفض الزوجة لذلك، ولكن "لم يكن لها بدّ من قبول المبلغ المصالح به"5. . لم يخفي أعيان مدينة صفاقس والسلطة التونسية نفسها انحيازها لعائلة النوري رغم أنّ القانون التونسي وشرع البلاد في مثل هذه النازلة له لا تسوغ الحكم بالمال وإنما الحكم بالعقاب البدني بحسب ما تقتضيها الحجج"، ولكن السلطة التونسية تغاضت على قوانينها وسحمت بعقد صلح ماليّ بين عائلة النوري (ومن وراءهم أعيان مدينة صفاقس) وعائلة اليهودي المقتول، رغم المطلب الأوّل الذي قدّمته زوجة الضحيّة المتمثّل في "طلب صدور الحكم الشديد على الحاج محمد النوري وعلى ابنه محمود حيث أنهما هما الجناة"6. ولهذا اضطرّت زوجة الضحيّة بقبول الصلح المالي نهائيّا ورسميّا في 6 جويلية 1877 أي تقريبا بعد سنة ونصف من وقوع الجريمة.
2- الجريمة وسياقات شبكات النفوذ والمصالح
تتميّز عائلة النوري بوجاهتها الدينيّة/العلميّة والولائيّة والاقتصاديّة7. والأهمّ هنا أن المتّهمان بجريمة القتل يشرفان على زاوية الوليّ "سيدي علي النوري (1643- 1706)" داخل مدينة صفاقس وهي من أهمّ زوايا المدينة ومن أشهر معالمها الدينية والولائيّة ذات الهالة القدسيّة والحرمة المكانيّة. إذا اجتمعت في هذه العائلة أهمّ مرتكزات بناء المكانة الاجتماعيّة في البلاد التونسيّة خلال القرن 19، المكانة الاقتصادية والعلمية والولائيّة8. وهذا ما مثّل حرجا للسلطة والمجتمع. بالمقابل تميّز المقتول بمرتكزات أخرى مهمّة مستحدثة لبناء مكانته الاجتماعيّة وأهمّها انتماءه للحماية القنصليّة الفرنسيّة، حيث مثّلت الحماية القنصليّة الأوروبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر متغيّرا مهمّا لبناء شبكات المصالح والنفوذ وحماية المكتسبات والأرزاق من تعدّي السلطة ووسيلة أساسيّة للتملّص من قوانين الدولة التونسيّة، فالمحمي خاضع فقط لقوانين ونواميس قنصله9. وهذا ما جعل القنصل الفرنسي يتدخّل بكل قوّته في هذه النازلة حماية لمصالح اليهودي المقتول. تقابل إذا في هذه النازلة إرث هائل وعريق في الإيالة التونسيّة مرتبط بمرتكزات الأعيانيّة ذات الحضور الطاغي اجتماعيّا، وبمستحدثات بناء المكانة الاجتماعيّة المرتبطة بتغلغل النفوذ الأوروبي بالبلاد عبر تقنية الحماية.
مثّلت شخصيّة المقتول أيضا مصدر جدل آخر، فقد كان يمتهن مهنة الرباء في خضمّ مجتمع يعيش أزمة اقتصاديّة خانقة أثّرت على الدولة وعلى عدد من أهمّ العائلات العريقة التي تضرّرت كثيرا من تسرّب النفوذ الأوروبي بالإيالة وبالتالي انتشار ظاهرة التداين والالتجاء إلى الرباء والمرابين. فقد عاشت البلاد التونسيّة مجموعة من الأزمات الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة خاصة خلال الفترة التاريخية الفاصلة بين سنتي 1815 و 1881، هذه الفترة أطلق عليها الأستاذ محمد الهادي شريف تسمية "القرن العصيب"10. هذه الأزمات تسبّبت فيها مجموعة من الظرفيّات الداخليّة والخارجيّة11، وقد تركت آثارها على الإيالة التونسية حيث تعرّض المجتمع إلى سيرورة "تفقير" قاسية، حيث ساهمت هذه الأزمة في انتشار ظاهرة التداين12.
تخبرنا وثائق الأرشيف الوطني التونسي عن كثرة تداين أعوان الدولة وأعيانها من الأوروبيين واليهود. ومع توغّلنا في القرن التاسع عشر أصبحت الدولة متورّطة مثلها مثل الأفراد في الدّين، حيث نجد في رسالة نائب قنصل إيطاليا بتونس إلى الوزير الأكبر مصطفى بتاريخ 6 جوان 1871 أنّ "السنيور أندريا بلوقو" له دين على زرّوق بوعلي ب500 ألف ريال وقال أنّ "الباي هو المطلوب في خلاصي" إلا أنّ "الدولة التونسيّة لم تبدّل سيرتها وأنّها لم تزل على سوء الإضمار الذي صار يضرب به المثل...السنيور أندريا بلوقو كان له دين قبل دولة المعظّم الباي بريالات 400 ألف، وكان بيده تذاكر مرهونة يزيد بها على المليون ونصف..."، ولم ترجع له الدولة ولا الباي ماله13.br>
وقد استغلّ المركانتيّة والمُقرضون الأوروبيون كبر سنّ بعض أفراد العائلة الحسينيّة لإيقاعهم في الدّين حيث نجد في رسالة من الباي إلى القناصل الأوروبيّين بتاريخ 20 ديسمبر 1859 أنّ "بعض التجّار عامل بعضهم(أي الرجال كبار السنّ في العائلة الحسينيّة) بما لا يناسبهم مثل الرهن وخطّ اليد"، وهذه الرسالة دليل على استفحال هذه الظاهرة، ومن هنا صدر قرار من الباي بتاريخ 19 جانفي 1860 بأنّ "معاملة أهل البيت بغير الحاضر(أي المال الحاضر النقدي) ممنوعة ..."14. ومع اقترابنا من سنة 1881 ارتفع أفراد أهل البيت الحسيني المدانون تجاه للتجار الأوروبيين15. وكان ردّ الباي على هذا في أحد رسائله "منع اقتراض أهل البيت المال من بعض أهل الربا الذين دايما ينتهزون فرصة مقام مدينهم"16.
ومن خلال وثائقنا نلاحظ أنّ الدّين لا يؤثّر فقط على المَدين، بل يؤثّر على كلّ عائلته ومحيطه، ففي رسالة من أولاد بوغازي وأولاد الطرابلسي إلى خير الدين الوزير بتاريخ 24 ديسمبر 1870، نتبيّن حجم الصعوبات التي يعيشها المجتمع من الاقتراض خاصّة من الأجانب، حيث "أنّنا جماعة رجالا ونساء فقراء وليس لنا كسب إلا حبس زيتون وعلينا دين للمالطي سينسوا ويهودي، أخذنا ذلك من عندهما بثقيل الكنبيوال (الكنبيال: بثقيل الفائض)، وقد أخذ المالطي من عندنا 2000 ريال فضّة ثمن غلّة الزيتون في العام الفارط، وكان عرقل ثمن الغلّة كلّها، ونحن في غاية الإحتياج"17. والدّين من ناحية أخرى ساهم في ترسيخ التسرّب الأوروبي لتملّك العقّارات المهمّة والأراضي الخصبة مثل حالة الحاج صالح الغربي عليه ديون لمركانتيّة، فباع أملاكا له في مارس 1877 منها "هنشير بوطن مجاز الباب" وقد اشتراه المكانتي منقرو ب12.500 ريال"18. ولهذا ليس من الغريب أن نعثر في وثائقنا على أزمات اجتماعيّة كثيرة ارتبطت بالدين والرباء مثل حالة انتحار رجل في شهر ديسمبر 1874 بسبب دين عليه حيث "اغتاظ من ذلك واشترى سكّر الفار (دواء الفئران) وشربه مع الخمر...مات بسبب ذلك"19. وفي وثيقة أخرى بتاريخ أول أكتوبر 1860 نجد رجلا "مستغاظ (مغتاظ) على نفسه" خنق نفسه بكشطته لأنه "اشترى كرّوسة من صاحبها ولم يدفع ثمنها وافتكّها منه"20.
يتبيّن لنا إذا من خلال مكافحة وثائق الأرشيف الوطني التونسي بالنازلة المعروضة في هذا المقال استفحال ظاهرة الدين والربى من ناحية، ووعي السكّان المحليين وخاصة العائلات الأعيانيّة بالخطر المحدق بهم عبر تمدّد النفوذ الاقتصادي الأوروبي وتهديده لمصالحهم العريقة من ناجية أخرى، وخاصة فهمهم لظاهرة الحماية القنصليّة واسغلال الأوروبيين لها اقتصاديّا، حيث يعدّ المحمي رأس حربة اقتصادية للقناصل الأوروبيين ودرع صدّ أيضا.
تبيّن لنا من خلال أطوار هذه النازلة المهمّة مكامن متعدّدة للصراع تخلّلت المجتمع التونسي قُبيل أربع سنوات فقط من الاستعمار الفرنسي. يبرز أوّلا النفوذ الأوروبي وتسرّب مصالحه الاقتصادية في المجتمع التونسي سواء عبر الاقتراض أو الرباء وخاصة من خلال منظومة الحماية القنصليّة. من ناحية أخرى، لم يخفي أعيان تونس ذوي العراقة والوجاهة الاجتماعية وعيهم بهذه المخاطر ممّا حملهم على التكاتف في هذه القضيّة رغم ثبوت القتل على أفراد عائلة النوري21. وتبيّن لنا ثانيا هشاشة مفهوم الإصلاح في البلاد التونسيّة خاصّة مسألة المساواة بين المسلم والأجنبي التي أُعلنت قبل هذه النازلة بسنوات طويلة (عهد الأمان 1857)، حيث تعرّضت في هذه القضيّة عائلة اليهودي لضغوط كثيرة لإجبارها على الصلح المادي مقابل العفو على القتلة، حيث أجبرت الزوجة إجبارا بشهادتها على هذه المصالحة. تغلّبت في هذه الحالة شبكات المصالح والنفوذ على مسألة الحقّ والواجب والعدل. ونفهم ثالثا من خلال أطوار هذه القضيّة أن الأجهزة الأمنيّة للدولة التونسيّة (الضبطيّة) والمحققين انجزوا عملا احترافيّا عبر التحقيق الميداني والمكتبي والمكافحة بين الشهادات والشهود والدليل على ذلك إرسال المتهمان من مدينة صفاقس إلى مدينة تونس، ولكن المشكلة هنا هو التدخّل السياسي الذي عطّل عمل سيرورة التحقيق، وبالتالي تحقيق العدالة. ولهذا نستنتج أنّ المعضلة التي عانت منها الدولة التونسيّة، باتّخاذنا لهذه القضيّة كنموذج تفسيري، ليس تأخّر الإدارة والتقنيات الإدارية بل هشاشة السلطة السياسيّة وارتهانها لتوازنات دقيقة: أُجبرت أوّلا على الخوض في التحقيق في هذه النازلة بعد ضغوطات القنصل الفرنسي باعتباره حامي لليهودي، وخضعت فيما بعد لتوازنات القوّة المحليّة ولتنفّذ العائلات العريقة عبر إجبار العائلة اليهودية على قبول الصلح المالي. أي لعبت السلطة دور المحكّم لا المنفّذ للقانون: محكّم بين قوّة عريقة وتليدة محليّة واعية بالخطر الذي يتهدّدها وهو التمدّد اليومي للنفوذ الأوروبي، وقوّة صاعدة أوروبيين ومحميين واعية أيضا بامتلاكها لوسائل القوّة والنفوذ والحصانة الدبلوماسية وهذا ما مكّنها فيما بعد من امتلاك المستقبل نفسه. ولهذا بقيت السلطة رهينة لتوازنات القوّة والنفوذ، وهذا جانب مهمّ يجب نعيه لحظة استعمار فرنسا للبلاد التونسيّة.
3- وثائق قضيّة القتل
وثيقة عدد 1
"الحمد الله. تلغراف من عامل صفاقس إلى الصدر الهمام المولى الوزير الأكبر جناب سيدي أدام الله عزّه. نخبر جنابكم بأنّ نفر يهودي مسمّى براهم نطّاف من رعاية الفرنسيس بالمكان ظلّ عشيّة أمس التاريخ على بيته. فعند ذلك نايب قنصل الفرنسيس بالمكان طلب منّي العناية في البحث عن اليهودي المذكور، وشكّيت بأنه كان مع ولد النوري، وبعدما بحثنا عليه بغاية الجهد فوجدناه مقتول بمخزن الحاج أحمد النوري شيخ زاوية سيدي علي النوري وابنه. والآن الحاج أحمد المذكور وابنه موجودين تحت يدي. وإني مترقّب لنايب قنصل الفرنسيس لنثبّتوا النازلة. ثمّ بعد ذلك نعلم جنابكم النتيجة". في 27 صفر 1293 (24 مارس 1876)"22.
وثيقة عدد 2
"الحمد الله. تعريب مكتوب للصدر الهمّام جناب المولى الوزير الأكبر سيدي من مسيو رسطان المكلّف بأمور دولة فرانسا وقنصلها الجنرال بتونس في 8 أبريل 1876. أما بعد فإني كنت تشرّفت بالكلام في نازلة جناية القتل الواقعة بصفاقس في 22 مارس الفارط على ابراهم ناطاف الجزيري من سكّان المكان الذي وجدت جثّته بدار سي محمود النوري التونسي الذي وقع وضع اليد عليه وعلى ابنه، ووقع توجيههما للحاضرة بعد وقوع البحث في النازلة من عمّال المكان. والآن أتشرّف بأن أوجّه لجنابكم نسخة من شكاية وردت لي من أهل القتيل في النازلة، وكذلك نسخ تقارير في النازلة وشهادة طبيب الذي عاين القتيل، كما يصل لجنابكم أيضا شهادة بالعدالة وقعت على يد عدول المكان. والمرغوب من فضل جنابكم ترجيعها لي بعد الفراغ منها. والمؤمل من فضل جنابكم مزيد الاعتناء بهذه النازلة المهمّة التي شوّشت سكّان المملكة الافرنج واليهود. وعلى كلّ حال فإنّ لي أمان تامّ بإنصاف جنابكم حتّى لا يقع لي أدنى شكّ في وقوع الحكم. وعندما يعلمني جنابكم باليوم الذي تعيّنوه لاستنطاق المتّهمين المذكورين فإنّي نعيّن متوظّفا من القنصلات للحضور لذلك بمقتضى العادة الجارية في مثل هذه النازلة. انتهى. تعريب نسخة الشكاية المذكورة: أمّا بعد فإنّ شالوم ناطاف من سكّان صفاقس النايب عن المرأة مسعودة زوجة ابراهم ناطاف المقدّمة على ولديها شاول ومريم يتشرّف بإعلام جنابكم أن الحاج محمد النوري وابنه الحاج محمود من سكّان صفاقس قتلوا بمخزنهم بالمكان ابراهم ناطاف أخ الشاكي المذكور وزوج المرأة المذكورة. وتثبت الجناية المذكورة بالمكاتبة التي كلّفني السنيور ماتاي نايبكم بالمكان لنبلّغها لجنابكم. فالمرغوب من فضل جنابكم توجيه الشكاية المذكورة مع الحجايج اللازمة لجناب وزير الأمور الخارجية بالدولة التونسيّة ليقع في النازلة ما يقتضيه الحال. والمرأة مسعودة زوجة المتوفّي المذكور تطلب أيضا جميع الأضرار والخساير التي تترتّب بها من ذلك.
تعريب نسخة الحجّة الأولى وهي شهادة نائب قنصل الفرنسيس بصفاقس. أما بعد فإنه لمّا كان اليوم الثاني والعشرين من شهر مارس بعد زواله بستّ ساعات أتانا شالوم نطاف وأعلمنا بأنه أخاه ابراهم نطاف السمسار تغيّب من الساعة الثالثة بعد الزوال، ووقع التفتيش عليه فلم يُعثر عليه إلى الآن. فعند ذلك استدعينا السنيور ألفريد سولار الفرنساوي والسنيور لياه جيرح الطلياني وتوجّهنا معهم لمحلّ خليفة المكان حيث أن العامل كان غائبا إذ ذاك وأعلمنا الخليفة المذكور بفقد النفر المذكور وطلبنا منه مزيد البحث عليه بالبلد المذكور لعلّه يقع وجوده. فوجّه حالا الخليفة المذكور من أهل المخزن من يبحث عليه، وبينما كنّا هنالك في انتظار رجوع المخازنية المذكورين أخبرنا شالوم نطّاف أن أخاه المفقود المذكور كان في الأمس في كلام مع الحاج محمود النوري في شأن معاملة ماليّة في ذمّة زاكي ناطاف. وإن في أثناء يوم التاريخ رؤي المفقود المذكور مع الحاج محمود النوري المذكور يدوران بجهة البلد المعدّ لسكنى المسلمين قريبا من دار النوري المذكور، وحيث إن الإشارة المذكورة أوقعت لنا ريبة في الحاج محمود النوري المذكور طلبنا من الخليفة في أن يذهب، فجلب النفر المذكور إليه فوقع ذلك فسألنا المتّهم المذكور عن النفر المذكور فأنكر معرفته له كما أنكر توجّهه جهة حومة الافرنج في اليوم المذكور. والحال أن في أثناء السؤال المذكور قدم عدة شهود وأشهدوا بما يناقض قول الحاج النوري المذكور. وحيث أن هذا المتّهم أصرّ على إنكاره طلبنا من الخليفة وقوع التفتيش بداره وبمخازن والده التي هي له أيضا. فوجّه الخليفة شاوشا ومعه أهل المفقود وكثير من اليهود. وبينما كانوا هؤلاء الناس مشتغلين بالبحث المذكور كنّا نحن بمحلّ الخليفة نتلقّى شهادات أنفار آخرين بمحضر الخليفة والشهود الذين أتوا معنا وعدلين. وبينما كانت الساعة العاشرة من المساء إذا أتانا من أخبرنا أنه وجد ابراهم نطاف ميّتا بأحد مخازن والد الحاج حمّوده النوري المذكور المجاور لدار سكناه. فتوجّهنا حالا للمكان المذكور مع الشهود والعدلين وجمّ غفير من الناس. فوجدنا جثّة الهالك بالمخزن المذكور تحت بعض حصر وبقربه كلب مربوط، وقيل لنا أن المخزن المذكور وُجد مغلوقا وأن واحد الحاج النوري المذكور ادّعى ضياع مفتاحه منذ خمسة أو ستّة أيّام. فخلع بابه الشاوش عثمان، وبعد أن وقع الاشهاد بأن الجثّة المذكورة هي عين جثّة النفر المذكور تأمّل منها الطبيب المسلم الذي أتى به الخليفة فوجد بها عدّة جراحات بخنجر أو آلة أخرى تشبهه ووُجدت إحدى الركبتين مكسّرة وأن موت النفر المذكور ناشئ عن الجراحات المذكورة. فطلبنا حينئذ إيقاف الحاج النوري المذكور وأبيه ووجّهنا جثّة الميّت لمحلّ سكناه بحومة الافرنج. فوقع التأمّل منها ثانية من العدول والطبيب العربي والدوتور (دكتور) لافيت لمعاينة الجراحات بغاية التدقيق. وبعد كون ذلك كذلك كتبنا هذا التقرير وصحّحناه كما صحّح فيه الشاهدان اللذان أتيا معنا.
تعريب نسخة الشهادة الثانية: أما بعد، فإن نحن الواضعين أسماءنا عقب هذا الكتب ألفريد سولار وبول بييك الفرنساويين من تجّار صفاقس توجّهنا باستدعاء من نايب قنصلات فرنسا بصفاقس لمعاينة المخزن الذي وُجدت به جثّة المتوفّي ابراهم نطّاف. فوجدنا باب المخزن المذكور مخلوعا وإحدى فردتيه أزيلت ووجدنا بالفردة الباقية لسان كوبة يغلق مفتاح. ولم يزل اللسان المذكور راكبا بالكوبة المذكورة وعلى الحالة التي كان يلزم أن يكون عليها لما كان الباب كاملا وصحيحا ومغلوقا.
تعريب الدوتور (الدكتور) لافيت الطبيب: أما بعد فإن السنيور أدولف نيجينوا النايب عن نايب قنصلات فرنسا ببلد صفاقس استدعاني لإثبات موت ابراهم ناطاف اليهودي الجزيري من سكّان البلد المذكور ومعرفة علّة موته. فتوجّهت في 22 شهر التاريخ لدار القتيل المذكور بعد أن وقع الاتيان به من المخزن الذي وجد به ميّتا فوجدّته جثّة لا حياة فيها جافة وملوّثة دما وباردة، وعهد موته يقرب بين الستة إلى الثمانية ساعات وعند التأمّل منه وجدّت به سبع جراحات بآلة حادّة خرقت اللحم وشقّته وضربة أخرى بآلة أخرى أوقعت جرحا واسعا وكسّرت العظم وشقّت اللحم مع بعض ضربات أخرى خفيفة. فمن ذلك أربع ضربات بالعنق والضربة الرابعة بالعنق أيضا جهة الحلقوم. وكل من الضربات الأربعة المذكورة أضرّت بالمكان الذي مسّته، والجرح الخامس تحت الضلع السابع من الصدر المضنون أنه مسّ الكبد من جهة الريّة (الرئة) وأضرّ بالعرق المتّصل به. والجرح السداس في الظهر في الوسط بقرب السلسلة والمضنون أنه تخلّل الكرشة وشقّ الكلوة اليسرى. والجرح السابع في الفخذ الأيسر من جهته العليا نفذ من الجهة الأخرى لكنه غير مضرّ مع أنه طويل حيث أنه لم يمسّ إلا اللحم. وهذه الجروح السبعة كلها من نوع واحد قليلة الوسع ما عدى الجرح الرابع الذي بالحلق إذ وقع تدوير الآلة فيه. والساق اليمنى كادت أن تنفصل عن الفخذ من جهة الركبة ومن جهة الفخذ جرح عظيم وبها أثر تسطير وتشقيق بكثرة. وأما بقية الضربات الأخرى لما كانت خفيفة فإني لم أبيّنها. وحيث لم يتيسّر الشقّ على الجثّة المذكورة صار غير ممكن معرفة الأضرار الداخلية الناشئة عن الأجراح المذكورة، إلاّ أن من معاينة الجهات والجراحات الخارجية يمكن لي أن أستنتج منها بغاية التحقيق الأمور التالية: الأمر الأول أن موت ابراهم نطاف المذكور كان في اليوم 22 مارس بين الساعة الثالثة والساعة الرابعة بعد الزوال. الأمر الثاني أن موت المذكور ناشئ عن الجراحات المذكورة لا غير، الأمر الثالث أن أربعة من الجراحات المذكورة في الأقلّ هي من نوع الجراحات القتّالة، والجراحات الأخرى يتسبّب عنها الموت غالبا. الأمر الرابع لا يمكن أن الجراحات المذكورة تنسب إلى عارض سماوي حلّ بالنفر المذكور، وإنما هي من فعل فاعل قصد بها قتل الهالك. الأمر الخامس أن الجراحات السبع المذكورة واقعة بآلة واحدة أو بآلتين من نوع واحد وهي من نوع السبايل أو الخنجر القليل العرض المذبّب ذي جهة واحدة حادّة. الأمر السادس أن الجرح والضرب بالساق يظهر من حاله أنه وقع بعد موت الهالك بآلة ثقيلة إلا أنها ذات شوكة من أحد جهاتها. وللمكلّفين بالبحث عن الجناية أن يفسّروا السبب الذي أوجب أضرار الساق المذكورة بعد موت الهالك إلا أنه يمكن القول بأن المفعول بها يستدعي قوّة زايدة وتردّد الضربات"23.
وثيقة عدد 3
"الحمد الله. تعريب مكتوب للصدر الهمام جناب المولى الوزير الأكبر سيدي من مسيو رسطان المكلف بأمور دولة فرنسا وقنصلها الجنرال بتونس في 2 مايه 1876. أما بعد فإني أتشرّف بأن أوجّه لجنابكم نسخة من شكاية ثانية وردت لي من السنيور شالوم ناطاف وكيل المرأة مسعودة زوجة ابراهم ناطاف المتوفّي وهي شكاية تابعة لشكايتها الأولى بالحاج محمد النوري وبابنه الحاج محمود. فالمرغوب من فضل جنابكم صدور إذنكم الكريم بما يلزم في النازلة. تعريب نسخة الشكاية المذكورة: أما بعد فإنه لازال لم يقع شيء في شأن الشكاية الموجّهة على يدكم لجناب الوزير الأكبر بدولة المعظّم الباي المؤرّخة في 3 أبريل. وحيث أنّ المتّهمين في النازلة وهما الحاج محمد النوري وابنه الحاج محمود موقوفين بزندالة باردو منذ ثلاثة جمعات فإني أرغب من فضل جنابكم توجيه هذه الشكاية الثانية لجناب الوزير المشار إليه ليقع التأمّل في النازلة"24.
وثيقة عدد 4
"الحمد الله. تلغراف من عامل صفاقس إلى الصدر الهمام المولى الوزير الأكبر جناب سيدي أدام الله علاه. بلغني تلغراف السيادة في شأن قتّالة ابراهم نطاف. ومن النهار الأول الذي وقع فيه هذا القتل نايب قنصل فرنسا بالمكان طلب تقريرهما، فجعلت واحد منهم مسجون بالقصبة والثاني سجنته في بيت من بيوت محلّ الحكم بالمكان. وإني وجّهت الحاج أحمد النوري صحبة خمسة مخازنيّة. وأما باقيهم سنوجّههم على طريق البحر طبق إذن السيادة. 7 ربيع الأول 1293 (2 أفريل 1876)"25.
وثيقة عدد 5
"الحمد الله. صلّى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلّم. الصدر الهمام الأرفع أمير الأمراء جناب مولانا الوزير الأكبر سيدي خير الدين أدام الله تعالى حراسته. أما بعد السلام عليكم ورحمة الله فإنّ نايب قنصل الانقليز بصفاقس خاطبنا بمكتوب منه تضمّن أن أناسا من رعايا دولته لهم قبل اليهودي ابراهم ابن الربي وهو الذي وُجد مقتولا بمخزن الحاج أحمد النوري دينا قدره 2115.5 ريالا، ولمّا بلغهم موته كتبوا بريتستوا على الذي يثبت عليه الحقّ حسبما وجّهنا لجناب وزارتكم طيّ هذا المكتوب المذكور والبريتيستو (وثيقة الاحتجاج) بنفسه ليطّلع على ذلك جنابكم ونطلب الإرشاد بما يكون جوابنا في النازلة. ودمتم في حفظ الله. والسلام من أمير اللوا(ء) محمد الرشيد عامل صفاقس عفي عنه في 7 ربيع الأنور 1293 (2 أفريل 1876)"26.
وثيقة عدد 6
"الحمد الله. بعد أن كان بعد مغرب يوم الأربعة (الأربعاء) السادس والعشرين من شهر التاريخ قدم المحترم دولفو نايبا عن نايب قنصل الفرنسيس بصفاقس في التاريخ إلى الأجلّ الوجيه السيد محمد عبد المولى النايب خلافة عن الأعزّ المنتخب أمير اللواء سي عبد الله السيد محمد رشيد عامل صفاقس في التاريخ وأخبره أن يهودي من رعايا الفرنسيس يقال له ابراهم ناطاف السمسار صناعة فُقد في ذلك اليوم من الساعة الثالثة بعد الزوال وذلك أنه أتاه أخوه الربّي شلومو في الساعة الخامسة بعد الزوال وأخبره بفقد أخيه في الوقت المذكور، وطلب منه البحث عن اليهودي المفقود وذلك بمحضر جماعة من اليهود. ثمّ ذكر النايب عن القنصل المذكور أنه بلغه أن ابراهم ناطاف المذكور قبل نصف النهار توجّه إلى دار زاكي ناطاف ليجعل معاملة بينه وبين الحاج محمود النوري. ومن ذلك التاريخ لم يظهر. فقد وجّه الخليفة المذكور أناسا للبحث، كما وجّه أحد أتباعه لإحضار الحاج محمود النوري، فحضر هو ووالده لدى السيّد الخليفة المذكور بمحضر شهيداه بالاستدعاء من المذكور، وقرّر النايب عن القنصل المذكور مقالته المذكورة لشهيديه، ثم سيل (سُئل) الحاج محمود النوري عن السمسار المذكور وأجاب بالإنكار بمعرفته عن اليهودي وأنه ليس بينهما كلام في معاملة أصلا. ثمّ أُعيد السؤال عليه ثانيا قال رآه في باب الديوان داخل البلد المذكور فأُعيد عليه السؤال ثالثا فأنكر، ولمّا رآه السيد الخليفة المذكور اضطرب في الجواب استفسر من اليهود الحاضرين هل منكم من رآه معه، قال: نعم. وأشهد اليهودي سعيد بن موسى علوش بأنه التقيا بالربّي شلومو في ذلك اليوم وخاطبه بأن أخيه ابراهم السمسار المذكور...جعل معاملة للحاج محمود النوري ويرهن له أدباش عند زاكي ناطاف. فبينما هو كذلك إذ مرّ بهما اليهودي المذكور وصحبته الحاج محمود المذكور ودخلا جميعا للبلاد وذلك بعد الزوال. كما أشهد اليهودي فريجة...أنّه وقع عصر ذلك اليوم مرّ أمام دار الزواري قرب زاوية الشيخ المزار سيدي علي النوري هو واليهودي ساسي بن نفيني فوجد الحاج محمود النوري واليهودي ابراهم المذكوران واقفان معا الأول يخاطب الثاني بقوله: ما عملت في السبوبه. وحضر ساسي المذكور وشهد بمثل ما أشهد به مسفييد المذكور. وكما شهد اليهودي حاييم بن شمويل الجنزوري بأنه عاين الحاج محمود المذكور واليهودي ابراهم المذكور قرب نصف نهار اليوم المذكور بزنقة دار العليّ بالربط المذكور. وكما أشهد اليهودي نانوا بن عميرة بن راحمين عمران أنه قبل نصف النهار في ذلك اليوم وجد الحاج محمود النوري واليهودي ابراهم المذكوران بالربض القبلي وخاطبه الحاج محمود المذكور بأن يقل لوالده يدفع له خمسمائة ريال وبتسعمائة ريال. وذهب هو واليهودي ابراهم المذكور لدار المركانتي زاكي ناطاف. وكما تحرّرت الشهادة من الأنفار المذكورين ووقع الاضطراب في جواب الحاج محمود النوري المذكور واعترته حالة داخ (أُغمي عليه) بسببها وتقيّا (أي تقيّء) طلب نايب القنصل المذكور توجيه أناسا لتفتيش داره وما حولها من الأماكن وجعل حرّاس على الدار المذكورة حتى تبيّن التحقيق في النازلة. فأجابه لذلك ووجّه نسوة منهنّ يهوديّات ومسلمات لتفتيش الدار وأناس من أولياء المفقود وأتباع السيد العامل المذكور ومشايخ البلد...لتفتيش الأماكن الكائنة خارج الدار. فبدأوا بتفتيش داخل الدار ففتّشوها وانفصلوا ثمّ أتوا إلى الأماكن التي خارجها وهي زوج مخازن أحدهما معدّ للأضياف والثاني معدّ لوضع الدواب. فبدأوا بأحدهما فلم يجدوا فيه شيئا، ثمّ أتوا للمخزن الثاني وذلك كلّه بمصاحبة الأجل الشيخ الحاج أحمد حامد النوري ربّ الدار والمخازن المذكورة. فسألوه عن مفتاح المخزن الأخير المذكور فأجاب أنه ضلّ له منذ خمسة أيام أو ستّة. فعندها عمد الشاوش عثمان تابع السيد العامل واللواجة واليهود الحاضرين هناك لتفتيش وسطه فوجدوا بداخله اليهودي المفقود ميّتا ومغطّى بشارية، فبقي أناس منهم بالمخزن يحرسونه وأناس رجعوا إلى الخليفة ليعلموه بذلك بمحضر شهيديه، توجّه شهيداه إلى المخزن المذكور صحبة المشايخ ومن معهم والطبيب محمد شيخ روحه لمعاينة من ذكر كيف ذكر، فوجدناه مثل قرّر ميّتا لا روح فيه، فقلّبه الطبيب المذكور فوجد ضربة برأسه تحت وذنه اليمنى والثانية برقبته والثالثة تحت كتفه الأيمن والرابعة تحت كتفه الأيسر كلّ ذلك بخنجر، والضربة التي على كتفه الأيمن...ركبته اليمنى مكسّرة محطّمة وبه أثر خنق...وفي صبيحة يوم الخميس السابع والعشرين من الشهر المذكور أحضر الأعزّ المنتخب أمير اللواء السيد محمد الرشيد عامل البلد المذكور شهيديه لتقرير النازلة بمحضره ومحضر النايب عن نايب القنصل المذكور وأذن بالتوجّه للمخزن الذي وجد فيه القتيل للبحث عن حوايجه وعمّا يوجد في ذلك المخزن من الآلات المعدة للقتل وغيرها. فتوجّه شهيداه صحبة الشاوش عثمان المذكور وأناس من أولياء القتيل وحلّ الجميع بالمخزن المذكور، فوجدت محرمة مصرورة بداخلها برنوص قديم وشاشية حمره وكشطه حرير كحله وعرّاقية وكنتره والبرنوص به أثر دم. ذكر المتوجّهون من أولياء القديم أنهم أدباشه...ثم حضر المركانتي زاكي نطاف وسُئل عما شهد نانو المذكور من رؤيته للحاج محمود النوري واليهودي القتيل المذكور داخلين لدارك. فأجاب أن اليهودي ابراهم المذكور أتاه أوّل أمس وهو الخامس والعشرين من شهر التاريخ قبل الزوال بثلاثة ساعات وخاطبه على أن يرهن أدباشا فسأله عن الأدباش ما هي ولمن. فأجابه أنها زوج مقياس بالأحجار وخلخال ذهب ومشاطح ذهب. قال: فقلت له اذهب آيتيني بما ذكر لنقلّب جميعها فذهب من عنده ولم يصرّح له باسم الراهن ولم يعرف ما السبب في إكتامه إيّاه. ثم رجع له قريب الزوال وأخبره أن تلك النازلة لم تثبت له رجع له في اليوم الذي بعده وهو يوم الأربعاء السادس والعشرين من الشهر المذكور وقال له احضر الدراهم التي كنت خاطبنا عنها أمس التاريخ، فأجبته بمثل اليوم الأوّل بقولي آتيني بالرهنيّة لنقلّبها وخوذ الدراهم.، فغاب برهة ثم رجع مسرورا قال أن الرجل الذي يريد الرهنيّة أتى بنفسه معه الأدباش المراد رهنها. فسألته عن اسمه وأين هو أجاب أنه ولد النوري وقريب يجي (يأتي). ثم أشار إلى رجل تجاوز الدار التي واقفين أمامها وقال هو ذا الرجل أدخل إلى الدار حتّى آتيك به. فدخلت ولحقني السمسار المذكور وقال لي إنه لم يأتي بالأمانة الآن، ثم خرج له ورجع ذاكرا أن الرجل قال آتيني بالدراهم في يدك إلى سوق اليهود وخذ الرهنيّة هناك وفيه يقع الانفصال. فأجبته لذلك. وذهب هو والراهن إلى البلد ولحقته أنا بعد برهة بدراهمي إلى المكان المذكور فلم نجده ولم نراه من ذاك الوقت إلى الآن. وبعد ذلك أحضر السيد العامل المذكور والأجلّ الحاج أحمد النوري والد المشهود عليه وسأله عن وقوع هاته النازلة بمخزنه، وهل عنده علم بشيء منها. أجاب بالإنكار التام في جميع ذلك وأنه لا يعرف من الفاعل. فسأله عن مفتاح المخزن الذي كان ادّعى ضياعه قال إنه ضاع من صبيحة أمس، وأنه كان سأل عنه ابنه الحاج محمود المذكور لمّا فقده وذلك بقصد أن يضع حمارا له أين ذكر، فادّعى ضياعه، فتركنا الحمار بايتا بالشارع، مع أن الحمار المذكور لم يبت خارج المخزن المذكور إلا في الليلة المذكورة. وأما الليلة التي قبلها هو بايت بالمخزن وقفلت عليه بنفسي ورفعت المفتاح إلى داري. ولما قمت صبيحة اليوم وهو يوم الأربعاء لم نجد المفتاح ولا عرفت من أخذه من الدار ولعلّه الكوّاش فإنه متعوّد يأخذه من الدار. فأحضر محمد بن الحاج محمد المصراطي صانع الكوّاش المذكور الذي ذكره بالكوشة قرب زاوية الشيخ النوري أمام المخزن الذي وُجد فيه القتيل. سئل عن المفتاح أجاب أنه ليس أخذه وأن الأجلّ الحاج أحمد النوري خاطبه في الليلة السابقة عن الليلة التي وجد فيها القتيل بمخزنه بأن يبيت له حمار بالكوشة المذكورة حيث مفتاح المخزن ضلّ لهم، وناكره في ذلك الحاج أحمد النوري المذكور بأن لا وجود لهذا الكلام أصلا، فخاطبه أيضا هل سمع حسّا بالمخزن المذكور يشعر بالقتل حيث كان قريبا من كوشته، وهل يعرف للحاج أحمد المذكور خدّام. أجاب بلا في الفصلين. ثم سئل الحاج أحمد النوري المذكور هل له خدّام، قال نعم لي خدّام شوشان إلا أنه متغيّب منذ خمسة أيّام فارطة يرعى الجمال بالجواني قرب سيدي صالح. ومن وقت خروجه لم يرجع إلى الآن، فوجّه السيّد العامل أناسا من أتباعه لإحضار الشوشان المذكور. ثم أحضر الحاج محمود المتّهم وسأله السيّد العامل عن النازلة، أجاب بالإنكار التام في جميع ما ذكر وأنه لم يجتمع باليهودي المذكور أمس التاريخ ولا في اليوم الذي قبله. غير أنه مار أمام حانوت يهودي كائن بسوق الكمّادين إذ كلّمه من هناك يهودي بقوله مساء الخير، هذا في أوّل أمس، فردّ عليه هل هو يعرفه (؟)، قال لا بل أجبته ولا أدري من هو ولا أعرف اسمه. ثم حضر محمد بن عبد الله الحزامي وقاسم بن محمد الشرباجي كلاهما من أتباع السيد العامل المذكور وأشهدوا أنهما رأيا الحاج محمود واليهودي السمسار القتيل المذكور خارجين معا وهما داخلين في باب الديوان للبلد وقت عصر اليوم الأربعاء، فسئل هل رأياه يتحدّثان بالطريق، قالا لا. فناكرهما الحاج محمود المذكور في ذلك وادّعى لعلّها مصاحبة طريق من غير قصد. ثم سئل عن المخزن المذكور ومن أي أتاه هذا القتيل والحال أنه مقفول ومفتاحه عندكم. أجاب أنهم متعوّدون بوضع مفتاحه بالكوشة الكاينة هناك وغير غير الكوشة المقابلة للمخزن المذكور ويقفلونه بالخمسة أيّام أو أكثر ولا علم له بضياعه قبل أمس. فسُئل كيف كان ضياعه قبل أمس فقال لا أعلم ولا أخذته ولا دخلت للمخزن منذ أيّام. ثمّ أحضر الحاج محمد بن الحاج محمد الفريخة الكوّاش بالكوشة التي وُضع المفتاح فيها وسُئل عنه، أجاب أن التحقيق في هذا يعرفه ابني لملازمته في الكوشة. فحضر ابنه محمد فسُئل فأجاب أنه تارة يتركون عندهم مفتاح الزوج مخازن وتارة لا يتركونه. وأنه في كلّ عشيّة من الأيّام الفارطة يشتري لهم الحشيش ويأتي به إلى الحمار للمخزن المذكور ويربط المذكور بالمخزن المذكور ويصلحه ويدفع مفتاحه لدار الحاج أحمد النوري هذا إلاّ إذا كان الخدّام متغيّب. وفي صبيحة أمس وهو اليوم الذي فُقد فيه اليهودي المذكور وجد الحمار مربوط خارج المخزن المذكور ولا يعرف من خرّجه منه. فسئل المدّعي عليهما عمّن خرّج الحمار المذكور من المخزن المذكور صبيحة ذلك اليوم أجابا أنهما لم يعرفو والحال أن المفتاح مفقود. وفي إشهاد ابن الكواش أن الحاج أحمد المذكور أمره بأن يأتي الحشيش (العشب) من المخزن المعدّ للأضياف (الضيوف) ويعطيه الحمار. وفي صبيحة ذلك اليوم الذي وُجد مربوطا خارج المخزن ففعل لا يعلم ما وراء ذلك. ثم سأل السيّد العامل الحاج أحمد المذكور هل له خدّامة بالدار لنسألوهم عن المفتاح من أخذه وخرّج الحمار، قال نعم. فوجّه العامل المذكور الحاج عبد العزيز المرّاكشي الشاوش حفيظ زاوية الشيخ النوري ومعه سعيد ملاك تابع السيد العامل وترجمان قنصل الفرنسيس هو بوبكر العايدي بقصد الاستفسار. فتوجّهوا ثم رجعوا وذكروا أنهم أجيبوا من داخل الدّار عن سؤالهم من أنّهم لم يعطوا المفتاح المذكور إلى أحد أتاهم يسأل عنه أمس التاريخ خلافا للأيّام قبله فإن كلّ من يطلبه يأخذه، سواء كان طرّاحا أو غيره. ولمّا كانت الجراحات التي ببدن الميّت ذكر الطبيب المذكور أنها ضربات ادّعى اليهودي عميره بن رحمين عمران أن الحاج محمد المذكور عنده زوج خناجر...وكلاهما بوسط عكّاز كان يعكز عليهما. فأجابه الحاج محمود المذكور بنعم كان عنده ما ذكر إلاّ أنّ أحدهما فرّط فيها والأخرى لازالت عنده وهي التي بداره معلّقة بشاطاز السلام. فوجّه السيّد العامل المذكور لداره الأنفار الذي كانوا توجّهوا للاستفسار عن المفتاح فرجعوا ولم يأتوا بالخنجر المذكور، على أن أهل الدار أجابوهم ليست موجودة البتّة بعد البحث عنها. فأذن السيّد العامل فتوجّه شهيديه لتفتيش الدار عن الخنجر صحبة المذكورين أعلاه والعدل محمد النوري أخ الحاج أحمد المذكور واليهودي حاي بن الربّي قريب القتيل المذكور. ولمّا حلّ الجميع بالدار المذكورة وقع البحث بالدار المذكورة على الخنجر المذكور فلم يقع العثور عليه؟ ثمّ عرض على المدّعي عليهما الفأس الذي وُجد بالمخزن المذكور وبه أثر دمّ، هل هذا لكما أم لا. أجابا بإنكاره وأنهما ليسا يعرفاه قبل هذا اليوم. سعى السيد العامل المذكور في البحث عن الفأس لمن هو ثم حضر لدى السيّد العامل شهيديه يوم الجمعة يوم الثامن والعشرين من شهر التاريخ وأحضر الشوشان خدّام الحاج أحمد النوري الذي تقدّم ذكره يرعى بالجمال. سأل عن اسمه قال هو سالم بن سعد الجربي عتيق الحاج محمد بن سليمان من أهل السوق. كما سُئل عن مغيبه لماذا متغيّب، أجاب أنه كان قبل التاريخ سارحا بجمال سيّده المذكور، ولمّا فرغ من الرعي بها أتاه صبيحة يوم الثلاث (الثلاثاء) الفارط وأخبره بقلّة الرعي هناك، فأمره بأن يأتي بالجمال فرجع من حيث جاء وأتى بالجمال إلى صفاقس لدار سيّده، وتغدّا (أكل) من هناك ثمّ أمره سيّده بالذهاب بالجمال المذكورة إلى حيازة الحاج حسين الجلّولي الكائنة قرب سيدي صالح. فامتثل لأمره وخرج بالجمال إلى أين ذكر. كلّ ذلك في يوم واحد. ولما خرج من هنا أول ليلة بات بجبّان الحاج حسين المذكور. والليلة التي تليها وصلوا إلى الحيازة وباتوا بها. وفي اليوم الثالث وهو أمس يوم الخميس أتوه المخازنيّة فأتى معهم، ثم سأله السيّد العامل عمّن يكسّر الحطب إلى دار سيّده، قال: لا أعلم. ثم قال له هل لسيّدك فأس تعرفه، قال نعم. فسئل هل تعرفه قال بلى. فطلب منه أن يصفه قبل أن يراه، فقال إنه فأس كبير ويده غليظة ومن جهة الفم اعوجاج...فأحضر له الفأس فقال هذا هو الذي وصفت. ثم سأله عن اليوم الذي قدم فيه من الغربيه هل أخذ شيئا من المخزن وهل المخزن المذكور مفتوح في ذلك اليوم أم لا. أجاب أن الحاج محمود النوري هو الذي يفتح له المخزن المذكور وأنه رفع منه الزرع شواري ولم يترك فيه إلاّ زنبيل ومعلف. ثمّ سئل هل هناك شواري غير الذي رفعت، قال لا أعرف لعدم اعتناءه بذلك. ثم حضر الحاج حسين بن الحاج علي الجلّولي الذي ذكر الشوشان أنه توجّه لحيازه فسئل عمّا قاله المذكور، أجاب أن المذكور خرج يوم الثلاثاء من صفاقس بجمال مصحوبا بها مثل ما قرّر وصحبته خدّام قرقني وأنا صحبتهما إلى هناك. واحتجّ أنه وقع الكلام في شأن خروج الجمال لحيازة المذكور في اليوم المذكور بيني وبين الحاج أحمد النوري بمحضر عدلين وهما الحاج أحمد بن الحاج سعيد والحاج محمود الملي، فأحضرهما السيد العامل سألهما، فالأول ذكر أنه ضلّ عليه ونسي اليوم ذكر فيه الكلام، والثاني أجاب أنه يوم الثلاثاء الفارط الذي هو اليوم الخامس والعشرين من الشهر واحتج أن سبب اجتماعهما بالحاج أحمد النوري المذكور هي محاسبة كانت وقعت بينه وبين كوّاش على يدهما في ذلك اليوم، وكان حضر معهم إبراهيم بن محمد معلى، فأحضر وسُئل عن اليوم الذي وقع فيه الكلام على خروج الجمال إلى حيازة الحاج حسين الجلولي المذكور، قال هو يوم الأربعاء، ثم وقع له تردّد أهو يوم الأربعاء أم ليله. وبقي يتردّد برهة ثم قطع بأنه يوم الأربعاء. وبعد ذلك أحضرت المحاسبة التي استشهد بها أحد العدلين المذكورين فوجد تاريخها الخامس والعشرين من الشهر الذي هو الثلاثاء. ثم سُئل الشوشان المذكور هل يعرف محمد المصراطي الكوّاش المذكور قال نعرفه، ويوم الذي خرجت بالجمال أخذت منه الخبز. فأُحضر الكوّاش المذكور وسُئل ثانيا هل يعرف خدّاما الحاج أحمد النوري المذكوره، قال نعرف شوشان هو الآن متغيّب من خمسة أيام أو ستّة لأن استرى منّي ثلاثة خبزات واستشهد بأنفال حاضرين طرّاحه وغيرهم...فأحضرهم (أي الطرّاحة) السيد العامل وسألهم فأنكر بعضهم معرفة النازلة وبعضهم قال إنه حاضر لشراء الخبز من نحو ستة أيام أو سبعة. ثم حضر محمد شهر غروده بن بلقاسم العامري وشهد أن الشوشان المذكور كان عنده بالغربيّة وصحبته جمال الحاج أحمد النوري ومعه خدّام آخر للمذكور يُقال له حسن بن البحري القرقني الرملي وتوجّهوا من الغربية إلى صفاقس يوم الاثنين الفارط وصحبته الجمال رافعين عليها الحطب، ثم حضر الخدّام القرقني المذكور وعرض عليه الفأس فعرفه وقال هو للحاج أحمد النوري المذكور وكنت أعرفه عندهم بالحوايز ثم أتوا به وأبقوه عندهم بالدار. فسئل عن اليوم الذي توجّهوا فيه هو والشوشان...يوم الثلاثاء من هنا خرجنا عشيّة وبتنا في ضلال الحاج حسين المذكور، وفي الليلة التي بعدها بتنا بالحوايز وفي الليلة بعدها وهي البارحة قدموا لنا المخازنية وجلبونا إلى هنا. الحاصل أن كلامه وكلام الشوشان المذكور كلاما واحدا. ثم سُئل الخدّام القرقني فهل خرج معهما أحد، قال رجل طرابلسي لا أعرف اسمه كان يخدم عند سيدي، ولما أردنا الخروج بالجمال قال هو قاصد السفر إلى طرابلس أيضا حيث لم يجد منفعة عند سيده ومراده بالسفر في ذلك اليوم. ثم حضر الحاج علي ابن الحاج أحمد المغربي العسّاس بباب الجبلي وسئل هل رأى الوصيف المذكور خارج من باب الجبلي في هاته المرّة، ذكر أنه رآه صبيحة يوم الأربعاء خارج هو وسيده من الباب المذكور، فعندها وجّه السيد العامل المغربي المذكور وتابعه الشاوش عثمان إلى الحاج أحمد النوري لينظر هل هو الذي رآه أم لا. فتوجّها رآه المغربي قال هذا الذي رأيته، وناكره الحاج أحمد النوري في خروجه يوم الأربعاء من الباب. بلغ هذا الكلام عند الشوشان عثمان. ثم سئل المغربي العساس هل رآه عساسه الباب الذي معك، قال لا يعلم هل رآه أم لا. وبعد ذلك أُحضر بيد الحاج أحمد النوري المذكور وسُئل عما شهد به المغربي العساس أنكر ذلك وقال أن الخدام سافر بالجمال يوم الاثنين أو يوم الثلاثاء، وفي يوم الجمعة المذكور ادّعى بعض أقارب اليهودي القتيل بأن لهم أناس منهم يشهدون بأن الحاج أحمد المذكور أتى إلى الربض القبلي في هاته الأيام الفارطه يسأل عنه، وطلبوا منه تقرير شهادتهم. فأجابهم لذلك بعد أن سأل الحاج أحمد النوري المذكور بقوله: هل تعرف اليهودي القتيل وهل خرجت للربض تسأل عنه وتفتّش عليه قبل التاريخ(؟). قال لا أعرفه أصلا. حضر لدى شهيديه اليهودي ابراهم بن لياه عيدان واليهودي هوده بن شلومو بيرص وقبرييل غلولي القهواجي صناعة بقهوة اليهود قرب الباب الشرقي وشمويل بن شلومو براملي. فالأول شهد أن الحاج أحمد النوري التقايا به في يوم الاثنين الفارط وهو جالس بحانوته، قال له إن وجدّت السمسار ابراهم ناطاف أرسله لي لأجل عندي ما نتكلّم معه. والثاني أشهد أنه كان جالس بقهوة اليهود المذكورة يوم الثلاثاء الفارط بعد الزوال إذ أتاه الحاج محمود النوري وسأله عن السمسار المذكور فقال له لا علم له به. ثم بعد برهة أتاه والده الحاج أحمد المذكور وسأل عن السمسار أيضا. والثالث أشهد بما شهدوا الذي قبله. وقال إنه لم يعرفهما وقت السؤال. وبعد ذهابه من عنده استفسر من هو حاضر بالقهوة من اليهود فقالوا له هو الحاج أحمد النوري وولده الحاج محمود المذكورين. والثالث أشهد كذلك إلا أنه لم يعرفهما معرفة تامّة بل معرفة ذات. وبعد تقرير الشهادة المذكورة أحضر السيد العامل المذكور الحاج عبد العزيز المذكور بوسط زاوية جدّ المتّهمين المذكورين وسأله عن الرجل الطرابلسي الذي كان يخدم عند الحاج أحمد النوري المذكور، قال كان مقيم عنده، ومن الأربعاء الذي وقعت فيه الكاينة لم يظهر إلى الآن. فسعى السيد العامل في البحث عنه فلم يجد له أثر.
وقع تقرير النازلة المسطّرة بهذا التقرير بالمواطن الثلاثة لدى شهيديه، الموطن الأول بحانوت الخليفة المذكور ليلا لمغيب السيد العامل بجنانه. والموطنين بعده بمجلس السيد العامل...المعدّ لفصل النوازل لديه حسبنا يضع ختمه هنا...26 صفر 1293 (23 مارس 1876)"27.
وثيقة عدد 7
"الحمد الله. تعريب مكتوب ورد من قنصلات فرنسا بالحاضرة لوزارة الخارجية موجّها من قنصلات فرنسا بصفاقس صادر لها من مسعودة ناطاف زوج القتيل، محوّله نصه: ...فإنه مراعاة للضرر الذي يحصل للأيتام من عجم قبولها المبلغ الذي سمح به أهل صفاقس مصالحة عن دم أبيهم المقتول هناك مع أن أوصياءه الأيتام وأقاربهم أعلنوا بقبوله، ونظرا أيضا لفقر الأيتام أنفسهم حالة كونهم عايشين بأجناب أقاربهم وأشير على كاتبه بقبول المصالحة. فبناء على ذلك لم يكن لها بدّ من قبول المبلغ المصالح به وتقف عندما اتّفق عليه أوصياء الأيتام المذكورين وذلك بأن تشكر مروءة أهل صفاقس وتصفح عن الحاج أحمد النوري المسجون الآن بتونس. وإنها عن نفسها وولديها تشكر مساعدة نايب قنصل الفرنسيس المذكور إلخ. وبه شهادة الربّي رافاييل شالوم حاي كوهين بأنها وقّعت بخطّ يدها على الحجّة الأصلية ويليه شهادة أخيها يونه كوهين بما ذكرتم شهادة نايب قنصل فرنسا بصفاقس، بأن هذه نسخة مطابقة للأصل مصحّحة من نايب القنصل هناك. وهذا المكتوب وتعريبه...المؤرخ في رجب 1293 (جويلية 1876) لطلب سراحه"28.
وثيقة عدد 8
"الصدر الهمّام...مولانا الوزير الأكبر سيدي خير الدين...وافانا تلغرافكم...وبمقتضاه وجّهنا الحاج أحمد النوري عن طريق البرّ وصحبته شاوش وأربعة مخازنيّة وأوصيناهم بردّ البال والتحفّظ عنه بالطريق، أما ابنه وبقيّة الأنفار يقدمون في البحر قريبا طبق ما أمرتم بالتلغراف...7 ربيع الأنور 1293 (2 أفريل 1876)"29.
وثيقة عدد 9
"النفر الطرابلسي...نبحث عنه...اسمه محمد وصفاته أحمر اللون عوسج اللحية بوجهه نمش ربعه القامة...الذي بلغني في شأن المذكور أنه كان أجيرا عند أحمد النوري، وبعد وجود اليهودي المذكور قتيلا وقع السؤال على الطرابلسي المذكور والبحث عنه فلم يوجد...24 جمادى الأول 1293 (17 جوان 1876)"30.
وثيقة عدد 10
"تلغراف من عامل صفاقس إلى الصدر الهمام المولى الوزير الأكبر...بأني سألت الكوّاش الذي كنت عرّفت عليه جناب السيادة في شأن نازلة الطرابلسي خديم الشيخ النوري فأجابني بأنه ليس يعلم في أيّ وقت وقع مغيبه حيث الطرابلسي المذكور ما يظهر بالكوشة إلا في قليل الأوقات. في 29 جمادى الأول 1293 (22 جوان 1876)"31.
وثيقة عدد 11
"الحمد الله. مجلس يوم الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1293 (21 جوان 1876). أسئلة للحاج محمود النوري:
1.حضر الحاج محمود المذكور وذكر أنه يوم آخر أربعة من صفر خرج من داره قبل الزوال بأربعة ساعات وتوجّه للمدرسة وقرأ بها درسا على الشيخ السيد محمود القطاري. وخرج من المدرسة قبل الزوال بثلاث ساعات توجّه للجامع الأعظم، وقرأ هناك درسا على الشيخ السيّد عبد السلام الشرفي. ومكث هناك ينتظر قدوم الشيخ أحمد المزيد، فقرأ عليه درسا، وفرغ من القراءة عند الزوال. ثمّ توجّه من الجامع إلى المدرسة الحسينيّة مع غيره من الطلبة فقرأ درسا آخر على الشيخ محمود القطاري المذكور وصلّى الظهر مع الشيخ32، وخرج من المدرسة ماضي ساعة ونصف. فرجع إلى محلّه، ثم خرج من محلّه قبل العصر بساعة وربع وتوجّه إلى الجامع الأعظم فقرأ درسا على الشيخ أحمد المذكور، ففرغ منه عند صلاة العصر، وبعد الصلاة قرأ درس البخاري على الشيخ عبد السلام الشرفي إمام الجامع، ومكث ينظر درسه الذي يريد قراءته بالليل ولم يخرج من الجامع إلا قبل الغروب بنحو ساعة غير ثلث إلى نصف ساعة تقريبا، توجّه لمحلّه ومكث به. فقدم والده وأرسله للحاج محمد كمّون يأتيه بزجاجة كلّفه بأن يضع له فيها شيئا من زيت...تسلّم منه ما ذكر وبلغه لوالده، ولما وصل الدار أذّن المغرب فصلّى المغرب بجدّه وأهله إماما ولما فرغ من الصلاة بقي مكانه إلى أن قدم والده أخبره بأن الخليفة يدعوه فتوجّه له. ولما قابله فقال له هذا اليهودي تعرفوشي، فأجابه أي اليهودي تسأل عنه. فصار يصفه له بأوصاف عينها له، فأجابه بأن المعرفة لا يعرفه، وأما صاحب هذه الأوصاف يمكن يعقله. فوجّه الخليفة أناسا ليزدموا على حرمهم ويفّتشوه فلمّا سمع ذلك أغمي عليه وبقي ملقى هناك، وتوجّه معهم والده فدخلوا على الحرم وفتحوا ساير الأماكن حتى من صناديق ثيابهم أفرغوها، وحرسهم ينتقل من بيت إلى بيت إلى أن خرجوا. وبموجب ذلك ضاع لهم أشياء كثيرة...فأذن الخليفة بتوجيهم للسجن ومكّن بهم أتباعه، فقبضوا على يديه بمحارم، كلّ مسكه من يده، والآخر من كتفه الأيمن وآخر من الأيسر" ومعه والده و"قرنوا بسلسلة ودقّت إلى الحائط قصيرة وبقوا(أي جلسوا) على الرخام، حتّى أنّهم طلبوا حصيرا لجلوسهم من الأنباشي علي بن حميده فلم يأذن بإعطائهم ذلك. وذكر أنه لمّا أُحضر لدى العامل صبيحة يوم الخميس لم يتذكّر ما وقع بينهما من الكلام إلا أن العامل سأله هل تعرف اليهودي القتيل (؟)ـ قال نعم نعقله، فسأله عن خنجري كان اشتراهما، فأجابه بأنه واحد اشتراها ابنه والثاني موضوع في بيته بشاطال السلاح، فوجّه لجلبهم فلم يوجد، وذكر أنّه ضاع من جملة ما ضاع من الدار. سأل هل وقع من والده عليه غيظ، أجاب بأنه في العام الماضي كان طلب من والده شراء فرس...فلم يسعفه لذلك...رهن فيه مقياس بالحجار...فسمع والده بذلك في الحين، فغضب عليه ورجع الفرس والدراهم لصاحبها وتسلّم منه المقياس رجّعه لداره"33.
وثيقة عدد 12
"الحمد الله. سؤالات (أسئلة) للحاج محمود النوري. هل يعرف ابراهم نطّاف السمسار أم لا يعرف ذاته ولا اسمه (؟): أجاب عنه بأنّه لا وصف له قال ممكن يعرفه وأنه لا خلطة له به ولا يطبق اسمه على ذاته.
ومن كان مصاحبا له عند الدخول للبلد يوم الأربعاء 26 صفر في باب الديوان وفي أيّ وقت كان ذلك وهل رأى أحد من اليهود (؟). أجاب أنه لم يخرج أصلا يومها من باب الديوان وأما اليوم الذي قبله وهو يوم الثلاثاء فقد خرج لباب الديوان ولا يتذكّر أنه عرضه يهودي الذي وصف له أم لا.
من اليهودي الذي سلم عليه بسوق الكمّادين (؟). أجاب بأنه سلّم عليه يهودي ولا يعرف اسمه ولو يراه مرة أخرى يعرفه ولا يتذكّر أن ذلك وقع يوم الأربعاء أو يوم الثلاثاء.
هل توجّه في اليوم المذكور لقهوة اليهود للسؤال عن أحد أم لا (؟). أجاب بأنه لم يتوجّه لها أصلا.
من قفل المخزن ليلة يوم الأربعاء المذكور (؟). أجاب بأنه لا يعلم وليس له عمل فيه.
في أيّ وقت فُقد مفتاح المخزن ومن أيّ مكان فقد وهل وقع البحث عنه أم لا ومن سألوه عنه (؟). أجاب بأنه لا يعلم شيئا من ذلك.
لمن الكلب الذي وُجد بالمخزن ومن أيّ وقت كان بالمخزن وهل تفقّدوه بالأكل والشرب ذلك اليوم أم لا (؟). أجاب بأنه لا علم له بالكلب أصلا.
من أخرج الحمار من المخزن وفي أيّ وقت خرج وفي أيّ مكان بيّتوه (؟). أجاب بأنه لا يعلم ذلك.
هل لهم خدّام ومن هم وأين هم ومن أيّ وقت ذهبوا (؟) ويُجمل له في السؤال عن الطرابلسي حتى لا يشعر بالقصد له عسى أن يبرّأه. أجاب بأنه لهم وصيفا سالم وولد صغير وكان يخدم عندهم نفر طرابلسي وخرج من عندهم ثمّ رجع ثم خرج قبل الواقعة بنحو ستّة أو عشر أيّام.
لمن أعطى أحد العكّازين الذي به الحديد وأين العكّاز الثاني (؟). أجاب بأنّ الأوّل أخذه ولد العامل والثاني فإنه تركه...(بالمنزل)، فيمكن أنه رفعه بعض الناس لمّا وقع تفتيش الدار.
يُسئل عن سيرته يوم الأربعاء 26 من أوّل النهار إلى آخره34.
وثيقة عدد 13
"أسئلة الحاج أحمد النوري. سُئل عن الواقعة كيف هي وكيف وقوعها وهذا الرجل وُجد بمخزنك. فأجاب بـأنه ليس من أهل الشبهة لا هو ولا ولده. والمخزن الذي وُجد به القتيل من أحباس الزاوية وهو معدّ زوايل الزوّار وليس بخاص بهم ومفتاحه كثيرا ما يكون عند الكوّاش وغيره، والمخزن الثاني للأضياف (الضيوف)، والمخزن قفله ليس بحصين يحلّه كلّ مفتاح ويحلّه حتّى مسمار.
فسُئل عن الاضطراب الذي وقع منه في قوله أوّلا أن المفتاح ضاع منه منذ خمسة أو ستّة أيّام ثمّ لما قلت إنه صاع أمس. فأجاب بأنّ ذلك يمكن للتشويش الذي وقع له ممّا حلّ به من الزدمة على أهله وحريمه.
الكلب الذي بالمخزن لمن (؟). أجاب أنه له.
أيّ وقت كان الكلب بالمخزن (؟). أجاب أن الكلب أتوا به الخدّامة قبل يوم الواقعة ولا يعرف قبل ذلك يوم أو يومين أو غير ذلك، ولا علم لي به ولا أعرف من يموّنه.
سُئل عن وقت قفله المحزن وآخر عهده بالمفتاح (؟) فأجاب بأني قفلته ليلة الأربعاء ووضعت المفتاح معلّقا بدريبة داري وفقده صباحا.
هل سألت عن المفتاح أحدا (؟). أجاب أني سألت كلّ أحد ولم يجبني أحد عنه.
فسُئل من سأل (؟). فأجاب أني سألت عدّة أناس من عادتهم بأخذونه ولا أتذكّر الآن من هم.
سُئل عن الحمار من أيّ وقت كان بالمخزن (؟). أجاب بأنه ليلة الأربعاء بات بالمخزن ووجد صبيحة الأربعاء خارجه ولا يعرف من أخرجه من المخزن وبقي بالسباط خارج المخزن والدار وبات ليلة الخميس بالشارع بالساباط.
سُئل عن الحمار ومن يلوذ به. أجاب بانه يلوذ به تارة الكوّاش مسمى فريخة وتارة صانعه وتارة الطلبه لأن مؤونته خفيفة إذ غاية الأمر أن يُوضع أمامه شرذمة من الحشيش.
هل لك خدّامه مخصوصه (؟). أجاب بنعم وصيف سالم وواحد اسمه حسن القرقني كانوا سارحين بالإبل وجلبهم العامل وسجنهما، سجن صانع الكوّاش المسمّى محمد المصراتي وكلهم الآن بالسجن.
سئل هل لك خديم طرابلسي (؟). فأجاب بأنه كان لي خديم طرابلسي لكن حاسبته قبل وقوع الواقعة بأيام يوم الجمعو أخذ دراهمه وخرج.
سئل عن الفأس الذي وُجد بالمخزن لمن (؟). أجاب بأن آلات الفلاحة أجملها ولا أعرفها ولكن يعرفها الخدامة لأن هذه الأمور لا يُباشر بها شيئا وإنما يباشرها الخدامة وهم الذين يعرفونها.
بقي لما وقعت الغفله عند سؤاله عن سيرته يوم الأربعاء من أوّل النهار إلى آخره وأين توجّه وهل اجتمع باليهودي أو رآه من وقت العصر إلى وقت الغروب إلخ. والسؤال أيضا عن اليهودي القتيل هل يعرفه أم لا
سُئل الوالد عمّا أخبر به ولده بشأن الفرس: أجاب بعدن عدا الزمن بأنه قال في مصيف عام التاريخ الفارط.
سئل عمّن رهن عنده المقياس: أجاب بأنه لا يعرف اسمه وإنما رجّع له دراهمه وتسلّم منه المقياس ولا خلطة له بأهل الربا(ء) وأنه لم يقدم منه خلطة أخرى غير ما ذكر.
سئل عن يوم الأربعاء أيم كان: قال إنه توجه في نصف النهار الأول من داره إلى مخزنه ووقت الظهر صلّى الظهر بالزاوية...ثم خرج وجلس بمخزن الضياف وقدم له الشيخ الحاج محمد الكرّاي والشيخ محمود القطاري كلاهما عدول. ثمّ لما قرب العصر دخل الدّار فتوضّأ وتوجّه للجامع لصلاة العصر واجتمع بالإمام وتكلّم معه في شأن صلاة الاستسقاء ثم خرج وجلس بحانوت الحاج محمد الشعبوني وقدم ناس...منهم العادل المعالج عدل، ثم توجّه لزاويته وصلّى المغرب بها وقرأ الوظيفة ثم خرج إلى داره فوجّه له نايب العامل ليطلبه.
سئل عن اليهودي القتيل هل يعرفه أم لا: أجاب بأنه لا يعرفه ولا يطبق اسمه على ذاته35.
وثيقة عدد 14
"الحمد الله. أسئلة الوصيف سالم تابع الحاج أحمد النوري يوم 29: سُئل عن موجب سجنه (؟). أجاب في نازلة اليهودي القتيل بصفاقس بينما هو يرعى بالإبل التي توجّه بها لحيازة الجلّولي بالغربية.
كم له من حين توجّهه إلى أن قدم (؟). أجاب بعدم العلم حيث أنه لا يعلم.
سئل عن اليهودي: لا يعرفه.
سأله عن الفأس: أجاب بأن سيّده أبقاه في المخزن.
فسئل عن الكلب: أجاب بأنه لهم...وله مدّة36.
وثيقة عدد 15
أسئلة "محمد بن الحاج محمد المسراتي الصفاقسي صانع كوّاش. لماذا سُجن (؟): بينما هو جالس في الكوشة إذ أتاه الأعوان وجُلب وسئل هل سمع صياحا حيث أن كوشته قرب المخزن.
هل أن الكوشة يتصرّف فيها هو أو غيره (؟): قال إنه هو الذي يخدم بها وغير مكتريها وهو يخدم فيها بالأجر.
سئل هل سمع شيئا من الحسّ حينها (؟): إن بين الكوشه والمخزن 3 ميتروات فيبعد أنه لا يسمع شيئا. أجاب بأن الكوشة ليست معدّة للرحي وتطييب الخبز بل هي لتطييب الخبز وبذلك لا يلزمه ملازمة الجلوس بالكوشة دايما بل يمكث بها بمقدار تطييب الخبز فقط.
فسئل هل له طراحة بالكوشة (؟): فقال لا إنهم ثلاثة صغار"37.
وثيقة عدد 16
أسئلة موجّهة للوالد في يوم الأربعاء 29 جمادى الأولى 1293: "سئل عمّا ذكر ابنه في شأن المعاملة التي أخذها لشراء الفرس المقرّر يسراه: أجاب بما قرّره الابن نصّا سواء غير أنه عيّن الوقت زمن المصيف الفارط وذكر أنه لم يصدر منه خلطة في معاملة غير ما ذكر.
وسئل عمّن له عنده المقياس في المعاملة المذكورة: فقال إنه لا يعرف اسمه ولا نسبه وإنما رجّع له دراهمه وتسلّم المقياس إنه لا خلطة له بأهل الربا(ء).
سئل عن سيرته يوم الأربعاء 26 من صفر كيف كانت وأين توجّه من أوّل النهار لآخره: أجاب أنه في صدر النهار خرج من داره إلى مخزنه وصلّى الظهر بزاوية جدّه وقرأ الحزب بها، ثم خرج وجلس بمخزن الضياف وقدم له الحاج محمد الكراي والجاج محمود القطاري كلاهما عدل. ولما قرب العصر دخل الدار لتوضّأ وتوجّه للجامع لصلاة العصر، واجتمع بإمامه وخاطبه في شأن صلاة الاستسقاء. ثم توجّه منه لحانوت سي الحاج حامد الشعبوني وقدم أناس جلسوا هناك منهم الصادق المعالي العدل38، ثمّ توجّه لزاويته صلّ المغرب بها وقرأ الوظيفه، ثم خرج إلى داره فوجّه له نايب العامل يطلبه. فسُئل هل يعرف اليهودي القتيل أم لا: أجاب بأنه لا يعرفه ولا يطبق اسمه على ذاته. وسُئل هل اغتاظ عليه والده فيما سلف (؟): أجاب أنه لا يعوق والده حتى يغتاظ عليه غير أنه في العام الماضي كان رأى فرنسا فأعجبته فخاطب والده يشترها له فلم يسعفه لذلك، فسلّف 1000 ريال ليتشري به ورهن في ذلك زوج مقياس بالحجار، فسمع بذلك والده في الحين، ورجع الفرس لربّها والدراهم لصاحبها (اليهودي المقتول) واسترجع المقياس المرهون"39.
وثيقة عدد 17
"الحمد الله. أسئلة يحرّرها عامل صفاقس ويوجّه الجواب عنها من ساير المسؤولين بخطّ من يحسن الكتابة منهم وبالعدالة ممن لا يحسنها. حرر هذا في 2 جمادى الثانية 1293 (25 جوان 1876). يحرّر ما ادّعى في شأن مفتاح المخزن الذي وجد به القتيل من أنه يُوضع تارة بالكوشة وتارة بالدريبة، فيأخذه كل وافد من الزيّار والأضياف من غير استئذان لمعرفتهم محلّه.
ويُحرّر قفل المخزن هل هو حصين لا يفتح إلا بمفتاحه أو يفتح بأيّ مفتاح كان أو بمسمار.
ويُحرّر هل هذا المخزن لا يستغله أربابهم غالبا بدوابهم وإنما هو مخصوص بدوّاب الزوّار والأضياف حيث أن لهم مخازن أخر يستغلّون بها لدوابهم وغيرها من مهمّاتهم.
يسأل الحاج محمد الكراي هل قدم يوم الأربعاء 26 صفر 1293 لمخزن الضياف الحاج أحمد النوري بعد الظهر وجلس به مع ربّه المذكور كما يسأل الشيخ محمود القطاري عن مثل ذلك ويقيّد جوابهما بالكتابة حيثما كانا عدلين.
يسأل إمام الجامع الأكبر هل جلس معه أحمد النوري بعد صلاة عصر اليوم المذكور في الجامع وتكلّما في شأن صلاة الاستسقاء ويقيّد جوابه بالكتابة.
يسأل سي الحاج حامد الشعبوني هل قدم لدى الحاج أحمد النوري عشية اليوم المذكور بعد خروجه من الجامع المذكور وجلس بحانوته كما يسأل العدل الصادق المعالج هل قدم للحانوت المذكور ووجد الحاج أحمد المذكور به في الوقت المذكور وجلس معه هناك أو لا.
يسأل الطالب الساكن بالعلوّ المجانب للمخزن الذي وجد به القتيل، هل له علم بالنازلة ويوم الواقعة أيها كان وهل رأى أحد داخل المخزن وغير ذلك مما يلزم السؤال عنه.
يسأل طرّاحة الكوّاشة الثلاثة هل عاينوا أحد داخل المخزن أو لهم شيء من العلم بالنازلة.
يسأل الشيخ سي محمد القطاري هل قرأ عليه سي الحاج محمود النوري درسا بالمدرسه الحسينيّة قبل الزوال بأربعة ساعات يوم الأربعاء 26 صفر المذكور.
يسأل الشيخ عبد السلام الشرفي هل قرأ عليه المذكور درسا بالجامع الأعظم قبل الزوال بثلاث ساعات في اليوم المذكور. كما يسأل الشيخ أحمد مزيد المفتي هل قرأ عليه المذكور درسا بالجامع الأعظم قبل الزوال بثلاث ساعات في اليوم المذكور.
كما يسأل الشيخ محمود القطاري هل قرأ عليه المذكور درسا بعد زوال اليوم المذكور في المدرسة الحسينيّة.
كما يسأل من حضر لدرس البخاري على الشيخ عبد السلام الشرفي بعد عصر اليوم المذكور هل عاين بعضهم محمود المذكور خلف الحلقة ينصت إلى استتمّ الدرس أم لا حتّى خرج من الجامع.
كما يسأل سي الحاج محمد كمّون هل توجّه له المذكور قبل غروب اليوم المذكور بنحو نصف ساعة وتسلّم منه زجاجة ليبلغها لوالده"40.
وثيقة عدد 18
استدعى عامل صفاقس أربعة رجال "جميعهم من أهل المعرفة بصنعة الأقفال وأشهدوا أنهم توجّهوا بالإذن من الخليفة المذكور لمعاينة قفل المخزن الكائن داخل مدينة صفاقس الذي هو جوفي المفتح بالغرب من زاوية الشيخ المزار صاحب الكرامات والأسرار وليّ الله سيدي علي النّوري...لينظروا هل القفل المذكور حصين لا يفتح إلاّ بمفتاحه أو يفتح بأيّ مفتاح كان أو بمسمار، وأنهم حلّوا بالمخزن المذكور فوجدوا قفله بالفردة اليمنى من بابه، فتأمّلوا منه تأمّلا تامّا، فوجدوا القفل المذكور قديما غير حصين لا يتوقّف فتحه على مفتاحه، بل يتيسّر فتحه حتّى بقطعة تلّ من حديد معوّجة...أواسط شهر ثاني الجمادين من عام 1293 (جوان 1876)"41.
وثيقة عدد 19
جلب عامل صفاقس الطراّحة العاملين بالكوشة القريبة من المخزن الذي وقعت فيه الجريمة: "أجابه كلّ منهم بانفراده بمحضر شهيديه، بأنهم لم يعاينوا لا أحد فتح باب المخزن المذكور ولا دخل إليه ولا عندهم علم بشيء أصلا"، وتقع الكوشة بالقرب من زاوية العائلة: "الكاينة بحرم الشيخ سيدي علي النّوري جمعنا الله به وبالصالحين أمثاله"42.
وثيقة عدد 20
"الحمد الله. تعريب مكتوب للصدر الهمام جناب المولى الوزير الأكبر سيدي من مسيو رسطان المكلّف بأمور دولة فرنسا وقنصلها الجنرال بتونس في 29 يوليه 1876: أما بعد فإنّ المرأة مسعودة زوجة ابراهم نطاف الذي مات قتيلا بصفاقس منذ أشهر فارطة خاطبتني من مدّة عشرين يوم بمكتوب لم يظهر لي لزوم توجيهه لجنابكم إذ ذاك لأن جنابكم كان أخبرني بأنّ النازلة ستنفصل عن قريب. ولكن حين وقع تعطيل في إجراء الحكم في النازلة فإني لم أتوقّف من توجيه المكتوب المشار إليه لجنابكم راغبا منكم مزيد الاعتناء بما تضمّنه من المطلب. ولا شكّ عندي بأنّ محبّة جنابكم للإنصاف تحملكم على المسارعة في إنصاف هذه العائلة المسكينة من حقّها. محصّل مكتوب المرأة المذكورة: هو التشكّي من طول النازلة وتعطيل فصلها وإعادته بيان تفصيل الواقعة وختمت كتابها بطلب صدور الحكم الشديد على الحاج محمد النوري وعلى ابنه محمود حيث أنهما هما الجناة، كما تطلب زيادة على الحكم فيهما غرهما بمائة ألف فرنك على وجه العوض". وردّت السلطة على هذه الرسالة: "يُجاب بأنّ البحث والتأمّل واقع في النازلة وشرع البلاد في مثل هذه النازلة له لا تسوغ الحكم بالمال وإنما الحكم بالعقاب البدني بحسب ما تقتضيها الحجج"43.
وثيقة عدد 21
"الحمد الله. تعريب مكتوب من مسعوده ناطاف لناسي قنصل فرنسا بصفاقس مؤرّخ في 6 يولية (جويلية) 1877 نصّه: أما بعد فإنّه مراعاة للضرر الذي يحصل للأيتام من عدم قبولها المبلغ الذي صحّح به أهل صفاقس مصالحة عن دمّ أبيهم المقتول هناك مع أنّ أوصياء الأيتام وأقاربهم أعلنوا بقبوله ونظرا أيضا لفقر الأيتام أنفسهم...كونهم عايشين بإحسان أقاربهم، وأشير على كاتبه بقبول المصالحة. فبناء على ذلك لم يكن لها بدّ من قبول المبلغ المصالح به، وتقف عندما اتّفق عليه أوصياء الأيتام المذكورين وذلك بأن تشكر مروءة أهل صفاقس وتصفح عن الحاج أحمد النوري المسجون الآن بتونس وأنها عن نفسها وعن ولديها تشكرهما عبر نايب قنصل فرنسا...وبه شهادة الربّي رافاييل شالوم حاي كوهين بأنها وافقت بخطّ يدها على الحجّة الأصليّة ويليه شهادة أخيها يونه كوهين بما ذكر ثم شهادة نايب قنصل فرنسا بصفاقس بأن هذه نسخة مطابقة للأصل من نايب القنصل هناك"44.
الهوامش
1 Groebner Valentin. 1994.
2
Kalifa Chater, 2004.
3 حاول أهل مدينة صفاقس تبرئة عائلة النوري من الجريمة عبر تأكيدهم في شهاداتهم أنّ الحاج أحمد النوري "ليس من أهل الشبهة لا هو ولا ولده". أنظر: الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255-256.
4 محمد البشير رازقي، 2019.
5 الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و250.
6 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و270.
7 Ali Zouari, 1985 ; Sadok Boubaker, 2003 ; Ali Zouari, 1973.
8 مهدي جراد، 2017؛ مهدي جراد، 2011؛ سلوى هويدي، 2014.
9 محمد البشير رازقي، 2021.
10 محمد الهادي الشريف، 1993.
11 Mohamed Hédi Chérif, 1970.
12 عبد المجيد بلهادي، 2016، ص.28- 46.
تخبرنا التقارير الأمنيّة عن كثرة التجاء سكّان البلاد التونسيّة للاقتراض من عند الأوروبيين واليهود، حيث تخبرنا أحد الوثائق بأنّه "تكاثر دخول اليهود لديار المسلمين بدعوى أنّ لهم ديونا يستخلصونهم ... ويخشى من ذلك وقوع الهرج". أنظر: الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 29، عدد الوثيقة 75350.
13 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 248 مكرّر. الملف عدد 6. عدد الوثيقة 211 (6 يونية 1871).
14 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 1. الملف عدد 1- 11. عدد الوثيقة 1 + 2+ 11، بتاريخ 26 جمادى الثانية 1276.
15 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 1. الملف عدد 1- 11. عدد الوثيقة 12+ 16.
16 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 1. الملف عدد 1- 11. عدد الوثيقة 16.
17 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 31، عدد الوثيقة 75870 (شوال 1287).
18 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 31، عدد الوثيقة 76077(ربيع الثاني 1294).
19 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 22، عدد الوثيقة 73812.
20 دفتر عدد 3464، ربيع الأول 1277.
21تعرّضت عائلات عريقة كثيرة بالبلاد التونسيّة إلى الإفلاس وتفكّك وجاهتها ونفوذها خلال النصف الثاني من القرن التاسع ممّا أكسب عائلات أخرى عريقة وعيا بأهميّة التكاتف بين أعيان البلاد لحماية ما تبقّى لهم من جاه ومكانة ونفوذ.
أنظر: ابن أبي الضّياف، 1989، الجزء 7- 8.
22 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و236.
23 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و238.
24 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و244.
25 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و246.
26 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و247.
27 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و248.
28 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و250.
29 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و249.
30 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و251.
31 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و252.
32 نلاحظ حرص المتهم على توظيف الزمن الديني المقدّس لإثبات براءته.
33 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و253.
34 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و254.
35 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255-256.
36 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255.
37 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255.
38 أماكن مقدّسة وشخصيّات ذات هالة دينية واجتماعيّة أي ذوات وممارسات ذات أبعاد دينية مثل الصلاة وتلقّي الدروس الدينية وزيارة الزاوية، كل ذلك لصناعة ذاكرة مقدّسة شاهدة عن غيابته عن موقع الجريمة.
39 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و257.
40 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و258.
41 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و262.
42 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و263.
43 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و270.
44 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و274.
45 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و238.
46 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و248.
47 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و249.
48 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و253.
49 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و254.
50 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و254.
51 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و274.
2 Kalifa Chater, 2004.
3 حاول أهل مدينة صفاقس تبرئة عائلة النوري من الجريمة عبر تأكيدهم في شهاداتهم أنّ الحاج أحمد النوري "ليس من أهل الشبهة لا هو ولا ولده". أنظر: الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255-256.
4 محمد البشير رازقي، 2019.
5 الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و250.
6 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و270.
7 Ali Zouari, 1985 ; Sadok Boubaker, 2003 ; Ali Zouari, 1973.
8 مهدي جراد، 2017؛ مهدي جراد، 2011؛ سلوى هويدي، 2014.
9 محمد البشير رازقي، 2021.
10 محمد الهادي الشريف، 1993.
11 Mohamed Hédi Chérif, 1970.
12 عبد المجيد بلهادي، 2016، ص.28- 46.
تخبرنا التقارير الأمنيّة عن كثرة التجاء سكّان البلاد التونسيّة للاقتراض من عند الأوروبيين واليهود، حيث تخبرنا أحد الوثائق بأنّه "تكاثر دخول اليهود لديار المسلمين بدعوى أنّ لهم ديونا يستخلصونهم ... ويخشى من ذلك وقوع الهرج". أنظر: الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 29، عدد الوثيقة 75350.
13 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 248 مكرّر. الملف عدد 6. عدد الوثيقة 211 (6 يونية 1871).
14 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 1. الملف عدد 1- 11. عدد الوثيقة 1 + 2+ 11، بتاريخ 26 جمادى الثانية 1276.
15 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 1. الملف عدد 1- 11. عدد الوثيقة 12+ 16.
16 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 1. الملف عدد 1- 11. عدد الوثيقة 16.
17 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 31، عدد الوثيقة 75870 (شوال 1287).
18 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 31، عدد الوثيقة 76077(ربيع الثاني 1294).
19 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 22، عدد الوثيقة 73812.
20 دفتر عدد 3464، ربيع الأول 1277.
21تعرّضت عائلات عريقة كثيرة بالبلاد التونسيّة إلى الإفلاس وتفكّك وجاهتها ونفوذها خلال النصف الثاني من القرن التاسع ممّا أكسب عائلات أخرى عريقة وعيا بأهميّة التكاتف بين أعيان البلاد لحماية ما تبقّى لهم من جاه ومكانة ونفوذ.
أنظر: ابن أبي الضّياف، 1989، الجزء 7- 8.
22 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و236.
23 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و238.
24 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و244.
25 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و246.
26 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و247.
27 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و248.
28 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و250.
29 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و249.
30 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و251.
31 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و252.
32 نلاحظ حرص المتهم على توظيف الزمن الديني المقدّس لإثبات براءته.
33 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و253.
34 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و254.
35 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255-256.
36 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255.
37 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و255.
38 أماكن مقدّسة وشخصيّات ذات هالة دينية واجتماعيّة أي ذوات وممارسات ذات أبعاد دينية مثل الصلاة وتلقّي الدروس الدينية وزيارة الزاوية، كل ذلك لصناعة ذاكرة مقدّسة شاهدة عن غيابته عن موقع الجريمة.
39 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و257.
40 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و258.
41 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و262.
42 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و263.
43 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و270.
44 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و274.
45 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و238.
46 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و248.
47 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و249.
48 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و253.
49 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و254.
50 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و254.
51 السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7، و274.
المصادر والمراجع
الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 1. الملف عدد 1- 11.
الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 219 مكرّر. الملف عدد 337 مكرّر. الملف الفرعي 3/7.
الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 248 مكرّر. الملف عدد 6. عدد الوثيقة 211 (6 يونية 1871).
الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 31.
الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية. الصندوق عدد 55. الملف عدد 602. الملف الفرعي عدد 22.
ابن أبي الضّياف أحمد، إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان، الجزء الخامس، تحقيق: أحمد الطويلي، تونس، الدّار التونسيّة للنشر، 1989، الجزء 7- 8.
بلهادي عبد المجيد، 2016، تونس والهيمنة الاستعمارية زمن الاستعمار، جامعة منّوبة: المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر، تونس.
جراد المهدي، 2011، تجّار البلاط بإيالة تونس (أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن التاسع عشر)، كلية الآداب والعلوم الانسانيّة بسوسة/ دار الاتحاد للنشر والتوزيع، 2017.
جراد، المهدي، عائلات المخزن بالإيالة التونسية خلال العهد الحسيني (1705- 1881)، كليّة العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة بتونس.
دفتر عدد 3464، ربيع الأول 1277.
رازقي محمد البشير،2019، "التحقيق الجنائي في مدينة تونس غداة الحماية الفرنسيّة (1860- 1881): تقنيات التحقيق ومقاومة الجريمة"، هسبريس- تمودا، جامع محمد الخامس بالرّباط: كلية الآداب والعلوم الانسانيّة، العدد 54، المجلّد 2، ص. 177- 220.
رازقي محمد البشير، 2021، العنف ضدّ الأوروبيين والمحميين في مدينة تونس خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1860- 1881). دار كلمات للنشر والتوزيع، مصر.
الشريف محمد الهادي، 1993، تاريخ تونس، سيراس للنشر، تونس، ط.3.
هويدي سلوى، 2014، أعوان الدولة بالإيالة التونسية: الأفراد، المجموعات، شبكات العلاقات، 1735-1814، كليّة العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة بتونس.
BOUBAKER Sadok, 2003, « Négoce et enrichissement individuel à Tunis du 17e siècle au début du 19e siècle », Revue d'histoire moderne et contemporaine, T. 50, No. 4, p. 29-62.
CHERIF Mohamed Hédi, 1970, « Expansion européenne et difficultés tunisiennes.1815-1830 ». In, Annales.E.S.C. N°3, p.714-745.
Ez-ZOUARI Ali, 1973, L'histoire de la famille En-Nouri de Sfax des origines (17e s.) jusqu'à la fin du 19 siècle, Maîtrise : Histoire : Aix-Marseille 1, (S.D: Robert Mantran), Maison Méditerranéenne des Sciences de l'Homme (Aix-Marseille) - MT-22185.
KALIFA Dominique, 2004/1 ,« Les lieux du crime. Topographie criminelle et imaginaire social à Paris au 19e siècle », Sociétés et Représentations, n° 17, p.131-150.
VALENTIN Groebner, 1994, « La ville et le corps. La perception du corps blessé à Nuremberg à la fin du 15e siècle », Médiévales, n°27, Du bon usage de la souffrance. p. 67-74.
Ez-ZOUARI Ali, 1985, « Deux documents d'archives relatifs au commerce de Djerba et de Sfax avec l'Egypte au début du 19e siècle », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n.39, p. 189-199.
الكاتب
محمد البشير رازقي
المعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة.